أهلا وسهلا بك إلى منتديات أئمة الأوقاف المصرية .
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات أئمة الأوقافالخطبة الاسترشادية 24 شوال 1437هـ 29 يوليو 2016   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالإثنين يوليو 25, 2016 8:24 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاليوم السابع / غلق باب التقديم لمسابقة الدعاه بعد غد الثلاثاء الموافق 26 يوليو 2016   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالأحد يوليو 24, 2016 8:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافضوابط الاعتكاف لشهر رمضان 1437 هـ 2016 م   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:51 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعميم : عدم حضور أي دورات تدريبية إلا بتصريح من الأوقاف   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعليمات هامة للأئمة قبل شهر رمضان 1437 هـ 2016 م   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالإثنين مايو 30, 2016 6:46 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التسوية لوظيفة إمام وخطيب المجموعة الأولى   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالخميس أبريل 28, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء المرشحون أوئل القراءة الحرة لمرافقة بعثة الحج لهذا العام 1437هـ 2016 م   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:53 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التفتيش العام إبريل 2016 م  أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:41 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافإلى اخي الأستاذ سعد غابة فضلا   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالجمعة أبريل 15, 2016 1:36 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاف وفاه كبير ائمه مركز زفتى غربيه  أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالسبت أبريل 02, 2016 6:49 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاففضيلة الشيخ زكريا السوهاجي وكيل وزارة الأوقاف بأسوان يفتتح مسجد الروضة  أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالسبت مارس 26, 2016 6:55 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتكليف د خالد حامد برئاسة لجنة الاتصال السياسي بالوزارة يعاونه الأستاذ مخلص الخطيب   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالسبت مارس 19, 2016 9:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافحوار فضيلة الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف مع جريدة الأهرام   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالجمعة مارس 18, 2016 12:06 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافافتتاح عشرة مساجد غدا الجمعه 18 مارس 2016 م  أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالخميس مارس 17, 2016 11:50 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافالمطالبون بالتسوية بالمؤهل الجامعي عليهم التوجه لمديرياتهم فورا وآخر موعد غدا الثلاثاء   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالإثنين مارس 07, 2016 6:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاقتراح من فضيلة الشيخ عبد الناصر بليح بعمل انتخابات مجلس إدارة الصندوق بالمديريات أو بقطاعات ثلاثه   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:57 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافماذا تعرف عن صندوق نهاية الخدمة  أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافإعلان شغل وظائف بمديرية أوقاف بني سويف   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الذين سيحصلوا على الدرجات بوزاة الأوقاف لجميع العاملين بالوزارة 2016   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:33 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة إيفاد القراء في شهر رمضان 1437هـ 2016 م   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالثلاثاء مارس 01, 2016 8:50 am من طرف

منتديات أئمة الأوقاف المصرية  :: صوت المنبر

شاطر
  أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالثلاثاء نوفمبر 23, 2010 12:56 am
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
الصورة الرمزية

الشيخ عبد الستار الخضراوى

البيانات
عدد المساهمات : 110
نقاط : 322
تاريخ التسجيل : 20/11/2010
العمر : 64
العنوان : مركز منوف محافظة المنوفية امام وخطيب بمسجد الناخودية
مكان العمل : امام وخطيب ومدرس اول

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: أدب الطريق من الحقوق العامة, محاسن الشريعة   أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Emptyالثلاثاء نوفمبر 23, 2010 12:56 am



أدب الطريق من الحقوق العامة, محاسن الشريعة



**ملخص الخطبة
1- فضل أخلاق الإسلام. 2- شعب الإيمان. 3- فضل كلمة التوحيد. 4- علاقة الأخلاق بالإيمان. 5- فضل إماطة الأذى عن الطريق. 6- وعيد من ألقى الأذى في الطريق. 7- من أنواع الأذى وصوره. 8- حقوق الطريق وآدابه.
الخطبة الأولى*أمّا بعد: فيا أيّها الناس، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى. ان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله علية وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النارعبادَ الله، إنَّ ربَّكم غَنيٌّ عَنكم، لاَ تَضرُّه مَعصيةُ من عَصَاه، ولا تَنفعُه طاعةُ مَن أطاعَه
عبادَ الله، في سنّةِ محمّدٍ أدبٌ رفيع وخُلُق جمّ ورَبطٌ لأعمال المسلم بإيمانه وصعودٌ بالمسلم مِن خلقِ الأنانيّة إلى خُلُق البذل والعطاء، فيها تهذيبُ السلوك، فيها شَحذُ الهمَم، فيها إبراز شخصيّة المسلم لأن يكونَ عضوًا صالحًا في مجتَمَعِه، يشعُر بمسؤوليّتِه، ويعلم أنّ عليه واجبًا نحوَ أمّته على قدر حاله، وكلٌّ على قدر مستواه.
أيّها المسلم، هذه الشريعةُ كلُّها خيرٌ وكلّها رحمة وكلّها أدب عظيم، أعداءُ هذا الدين أخَذوا من محاسِنِ دينِنا ما زيَّنوا به أنظِمَتَهم الباطلة وجَعلوها كأنها مصدرٌ من مصادِرِهم أو من تلقاءِ أنفسهم، إلاَّ أنها أخلاق إسلامنا، عرفوها فنظَّموا بها شيئًا من دنياهم، فصاروا بها في غايةٍ من السّعادة على قدرِ ما أخَذوا من تعاليم الشريعة، لكن للأسَفِ الشديد أنّ بعضَ أبناء المسلمين فُقِدت منهم هذه الأخلاق، هو مسلمٌ مؤمن مصلٍّ صائم لكن أخلاق التعامل نفقِدها من بعض المسلمين، نفقِد من بعض أبنائِنا أخلاقَ التعامل في المجتمَعِ المسلم، فكأنّ الأخلاقَ شيء والإيمانَ شيء آخر، والواقعُ أنّ شريعةَ الإسلام تجعل هذه الأخلاقَ جزءًا من أجزاءِ الإيمانِ العظيم، فاسمَع نبيَّك حيثُ يقول: ((الإيمانُ بِضعٌ وستّون ـ أو قال: ـ بضعٌ وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريق، والحياءُ شعبة من شُعَب الإيمان))(1)[1].
أخي المسلم، لِنقِف قليلاً مع هذا الحديثِ النبويّ الصحيح الذي يوضِح فيه النبيّ أنّ الإيمانَ له شُعب، إما بِضع وستون أو بضع وسبعون. هذه الشعبُ المتنوِّعة كلّها داخلة تحت اسم الإيمان، وهي متفاوِتَة في فضلها وكِبَرها، فأجلُّ هذه الشعب وأعظمها قول: "لا إله إلا الله"، أساس الملّة والدين التي من قالها عالمًا بحقيقتِها معتقِدًا ما دلّت عليه بقلبه عاملاً بمقتضَى ذلك من إخلاصِ الدين لله وإفرادِ الله بالعبادةِ فإنّه بتوفيقٍ من الله مآلُه دخولُ الجنّة وإن عُذِّب على قدر مخالفته. ثمّ هذه الشعب تأتي بعد "لا إله إلا الله" من فرائضِ الإسلام مِن واجبات الإسلام، ثم أدنى هذه الشعبِ إماطةُ الأذى عن الطريق.
أخي المسلم، لنقِف قليلاً، ((أدناها إماطة الأذى عن الطريق))، يعني أنَّ إماطةَ الأذى ورفعَ الأذَى عن طريقِ المسلمين، رفع هذا الأذى إزالة هذا الأذى السّعي في إزالته إمّا بنفسِك أو بالإيعاز والرفع لمن لَدَيهم التنفيذ لإزالةِ هذا الأذى عن الطّريق يُعتَبَر شعبةً من شعب الإيمان وخُلُقًا من خُلق الإيمان وخصلةً من خصالِ الإيمان. إذًا فهذا يعطِي المسلم مسؤوليّة، ويحمِّله مسؤوليةً على قدره، ويجعَل هذا مرتبِطًا بالإيمان. فأخلاق المسلمين كبيرُها وصغيرها هي ممتدَّة من إيمانهم، ولها علاقةٌ بإيمانهم، فيعمل المسلم العملَ وهو جزءٌ من إيمانه ليتقرَّبَ إلى الله بذلك العمل الصالح.
الطريقُ ـ أيها المسلم ـ يسلُكه الجميع، والطريق مهيّأٌ لأن ينتفِع به الكلّ، والطريق موضوعٌ ليعبرَ الناس ويسلكوه. إذًا فإذا رأى المسلم في هذا الطريق العامّ أذى، هذا الأذى لم يحدَّد بشيء، إما إذًى قاذورات أوساخ حجارة تراب، وقل ما شئتَ من أيّ إذًى يمنع المارّةَ من السلوك، أو يعيقُ سلوكَهم، أو يسبِّب ارتباكَ السير، فكلّه إذًى، إذا أزاله المسلِمُ وتفضّل بإزالته فقد أتى شعبةً من شعَب الإيمان، وقد عمِل بخلقٍ من أخلاق الإيمان، يطبِّقها المسلم، يمليه عليه إيمانُه لكونه مؤمنًا بالله يسمع ويطيع لله ورسولِه. فما أشرَفَ هذا الخلُق؛ أن يكونَ إزالةُ الأذى ورفع الأذى عن طريق المسلمين خُلقًا من أخلاق المؤمنين؛ ليعطيَ دَفعةً للمسلم أن يعملَ ويسعى ويترفّع بالفضائلِ والآدابِ الشّريفة.
أيّها المسلم، ونبيُّنا لما أخبرَنا أنّ إماطةَ الأذَى عن الطريق شُعبةٌ من شعبِ الإيمان أخبرنا أيضًا أنّ ذلك صدَقةٌ منك على نفسك، في الحديث عنه قال: ((كلُّ سلامَى من الناس عليه صدقة))، والسلامى الأعضاء الدقيقة، فسلامتُها تكاملها وخلُوّها من الأوجاع والأمراض نعمَة تحتاج إلى أن تقابِلَها بشكر الله، ((كلَّ يوم تطلُع فيه الشمس تعدِل بين اثنين صدقة))، يعني إذا أصلحتَ بين متخاصِمَين فقد تصدَّقتَ صدقةً منك، ((تعين الرجلَ على دابّته فتحمِله عليها ترفَع له عليها متاعَه صدقة، وبكلِّ خطوة تخطوها إلى المسجد صدقة، والكلمَة الطيبة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة))(2)[2]. إذًا هو من شعب الإيمان، وإزالته صدقةٌ منك على نفسِك.
ثم اسمع ـ أخي ـ أيضًا ثوابًا آخَر في آجِل أمرِك لمن له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد، يقول فيما صحَّ عنه: ((بينما رجل يمشي في الطريق إذا هو بغصن شوك، فأخذه عن الطريق، فشكر الله له، فغفر له))(3)[3]. عملٌ يسير، غصن شوكٍ أخذه ونحاه عن الطريق حتى لا يؤذيَ المارّةَ، فشكر الله له فِعلَه وغفر له ذنبه بهذا العملِ اليسير، ما أعظَمَ الفضلَ والإحسان.
ثوابٌ آخر، يقول : ((رأيتُ رجلاً يتقلَّب في الجنّة))، ما عمله؟ ((رأى شجرةً في طريقِ المسلمين فأزالها))(4)[4]، فهو يتقلَّب في الجنة بهذا العمل اليسير.
أيّها المسلم، فإذا علِمنَا الثوابَ العظيم والفضلَ الكبير فلنسمَع إلى عقوبةِ من رفَض هذا الأمرَ وخالف هذا الفضلَ، يقول : ((اتّقوا اللاّعِنَين))، قالوا: وما اللاعنان يا رسولَ الله؟ قال: ((الذي يتخلَّى في طريقِ المسلِمين أو ظلِّهم))(5)[5]. هذا الشخصان الواحدُ منهم يتخلّى في طريق المسلمين، يأتي للطّرُق العامّة فيتغوَّط أو يبول في ناحيةٍ منها، ثانيًا: أن يتخلّى في ظلِّهم، يأتي لظلِّ الأشجار التي يستظلّ بها النّاس ويجلِسون تحتَها ويقضون بعضَ وقتِهم تحتها، إمّا في طرقٍ عامة أو حدائقَ عامّة، يأتي لتلك الشّجرةِ المظِلّة التي ربما يأتي محتاجٌ إليها فيعمَل فيها الأعمالَ السيئة، ربما تغوَّط أو بالَ فيها، ثانيًا: ربما ألقَى فيها قاذوراتٍ وأوساخًا، ربما ذبحَ ذبيحتَه فألقى الفرثَ والعظام وفضلاتِ الطعام فيها، ربما ألقَى فيها فَضلات الأطفالِ وقاذورات الأطفال، لماذا؟ لأنّه ليس عنده إحساسٌ في نفسه ولا خلُق إيمانيّ يمنعه، وإذا عُدِم خلُق الإيمان فلا خيرَ في الإنسان.
أيّها المسلم، قد تخشَى لو رأيتَ مراقبًا يراقِب أحوالَك ويلاحِظ تصرّفاتك لامتنعتَ، لكن ألا تخشَى والله عليمٌ بسرِّك وعلانيّتك ومحيط بك من كلّ وجه؟! فاتَّق الله، واعرف للمسلمين حقَّهم، ولا تتعدَّ على حقوقهم، وتأدَّب بالأدب الإسلاميّ.
أيّها المسلم، إنّ هناك أذًى متعدّدًا في طُرُقاتِ الناس لا يبالي البعضُ به، فمِن أنواع الأذى في الطريق إلقاءُ القاذورات في الطريق، ثانيًا: بعضُ المتهوِّرين ومن لا حياءَ عندهم تراه في سيّارته فإذا انتهى من علبةِ الماء أو من أيِّ مشروب فتح زجاجةَ البابِ وألقاها في الطريق فربما وقعَت على سيارةٍ أو على مارّ أو سبَّبت حوادثَ إلى غير ذلك، لا يبالي، علبةُ الماء أو أيّ مشرب ينتهي منه، والنهايةُ أن يفتحَ زجاجةَ السيارة ثمّ يلقِي ذلك في الطريق دونَ أن يميِّز هل تضرّ أحدًا أم لا.
من الأذى في الطريق أنّ بعضَهم لا يبالي في الطريق، فيسير سَيرًا غيرَ منضبِط وغير متَّزن، لا يراعي طُرُق السّير، ولا يراعي المواقفَ المعروفة، ولا يهتمّ بإشارة منع الوقوف أو نحو ذلك، ولا يبالي.. من أذى الطريق أيضًا بعضُهم ربما وقفوا في طريقِ الناس وهم في سيَّاراتهم فتحدَّث بعضهم إلى بعض وأخَذوا في أطرافِ الأحاديث دونَ أن يبالوا بمن وراءَهم وبمن عن جانبهم.
من أذى الطريقِ أحيانًا أنَّ البعضَ لا يبالي بالطريق، يؤذِي الناس بأقواله وأفعاله، ونبيُّنا قال لأصحابِهِ: ((إيّاكم والجلوسَ في الطرقاتِ))، قالوا: يا رسولَ الله، مجالسُنا لا بدّ منها نتحدّث، قال: ((إن كنتم أبَيتُم إلاّ أن تفعلوا فأعطُوا الطريقَ حقَّه))، قالوا: وما حقُّ الطريق يا رسول الله؟ قال: ((غضُّ البصَر، وكفّ الأذى، وإفشاءُ السلام، والأمرُ بالمعروف، والنّهي عن المنكر))(6)[6]. هذه حقوقُ الطريق: غضّ البصر، المسلم يمشي في الطريق غاضًّا بصرَه عمّا حرّم الله عليه النظرَ إليه: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30]. كم من متسكِّع في الطرقاتِ لا غرضَ له ولا حاجَة سوى أن ينظرَ إلى هذه وتلك، وكم من أناسٍ ـ هدانا الله وإياهم ـ اتَّخذوا الأسواقَ مَصيَدةً لمن يريدُ التغريرَ والإضرار به، وهذا عامّ للمرأة والرجل، فالمرأة تغضّ بصرَها وتمتنِع عن الإتيانِ إلا للحاجة، والرجل يغضّ بصرَه ولا يتطلّع إلى عوراتِ الآخرين. يكفُّ الأذى في الطريق فلا يؤذِي الناسَ بلسانه، لا كلامًا سيّئًا، ولا همزًا ولمزًا وعيبًا، ولا سخريّة واحتقارًا، هو كافٌّ الأذى عن الناسِ، لا يؤذيهم لا بالأقوالِ كما لا يؤذيهم بالأفعال، وهو يفشِي السلامَ ويسلِّم على من لقيه، وهو يأمر بالمعروفِ وينهَى عن المنكر على قدرِ استطاعته، إذَا رأَى من يعمَل المنكرَ نهاه وحذَّره بحكمةٍ ورفقٍ ولين، ينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف ويدعو إلى الخير.
أيّها الإخوة، لقد أساءَ البعض إلى طرُق المسلمين إساءةً عظيمة فتحمَّلوا الإثمَ والوِزر، أساؤوا لطريقِ المسلمين فآذوا الناسَ في طرقاتهم بأقوالِهم وأفعالهم. بعضُ قائدة السيارات يؤذون الناسَ بالأصواتِ المزعِجة ويؤذون الناسَ بالنظَرات المهلِكة، ويؤذون الناس بالمواقفِ الخاطِئة، فربَّما عطَّلوا مصالحَ الغيرِ من غيرِ مبالاة. يأتي ويوقِف سيّارتَه في أيّ مكان شاء، لا يبالي هل هذا الموقفُ يقطَع الطريقَ على الناس، هل يؤثِّر على العابرين أم لا، ثم يقضي ساعاتٍ طويلة، وغيره ينتظِر متى يأتي هذا ليفسَحَ الطريق أمام الجميع، لو أنك المبتلى بهذا لأقمتَ الدنيا وما أقعدتها، إذًا فلا بدّ أن ننصف من أنفسنا وأن نعاملَ غيرّنا كما نحبّ أن يعاملنا غيرنا بذلك.
إنّ طرُقَ الناس مصلحةٌ للجميع، فلا يلقَى فيها أذى؛ لا بماء ولا بزجاجٍ ولا بأيّ مؤذٍ ومعكِّر للطريق، وإنّ ظلَّ الناس ومستَرَحات الناسِ وحدائقَهم العامّة يجب أن يحترمَ كلٌّ صاحبه، فالاحترام وتبادُلُ المصالح العامّة وكون كلٍّ يحترم صاحبَه ويشعر بمسؤوليته هذا هو الخلق الذي دعا إليه الإسلام.
وتميط الأذى عن الطريق فهو شعبةٌ من شعب الإيمان، خُلُق من أخلاقِ الإسلام، فلنسمُ بأخلاقنا إلى معالي الأمور، ولنترفَّع عن الدنايا، ولتكن أخلاق الإسلام ملازِمَةً لنا رآنا الناس أم غابوا عنَّا، خلُق كامنٌ في نفوسنا، يمنعنا من الرذائل، ويحمينا من السَّفَه، ويجعلنا على مستوى المسؤولية في أحوالنا كلِّها.
فاتّقوا الله يا عباد الله، وتعاوَنوا فيما بينكم على البرِّ والتقوى، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ [محمد:33].بارك الله ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هَذا، وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إلَيه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانيةالحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيهِ كَمَا يحبّ ربُّنا ويرضَى، وأشهَد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شَريكَ له، وأشهَد أنّ محمّدًا عَبده ورَسوله، صَلّى الله عليه وعَلى آله وصَحبِه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.
أمّا بَعد: فيا أيّها النّاس، اتَّقوا الله تعالى حقَّ التّقوى، واجتنِبوا أذى المسلمين في أحوالهم كلِّها، والله يقول: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب:58].
أخِي المسلم، وأنتَ تسيرُ في الطّريقِ بسيّارتك أليسَ مِنَ الأذَى أن تُربِكَ السّيرَ بأن تتخطّى من أمامَك فربَّما أوقعتَه أو أوقعتَ غيرَه في هَلَكة؟! أليسَ هذا منَ الأذى؟! تمشي مِشيةً جنونيّة فتتخطّى غيرَك، وربما تسبَّبتَ في حوادثَ متعدِّدة، سببُها هذا التهوُّر الزائد وعدمُ المبالاة بمصالح الآخرين وأرواح الآخرين. أليس من الأذى أن يمسِكَ الطفل الذي لم يميّز ولا عنده تقديرٌ؛ أن يُعطَى سيارةً يقودها لا يحسِن قيادتَها وليسَ عنده تمييزٌ وحُسن تقديرٍ للمصالح من المفاسد، فربَّما سبَّب بقيادتها ضَررًا على المسلمين في طريقهم.
أخِي المسلم، إنَّ كفَّ الأذَى من أخلاقِ المؤمنين، البعضُ من الناس عندَما ينتهي بناؤُه وتشييد بنائه ربما ينسَى فضلاتِ البناء من عن يمينه أو شِماله، وربما ينقلها من جانبِ بيته إلى أرضِ مجاورةٍ، فيلقي فيها فضلاتِ بنائه المختلفة يلقيها في أرض الغير، لماذا؟! أليس هذا ملكًا لمسلم؟! غدًا إذا أراد أن يبنيَ فينفِق نفقةً طائلة على رفعِ هذه الفضلاتِ وإزالتها من أرضه، فلماذا أنت تبعِد الأذى عن نفسك ثم تؤذي به غيرك؟!
إنَّ الإسلامَ يؤدّب المسلم أن يعاملَ غيرَه كما يحبّ أن يعاملَ نفسَه، وأن لا يتَّخذ من بيته وأيّ تصرفاتِه ما يؤذي الآخرين. كم من أناسٍ في الطريق يجلِسون على فناءِ المساجد لكي ينظروا مَن يمرّ ومن يأتي، ولكي تنطلقَ النظرات المسمومةُ من أعينِهم والألفاظ السيّئة الوقِحَة من غير حياءٍ وخَجَل.
فلنحترِم الطّرُقَ ومجالسَ الناس، ولنكفَّ الأذى، ولنتخلَّق بأخلاق الإيمان الذي يجعل إزالةَ الأذى شعبةً من شعب إيماننا ليسموَ بنا إلى مكارمِ الأخلاق وفضائل الأعمال، وصدق الله: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128].
أيّها المسلم، بعضهم ربما ألقَى فضلاتِ الأمتعةِ من عُلَب أو كراتين ونحوها، لا يبالي يلقِيها في الطريق، يلقيها عند متجره ويقول: تأتي الجهاتُ المختصَّة لترفعَه عن طريق الناس. أنت يا أخي المسلم، لماذا هذا العمل؟! لماذا لا تكون عَونًا في سلامةِ الطريق الصغير والكبير؟! لماذا تؤذي الناس بأيّ أنواع الأذى؟!
فلنتخلَّق بأخلاق إيماننا الذي يربّينا على الفضائل ويؤدِّبنا بالآداب العالية لتكون جزءًا من إيماننا، نؤدّيها على قناةٍِ وطاعة لله ورسوله. أسأل الله للجميع التوفيقَ والهداية والعونَ على كلِّ خير، إنّه على كلّ شيء قدير.
واعلموا ـ رحمكم الله ـ أنَّ أحسنَ الحديث كتاب الله، وخيرَ الهديِ هدي محمد ، وشرّ الأمورِ محدثاتها، وكلّ بدعةٍ ضلالَة، وعليكم بجماعةِ المسلِمين، فإنّ يدَ الله عَلَى الجماعة، ومن شذّ شذّ في النار.
وصلّوا ـ رحِمكم الله ـ على عبدِ الله ورسولِه محمّد كَمَا أمركم بذلك ربّكم، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمّد، وارضَ اللهمَّ عَن خلَفَائِه الراشدين...(1) أخرجه البخاري في الإيمان (9)، ومسلم في الإيمان (35) عن أبي هريرة رضي الله عنه.(2) أخرجه البخاري في الجهاد (2989)، ومسلم في الزكاة (1009) عن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه.
(3) أخرجه البخاري في الأذان (654)، ومسلم في الإمارة (1914) عن أبي هريرة رضي الله عنه.(4) أخرجه مسلم في كتاب البر (1914) عن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه.(5) أخرجه مسلم في الطهارة (269) عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ اللّعّانين، وهذا لفظ أبي داود في الطهارة (25).
(6) أخرجه البخاري في الاستئذان (6229)، ومسلم في اللباس وفي السلام (2121) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.






الموضوع الأصلي : أدب الطريق من الحقوق العامة, محاسن الشريعة // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: الشيخ عبد الستار الخضراوى






توقيع : الشيخ عبد الستار الخضراوى






الــرد الســـريـع
..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



  أدب الطريق                من الحقوق العامة, محاسن الشريعة Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة