أهلا وسهلا بك إلى منتديات أئمة الأوقاف المصرية .
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات أئمة الأوقافالخطبة الاسترشادية 24 شوال 1437هـ 29 يوليو 2016 مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالإثنين يوليو 25, 2016 8:24 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاليوم السابع / غلق باب التقديم لمسابقة الدعاه بعد غد الثلاثاء الموافق 26 يوليو 2016 مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالأحد يوليو 24, 2016 8:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافضوابط الاعتكاف لشهر رمضان 1437 هـ 2016 م مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:51 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعميم : عدم حضور أي دورات تدريبية إلا بتصريح من الأوقاف مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعليمات هامة للأئمة قبل شهر رمضان 1437 هـ 2016 م مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالإثنين مايو 30, 2016 6:46 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التسوية لوظيفة إمام وخطيب المجموعة الأولى مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالخميس أبريل 28, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء المرشحون أوئل القراءة الحرة لمرافقة بعثة الحج لهذا العام 1437هـ 2016 م مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:53 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التفتيش العام إبريل 2016 ممقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:41 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافإلى اخي الأستاذ سعد غابة فضلا مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالجمعة أبريل 15, 2016 1:36 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاف وفاه كبير ائمه مركز زفتى غربيهمقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالسبت أبريل 02, 2016 6:49 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاففضيلة الشيخ زكريا السوهاجي وكيل وزارة الأوقاف بأسوان يفتتح مسجد الروضةمقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالسبت مارس 26, 2016 6:55 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتكليف د خالد حامد برئاسة لجنة الاتصال السياسي بالوزارة يعاونه الأستاذ مخلص الخطيب مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالسبت مارس 19, 2016 9:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافحوار فضيلة الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف مع جريدة الأهرام مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالجمعة مارس 18, 2016 12:06 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافافتتاح عشرة مساجد غدا الجمعه 18 مارس 2016 ممقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالخميس مارس 17, 2016 11:50 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافالمطالبون بالتسوية بالمؤهل الجامعي عليهم التوجه لمديرياتهم فورا وآخر موعد غدا الثلاثاء مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالإثنين مارس 07, 2016 6:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاقتراح من فضيلة الشيخ عبد الناصر بليح بعمل انتخابات مجلس إدارة الصندوق بالمديريات أو بقطاعات ثلاثه مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:57 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافماذا تعرف عن صندوق نهاية الخدمةمقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافإعلان شغل وظائف بمديرية أوقاف بني سويف مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الذين سيحصلوا على الدرجات بوزاة الأوقاف لجميع العاملين بالوزارة 2016 مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:33 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة إيفاد القراء في شهر رمضان 1437هـ 2016 م مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالثلاثاء مارس 01, 2016 8:50 am من طرف

منتديات أئمة الأوقاف المصرية  :: صوت المنبر

شاطر
مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالثلاثاء نوفمبر 23, 2010 1:09 am
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
الصورة الرمزية

الشيخ عبد الستار الخضراوى

البيانات
عدد المساهمات : 110
نقاط : 322
تاريخ التسجيل : 20/11/2010
العمر : 64
العنوان : مركز منوف محافظة المنوفية امام وخطيب بمسجد الناخودية
مكان العمل : امام وخطيب ومدرس اول

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: مقومات الحياة الزوجية السعيدة مقومات الحياة الزوجية السعيدة Emptyالثلاثاء نوفمبر 23, 2010 1:09 am



مقومات الحياة الزوجية السعيدة



**ملخص الخطبة
1ـ أهمية الأسرة. 2ـ فضل الزواج. 3ـ نصائح للأزواج. 4ـ نصائح للزوجات. 5ـ من منكرات الأفراح. 6ـ التحذير من ظاهرة العنوسة.
الخطبة الأولىأما بعد: فاتقوا الله ـ عباد الله ـ حق التقوى، فمن اتقى ربه علا، ومن أعرض عنه غوى. فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل.ان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله علية وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار
أيها المسلمون، الأسرة أساس المجتمع، منها تفترق الأمم وتنتشر الشعوب. نواةُ بنائها الزوجان، ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواْ [الحجرات:13]. والأسرة هي المأوى الذي هيأه الله للبشر يستقر فيه ويسكن إليه. وفي الزواج معمار الكون وسكن النفس ومتاع الحياة، بقيامه تنتظم الحياة ويتحقق العفاف والإحصان، يجمع الله بالنكاح الأرحام المتباعدة والأنساب المتفرقة. وعد الله فيه بالغنى والسعة في الرزق ولا خُلف لوعد الله: إِن يَكُونُواْ فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ [النور:32]. وفي اختيار لبنة النكاح تتسع الآفاق، فيقرب البعيد ويُبَرّ القريب. وهموم الزوجين عديدة ومتشعبة، ولكن حسن العشرة وطيب المودة يبددها، وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء:19]. وفي الأسرة عتاب ومودة، سخط ورضا، والرجل يرفعه الأدب ويزكيه العقل، يضع من المودة أعلاها ومن المحبة أسماها، يعفو عن الخطأ ويتجاوز عن الزلل، والمرأة خلقت من ضلع أعوج، وبمداراتها والصبر على ما يكرهه منها تستقيم الأمور، يقول المصطفى : ((استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً)) متفق عليه(1)[1].
ومن كرُم أصله لان قلبه، وزوجتك هي حاملة أولادك، وراعية أموالك، وحافظة أسرارك. اخفض الجناح معها، وأظهر البشاشة لها، فالابتسامة تحيي النفوس وتمحو ضغائن الصدور، والثناء على الزوجات في الملبس والمأكل والزينة جاذب لأفئدتهن، وقد أباح الإسلام الكذب مع الزوجة لزيادة المودة لها. والهدية بين الزوجين مفتاح للقلوب، تنبئ عن محبة وسرور، والتبسط معها ونبذ الغموض والكبرياء من سيما الحياة السعيدة، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي ـ أي في الأنس والسهولة ـ فإن كان في القوم كان رجلاً)(2)[2]. وكن زوجاً مستقيماً في حياتك تكن هي بإذن الله أقوم، ولا تمدن عينيك إلى ما لا يحل لك، فالمعصية شؤم في بيت الزوجية، ومشاهدة الفضائيات يقبّح جمال الزوجة عند زوجها، وينقص قدر زوجها عندها، فتتباعد القلوب، وتنقص المحبة، وتضمحل المودة، ويبدأ الشقاق، ولا أسلم من الخلاص منها. وكن لزوجتك كما تحب أن تكون هي لك في كل ميادين الحياة، فإنها تحب منك كما تحب منها، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي)(3)[3]. واستمع إلى نقد زوجتك بصدر رحب وبشاشة خلق، فقد كان نساء النبي يراجعنه في الرأي فلا يغضب منهن، ومن علو النفس أن لا يأخذ الزوج من مال زوجته شيئاً إلا برضاها، فمالها ملك لها، وأحسن إليها بالنفقة بالمعروف ولا تبخل عليها، وتذكر أن زوجتك تود الحديث معك في جميع شؤونها فأرعِ لها سمعك، فهذا من كمال الأدب، ولا تعُد إلى دارك كالح الوجه عابس المحيّا، فأولادك بحاجة إلى عطفك وقربك وحديثك، فألن لهم جانبك، وانشر بين يديهم أبوتك، ودعهم يفرحون بتوجيهك وحسن إنصاتك، فقد كان النبي إذا رأى ابنته فاطمة قال لها: ((مرحباً بابنتي))، ثم يجلسها عن يمينه أو شماله. رواه مسلم(4)[4]. والحنوُّ على أهل البيت شموخ في الرجولة، يقول البراء رضي الله عنه: دخلت مع أبي بكر رضي الله عنه على أهله فإذا ابنته عائشة مضجعة قد أصابتها حمى، فرأيت أباها أبا بكر يقبل خدها ويقول: كيف أنت يا بنية؟ رواه البخاري(5)[5].
والقيام بأعباء المنزل من شيم الأوفياء، قيل لعائشة رضي الله عنها: ماذا كان يعمل رسول الله في بيته؟ قالت: كان بشراً من البشر، يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه. رواه أحمد.
والكرم بالنفقة على أهل بيتك أفضل البذل، ولا يطغى بقاؤك عند أصحابك على حقوق أولادك، فأهلك أحق بك، ولا تذكِّر زوجتك بعيوب بدرت منها، ولا تلمزها بتلك الزلات والمعايب، واخف مشاكل الزوجين عن الأبناء، ففي إظهارها تأثير على التربية واحترام الوالدين، والغضب أساس الشحناء، وما بينك وبين زوجتك أسمى أن تدنسه لحظه غضب عارمة. وآثر السكوت على سخط المقال، والعفو عن الزلات أقرب إلى العقل والتقوى، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (النساء عورة، فاستروهن بالبيوت، ودَاووا ضعفهن بالسكوت).
إن حق الزوجة على الزوج عظيم، أُسرت بالعقود وأوثِقت بالعهود. الزوجات يكرمهن الكريم، ويعلي شأنهن العظيم، تقول عائشة رضي الله عنها: كان النبي يكثر ذكر خديجة رضي الله عنها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاءً، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة!! رواه البخاري(6)[6].
والزوجة الحاذقة تجعل قلبها لزوجها سكناً، وتجعل في نفسها له طمأنينة، وفي حديثها معه ابتهاجاً وزينة، تصحبه بالقناعة وطيب المعاشرة بحسن السمع والطاعة في غير معصية، تعترف بجميل الزوج وفضله، وتقوم بحقوقه، تؤمن بعلوِّ منزلته وعظيم مكانته، يقول عليه الصلاة والسلام: ((لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها))(7)[7]، يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج"(Cool[8].
المرأة الصالحة إن رأت زوجها جنح ذكرته بالله، وإن رأته يكدح للفانية ذكرته بالآخرة الباقية، تعينه على نوائب الدهر، لا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً في غير معصية الله، تعين زوجها على بر والديه، فمن تحت يديهما نشأ، وعلى أنظارهما ترعرع، تطلب رضا ربها برضا زوجها، لا تتتبّع هفواته، ولا تظهر زلاته، حافظة له في الغيب والشهادة، إن حضر أكرمته، وإن غاب صانته، لا تثقل على زوجها في النفقة، همُّها طاعة ربها برضا زوجها، وتنشئة أولادها على الصلاح والاستقامة، لا ترفع عليه صوتاً، ولا تخالف له رأيا. بشَّر النبي خديجة رضي الله عنها ببيت في الجنة من قصب اللؤلؤ لا صخب فيه ولا نصب قال ابن كثير: "لا صخب فيه ولا نصب لأنها لم ترفع صوتها على النبي ، ولم تتعبه يوماً من الدهر، فلم تسخط عليه يوماً، ولا آذته أبداً". وقد أوصت حكيمة من العرب ابنتها عند زواجها بقولها: "يا بنية، إنك لن تصلي إلى ما تحبين منه حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببت وكرهت".
والعفة محور الحياة الكريمة، وزينة الزوجة قرارُها في دارها، تقول عائشة رضي الله عنها: (إن خيراً للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يروها).
ذات الدين مطيعة لربها ثم لزوجها، لا تتعالى عليه، ولا تتمرد على قوامته، ولا تسعى إلى منازعته، تراها ساعية في راحة زوجها، قائمة على خدمته، راغبة في رضاه، حافظة لنفسها، يدها في يد زوجها، لا تنام إذا غضب عليها زوجها حتى يرضى، كل ذلك ليقينها بأن فوزها بالجنة معلق بطاعة زوجها مع قيامها بما فرض الله عليها.
أيها المسلمون، النعمة لا تذكر بالخطيئة، وليلة زفاف الزوجة إلى زوجها من آلاء الله العظيمة، والابتهاج بها لا يكون بنزع الحياء فيها، فيحرم على النساء الملبس المتعري ليلة النكاح ولو بين النساء، لما فيه من الفتنة ومجانبة الستر والعفة، والمرأة مستضعفة، إن لم تؤخذ بيد وليها جنحت مع نفسها لهواها، والغناء والمعازف في ليالي الأفراح وغيرها محرمة، وفي الضرب بالدف ليلة النكاح للنساء سنة شرعها الإسلام، وفيه غنية عن الحرام من المعازف والغناء. والتصوير من كبائر الذنوب، متوعدٌ صاحبه باللعنة وولوج النار، يقول عليه الصلاة والسلام: ((كل مصور في النار))، وقد تسري صور النساء إلى غير المحارم من الرجال، فتنهار بذلك البيوت، وقد أفتى أهل العلم بحرمة إجابة دعوة فيها منكر لا قدرة على تغييره. وإن التبذير والمخيلة في الاحتفالات أثرة على الزوج وركضة من الشيطان، ولو جمع ما بُذخ من المال للزوج لبناء مسكن له أو قضاء دينه لكان خيراً.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً [الفرقان:54].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.***الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه.أما بعد:أيها المسلمون، في النساء فئة أخرص الحياءُ لسانها عن الشكوى، صرخاتها مكتومة في أعماق جروح قلبها، تعيش صراعاً نفسياً في مجتمعها، تبيت مع القلق والحزن، يؤرقها الهم والفكر، أيامها غالية، وشهورها أغلى، كل يوم تغرب فيه الشمس تتبدّد أحلامها بحياة سعيدة، وتتألم خوفاً من دخول بوابة العنوسة، لم تنعم بالأمومة والزوجية، بددت حياتها بشروط وهمية في اختيار زوجها، وأخرى آثرت التعليم على بناء الأسرة، ففُجئت بإعراض الأزواج عنها لتقدم سنها، وما قيمة الشهادة مع الحرمان من الزوج والأبناء، وفي الآباء من ظلم بنته وأذاقها ألماً وحسرة بتأخير زواجها، جشعاً في وظيفتها ومالها، ومنهم من ظلمها بتزويجها ابن عمها قصراً جرياً وراء التقاليد والأعراف المخالفة للشرع. والزواج المبكر إغلاق لتلك البوابة الحزينة، وقد تزوج النبي عائشة رضي الله عنها وهي تلعب في أرجوحة لها، وهي بنت تسع سنين، وصغر سنها لم يحجزها عن الزواج بأعظم الرجال، وتحمل مهام بيت النبوة وواجباته وحقوقه، بل كانت تلك الصغيرة هي أحب نسائه إليه عليه الصلاة والسلام.
فلنتخذ من شريعتنا واقعاً لنا، ليسعد الفتيان والفتيات بزواجهم في سن مبكرة، وتيسير أموره لينهض المجتمع ويسلم من الانحراف، ومع بزوغ الفتن وتجددها يكون الأمر ألزم والحكم آكد.**ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه، فقال في محكم التنزيل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وارض اللهم...(1) أخرجه البخاري في أحاديث النبياء (3331)، ومسلم في الرضاع (1468) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.(2) أخرجه البيهقي في الشعب (6/292).(3) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/196)، والطبري في تفسيره (2/353)، والبيهقي في الكبرى (7/295).(4) أخرجه مسلم في الفضائل (2450) من حديث عائشة رضي الله عنها، وهو أيضا عند البخاري في المناقب (3426).(5) أخرجه البخاري في المناقب (3704).(6) أخرجه البخاري في المناقب (3607).(7) أخرجه أخرجه أحمد (4/381) من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه. وأخرجه الترمذي في الرضاع، باب: ما جاء في حق الزوج على المرأة (1159)، والبيهقي (7/291) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه ابن حبان (4162)، والألباني في الإرواء (1998)، وذكر له شواهد عدّة.(Cool مجموع الفتاوى (32/275).











إذا كثر الخبث
الرقاق والأخلاق والآداب, العلم والدعوة والجهاد
آثار الذنوب والمعاصي, المسلمون في العالم***ملخص الخطبة
1- أحوالنا هي سبب بلائنا ومصائبنا. 2- علاج مشاكلنا العودة إلى ديننا والاستقامة عليه. 3- صبر أم سُليم على فقد ابنها ودرس القصة. 4- حلول ظالمة لقضية فلسطين ومؤامرة جديدة. 5- ماذا تريد أمريكا من قضية فلسطين اليوم.
الخطبة الأولىأما بعد، أيها المؤمنون، فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل.ان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله علية وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار إن الأمة اللاهية المستهترة البعيدة عن تطبيق منهج الله تبارك وتعالى أمة مصيرها الشقاء والعذاب، وشعبنا المسلم رغم ما يعانيه من جور وظلم من قبل أعداء الإسلام إلا أن الكثيرين منا ماضون في غيهم وضلالهم، وبدلاً من أن يتوجهوا إلى الله تبارك وتعالى ويعملوا لرفع الظلم والعدوان، فها هم يُمعنون في ظلم بعضهم بعضاً، فشاع الفساد بين العباد، فكثرت السرقات وأقبل الشباب على شرب الخمور وتعاطي المخدرات، وخرجت النساء والفتيات كاسيات عاريات، بلا حشمة ولا وقار، وانتشرت الموبقات وشاع الزنا، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا ظهر الربا والزنا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله))(1)[1] فإذا أردنا أن نطبق مبدأ الانضباط في مجتمعاتنا وقد فسدت، وفي ضمائرنا وقد نامت، وفي قيمنا وقد اهتزت، وفي أخلاقنا وقد انطمست، وفي المعايير وقد انتكست، فالواجب علينا أن نعود إلى الله تبارك وتعالى وأن نتوب إليه، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اسألوا أنفسكم أيها المؤمنون: أيكون هناك انضباط والنفوس مشحونة بالحقد والحسد والبغضاء؟ أيكون هناك انضباط والخمارات تخرج لنا السكارى واللصوص وأصحاب العربدة؟ أيكون هناك انضباط ونحن نأكل لحوم بعضنا بعضاً؟
إذا أردتم العلاج فاصطلحوا مع الله تبارك وتعالى، وعودوا إلى الله عز وجل، أعلنوها صريحة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أصلحوا أحوالكم مع الله عز وجل، ربوا أنفسكم وأولادكم على التربية الإسلامية، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.
تعلموا أيها المؤمنون الدرس والعبرة والموعظة من صحابية جليلة تربت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصحابية الجليلة سهلة بنت ملحان كان مهرها كلمة التوحيد، كلمة لا إله إلا الله، كلمة تهتز لها الجبال الراسيات .
قال كليم الرحمن موسى عليه السلام: ((يا رب علمني شيئاً أدعوك به وأذكرك به؟ قال المولى تبارك وتعالى: يا موسى قل: لا إله إلا الله، فقال الكليم: يا رب كل عبادك يقولونها، فقال له رافع السماء بلا عمد: يا موسى وعزتي وجلالي، لو أن السماوات السبع ومن فيهن والأراضين ومن فيهن وضعن في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة، لمالت بهن لا إله إلا الله))(2)[2].
لما تزوجت رضي الله عنها بأبي طلحة رزقت منه غلاماً يسمى عمير، ومرض الغلام مرضاً شديداً، وقبل أن يخرج أبوه سعياً وراء لقمة العيش قبّل ابنه وخرج، ولكن الموت رفرف على الغلام وأبوه غائب، ومات الغلام، فماذا فعلت أمه السيدة سهلة رضي الله عنها، هل شقت جيبها؟ هل لطمت خدها؟ هل دعت بدعوى الجاهلية؟ كل ما قالته: إنا لله وإنا إليه راجعون، لا مفر من لقاء الله.
القبر باب وكل الناس داخله ……يا ليت عمري بعد الباب ما الدار
الدار دار نعيم إن عملت بما …يرضي الإله وإن خالفت فالنار
هما محلان ما للمرء غيرهما ……فانظر لنفسك أي الدار تختار
مال للعباد سوى الفردوس إن عملوا وإن حذوا حذوة فالرب غفار
قامت الصحابة الجليلة رضي الله عنها وغسلت ابنها وكفنته، فقامت وصلت عليه أربع تكبيرات، وحفرت له قبره ودفنته، وعاد زوجها من العمل المتواصل، عاد ليلاً، قامت فهيأت له نفسها وأعدت له طعامه، وأكل ثم سألها كيف حال عمير؟
سؤال عجيب، ولكن الإجابة عنه أشد عجباً، كيف حاله، فماذا قالت من تربت على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت له: يا أبا طلحة، إن عميراً بات الليلة لا يشتكي تعباً، نام نوماً هادئاً.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سكرات الموت يمسح وجهه بماء بارد، ويقول: سبحان الله، إن للموت سكرات، اللهم هون علينا سكرات الموت، فكانت السيدة فاطمة تبكي: وا كرباه على كربك يا أبتاه، فكان يقول لها: ((يا فاطمة لا كرب على أبيك بعد اليوم))(3)[3]، وكان بلال في سكرات الموت فقالت زوجته: وا مصيبتاه، ففتح عينيه وقال لها: قولي: وا فرحتاه، غداً نلقى الأحبة، محمداً وصحبه.
ولما نام خليل الرحمن إبراهيم على فراش الموت وجاءه الملك الموكل بقبض روحه، سأله الخليل زائراً جئت أم قابضاً يا ملك الموت؟ فقال له: بل قابضاً يا خليل الرحمن. فقال له الخليل: يا ملك الموت أرأيت خليلاً يميت خليله؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إلى ملك الموت بالإجابة فقال له: يا خليل الرحمن السلام يقرئك السلام، ويقول لك: أرأيت خليلاً يكره لقاء خليله وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ [ق:19].
نعود إلى قصة أبي طلحة، كيف حال عمير؟ فقالت له: لقد نام لليلة نوماً هادئاً لا يشتكي تعباً، لو كانت إحدى نساء العصر لقلبت الدنيا رأساً على عقب.
لكن العقيدة هي الأساس الأول لتربية النفوس، وهي مركز الدائرة، وهي حجر الزاوية، هي العنصر الفعال، هذه العقيدة ربت النفوس على مراقبة من لا يغفل ولا ينام، نام معها زوجها تلك الليلة وقبل أن يتوجه لصلاة الفجر وراء الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها: أين عمير ؟ فإني أريد ان أقبله فكيف تجيب ؟ أتكذب هذه الصحابية ؟ إنهم لا يعرفون الكذب، لقد رباهم الصادق الأمين، ولكنها قالت له: يا أبا طلحة، إني حزينة، قال: ولم؟ ؟ قالت له: لقد أخذت من الجيران شيئاً ثم طلبوه مني فقال لها: أتحزنين إذا أخذوا وديعتهم فقالت له: أتحزن يا أبا طلحة إذا أخذ الله منا وديعته؟
تزود من التقوى فإنك راحل وسارع إلى الخيرات فيمن يسارع
فما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يوماً أن ترد الودائع
وعندئذ لم يسعْ أبا طلحة إلا أن قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وذهب إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى وراءه الفجر، وبعد الصلاة عرض عليه ما قالته زوجته، فماذا قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟ لقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة الرضا لما صنعت سهلة رضي الله عنها ودعا لأبي طلحة دعوة، فتحت لها أبواب السماوات العلا، قال صلى الله عليه وسلم: ((بارك الله لكما في ليلتكما يا أبا طلحة))(4)[4].
أيها المؤمنون، ويقول راوي الحديث: عشت حتى رأيت لأبي طلحة عشرة من الذكور كلهم يحفظون القران الكريم، وليس لكل واحد منهم سيارة أو عمارة أو مال وفير، إنهم يحفظون كتاب الله تبارك وتعالى، هذا شرف، وهذه عزة، وهذه دعوة رسول الله صلى الله علية وسلم لأبي طلحة:
فلو كان النساء كمن ذكرنا ……لفُضِّلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب ……ولا التذكير فخر للهلال
عباد الله، توجهوا إلى الله تبارك وتعالى، وآمنوا بالله ورسوله يعطيكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم، وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فيا فوز المستغفرين استغفروا الله.***الخطبة الثانية
الحمد لله الملك الحكيم الجواد الكريم العزيز الرحيم، الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، فطر السماوات والأرض بقدرته، ودبر النور في الدارين بحكمته، وما خلق الإنس والجن إلا لعبادته، فالطريق إليه واضح، والدليل عليه لائح، ولكن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء، وهو أعلم بالمهتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام ديناً، والصلاة والسلام عليك سيدي يا رسول الله، يا سيد المرسلين، صلى الله عليك وعلى آلك وأصحابك وسلم وعظم إلى يوم الدين. (1) صحيح. رواه الحاكم في المستدرك (2262)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (679)(2) ضعيف. رواه ابن حبان في صحيحه(6218)، من حديث أبي سعيد الخدري، والحاكم في مستدركه(1936)، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب(2239).(3) صحيح، رواه ابن ماجه في سننه (1629) من حديث أنس، وهو عند البخاري بلفظ: ((ليس على أبيك))، كتاب المغازي، (4462).(4) صحيح.رواه مسلم في فضائل الصحابة (2144)
أوضاعنا الأسرية عندما نبتعد عن الإسلام
الأسرة والمجتمع قضايا الأسرة***ملخص الخطبة
1- انتشار بعض الأنكحة الفاسدة. 2- صور غير مرضية في العلاقات الأسرية. 3- كثرة الحلف بالطلاق. 4- قوامة الرجل على البيت. 5- كيف تحل الخلافات الزوجية. 6- واقع المسلمين حين بعدوا عن الإسلام. 7- مؤامرة جديدة على المسلمين. 8- الأمم المتحدة تبرئ اليهود من جريمتهم في جنين.
الخطبة الأولى**أما بعد: فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل.ان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله علية وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار
اتقوا الله ـ يا عباد الله ـ واعملوا جاهدين لنيل رضاه، وتذكروا أنكم بين يديه موقوفون، وسوف تحاسبون، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، واتقوا يوم ترجون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون.
عباد الله، أصبحنا في زمان طغت فيه الماديات على الروحانيات. ونحن في عصور تفشت فيها الأنانية والحقد، أخبر عنها الصادق الصدوق، نحن نعيش في زمان يصدق فيه الكذوب، ويكذب فيه الصدوق، ويؤتمن فيه الخائن، ويخون فيه الأمين، ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع، لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر.
فانظروا كيف علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم حسن المعاملة، كان عليه الصلاة والسلام يمر ذات يوم بالسوق فوجد رجلاً يضع الطعام الحسن فوق طعامه ويضع الطعام البذيء في أسفله، فقال صلى الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا)(1)[1].شريعتنا تقوم على الصدق وحسن المعاملة، لماذا أصبحنا في زمن انتشر فيه الفساد في كل موقع، لماذا فقدنا التربية الإسلامية في حياتنا ومعاملاتنا، لماذا أصبحنا لا نحسن تربية أولادنا وبناتنا؟
غضبت إحدى الزوجات من زوجها، فذهبت إلى بيت أبيها، وبينما كان زوجها يبحث في أوراقها الخاصة وجد عقد زواج عرفي، كتب عند محامي، تتزوج من زوج آخر، وهي على ذمة الزوج الأول، وأنتم تعرفون أن الدخول بها زنا، والعقد عليها باطل والعيشة معها حرام، ومن هنا نتوجه لمن يقوم بهذه المعاملات من الدجالين الذين لا يتقون الله، ونقول لهم: اتقوا الله تعالى، غداً ستقفون بين يديه، فماذا ستقولون إذا سألكم عن هذه العقود الفاسدة؟
بنت فرّت مع عشيقها لأن أباها رفض الزواج، ونفس الشيء، عقدت عند دجال من الدجاجلة عقد زواج عرفي، وتزوجت من دون علم أبيها ولا أهلها.
أهكذا يا عباد الله علمنا الإسلام؟ هل أمر الإسلام بتزويج البنت رغماً عنها؟
أيها الأولياء، أيها الآباء، لا يجوز شرعاً أن تجبروا البنات على الزواج، وللأسف، لما تزوجت إحدى النساء من ابن عمها وقد أجبرت على ذلك من قبل أبيها وإخوتها، فقد فرت من بيت الزوجية بعد أيام قليلة، ولما تم البحث عنها عادت لبيتها، وبعد ذلك فرَّت مرة ثانية قبل أيام، ولا يُعلم أين هي حتى الآن.
لماذا هذا الفساد، من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن مشى في تزويج رجل من امرأة من غير رضى وليها ومعرفته، فقد وقع في الحرام، وكان شريكاً في الإثم. وبنفس الوقت: ما جزاء من مشى في تفريق رجل من زوجته، إن كان يريد أن يفرق بينهما ليتزوجها فزواجه باطل، ودخوله بها زنا.
ومن أفسد بين امرأة وزوجها فليس منا، وسوف يفضحه الله تعالى يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، أصبحنا في زمان إذا وقع الخلاف فيه بين الزوج وزوجته تذهب إلى مكاتب الشرطة تشتكي زوجها ثم تقوم بحبسه. كم يوجد من الأزواج في السجون في هذه الأيام، لماذا لا تحل المشكلات بالإسلام أو بالإصلاح في دائرة الأسرة، لماذا لا يجتمع أهل الزوجة مع الزوج وأقاربه وتحل المشكلات على أساس إسلامي.
والإسلام أعطى كلاً من الزوجين حقه بالعدل، والزوج عليه حقوقه وعليه واجباته، والزوجة كذلك، فلا يجوز شرعاً الاحتكام لغير شريعة الإسلام في هذه المسائل.
أيها المسلمون، لماذا كثر على ألسنة الناس الحلف بالطلاق، ولو لأتفه الأسباب، إن أبغض الحلال عند الله الطلاق، لا تطلقوا أيها الرجال، فإن الطلاق يهتز له عرش الرحمن(2)[2]، ملعون من حلف بالطلاق أو حلف به بغير حق، والطلاق يمين الفسّاق، وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله قلت لزوجتي: أنتِ طالق مائة مرة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((تكون زوجتك طالقاً ثلاثاً، وتسأل عن سبع وتسعين أمام الله يوم القيامة))(3)[3].
والطلاق يهتز له عرش الرحمن، سلاح ولكنه لا يستعمل إلا في المهمات، ولا يجوز أن يلعب به أشباه الرجال، فيجني به على نفسه وعلى غيره، فيهدم الأسرة ويشرد الأولاد، فاتقوا الله أيها الرجال وتوبوا إلى الله لعلكم تفلحون.
عباد الله، فما بال العلاقات بين المسلمين قد اهتزّت، وما بال البنيان قد تصدّع، وما بال السقف قد خرّ علينا من فوقنا، وما بال القلوب تناثرت، وما بال الصِلات تقطّعت. كل ذلك يحدث بيننا، وربنا تبارك وتعالى ينادي علينا ويقول في الحديث القدسي: ((وجبت محبتي للمتزاورين فيّ والمتجالسين فيّ. والمتحابين فيّ، والمتبادلين فيّ، اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي))(4)[4].
عباد الله، شاءت السنة الكونية وظروف الحياة الاجتماعية أن يكون في الأسرة قيِّم يدير شؤونها ويتعهد أحوالها وينفق من ماله عليها، لتؤدي رسالتها على أكمل الوجوه ولتكون نواة للمجتمع الذي ينشده الإسلام، إذ في صلاح الأسرة صلاح المجتمع، وفي فسادها وخرابها خراب المجتمع.
ولمّا كان الرجل أقدر على تحمل المسؤولية من المرأة بما وهبه الله تعالى من العقل وقوة العزيمة والإرادة وبما كلفه من السعي والإنفاق على المرأة والأولاد كان هو الأحق بهذه القوامة التي هي في الحقيقة درجة مسؤولية وتكليف لا درجة تفضيل وتشريف، إذ هي مساهمة في تحمل الأعباء وليست للسيطرة والاستعلاء، إذ لا بد لكل أمر هامٍ من رئيس يتولى شؤون التدبير والقيادة، وقد جعل الله تبارك وتعالى للرجال حق القيام على النساء بالتأديب والتدبير والحفظ والصيانة، قال الله تبارك وتعالى: الرّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَفِظَاتٌ لّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِى الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحاً يُوَفّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً [النساء:34، 35].
فانظروا أيها المؤمنون في هذه الآية المباركة كيف عالجت مشكلات الأسرة، ومن لطائف ما يذكر في هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى ذكر فيها الإصلاح، ولم يذكر ما يقابله، وهو التفريق بين الزوجين وفي ذلك لطيفة دقيقة وإرشاد من الله تبارك وتعالى للحكمين إلى أنه لا ينبغي أن يدخرا وسعاً في الإصلاح، فإن التفريق خراب البيوت، وبالتوفيق الألفة والمودة والرحمة وغرض الإسلام جمع القلوب على المحبة والوئام فقال تعالى وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، والطف بنا في ما جرت به المقادير إنك يا مولانا على كل شيء قدير، يا نعم المولى ويا نعم النصير، غفرانك ربنا وإليك المصير.
عباد الله، ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر الله لكل عبد مؤمن لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجل كان بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا أو ذروا هذين حتى يفيئا، أنظِروا هذين حتى يصطلحا)) (5)[5].
فيا فوز المستغفرين استغفروا الله.***الخطبة الثانية
لك الحمد اللهم، جزيل الثواب، جميل المآب، سريع الحساب، منحت أهل الطاعةِ الطاعةَ، ورغبتهم فيها، وأوجدت فيهم الاستطاعة وأثبتهم عليها، خلقت لهم الجنان وسقتهم فضلاً إليها، والرحمة وموجباتها منك، والطاعة وثوابها صدرا عنك، ومقاليد الأمور كلها بيديك، والمبدأ منك والمصير إليك، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله، ولا شيء بعده، وصل الله أتم الصلاة وأكملها وأشرفها وأفضلها وأعمها وأشملها على الدليل إليك والمرّغب فيما لديك، محمد أفضل خلقك أجمعين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، صلاة لا يحصيها عدد، ولا يقطعها أمد، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.**أما بعد، أيها المؤمنون، إن غياب دولة الإسلام وعدم تطبيق الشريعة الإسلامية كدستور ونظام حياة جعل من الشعوب الإسلامية والعربية فريسة سهلة لقوى الظلم والعدوان، وجعل هذه الشعوب تعيش واقعاً مُراً مُزريا أسوأ من واقع العرب في الجاهلية قبل الإسلام، هذا الواقع المزري أعطى دول الكفر والإلحاد الفرصة للتحكم بثروات عالمنا الإسلامي والسيطرة على زمام الحكم فيها، وإن لم يكن استعماراً عسكرياً فإنه استعمار اقتصادي وعلمي وحضاري، ها هي أمريكا الحاقدة تعيد تهديداتها المكررة بضرب العراق، سواء عاد المفتشون إلى العراق أو لم يعودوا، وسواء نفذت بغداد شروط وقرارات ما يسمى مجلس الأمن، فالأمر سيان بالنسبة لأمريكا، لكن المحزن والمؤلم أن نسمع نغمة التهديدات مصحوبة بالحقد والشماتة من دول عربية.…
عجبا أيها المؤمنون، أين أمثال هذه العبارات من أعداء الإسلام الذين يستبيحون الأرض والعرض، ويهدمون المنازل ويحاصرون المدن ويفرضون نظام منع التجول ويمنعون الناس من إيجاد لقمة العيش؟ لماذا لا ترفع هذه الدول صوتها عالياً وتدعو أمريكا لوقف انحيازها لإسرائيل؟
الإدارة الأمريكية وبعد مناقشات مستفيضة بما يسمى مجلس الأمن تخرج على العالم بإدانة الفلسطينية وتبرر المجازر الإسرائيلية ضد الأطفال والنساء والمواطنين الآمنين، أمريكا التي تتغاضى عن بشاعة الاحتلال وتحمل الفلسطينيين مسؤولية معاناتهم وقهرهم، وترى أن كل ما تقوم به إسرائيل هو مجرد دفاع عن النفس.
ومن المضحك المبكي أن الدول العربية تفتقت قريحتها، وطالبت بعدم تصدير الأسلحة لإسرائيل كرد حازم على اعتداءاتها ضد الفلسطينيين، ألا يعلمون أن إسرائيل تصدر الأسلحة للعديد من دول العالم.
أمريكا التي ترهب العالم الإسلامي بتهديداتها المتكررة، إنما تسعى من وراء ذلك لبسط سيطرتها ونفوذها على عالمنا الإسلامي، فالقضية ليست قضية بترول أو قضية مياه، القضية أعم وأشمل، قضية صراع عقدي بين الإسلام وأعداء الإسلام.
وها هي ما يسمى منظمة الأمم المتحدة قد خضعت لإملاءات الإدارة الأمريكية والصهيونية العالمية، وبرّأت إسرائيل من مسؤوليتها عن مذبحة جنين واتهمت الفلسطينيين بأنهم جعلوا من المخيم مكاناً يأوون إليه بأسلحتهم، وقد ساوت هذه المنظمة ـ التي تتباكى على السلام ـ بين المعتدي والمعتدى عليه، وبين المجرم والضحية.
أيها المسلمون، لماذا تحولت قضيتنا من قضية إسلامية إلى قضية وطنية إقليمية ضيقة، انظروا إلى الأفكار والآراء الهزيلة التي تتقدم بها الدول العربية لحل قضيتنا أو وقف العدوان علينا، إن الواجب يدعونا إلى توحيد الصفوف على أساس العقيدة وتجنيد الطاقات لخدمة ومصلحة الأمة وما يتعرض له شعبنا من هجمات مدروسة ومخططات ترمي إلى إضعافه والقضاء عليه، ولكن أنّى لهم ذلك، فالله سبحانه وتعالى قد تعهد بنصر المؤمنين فقال سبحانه وتعالى: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءامَنُواْ فِى الْحياةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ [غافر:51]، وقال عز من قائل: هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [الصف:9].
ونبينا عليه الصلاة والسلام ربّى رجالاً يقومون بحراسة الدين ويحافظون على العقيدة، لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الاْخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [الأحزاب:21].
فسبحان من حباه مولاه بأنواع الإكرام وأرسله رحمة لجميع الأنام، وجعله سيد ولد آدم وخاتم النبيين وأفضلهم، ونسخ بشرعه الشرائع، وملأ بذكره المسامع، وقرن ذكرَه بذكرهِ في لسان كل ذاكر.
(1) صحيح رواه مسلم في صحيحه (102) كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من غشنا..(2) لم يصح في ذلك شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ورد في حديث موضوع، انظر السلسلة الضعيفة (147).
(3) لم نجده مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ونحوه في مسند الشافعي موقوفاً على ابن عباس (ص192)، ونحوه في موطأ مالك موقوفاً عليه (1146)، كما روى ابن أبي شيبة في مصنفه بنحوه موقوفاً على ابن مسعود (4/61).
(4) رواه أحمد في مسنده (21525)، ومالك في الموطأ (1779)، من حديث معاذ بن جبل من غير ذكر (اليوم أظلهم...) وهي في مسلم (2566) كتاب البر ، باب : فضل الحب في الله.(5) صحيح، رواه مسلم في صحيحه (2565)، كتاب البر، باب: النهي عن الشحناء.






الموضوع الأصلي : مقومات الحياة الزوجية السعيدة // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: الشيخ عبد الستار الخضراوى






توقيع : الشيخ عبد الستار الخضراوى






الــرد الســـريـع
..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



مقومات الحياة الزوجية السعيدة Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة