أهلا وسهلا بك إلى منتديات أئمة الأوقاف المصرية .
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات أئمة الأوقافالخطبة الاسترشادية 24 شوال 1437هـ 29 يوليو 2016 :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالإثنين يوليو 25, 2016 8:24 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاليوم السابع / غلق باب التقديم لمسابقة الدعاه بعد غد الثلاثاء الموافق 26 يوليو 2016 :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالأحد يوليو 24, 2016 8:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافضوابط الاعتكاف لشهر رمضان 1437 هـ 2016 م :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:51 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعميم : عدم حضور أي دورات تدريبية إلا بتصريح من الأوقاف :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعليمات هامة للأئمة قبل شهر رمضان 1437 هـ 2016 م :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالإثنين مايو 30, 2016 6:46 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التسوية لوظيفة إمام وخطيب المجموعة الأولى :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالخميس أبريل 28, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء المرشحون أوئل القراءة الحرة لمرافقة بعثة الحج لهذا العام 1437هـ 2016 م :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:53 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التفتيش العام إبريل 2016 م:: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:41 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافإلى اخي الأستاذ سعد غابة فضلا :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالجمعة أبريل 15, 2016 1:36 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاف وفاه كبير ائمه مركز زفتى غربيه:: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالسبت أبريل 02, 2016 6:49 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاففضيلة الشيخ زكريا السوهاجي وكيل وزارة الأوقاف بأسوان يفتتح مسجد الروضة:: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالسبت مارس 26, 2016 6:55 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتكليف د خالد حامد برئاسة لجنة الاتصال السياسي بالوزارة يعاونه الأستاذ مخلص الخطيب :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالسبت مارس 19, 2016 9:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافحوار فضيلة الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف مع جريدة الأهرام :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالجمعة مارس 18, 2016 12:06 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافافتتاح عشرة مساجد غدا الجمعه 18 مارس 2016 م:: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالخميس مارس 17, 2016 11:50 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافالمطالبون بالتسوية بالمؤهل الجامعي عليهم التوجه لمديرياتهم فورا وآخر موعد غدا الثلاثاء :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالإثنين مارس 07, 2016 6:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاقتراح من فضيلة الشيخ عبد الناصر بليح بعمل انتخابات مجلس إدارة الصندوق بالمديريات أو بقطاعات ثلاثه :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:57 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافماذا تعرف عن صندوق نهاية الخدمة:: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافإعلان شغل وظائف بمديرية أوقاف بني سويف :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الذين سيحصلوا على الدرجات بوزاة الأوقاف لجميع العاملين بالوزارة 2016 :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:33 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة إيفاد القراء في شهر رمضان 1437هـ 2016 م :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالثلاثاء مارس 01, 2016 8:50 am من طرف

منتديات أئمة الأوقاف المصرية  :: الداعية جامع وجامعة :: مواضيع عامه ومتنوعة

شاطر
:: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالأحد يناير 16, 2011 1:40 am
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
الصورة الرمزية

الشيخ عبد الستار الخضراوى

البيانات
عدد المساهمات : 110
نقاط : 322
تاريخ التسجيل : 20/11/2010
العمر : 64
العنوان : مركز منوف محافظة المنوفية امام وخطيب بمسجد الناخودية
مكان العمل : امام وخطيب ومدرس اول

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Emptyالأحد يناير 16, 2011 1:40 am



:: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم ::



عن أبي سعيد : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار ..
وعن حذيفة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : نزل ملك فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ،، وكان يخشى عليها من الدنيا ومتاعها الزائل ..
عن ثوبان ، قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة وأنا معه ، وقد أخذت من عنقها سلسلة من ذهب ، فقالت : أهادها لي أبو حسن ، فقال : يا فاطمة ، أيسرّك أن يقول الناس : هذه فاطمة بنت محمد وفي يدها سلسلة من نار !! ثم خرج .. فاشترت بالسلسلة غلاما فأعتقته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الحمد لله الذي نجى فاطمة من النار ..
وعن ابن عباس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم ، وآسية ..
وعن بُرَيدة قال : كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ومن الرجال عليّ ..
وعن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة أم المؤمنين قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة ، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبّلها ، ورحب بها ، وكذلك كانت هي تصنع به ..
:: أختـــــاه ... هــذه أســوتـــكــ وقــدوتـــكـ ::
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : ما رأيت أحداً كان أشبه سمتا وهدياً ودلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة كرم الله وجهها ..
وعن عائشة رضي الله عنها اقلت : ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة من فاطمة ، إلا أن يكون الذي ولدها ..
وكان الإمام أحمد إذا سُئل عن عليّ وأهل بيته قال : أهل بيتٍ لا يُقاسُ بهم أحد ..
:: سيدا شباب أهل الجنة ::
ولم يمض عامٌ على الزواج المبارك حتى أقر الله تعالى عين عليّ وفاطمة ، فوضعت الحفيد الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن عليّ في السنة الثالثة من الهجرة ، ففرح به النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً كبيراً ، وحنَّكه بنفسه وسماه الحسن ، وأماط الأذى عن رأسه ، وتصدَّق على الفقراء بزنة شعره فضة ، فلما بلغ الحسن من العمر عاماً وُلد بعده الحسين في شهر شعبان سنة أربع من الهجرة ..
وتتابع الثمر المبارك ، فولدت الزهراء في العام الخامس للهجرة طفلة أسماها جدها صلى الله عليه وسلم زينب ، وبعد عامين وضعت طفلة أخرى هي أم كلثوم ..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبهما حبا شديدا وكان يقول عنهما : هما ريحانتاي من الدنيا ..
وقال صلى الله عليه وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ..
وعن عقبة بن الحارث قال : رأيت أبا بكر رضي الله عنه وحمل الحسن وهو يقول : بأبي شبيه بالنبي ، ليس شبيه بعليّ ، وعليّ يضحك ..
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة النهار لا يكلمني ولا أكلمه حتى أتى سوق بني قينقاع فجلس بفناء بيت فاطمة فقال : أثمَّ لكع ( أي أين لكع ، واللكع هو الصغير ) ، أثمّ لكع ؟ فحبسته شيئا فظننت أنها تُلبسه أو تغسله فجاء يشتد حتى عانقه وقبله وقال : اللهم أحبه وأَحب من يُحبه ..
فاللهم إنا نُشهِدُكَ على أننا نُحبه فارزقنا حبك يا أرحم الراحمين ..
:: النبي صلى الله عليه وسلم يداعب الحسن والحسين رضي الله عنهما ::
عن أبي بكرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ، فإذا سجد وثب الحسين رضي الله عنه على ظهره وعلى عنقه ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعا رفيقا لئلا يُصرَع .. قالوا : يا رسول الله ، رأيناك صنعت بالحسن شيئا ما رأيناك صنعته بأحد ؟ قال : إنه ريحانتي من الدنيا ، وإن ابني هذا سيد ، وعسى الله أن يُصلح به بين فئتين ..
وعن البراء بن عازب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ، فجاء الحسن والحسين أو أحدهما ، فركب على ظهره ، فكان إذا رفع رأسه قال بيد فأمسكه أو أمسكهما ، قال : نعم المطية مطيتكما ..
صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
وعن عبد الله بت بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ، فأقبل الحسن والحسين ، عليهما قميصان أحمران ، يعثران ويقومان ، فنزل فأخذهما ، فوضعهما بين يديه ثم قال : صدق الله " إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ " ، رأيت هذين فلم أصبر .. ثم أخذ في خطبته ..
وعن معاوية قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه أو شفتيه ، يعني الحسن ، وإنه لن يُعَذَّب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
:: صفحات مشرقة من جهادها ::
ولقد كان لها مواقف عظيمة سطَّرتها على جبين التاريخ بسطور من النور ..
ففي يوم أحد لما عصى أكثر الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلوا من على الجبل .. فانقضَّ المشركون على المسلمين وقتلوا منهم عددا كبيرا وجُرِح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، وكسرت رباعيته ، وهشمت البيضة على رأسه بأبي هو وأمي ..
عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال : جُرح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكسرت رباعيته ، وهشمت البيضة على رأسه ، فكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسل الدم ، وكان عليّ بن أبي طالب يسكب عليه بالمجن ( أي ماءً كثيرا ) فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيده إلا كثرة ، فأخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا ، ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم ..
واستُشهد في تلك الغزوة عمها حمزة رضي الله عنه ، فحزنت عليه حزنا شديدا ..
وظلت تتعايش مع حياة الجهاد التي كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعيشونها في كل لحظة من حياتهم ، فقد كانت حياتهم ما بين عبادة ، وطلب علم ، ودعوة إلى الله ، وجهادٍ في سبيله جل وعلا ..
وشاركت رضي الله عنها في غزوة الخندق ، وفي خيبر ، وفي هذه الغزوة قَسَمَ لها النبي صلى الله عليه وسلم خمسة وثمانين وسقا من قمح خيبر ..
ثم شاهدت بعد ذلك غزوة الفتح وكان لها موقف مشرف عندما رفضت أن تُجير أبا سفيان بن حرب عندما طلب منها أن تشفع له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
فلقد ذهب أبو سفيان فدخل على عليّ بن أبي طالب ، وعنده فاطمة ، وحسن غلام يدب بين يديها ، فقال : يا عليّ ، إنك أمسّ القوم بي رحما ، وإني قد جئتك في حاجة ، فلا أرجعن كما جئت خائبا ، اشفع لي إلى محمد ، فقال : ويحك يا أبا سفيان ، لقد عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه .. فالتفت إلى فاطمة ، فقال : هل لك أن تأمري ابنك هذا فيجير بين الناس ، فيكون سيد العرب إلى آخر هذا الدهر ؟ قالت : والله ما يبلغ ابني ذاك أن يجير بين الناس ، وما يجير أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
:: قُل متاع الدنيا قليل ::
إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام المتقين ، وإمام الزاهدين ، فلا شك أن فاطمة الزهراء رضي الله عنها من أزهد النساء في الدنيا إن لم تكن أزهدهن ، حيث كانت سعيدة في حياتها على الرغم من الشظف والفاقة ، وما كان حطام الدنيا وزخرفها عند الزهراء ليساوي مثقال ذرة من هباء ..
عرفت فاطمة الزهراء رضي الله عنها أن مرضاة الله عز وجل ، ومرضاة رسوله فوق متاع الدنيا ، وكان شعارها قول الله عز وجل " قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى " ، ولهذا فقد وضعت فاطمة الزهراء رضي الله عنها الآخرة نُصب عينيها ، وسعت لها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا ، لتكون ممن عناهم الله عز وجل بقوله " وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا
على الطريق الموصل إلى رضا الله الباري سبحانه ، سارت فاطمة الزهراء ، وهي تستضيء بنور الله عز وجل كيما تحظى بما أعد للمؤمنات الصابرات من أجر ومن نعيم مقيم ، ومن جنات وعيون ومقام كريم ، فعاشت مع زوجها عليّ رضوان الله عليهما حياة زهد ، وصبر على شظف العيش ..
وكيف لا تعيش معه حياة الزهد وهو الذي عاش الزهد كله وتعلمه من سيد الزاهدين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ..
إن حياة أبي السِّبطَيْن أبي تراب ( عليّ بن أبي طالب ) تتفجر عظمة وجلالا وإعجازا
يقول ضرار بن ضمرة الكناني في وصف عليّ : يقول فصلا ويحكم عدلا ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويأنس بالليل ووحشته .. كان غزير الدمعة ، طويل الفكرة ، يقلّب كفيه ويُخاطب نفسه ، ويُعجبه من اللباس ما خشُن ، ومن الطعام ما جشب ( الذي فيه غلظة ) ... لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله .. وأشهد ، لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ، فكأني أسمعه وهو يقول : يا دنيا ، يا دنيا ، إليّ تعرّضتِ ، أم إليّ تشوّقتِ ؟ هيهات هيهات غُرّي غَيري ، قد أبَنْتُكِ ( طلقتك ) ثلاثا لا رجعة فيها .. فعمرك قصير ، وعيشك حقير ، وخطرك كبير ، آهٍ من قلة الزاد وبُعد السفر ووحشة الطريق ..
:: جراح وأفراح ::
وها هي رضي الله عنها قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تذهب إليه فتسمع منه ما يُفرحها ويُحزنها في آنٍ واحد ..
لقد تعايشت مع الجراح والأفراح في لحظة واحدة حتى أنها بكت ثم ضحكت .. فيا تُرى ما الذي جعلها تبكي وتضحك في آن واحد ؟
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اجتمعنا عنده ، لم يغادر منهن واحدة .. فجاءت فاطمة تمشي ما تُخطيء مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها رحب بها قال : مرحبا بنيتي .. ثم أقعدها عن يمينه أو عن يساره .. ثم سارَّها ( أي قال لها سرا ) فبكت ؛ ثم سارّها الثانية فضحكت .. فلما قام قلت لها : خصّك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسر وأنت تبكين ، عزَّمتُ عليك بما لي عليك من حق ، لما أخبرتني مم ضحكت ؟ ومم بكيت ؟ قالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فلما توفي ، قلت لها : عزّمت عليك بما لي عليك من حق لما أخبرتني .. قالت : الآن فنعم ، في المرة الأولى حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة ، وأنه عارضني العام في هذه السنة مرتين ، وأني لا أحسب ذلك إلا عند اقتراب أجلي ، فاتقي الله واصبري ، فنعم السلف لك أنا .. فبكيت .. فلما رأى جزعي ، قال : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ، أو سيدة نساء هذه الأمة ؟ قالت : فضحكت ..
وعن عائشة أنها قالت لفاطمة : أرأيت حين أكببت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت ، ثم أكببت عليه فضحكت ؟ قالت : أخبرني أنه ميت من وجعه ، فبكيت ، ثم أخبرني أنني أسرع أهله به لحوقا ، وقال : أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران ، فضحكت ..
:: وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم ::
إن الأحداث العظيمة يسبقها من الإرهاصات والعلامات التي تشير إلى قرب وقوعها ، وقد تم للمسلمين فتح مكة أم القرى في السنة الثامنة من الهجرة المباركة ، وفي السنة التاسعة أقبلت الوفود تُقر بالإسلام أو تعطي الجزية عن يدٍ وهو صاغرون ، وأرهب جيش العسرة الذي خرج به النبي صلى الله عليه وسلم جحافل الروم حتى فروا من مواجهته ، ودانت جزيرة العرب بالإسلام ، وكان ذلك بعد عشر سنين من جهاد النبي صلى الله عليه وسلم المتواصل وصحابته الكرام رضي الله عنهم ، فكل العلامات تشير إلى انتهاء مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد بلّغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وكشف الغمة ، وأصبح الناس على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يُعرّض بقرب أجله
فمن ذلك ما رواه أحمد عن معاذ قال : لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ، خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم بوصية ، ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته ، فلما فرغ قال : يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا ، أو لعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري ، فبكى معاذ جزعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال : إن أولى الناس بي المتقون مَن كانوا وحيث كانوا ..
ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف كل سنة عشرا في رمضان ، فاعتكف في السنة الأخيرة عشرين ليلة ، وكان جبريل يعارضه بالقرآن مرة في رمضان فعارضه في السنة الأخيرة مرتين ..
وخرج النبي صلى الله عليه وسلم للحج في السنة العاشرة ، وقال : خذوا عني مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ، وطفق يودّع الناس ..
ونزل عليه بعرفة " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا " ..
ومن هذه الإشارات القوية ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خطب النبي صلى الله عليه وسلم وقال : إن الله خيَّر عبدا بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ذلك العبد ما عند الله ، قال : فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خُيِّر فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المُخَيَّر ، وكان أبو بكر أعلمنا ..
:: اللحظات الأخيرة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ::
وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في صبح اليوم الذي لحق فيه بالرفيق الأعلى ينظر إلى ثمرة جهاده وصبره ، فألقى عليه أصحابه الذين أحبوه وأحبهم نظرة وداع ، فكادوا يُفتَنون من الفرحة به صلى الله عليه وسلم ظنّاً منهم أنه صلى الله عليه وسلم قد عوفي من مرضه ، ولم يظنوا أنه ينظر إليهم نظرة الوداع حتى يلتقي بهم على حوضه ، وفي جنة الله عز وجل ، ولو علموا ذلك لتفطرت قلوبهم ..
وكان آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم الرفيق الأعلى ..
وعن أنس قال : لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه ، فقالت فاطمة عليها السلام ، واكرب أبتاه ، فقال لها : ليس على أبيك كرب بعد اليوم ، فلما مات قالت : يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، فلما دُفن قالت فاطمة عليها السلام : يا أنس أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب ..
هكذا رحل الحبيب صلى الله عليه وسلم ، فحزنت عليه فاطمة حزنا كاد أن يمزق قلبها ،، وجلست تستعيد شريط الذكريات منذ أن كانت طفلة صغيرة تعيش بين حنان وعطف ورحمة أبيها محمد صلى الله عليه وسلم وأمها خديحة رضي الله عنها ، وإلى أن تراكمت الأحزان في قلبها ... لكنها هي التي تعلمت الصبر والرضا من الحبيب صلى الله عليه وسلم ، فكانت تصبر وتحتسب عند كل مصيبة تُصاب بها وليست هناك مصيبة أعظم من موت الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
قال صلى الله عليه وسلم : إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي ، فإنها من أعظم المصائب .. صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
:: هكذا كانت بيوت المسلمين ::
ولما توفي أبوها تعلقت آمالها بميراثه ، وجاءت تطلب ذلك من أبي بكر الصديق .. فحدثها أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا نورث ، ما تركناه صدقة ..
روى اسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي ، قال : لما مرضت فاطمة ، أتى أبو بكر فاستأذن ، فقال عليّ : يا فاطمة ، هذا أبو بكر يستأذن عليك ، فقالت : أتحب أن آذن له ؟ قال : نعم ..
قال الإمام الذهبي : قلت : عملت السنة رضي الله عنها ، فلم تأذن في بيت زوجها إلا بأمره ..
قال : فأذنت له ، فدخل عليها يترضاها وقال : والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت ، قال : ثم ترضاها حتى رضيت ..
قلت : وهكذا كانت البيوت الطاهرة ... وهكذا كانت المرأة الصالحة من سلفنا الأخيار لا تأذن لأحد أن يدخل بيتها إلا بإذن زوجها وفي حضوره ..
:: وحان وقت الرحيل ::
ومرضت فاطمة مرضا شديدا ونامت على فراش الموت بعد تلك الرحلة الطويلة من الجراح والأفراح ... وجلس أولادها ينظرون إليها في حنان وإشفاق ..
وفتحت فاطمة الزهراء عينين واهنتين ، فرأت زوجها عليّاً والها حزينا ، والحسن والحسين وفي أعينهما الدموع ، بينما كانت ابنتاها زينب وأم كلثوم تكادان تذوبان من الأسى ، فأرادت الزهراء أن تواسيهم جميعا ، إلا أن الكلمات رقدت على شفتيها ولم تتكلم ..
كان الموت يطلبها ، وإنها لتترك الدنيا غير آسفة على فراقها ، فما تنافست في عزها وفخرها ، وما بهرتها زينتها ونعيمها وزخرفها ، إنها ستصبح ميتا يُبكى ، وستترك من ورائها دنيا لا خير في شيء من أزوادها إلا التقوى ، نعم فإن خير الزاد التقوى ، وخير لباس التقوى وقد كان التقوى لباسها وزادها ..
وفي يوم الثلاثاء ، لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة من الهجرة ، فاضت الروح المطمئنة ورجعت إلى ربها راضية مرضية ..
توفيت فاطمة الزهراء ، فأجهش زوجها بالبكاء ، وراح الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم يذرفون الدموع على أعظم أمّ في الوجود ؛ فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة ، وابنة سيدة نساء أهل الجنة ..
واجتمع الناس في المسجد النبوي ، وقد نزل بقلوبهم حزن ثقيل فقد جدد موت فاطمة الزهراء أحزانهم على فراق أبيها رسول الله ، وقد توفيت بعده بستة أشهر ،، وصلى عليها زوجها عليّ ، وعمه العباس بن عبد المطلب ، وفي سكون الليل ، خرجت الجنازة إلى البقيع إلى حيث مثوى زينب ورقية وأم كلثوم رضي الله عنهن ..
وفي نهاية هذه الرحلة المباركة نقول : تالله لقد عجزت الكلمات أن تلقي الضوء على أي جانب من جوانب العظمة في حياة هذه الصحابية الجليلة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لن يستطيع بشر أن يوفيها حقها ،،، ولكن حسبها أن الخالق جل وعلا قد أجزل عطاءها في الدارين فجلعها في الدنيا سيدة نساء العالمين في زمانها ، وابنة سيدة نساء العالمين خديجة رضي الله عنها وابنة سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي الآخرة جعلها سيدة نساء أهل الجنة ..
فرضي الله عن فاطمة وأرضاها وجعل جنة الفردوس مثواها وجمعنا معها ومع الحبيب صلى الله عليه وسلم اللهم آمين ..
وتابعونا في حلقتنا القادمة بإذن الله ومع صحابية جليلة أخرى من صحابياتنا الجليلات .. ومع غيـــــد التوقيع
أوحى الله إلى داوود يا داوود لو يعلم المدبرون عني شوقي لعودتهم ورغبتي فى توبتهم لذابــوا شوقا إليّ يا داوود هذه رغبتي في المدبرين عني فكيف محبتي في المقبلين عليّ ،،قال أحد الأئمة ::" لا تسأم من الوقوف على بابه ولو طُرِدت "
" ولا تقطع الاعتذار ولو رُددت "
فإن فتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين ومد إليه يدك وقل له مسكين فتصدق عليه فإنما الصدقات للفقراء والمساكين
عزائي في تصبير نفسي على نفسي هو أن الله غفور رحيم ...هو أن ربي الرحمـــــــــــــــــــن الكريم





الموضوع الأصلي : :: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: الشيخ عبد الستار الخضراوى






توقيع : الشيخ عبد الستار الخضراوى






الــرد الســـريـع
..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



:: قدرها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم :: Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة