أهلا وسهلا بك إلى منتديات أئمة الأوقاف المصرية .
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات أئمة الأوقافالخطبة الاسترشادية 24 شوال 1437هـ 29 يوليو 2016 أمانة الأبناء والبنات Emptyالإثنين يوليو 25, 2016 8:24 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاليوم السابع / غلق باب التقديم لمسابقة الدعاه بعد غد الثلاثاء الموافق 26 يوليو 2016 أمانة الأبناء والبنات Emptyالأحد يوليو 24, 2016 8:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافضوابط الاعتكاف لشهر رمضان 1437 هـ 2016 م أمانة الأبناء والبنات Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:51 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعميم : عدم حضور أي دورات تدريبية إلا بتصريح من الأوقاف أمانة الأبناء والبنات Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعليمات هامة للأئمة قبل شهر رمضان 1437 هـ 2016 م أمانة الأبناء والبنات Emptyالإثنين مايو 30, 2016 6:46 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التسوية لوظيفة إمام وخطيب المجموعة الأولى أمانة الأبناء والبنات Emptyالخميس أبريل 28, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء المرشحون أوئل القراءة الحرة لمرافقة بعثة الحج لهذا العام 1437هـ 2016 م أمانة الأبناء والبنات Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:53 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التفتيش العام إبريل 2016 مأمانة الأبناء والبنات Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:41 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافإلى اخي الأستاذ سعد غابة فضلا أمانة الأبناء والبنات Emptyالجمعة أبريل 15, 2016 1:36 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاف وفاه كبير ائمه مركز زفتى غربيهأمانة الأبناء والبنات Emptyالسبت أبريل 02, 2016 6:49 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاففضيلة الشيخ زكريا السوهاجي وكيل وزارة الأوقاف بأسوان يفتتح مسجد الروضةأمانة الأبناء والبنات Emptyالسبت مارس 26, 2016 6:55 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتكليف د خالد حامد برئاسة لجنة الاتصال السياسي بالوزارة يعاونه الأستاذ مخلص الخطيب أمانة الأبناء والبنات Emptyالسبت مارس 19, 2016 9:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافحوار فضيلة الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف مع جريدة الأهرام أمانة الأبناء والبنات Emptyالجمعة مارس 18, 2016 12:06 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافافتتاح عشرة مساجد غدا الجمعه 18 مارس 2016 مأمانة الأبناء والبنات Emptyالخميس مارس 17, 2016 11:50 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافالمطالبون بالتسوية بالمؤهل الجامعي عليهم التوجه لمديرياتهم فورا وآخر موعد غدا الثلاثاء أمانة الأبناء والبنات Emptyالإثنين مارس 07, 2016 6:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاقتراح من فضيلة الشيخ عبد الناصر بليح بعمل انتخابات مجلس إدارة الصندوق بالمديريات أو بقطاعات ثلاثه أمانة الأبناء والبنات Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:57 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافماذا تعرف عن صندوق نهاية الخدمةأمانة الأبناء والبنات Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافإعلان شغل وظائف بمديرية أوقاف بني سويف أمانة الأبناء والبنات Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الذين سيحصلوا على الدرجات بوزاة الأوقاف لجميع العاملين بالوزارة 2016 أمانة الأبناء والبنات Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:33 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة إيفاد القراء في شهر رمضان 1437هـ 2016 م أمانة الأبناء والبنات Emptyالثلاثاء مارس 01, 2016 8:50 am من طرف

منتديات أئمة الأوقاف المصرية  :: صوت المنبر

شاطر
أمانة الأبناء والبنات Emptyالسبت ديسمبر 18, 2010 5:48 am
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
الصورة الرمزية

الشيخ عبد الستار الخضراوى

البيانات
عدد المساهمات : 110
نقاط : 322
تاريخ التسجيل : 20/11/2010
العمر : 64
العنوان : مركز منوف محافظة المنوفية امام وخطيب بمسجد الناخودية
مكان العمل : امام وخطيب ومدرس اول

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: أمانة الأبناء والبنات أمانة الأبناء والبنات Emptyالسبت ديسمبر 18, 2010 5:48 am



أمانة الأبناء والبنات



ملخص الخطبة
1- نعمة الأولاد. 2- تربية الوالدين للأولاد. 3- رحمة النبي بالأولاد. 4- حالنا مع الأولاد. 5- صفات الأسرة المسلمة. 6- ضرورة التحري في تزويج البنات. 7- إنكار إجبار البنت على الزواج ممن لا ترغب فيه.الخطبة الأولى
أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي نبينا محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. يقول الله تعالى( ياايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاتة ولا تموتن الا وانتم مسلمون) فاتقوا ربكم يا مسلمون، وإن تتّقوا الله يجعل لكم فرقانا، ويكفر عنكم سيئاتكم، ويغفر لكم، والله ذو الفضل العظيم.
أيها الإخوة المسلمون، حديثي إليكم حديث القلب إلى القلب، حديثي إليكم حديث الروح إلى الروح، حديثٌ ذو شجون، حديث تختلط فيه آلام وآمال، تختلط فيه مشاعر الحزن والأسَى من قضايا أسرية ومشكلات اجتماعية يندَى لها الجبين.
حديثي إليك أنت أيها الأب الكريم، أيها الأب الحنون، أيها الأب الرحيم، أيها الأب العطوف، لقد حباك الله تعالى بصفاتٍ عظيمة، وأكرمك الله بما أكرمك به من صحة ومال وعافية تدوم بإذن الله تعالى، رزقك الله تعالى البنين والبنات وحُرمَهم آخرون، فأكرمك الله تعالى بهم، وجعل هؤلاء أمانة في عنقك، تنشّئهم وتربّيهم تربيةً حسنة وتربيةً صالحة، وهو وحده الذي يجازيك على حسن صنيعك وحسن تربيتك.
فمنذ أن تلدَ المرأةُ طفلَها فأوّلُ ما يسمع ذكر الله تعالى، فَيُأَذَّنُ في أذنه، ويَستقبلُ حياتهُ بذكر الله تعالى، بالتوحيد لله لا شريك له.
ويبدأ الأبُ والأمُّ رعاية هذا الطفل ذكرًا كان أو أنثى، فالأمُّ تبدأُ المشوار بعد أن عانت آلامَ حملٍ ووضعٍ وإرضاعٍ وحضانة، ثم بعد ذلك ينشأ على تربية حسنة تربية تُستقى من منهل النبوة الصافي وعلى ما كان النبيّ يربي أبناءه، فهذا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله يخطب، فأقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يَعثران ويقومان، فنزل فأخذَهما فوضعَهما بين يديه ثم قال: ((صدق الله ورسوله: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ [التغابن:15]، رأيتُ ولديّ هذين فلم أصبر حتى نزلت فأخذتُهما))، ثم أخذ في خطبته.
وعن أبي قتادة أن رسول الله كان يصلي وهو حاملٌ أمامةَ بنت زينب بنت رسول الله ، فإذا قام حملها، وإذا سجد وضعها. هذه الرّحمة الحقّة والشفقة الصادقة، يرحم ويُشفق يعطف ويحنو .
وهذا أخٌ لأنسِ بن مالك كناه أبا عمير ويقول له : ((يا أبا عمير، ما فعل النغير؟)). وهذا الحسن بن علي رضي الله عنه يحمله النبي على عاتقه وهو يقول: ((اللهم إني أحبه فأحبه))، وعن يعلى بن مرّة أنه قال: خرجنا مع النبي ودُعِينا إلى طعام فإذا حسين يلعبُ في الطريق، فأسرع النبي أمام القوم، ثم بسط يديه فجعل الغلام يفرّ ها هنا وها هنا ويضاحكه النبي حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه، ثم اعتنقه، ثم قال النبي : ((حسين مني، وأنا من حسين، أحبَّ الله من أحبَّ حسينا، الحسين سبط من الأسباط)).
ما أجملَ هذا النزول، وما أروعَ هذا التواضع، نبي عظيم ينزلُ ويداعب، يمازحُ ولا يقول إلا حقًا، فأين نحن من هديه ؟! تجد الرجل منا يكون له ولدٌ صغيرٌ أو بنتٌ صغيرةٌ فلا يمازحُهَا ولا يقبلُها، بلِ البعدُ والجفاءُ طبيعتُه، والغلظةُ والقسوةُ طريقتُه، وما علم أن نبينا وحبيبنا كان من هديه الحنانُ والعطفُ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: أقبلت فاطمةُ تمشي كأن مشيَتَها مشية النبي ، فقال النبي : ((مرحبا بابنتي))، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله. فهذا ترحيب منه لابنته وعطف منه عليها.
وربما بدرت من الصغير حركاتٌ بريئة فيُعامله والدهُ معاملةً قاسية؛ ضربٌ وشتمٌ وصُراخٌ، بل تخويفٌ وتهديدٌ ووعيدٌ. في ظنّكم كيف سينشأُ هذا الطفلُ وحياتُه معقّدةٌ محطّمة؟! ويكبر المسكينُ على ذلك وحياتُه آلامٌ وأحزانٌ. لماذا لا نحنو على أبنائنا؟! لماذا لا تتّسعُ صدورنُا لأبنائنا؟! أبعد أن نفقدهم؟! أبعد أن نخسرهم؟! أبعد أن نراهم سلكوا طريقًا سيّئًا بعيدين كلّ البعدِ عن القيمِ الفاضلة والأخلاقِ الحسنة؟! فعندئذ لا ينفع الندم.
وفي حياة الأبناء ذكورًا وإناثًا يقوم الأب بتوجيه أبنائه إلى الصلاة والحثّ عليها، وكذا بناته، قال تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا [طه:132]. وكذا دور الأمّ مع بناتها، فهي ترحمهم وتعطف عليهم، لا تحابي الصغيرة على الكبيرة، ولا تجامل أحدًا على أحدٍ، بل هم سواء في الحبّ والعطف والحنان، وكذا الأب يعدل بين أبنائه ذكورًا وإناثًا، لا يحابي، ولا يجامل، بل هم سواء، عن النعمان بن بشير قال: انطلق بي أبي يحملني إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، أَشهد أني قد نحلتُ النعمان كذا وكذا من مالي، فقال : ((أكلَّ بنيك قد نحلتَ مثل ما نحلتَ النعمان؟)) قال: لا، قال: ((فأشهدْ على هذا غيري))، ثم قال: ((أيسرُّك أن يكونوا إليك في البرّ سواء؟)) قال: بلى، قال: ((فلا إذا))، وفي رواية أن رسول الله قال: ((ألك بنون سواه؟)) قال: نعم، قال: ((فكلّهم أعطيت مثل هذا؟)) قال: لا، قال: ((فلا أشهد على جور)).
عباد الله، الأسرة المسلمة تكون في غاية الحبّ والعطف والسموّ، وتنالُ منالها عندما يحترمُ الصغيرُ الكبير ويعطفُ الكبيرُ على الصغير، عن عبادة بن الصامت أن رسول الله قال : ((ليس من أمتي من لم يُجلّ كبيرنَا ويرحم صغيرنا)). عندما يعطف الشاب على أخته وترحم الفتاة أخاها هم إخوةٌ متحابّون متعاطفون، المحبةُ شعارهم، والعطفُ منهجهم، والشفقةُ طريقهم، أمانيُهم واحدة، إذا اشتكى أحدُهم أو مرض واحد منهم قاموا له جميعًا يواسونه يخفّفون عنه؛ علّهم يصلون به إلى غايتهِ وبغيتهِِ، يفرحون لفرحِه ويحزنون لحزنه.
أبناءٌ بارّون لآبائهم، وآباءٌ مشفِقون على أبنائهم، يعطفون عليهم، يرحمونهم، يبحثون عما يخفّف أحزانهم؛ لأنهم فلذات أكبادهم، إنهم والله أسرة عظيمة، أبُّ وأمُّ قائدان عظيمان يقودان مركبة عظيمة، يقودانها إلى بر الأمان، إنها الأسرة الصالحة، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله يقول: ((كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها)) إلى أن قال: ((فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)).
أبٌ وأمٌ لا يفكران في نفسيهما، لا ينظران إلى حياتهما بقدر ما ينظران إلى حياة أبنائهم وسعادتهم، يَسعَون ويَتعَبُون ليروا أبناءهم فرحين سعداء قد مُلئت حياتُهم بهجة وسرورًا.
فمن الآباء أبٌ يحرص على بناته، فعندما يطرقُ بابَه خاطبٌ يريد ابنتَه ماذا عليه أن يفعل؟ إنه الاختبار الصعب، إنه الاختبار الأقوى، لمن؟ لمن سيكون زوجًا لابنته، لفلذةِ كبده، لمن هي قطعةٌ منه، يريبه ما يريبها، لمن هي أمانة في عنقه، لمن هي رعيّة استرعاه الله عليها.
عباد الله، إن الواجب على الأب الصالح أن يجتهد كلّ الاجتهاد في البحث والسؤال والتحرّي بكل وسيلة ممكنة، يسأل هذا، ويسأل ذاك، يسأل عن صلاحه وصلاته وأخلاقه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض))، يسأل عن أخلاقه، يسأل عن عقيدته، لا سيما الآفاقيون الذين لا تربطهم به علاقة.
أيّها الأب الكريم يا رعاك الله، إن التي تدفعُها إليه ما هي إلا ابنتك فلذةُ كبدك، ربيتها صغيرةً وكبيرةً، وأحسنت تربيتَها، وأصلحت تنشئتها، وقد عرفتْ لك أبوّتَك وحقَك، وحفظت لك عرضك، فاعرف لها حقّها، واحفظ لها كرامتها وبرّها.
ومن الآباء من يقتصر على مجرّدُ سؤالٍ عابر، وكأن ابنته حِملٌ يريد أن يُلقيَه عن ظهره، يريد الخلاص منها بشكل أو آخر، يريد أن لا يُبقيَها أمامه. آهٍ من قلوب تحجّرت، ما أقساه من قلب أبٍ لا يعرفُ للبنوّة حقها، ولا للرحمة طريقها، أين تذهبُ من الله تعالى عندما تقفُ بين يديه ويسألك عن هذه المسكينة الضعيفة؟! ماذا ستجيب؟!
أيها الأب الحبيب، حذار أن تضيّع ما استرعاك الله من رعية، وأن تخون ما ائتمنك الله عليه من أمانة، حذار أن يقال لك يوم القيامة: تأخر، ويقال لابنتك: تقدمي واقتصي.
أيها الإخوة الكرام، نسأل الله تعالى أن يمنّ على بناتنا بالصالحين الطاهرين الذين يقدّرون سعادة بناتنا ويكرمونهن، وأن يرزق أبناءنا الصالحات العفيفات الذين يحفظونهم في الغيب والشهادة.أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آل بيته الطيبين والطاهرين، وعلى الصحابة والتابعين، ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها المسلمون، يرد إلينا من المشكلات الاجتماعية والقضايا الأسرية الشيء الكثير، فهذا أبٌ يجبر ابنته ويكرهها على الزواج من ابن أخيه أو قريبه وهي ترفض وترفض ولكن لا حياة لمن تنادي، فتُغمضُ المسكينة عينيها وتقول: يريد أبي لي الخير والسعادة، وما دَرتِ المسكينة أنه يريد أن يُمضيَ أعرافًا وتقاليد بالية قد عفا عليها الزمن من سقمها وبعدها عن منهج ربها، فعاداتٌ ما أنزل الله بها من سلطان، تُجبرُ وتكرِه على الزواج، ولسان حاله يقول: ماذا أقول لهم؟! ماذا أردُ عليهم؟! لقد أعطيتُهم كلمة، هذا إن شاورها وإلا تكون الموافقة من عنده حالاً. أعرافٌ سيَّرتهُ إلى هذا الطريق المظلم، وكأن المسكينة دميةٌ لا أحاسيس لها ولا مشاعر، فالمهم أن يُمضي كلامَه وأن تتزوج ابنته بما وعد به، ولا ينظرُ إلى النتيجة أتدوم الحياةُ أم لا؟ أتسعد البنتُ أم لا؟ أتهنأُ المرأة أم لا؟ المهم ما وعدتُ به ينفَّذ، أين القلوب الرحيمة؟! أين القلوب العطوفة؟! أين القلوب الشفيقة؟! أين الآباءُ الصالحون الذين يَحرِصون على سعادة بناتهم؟! أين الأولياء الذين يسعون لغرس الفرحة والسعادة والبهجة والسرور في نفوس بناتهم؟!
وهذا أخٌ يُكرهُ أختَهُ بعد موتِ أبيهم، يجبرها أن تتزوج من صاحبه وصديقه، ولربما كان هذا الزوج تاركًا للصلاةِ أو صاحبَ عقيدة فاسدة أو مذهب منحرف، فتلك عنده أمور لا يُسأَل عنها ولكن لا بد أن يتمّ الزواج، ثبت عنه أنه قال: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)). وماذا بعد ذلك؟ تذهب المسكينة إلى بيت زوجها وهي أسيرةٌ كارهةٌ مجبرة لا حول لها ولا قوة، فالأصوات تنتهِرها، والأعين ترتقبها لإبداء الموافقة، ويبدأُ مسلسلُ الحياةِ القاسية، لماذا؟ لأنه لا يخافُ الله تعالى ولا يُحسنُ عشرتَها.
أيها الإخوة الكرام، يرد إلينا مَن هذه حالها، فالضرب والشتم والإهانة حياتُها، وأخذُ مالها إن كانت عامِلة وبشكل فظيعٍ مقزّز تقشعرُ منه القلوب، ما الذي أوصلها إلى هذه الحالة؟! من الذي زفّها إلى زوجها؟! إنه أنت أيها الولي، أين الغيرة على بناتنا؟! أين الحرقة على أخواتنا؟! أريق ماءُ وجهنا، أين القلوب العالية؟! أين القلوب السامية؟! يا ويلنا ماذا أصابنا؟! تذكَّر ـ يا رعاك الله ـ قول المصطفى : ((ما من رجل يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيّته إلا حرم الله عليه الجنة)).
أخي الحبيب يا رعاك الله، ألا يحركُ هذا الحديثُ قلوبَنا؟! ألا يهزُ مشاعرنا؟! ألا تستيقظُ أحاسيسُنَا؟! أين الرحمة من قلوبنا تجاه فلذات أكبادنا؟! ثبت عنه أنه قال: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء))، وعن جرير عن النبي قال: ((لا يرحم الله من لا يرحم الناس))، وعن أبي سعيد عن النبي قال: ((من لا يَرحم لا يُرحم)).
فالغش ـ أخي الحبيب ـ يكون في عدم التحري وعدم السؤال وعدم التدقيق والتفتيش، ما ضرّنا لو أننا بحثنا لبناتنا الصالحين الطاهرين ليكونوا أزواجًا لبناتِنا، قال البخاري في صحيحه: "بابُ: عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير"، ثم قال: إن عمر بن الخطاب حين تأيَّمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله فتوفي بالمدينة فقال عمر بن الخطاب: أتيت عثمانَ بن عفان فعرضت عليه حفصة فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق فقلت: إن شئتَ زوجتُك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إليّ شيئا، فلبثتُ ليالي ثم خطبها رسول الله فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت عليّ حين عرضتَ عليّ حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟ قال عمر: قلت: نعم، قال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضتَ علي إلا أني كنت علمتُ أن رسول الله قد ذكَرها فلم أكن لأفشيَ سرَّ رسول الله ، ولو تركها رسول الله قبِلتها.
أيها الإخوة الكرام، وسيكون لنا خطبة قادمة بإذن الله تعالى حول المشاكل الأسريّة والخلافات الزوجية وما يترتب عليها من طلاق، وما هو موقف الزوجين والأبوين والأبناء منه، وهل كلّ طلاق يعدّ عذابًا أم قد يكون رحمة، وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاً مِنْ سَعَتِهِ [النساء:130].
عباد الله، صلّوا وسلّموا على الهادي الأمين، فقد أمركم بذلك حيث قال في كتابه الكريم: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
اللهم ارض عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين...







الموضوع الأصلي : أمانة الأبناء والبنات // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: الشيخ عبد الستار الخضراوى






توقيع : الشيخ عبد الستار الخضراوى





أمانة الأبناء والبنات Emptyالسبت ديسمبر 18, 2010 12:36 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
الصورة الرمزية

الشيخ صلاح عزت أبوهيبه

البيانات
عدد المساهمات : 318
نقاط : 667
تاريخ التسجيل : 27/07/2010
العمر : 49
العنوان : مديرية اوقاف المنوفية #ادارة اوقاف منوف #محافظة المنوفية
مكان العمل : امام وخطيب مسجد الانجبى بمنوف

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: أمانة الأبناء والبنات أمانة الأبناء والبنات Emptyالسبت ديسمبر 18, 2010 12:36 pm



أمانة الأبناء والبنات


جزاكم الله خيرا




الموضوع الأصلي : أمانة الأبناء والبنات // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: الشيخ صلاح عزت أبوهيبه






توقيع : الشيخ صلاح عزت أبوهيبه





أمانة الأبناء والبنات Emptyالسبت يناير 01, 2011 3:26 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المشرف العام
الرتبه:
الصورة الرمزية

الشيخ / أحمد عبد النبي

البيانات
عدد المساهمات : 1621
نقاط : 3184
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
العمر : 43
العنوان : تلبانه مركز المنصورة محافظة الدقهلية

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: أمانة الأبناء والبنات أمانة الأبناء والبنات Emptyالسبت يناير 01, 2011 3:26 pm



أمانة الأبناء والبنات


كلكم راع وكل مسئول عن رعيته




الموضوع الأصلي : أمانة الأبناء والبنات // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: الشيخ / أحمد عبد النبي






توقيع : الشيخ / أحمد عبد النبي






الــرد الســـريـع
..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



أمانة الأبناء والبنات Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة