طرق زيادة الايمان طرق لزيادة الإيمان
عناصر الخطبة :
1. مفهوم الإيمان .
2. زيادته ونقصانه .
3. طرق زيادة الإيمان .
الموضوع
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
فالإيمان في اللغة هو مطلق التصديق ، جاء في القرآن على لسان إخوة يوسف قولهم لأبيهم " وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين " ، أي بمصدق لنا .
وفى الاصطلاح هو قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان .
وهو يزيد وينقص ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، ففي الحديث " إن الإيمان يزيد وينقص " ، وفى الجوهرة : إيماننا يزيد بالطاعات ... ونقصه يكون بالزلات .
يقول الإمام العلامة بن القيم: " إذا غرست شجرة المحبة في القلب ، وسقيتها بماء الإخلاص ، ومتابعة سيد الناس ، أثمرت كل أنواع الثمار ، وأتت أكلها كل حين بإذن ربها , فهي شجرة أصلها ثابت في قرار قلب المؤمن ، و فرعها متصل بسدرة المنتهى في السماء ، " فإذا نطق العبد بالشهادتين ، ووحد الله تعالى ، فإنه قد بذر بذرة الإيمان ، فإما أن يتعهدها لتصبح شجرة كبيرة ، أو يهملها لتموت في الحال " .
وهذه ثمان طرق لزيادة الإيمان :
الطريقة الأولى : معرفة الله عز و جل :
معرفة الله عز وجل هي أول طرق زيادة الإيمان , وليست معرفته سبحانه أنك وحدته بلسانك فقط , ولكن هل تعرفت على الله عز وجل بأسماء جلاله وصفات كماله , ليمتلئ قلبك بالحب والخشية معا , ثم تتعبد الله بمقتضى هذه الأسماء والصفات .
يقول ابن القيم : " جميع ما يبدو للقلوب من صفات الرب سبحانه وتعالى يستغنى العبد بها , بقدر حظه من معرفتها , وقيامه بعبوديتها " .
إذا ما عرف الإنسان ربه وآمن به تفجرت ينابيع الخير في قلبه ، ثم فاضت على جوارحه بمقدار علمه وقوة إيمانه , فالعلم هو السبيل للمعرفة , فأعلم الناس بالله هو أخشاهم لله .
قال تعالى" إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء " فاطر: 28 ، فيجب على كل شخص يقوى أساس دينة , بدراسة العقيدة الصحيحة , و الحذر من العقائد الفاسدة .
الطريقة الثانية : تدبر القرآن الكريم :
كثير من المسلمين الآن يقرأ القرآن وكل همه أن يختمه , دون تدبر للمعاني ولا فهم للألفاظ . فتدبر القرآن من أهم أسباب زيادة الإيمان, قال تعالى في صفات المؤمنين الصادقين " وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً " ، وقد أمرنا الله عز وجل أن نتدبر القرآن فقال تعالى" كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ " أما من يقرأ ولا يتدبر الآيات قال الله عنه " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا "
يقول ابن القيم : " إذا أردت الانتفاع بالقرآن فأحضر قلبك عند تلاوته وسماعه ، وألقى سمعك وأحضر حضور من يخاطبه به , فإنه خطاب الله لك على لسان نبيه المصطفى ، قال تعالى" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ " .
الطريقة الثالثة : معرفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
بمعرفة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرته ومعجزاته يزيد إيمان المؤمن , ويؤمن الكافر ، ولا يكتمل إيمان المؤمن حتى يكون رسول الله أحب إليه من نفسه التي بين جنبيه, كما في الحديث الصحيح , وأول مقتضيات حب رسول الله هو الطاعة و الوفاء ، قال تعالى" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ " فعلى كل مسلم قراءه سيرة الرسول , ومعرفة أخلاقه و معجزاته وأن يتخذه قدوة وأسوة في كل أعماله .
الطريقة الرابعة : التفكر في خلق الله :
التفكر في خلق الله من أعظم العبادات , وهى عباده نسيها أكثر المسلمين الآن , وهى من أهم طرق تحصيل اليقين , وزيادة الإيمان .
لما نزل قول الله تعالى" إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ ". قال رسول الله : " ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها " .
فأنظر حولك في السماوات والأرض , والجبال والأشجار, وأنظر في كل ثمره تأكلها, بل وأنظر إلى نفسك , فنظرك فيك يكفيك ، قال تعالى " وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ".
الطريقة الخامسة : كثرة النوافل بعد الفرائض :
الإكثار من النوافل هي الطريق إلى محبة الله لك , فصلى السنن بعد الفروض , و قيام الليل , و صوم الاثنين و الخميس , والصدقة, وكل أعمال البر تزيد الإيمان في القلب لأنها الوسيلة إلى محبة الله ، وفي الحديث القدسي ' لا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ولئن دعاني لأجيبنه ولئن سألني لأعطينه" . صحيح البخاري
الطريقة السادسة : القرب من بيئة الطاعة :
القرب من أي بيئة طاعة يزيد الإيمان , والقرب من بيئة المعصية ينقص الإيمان , فيأبى الله إلا أن يعز من أطاعه, ويأبى الله إلا أن يزل من عصاه ، فابعد قلبك عن الأفلام والمسلسلات والأغاني والتحدث مع الفتيات و إطلاق النظر, و ابعد عن أصدقاء السوء فلا تصاحب إلا مؤمنا ولا يدخل بيتك إلا تقي .
قال رسول - صلى الله عليه وآله وسلم - : " مثل الجليس الصالح والسَّوء، كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يُحذيك و إما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة , والجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن لا تسلم من دخانه " متفق عليه ، وقال أيضا : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " رواه أبو داود
الطريقة السابعة : ذكر الله تعالى :
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت " رواه البخاري ، وقال أيضا : " أفضل الكلام بعد القرآن أربع ، لا يضرك بأيهن بدأت وهن من القرآن : سبحان الله ، والحمد لله، ولا إله إلا الله ، والله أكبر " أخرجه مسلم .
الطريقة الثامنة : الدعوة إلى الله عز وجل :
قال تعالى " ولْتَكُن منكم أمَّةٌ يدْعُون إلَى الخَيْرِ ويَأْمُرونَ بالمَعْروفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ" ، وقال عز و جل" ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين " ، ودعي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لحامل الدعوة في الحديث الصحيح فقال : " نضَّر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم أدَّاها كما سمعها فرب مبلِّغ أوعى من سامع ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " ، وقال أيضا : " الدين النصيحة . قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم ، وقد ورد في الأثر " جميل أن تذكر الله ، وأجمل منه أن تذكر الناس بالله " .
والله ولى التوفيق . إعداد : محمود عبد الله بكار