الامام العادل [b] **** سلسله فى ظلال عرش الرحمان ( الامام العادل)****
-نعيش اليوم ايها الاخوة الكرام مع اللقاء الاول من سلسله فى ظلال عرش الرحمان تبارك وتعالى وهى السلسله التى تدور فى شرح حديث السبعه الذين يستظلون بظل الرحمان جل وعلا فى يوم شديد الحرارةة ؛ فى يوم تقترب فيه الشمس من الرؤوس حتى تكون بمقدار ميل ؛وفى هذا اليوم العصيب يبلغ الهم والكرب من الناس مبلغا لا يعلمه الا الله تبارك وتعالى ؛ ولكن هناك مجموعه من الناس اختصهم الله تبارك وتعالى بالفوز المبين والرحمه الواسعه فى هذا اليوم وهم سبعه اصناف من الناس ذكرهم النبى ص فى الحديث العظيم (" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله . ورجل تصدق بصدقة
فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " متفق عليه .
-الامام العادل ايها الاحبه هذا هو عنوان لقاؤنا اليوم مع حضراتكم عن العدل الذى افتقدناة اليوم وعن اهميته .
-قال ص (قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْد اللَّه عَلَى مَنَابِر مِنْ نُور عَنْ يَمِين الرَّحْمَن , وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِين , الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمهمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا ) وقال تعالى { وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّه يُحِبّ الْمُقْسِطِينَ }.
-وفي المائِدَة: وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8]، أي: لا يحمِلَنّكم بُغضُ قوم على تركِ العدل؛ فإنّ العدلَ واجب على كلّ أحد وفي كلّ حال.
-وقد أمَر الله به رسولَه في قوله: وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ [الشورى:15]، وأمَر به جميعَ خلقه: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ [النحل:90]، وجعل في مقدّمةِ السّبعة الذين يظلّهم الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظله ((إمامٌ عادل))
- بل ان الله عز وجل امرنا باقامه العدل فى كل مكان فقال سبحانه (: إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلامَـٰنَـٰتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً [النساء:58].وقال عز وجل (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِٱلْقِسْطِ شُهَدَاء للَّهِ .....
-ولكن ايها الاحبه غاب العدل عن هذا الزمان الذى نعيش فيه وكثر الظلم نتيجه لحب المال وطمع الكثيرين فى دنيا زائله ومتاع زائل لا قيمه له ولو تسائلنا : ما الذى يدفع الكثير الى اكل الميراث ؟ اليس هو حبه للمال
-ماالذى يدفع البعض الى ان ياكل حق يتيم او يغش فى البيع والشراء او ياكل مالا حراما او ياخذ رشوة او غير ذلك ؟ اليس هو حبه للمال .
- وصدق الحبيب ص حيث قال (" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : " بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن " ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : " حب الدنيا ، وكراهية الموت " .
-وتعالو لنتعرف على انواع الظلم وهى كثيرة منها ظلم العبد لنفسه ولغيرة:
_____________________________________________
اما عن ظلم العبد لنفسه فمنها الشرك بالله ومنه الاعتقاد بنفع الاموات والاستعانه بهم قال تعالى (ان الذين تدعون
2- اكل الميراث وقد توعد الله من يفعل ذلك بعقاب اليم فقال سبحانه (تلك حدود الله ...............
3-اكل مال اليتيم وهو من السبع الموبقات وعقاب من ياكل مال اليتيم عقابع اليم قال تعالى (ان الذين ياكلون اموال اليتامى ظلما .........
4-شهادة الزور قال ص ( لن تزول قدما شاهد الزور حتى يوجب الله له النار ) وقال ص ({ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : الشرك بالله ، ثم عقوق الوالدين وكان متكئا فجلس ، ثم قال : ألا وقول الزور ، ألا وقول الزور ، فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت }
-فاتقوا الله عز وجل واحذروا من الظلم وان كنت قد ظلمت احدا فسارع اليه واطلب منه ان يسامحك واعد الحقوق الى اصحابها قبل ان ياتى يوم لا ينفع فيه الندم وى تفيد فيه الحسرة ولا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .
****************
الخطبه الثانيه:- التحذير من الظلم
_____________________
لقد حذرنا النبى ص اشد التحذير من الظلم فقال عليه الصلاة والسلام (( اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ) وقال ص (( اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام ، يقول الله : وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) رواه الطبراني
وقال ص (قال : ( اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) رواه مسلم
وقال تعالى فى الحديث القدسى ( يا عبادي ، إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) رواه مسلم
واعلم اخى الحبيب ان الله تعالى يملى للظالم حتى يزيد فى ظلمه ثم ياخذة الله اخذ عزيز مقتدر قال ص
(«إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} » (رواه البخاري ومسلم
حسرة الظالم يوم القيامه وحاله :-
______________________
ياتى الظالم يوم القيامه يتحسر ويتالم ويتندم على فعل فى دنياة من ظلم وغش واكل للحقوق واكل للمال الحرام وقد وصف الله عز وجل حاله بقوله تعالى (ويوم يعض الظالم على يديه .........
- وصدق من قال لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ يدعو عليك وعين الله لم تنمد
-مصير الظالمين يوم القيامه :-
_________________
اذا وقف العباد على الصراط يوم القيامه فاين يذهب الظالمون وما مصيرهم استمع الى قول الله تعالى ( فوربك لنحشرنهم والشياطين .......................
-وهل انتهى عقاب الظالمين عند هذا الحد من العذاب ؟ لا بل ان الله عز وجل اعد لهم نارا وقودها الناس والحجارة فقال تعالى (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون .........
-فمهما افلت الظالم من العقوبه فى الدنيا فان جرائمه مسجله عند من لا تخفى عليه خافيه ولا يغفل عن شئ.
- قال تعالى ( انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها ..............
-ايها الاحبه يوم القيامه سياتى الكثير من المفلسين والخاسرين ولكن اى افلا س واىخسارة هلى افلا س فى المال او خسارة متاع ؟ لا ايها الاحبه انه افلاس فى رحمه الله عز وجل وهذة هى اعظم خسارة .
-
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ" قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ". أخرجه أحمد ، ومسلم
*****************************