مكانة المسجد من احداث الهجرة ]النبي صلى الله عليه وسلم قدم إلى المدينة مهاجراً ما كان يحمل دراهم ، ما كان يحمل دنانير إنما كان يحمل مشروعه الأول الذي يصلح به المجتمع ، فما هو المشروع الأول الذي نهض به عليه الصلاة و السلام و أقامه ؟ وضع حجر الأساس لبناء المسجد الإسلامي الكبير: { لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ
فأول ما دخل المدينة المصطفى بدأ ببناء المسجد مباشرة ، فالنبي لم يجد لإصلاح علاقة المسلمين بربهم وإصلاح المجتمع منذ الوهلة الأولي إلا المسجد ،بنى المسجد قبل أن يفكر في بناء بيت له ليقيم فيه ، بل وهو في طريقه الي المدينة يؤسس مسجد قباء بل إن المسلمين عندما يفتحون أي بلد يبدأون بالمسجد وخير شاهد علي ذلك بلدنا مصر عندما دخلها عمرو بن العاص بني المسجد.
فلماذا المسجد؟ لماذا يبدأ بالمسجد؟ لأن حضارته لا تنطلق إلا من المسجد ولأن علمه لا ينبعث إلا من المسجد , و لأن دولته لا يكون لها نور إلا إذا انطلقت من المسجد ، ففي المسجد يتربى الرجال وتصنع الأجيال ، ففي المسجد ربى النبي الجيل الأول الذي نهض برسالته .
وتعالوا لنقارن بين مكانة المسجد قديما و مساجدنا الآن و بين حالهم و أحوالنا الآن، ما علاقتك بالمسجد؟ هل علاقتك بالمسجد تنتهي بانتهاء صلاة الجمعة؟ هل مهمة المسجد أن تصلي فيه الصلوات الخمس ثم لا شيء بعدها؟ أمهمة المسجد أن يجتمع الناس دقائق معدودة ثم ينتهون؟ لا لم تكن المساجد هكذا وإنما كانت جامعة تربوية إيمانية مؤسسة دبلوماسية عيادة طبية ندوة إعلامية و ترفيهية للأمة الإسلامية جامعة لكل شيء ومدرسة لكل شيء يتقوى بها المسلم على دينه ودنياه و يعيش بها المسلم في حاضرة و مستقبلة قال ربنا قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ
وانظر إلي الروعة والجمال في قول ذي الجلال وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ولم يقل صلوا عند كل مسجد او واقيموا صلاتكم عند كل مسجد فلماذا قال وأقيموا وجوهكم ولم يقل صلوا ألم تسال نفسك هذا السؤال ؟؟ لأنه لو عبر بالصلاة لقصر دور المسجد علي الصلاة ولكن دوره لا يقتصر علي الصلاة فحسب [/b][/b]