تابع مكانة المسجد ففي المسجد فوائد كثيرة قال عنها الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما كما عند البزار من حديث
الحسن بن علي بن أبي طالب موقوفا قال من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب ثماني خصال: أي لو جئت الى المسجد فلن تكتسب فائده واحده فقط بل اضافه لها سبعة فوائد أخرى .
آية محكمة وأخا مستفادا وعلما مستطرفا ورحمة منتظرة وكلمة تدله على هدى أو تردعه عن ردى وترك الذنوب حياء أو خشية.
وهذا المعني اكده المصطفي ففي الحديث الذي رواه احمد باسناد صحيح من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا الْمَلاَئِكَةُ جُلَسَاؤُهُمْ، إِنْ غَابُوا يَفْتَقِدُونَهُمْ، وَإِنْ مَرِضُوا عَادُوهُمْ، وَإِنْ كَانُوا فِى حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ.ثم قَالَ: "جَلِيسُ الْمَسْجِدِ عَلَى ثَلاَثِ [خِصَالٍ]: أَخٍ مُسْتَفَادٍ، أَوْ كَلِمَةٍ مُحْكَمَةٍ، أَوْ رَحْمَةٍ مُنْتَظَرَةٍ
والمسجد في كل حي يعتبر كمستشفى الحي ، فإذا كان المستشفى يعالج الأمراض الجسمية ، فالمسجد يعالج النفس البشرية من أمراضها النفسية ، ويوجهها إلى طريق الاطمئنان والسلام والسعادة في الدارين ،فدور المسجد في الواقع جزء متكامل مع أدوار المؤسسات الأخرى في المجتمع، وقد استمرت المساجد تؤدي هذا الدور العظيم قرونًا طويلة من الزمن، حتى أصبحت الأمة الإسلامية اليوم في مرحلة الغثائية الهزيلة الطافية من الداخل، وتكالب قوى الشر والطغيان والغزو عليها من الخارج، فضعف دور المسجد وانحسر!! وذلك على حين غفلة من بعض المسلمين، وسذاجة بعضهم، وسوء نية بعضهم الآخر. وفي ظل هذه الأوضاع المتردية وفي خضم تلك المؤامرات الهادفة إلى إقصاء المسجد عن رسالته ووظيفته في المجتمع، هلموا الي المساجد حتي تستعيد دورها الرائد في المجتمع المسلم: توجيهًا وتعليمًا وتربية لتؤدي دورها وتقوم بواجبها