أهلا وسهلا بك إلى منتديات أئمة الأوقاف المصرية .
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات أئمة الأوقافالخطبة الاسترشادية 24 شوال 1437هـ 29 يوليو 2016 الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالإثنين يوليو 25, 2016 8:24 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاليوم السابع / غلق باب التقديم لمسابقة الدعاه بعد غد الثلاثاء الموافق 26 يوليو 2016 الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالأحد يوليو 24, 2016 8:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافضوابط الاعتكاف لشهر رمضان 1437 هـ 2016 م الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:51 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعميم : عدم حضور أي دورات تدريبية إلا بتصريح من الأوقاف الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعليمات هامة للأئمة قبل شهر رمضان 1437 هـ 2016 م الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالإثنين مايو 30, 2016 6:46 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التسوية لوظيفة إمام وخطيب المجموعة الأولى الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس أبريل 28, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء المرشحون أوئل القراءة الحرة لمرافقة بعثة الحج لهذا العام 1437هـ 2016 م الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:53 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التفتيش العام إبريل 2016 مالإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:41 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافإلى اخي الأستاذ سعد غابة فضلا الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالجمعة أبريل 15, 2016 1:36 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاف وفاه كبير ائمه مركز زفتى غربيهالإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالسبت أبريل 02, 2016 6:49 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاففضيلة الشيخ زكريا السوهاجي وكيل وزارة الأوقاف بأسوان يفتتح مسجد الروضةالإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالسبت مارس 26, 2016 6:55 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتكليف د خالد حامد برئاسة لجنة الاتصال السياسي بالوزارة يعاونه الأستاذ مخلص الخطيب الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالسبت مارس 19, 2016 9:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافحوار فضيلة الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف مع جريدة الأهرام الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالجمعة مارس 18, 2016 12:06 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافافتتاح عشرة مساجد غدا الجمعه 18 مارس 2016 مالإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس مارس 17, 2016 11:50 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافالمطالبون بالتسوية بالمؤهل الجامعي عليهم التوجه لمديرياتهم فورا وآخر موعد غدا الثلاثاء الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالإثنين مارس 07, 2016 6:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاقتراح من فضيلة الشيخ عبد الناصر بليح بعمل انتخابات مجلس إدارة الصندوق بالمديريات أو بقطاعات ثلاثه الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:57 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافماذا تعرف عن صندوق نهاية الخدمةالإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافإعلان شغل وظائف بمديرية أوقاف بني سويف الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الذين سيحصلوا على الدرجات بوزاة الأوقاف لجميع العاملين بالوزارة 2016 الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:33 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة إيفاد القراء في شهر رمضان 1437هـ 2016 م الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالثلاثاء مارس 01, 2016 8:50 am من طرف

منتديات أئمة الأوقاف المصرية  :: الداعية جامع وجامعة :: الدوريات والكتب :: مقالات من الصحافة المصرية والعربية

شاطر
الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس يناير 20, 2011 10:22 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المشرف العام
الرتبه:
الصورة الرمزية

الشيخ / أحمد عبد النبي

البيانات
عدد المساهمات : 1621
نقاط : 3184
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
العمر : 43
العنوان : تلبانه مركز المنصورة محافظة الدقهلية

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس يناير 20, 2011 10:22 pm



الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد


المصريون
د. إبراهيم أبو محمد | 12-01-2011 23:50

• ليأذن لى القارئ الكريم في نقطتين قبل أن نطرح رؤية الإمام الفذ في موضوع الهجرة .

• النقطة الأولى: أننى قد وعدت السادة القراءة بعد موضوع المقال قبل الأخير والمنشور يوم الخميس 30 ديسمبر وكان بعنوان " الوزير الدرويش والإمام الفذ " أن أقدم للسادة البحث الهدية وهو رؤية الشيخ الإمام في موضوع الهجرة.

• النقطة الثانية أن حادث الإسكندرية المؤسف قد تطلب منا أن نتدخل بمقال حاولنا فيه قراءة " البعد الغائب في مصاب الوطن " وهو الذى نشر يوم الخميس الماضى 6 يناير 2011 الأمر الذى قطع سياق الحديث عن الهجرة.

• وحتى نعود لذات الموضوع فإنه يسرنى أن اذكر هنا ببعض ما أشرت إليه في مقال سابق بأن الشيخ الغزالى يتفق مع غيره من العلماء على أهمية الأحداث في تاريخنا الإسلامي، ولكنه كان يختلف عنهم في طريقة التناول وكيفية المعالجة.

• تستمع إليه بكل حواسك فيثير ملكاتك كلها وتتمنى ألا يسكت.

• ونحن طلاب كنا نحفظ النصوص التى يستدل بها شيخنا العلامة ، ولكننا حين نستمع إليه وهو يوظفها كأننا لم نقرأها من قبل وكأننا نسمعها لأول مرة ، ويقول كل منا في نفسه من أين جاء الرجل بكل هذه المعانى؟ وكيف لم يلتفت أحد غيره لهذه الروائع والكنوز المكنونة في النص الكريم ؟

• وعندما هممت بكتابة هذا الجزء من هذا المقال ( الهجرة وإدارة الأزمات)، فتشت في ذاكرتى وأوراقي لكي أختار النصوص المناسبة لأكتب عنها، وعدت بذاكرتى إلى أيام الزمن الجميل ونحن طلاب، وتذكرت أن العلامة الإمام الشيخ محمد الغزالى رحمة الله عليه كان قد ألقى خطبة جمعة في مسجد عمرو بن العاص عن الهجرة النبوية خلال فترة السبعينات من القرن الماضى ونحن طلاب، فحفظناها عن ظهر قلب.

• والحقيقة التى لابد من ذكرها أن تناول الرجل العظيم لموضوع الهجرة كان بالنسبة لى هو أنسب ما كتب في هذا الحقل ، ثم إنه يحتوى ويتضمن كل ما تحتاجه تلك الدراسة وفق مفاهيم إدارة الأزمات، كما إنه يشكل من ناحية أخرى متعة ثقافية للقراء عالية القدر والقيمة من حيث موضوعها وطريقة تناولها وعرضها، ومن ثم فقد اخترت هذين الجزئين عن الهجرة من تراث شيخنا الرائع ليكونا موضوع الدراسة .

• دورى في هذين الجزئين ينحصر في ثلاثة أشياء :

• الأول: هو شرف النقل لهذا الكلام الشريف على لسان شيخنا العظيم الإمام محمد الغزالى

• الثانى : هو مجرد ترتيب المقال وإدخال بعض العبارات لربط عناصره بالمقدمة السابقة عن الأزمة وإدارتها ، لا ليكون مقالا وإنما ليكون استراتيجية لإدارة الأزمات.

• الثالث : هو مشاركة القارئ الكريم متعة القراءة والتأمل في هذا البحث القيم والنادر وسيكتشف القارئ مدى عمق شيخنا وقدرته على صياغة النص وتوظيفه واستنباط القواعد العامة في التعامل مع الأحداث المشابهة.

• وإليك عزيزى القارئ هذا البحث الهدية.

• يقول شيخنا الغزالى رحمة الله عليه:

• تعود الناس في القرآن الكريم أن يتنزل تعليقا على ما يكون من أحداث فيوجه التوجيه الذي تفتقر الأمة إليه ، إن كان الذي حدث نصرا ذكر أسبابه بحق وكسر الغرور الذي يصاحب المنتصرين ، وإن كان هزيمة وصف الأسباب بصدق، ومسح التراب الذي عفر جباه المنهزمين وأخذ بأيديهم حتى يستطيعوا استئناف السير والدخول مع أعدائهم في معركة أخرى .

• على هذا النحو نجد أن سورة الأنفال نزلت في أعقاب غزوة بدر ، وأن سورة الأحزاب نزلت في أعقاب غزوة الخندق وأن سورة الفتح نزلت في أعقاب غزوة الحديبية ، وأن سورة آل عمران نزل نصفها الأخير في أعقاب هزيمة أحد ، وأن وأن إلى آخر ما في القرآن من أمور يعرفها المفسرون والمؤرخون .

• وقد يسأل أحد الناس هل تنزلت في حادثة الهجرة سورة كما كان ذلك في أعقاب الغزوات التى وقعت ؟

• والحواب لا، لم يحدث هذا ، ولكن وقع ماهو أخطر وأهم ، كأن الله جل جلاله حكم بأن قصة الهجرة أكبر من أن يعلق عليها في سورة واحدة، وأن تمر مناسبتها بهذا التعليق وينتهى الأمر ، فحكم جل شأنه بأن تكون ذكرى الهجرة قصة تؤخذ منها العبرعلى امتداد الأيام والليالي وتذكر في أمور كثيرة وفي مناسبات مختلفة "وكأنها قواعد ثابتة لإدارة الأزمات إن حلت بالمسلمين نازلة أو تعرضوا لأزمة تمسك بخناقهم وتضعهم في ضيق وحرج ".

• ولذلك فإني سأعرض نماذج "من الأزمات " تعرض لها المسلمون في مسيرة الدعوة على امتداد ثلاث وعشرين عاما وكيف استطاع القرآن أن يوظف حادث الهجرة "في حل الأزمة في إشارة لبقة إلى ما يسمى الآن بعلم توظيف التاريخ وهو علم يوظف الحدث الماضى سارا كان الحدث أو ضارا ، مفرحا كان أو محزنا لخدمة قضية جديدة في الواقع المعاش ويستنبط من حادثة الهجرة القواعد الثابتة لإدارة الأزمات في تلك الظروف وما يشابهها "وأن يجعل من هذه القواعد منارات تضيئ الطريق أمام المسلمين كلما اشتدت عليهم المحن وتكالب عليهم الأعداء. والنماذج التى سأعرضها من سورة البفرة ، وآل عمران ، والنساء ، والأنفال والتوبة، وهذه الآيات تناولت الهجرة وتناول الهجرة في هذه السور تم في إطار الدواعي والملابسات التى قضت بالعودة إلى ذكر الهجرة حديثا عنها وتذكيرا بما فيها .

• الأزمة الأولى: وهي أزمة ذات شقين:

• الشق الأول يعطى توصيفا دقيقا لموضوع الأزمة ويحدد عناصرها في التالي:

• محاولات المشركين المتكررة القضاء علي المسلمين أو فتنتهم في دينهم حتى يرتدوا عن هذا الدين، وذلك عن طريق :

• إلحاق الأذى الجسدي والنفسي بالمسلمين كالتعذيب الجسدى والسخرية منهم ومصادرة أموالهم.

• منعهم من دخول المسجد الحرام.

• إصرارهم علي قتال المسلمين رغم محاولات المسلمين حقن الدماء ورعاية صلة القرابة والرحم ، فإذا حاول المسلمون رد العدوان والدفاع عن أنفسهم ِأشاع المشركون بأن محمدا وأصحابه لا يحترمون الأشهر الحرم .

• إذا فتلك أزمة فكيف تعامل معها القرآن الكريم ؟ وكيف وظف حادثة الهجرة في وضع الحل المناسب ؟ تعالوا نقرأ النص الكريم .

• {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (217) سورة البقرة

• إذا فهناك قتال كبير وكفر بالله وكفر بالأشهر الحرم وإخراج للمسلمين من المسجد الحرام وصد عن سبيل الله ، وفتنة تفرض على المسلمين في دينهم حتى يرتدوا .

• ما النجاة من هذه الأزمة؟ ومال المخرج من هذه الفتن ؟ وكيف السبيل إلى أن يحافظ المرء على دينه وعقله وعرضه ووطنه وماله ؟

• هنا يأتي دور الشق الثاني وهو شق يوجه المسلم إلى أن يدير الأزمة بكفاءة واقتدار فيضع الحل المناسب وذلك بالآتي

• تحفيز الإرادة أولا.

• توجيه الطاقة النفسية في الاتجاه الصحيح ثانيا.

• ويلفت النظر إلى أن المخرج من هذه الفتن لا تجدي فيه الأماني .

• وأن نصر الله ليس حق الكسالى والعاجزين.

• وأن الشباب الطري لا يمكن أن يكون سنادا لهدف كبير .

• وأن تحقيق الأهداف الضخمة يتطلب جهدا وبذلا وتضحيات.،

• وحتى لا يضيع الطريق وسط اليأس أو ضباب الرؤية التى أحدثتها العواصف ينبه المسلم إلى أن حل هذه الأزمة يتطلب واحدا من أمرين :

• إما الدفاع عن النفس والمقاومة حتى تنكسر شوكة الباطل .

• وإما الهجرة إن كان المسلم أعجز من أن يدافع عن نفسه.

• وهنا يستدعي القرآن من الذاكرة حادثة الهجرة ويوظفها كحدث في الماضي، لكنه يفيد الحاضر ويٌفَعل إرادة الإنسان ليس في إدارة الأزمة فقط بالخروج منها بأقل قدر من الخسائر ، وإنما بالاستفادة منها وتوجيه دفة الحدث في إثارة قدرة الإنسان على قبول التحدي والخروج من الأزمة أصلب عودا وأكثر إصرارا على التضحية ليكون أهلا لرجاء رحمة الله : قال تعالي :

• {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (218) سورة البقرة

• الأزمة الثانية : وهي أزمة أيضا ذات شقين : عدم الطاعة واليأس عند الهزيمة .

• أما الشق الثاني : فهو إزالة الآثار النفسية وإعادة التأهيل.

• الشق الأول يتصل بمبدأ الالتزام بطاعة القيادة وتنفيذ أوامرها وعواقب المخالفة وبخاصة إذا كان الآمر هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

• ففي موقعة أحد خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك حلت الهزيمة لا بالرماة وحدهم ،وإنما بكل المسلمين، وكانت الهزيمة مرة، ووقعها كان أليما على كل المسلمين، وقد دفعوا فاتورة حسابها من دمائهم وكرامتهم وهذا هو الشق الأول.

• أما الشق الثاني فهو يتصل بإزالة الآثار النفسية وإعادة التأهيل للمسلمين بعد العجز الذي أصابهم بفعل مخالفتهم لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنزل نصوص القرآن الكريم لتَذكرَ أسباب الهزيمة، وتٌذكر المسلمين بأن كل مخالفة لأوامر الشريعة أو لسنن الله في الأسباب لا بد أن يدفعوا ثمنها غاليا وأن القدر الأعلى لا يحابي جنسا من الأجناس ، وأن عدالة الله تأبى أن يفلت مخطئ من العقاب ولو كان صحابيا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

• أما الشق الثاني من الأزمة فهو توقع البلاء في الأنفس والأموال.

• فبينما هم يتلقون هذا الدرس في التربية النفسية وإعادة التأهيل، يمسح القرآن الكريم جباههم التى عفرتها الهزيمة، ويأخذ بأيديهم ويذكرهم بأن الأيام دول، وأن الحرب كر وفر، وأن الألم وتكاليف تحمل تبعات المبدأ قاسم مشترك بين أهل الحق وأهل الباطل ، لكن أهل الحق لهم من الله الرجاء الكبير في الأجر والمثوبة، ومن ثم فإن لهم من الله جزاء عن كل تضحية، ولهم فيه عوضا عن كل مفقود فيقول لهم : {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (104) سورة النساء

• ومهما كانت الهزيمة علقما فلا يجوز أن يقتحم اليأس حياة المؤمن ما دام قلبه مضاء بنور التوحيد وإن تعثر وأخطأ ، وأنه يمكنه أن يقوم ما اعوج من سلوك وأن يصلح ما فات ،قال تعالى :{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ .إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} سورة آل عمران (139 ـ 140)

• {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (172) سورة آل عمران

• وتذكرهم النصوص بأن المبادئ الكبرى لا ينصرها المهازيل الضعاف ، والأمم المائعة والشباب الطري لا يمكن أن يكون سنادا لهدف ضخم ولا حمالا لواجبات ثقال ، وأنهم في مواجهة التحديات لابد من تحمل المسؤولية ودفع ضريبة العقيدة وأن من طلب عظيما خاطر بعظيمته ،وأن التحديات وما يصحبها من تضحيات لم تنته بعد ولن تنتهي إلي يوم القيامة فيقول لهم : {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}(186) سورة آل عمران.

• تلك هي الأزمة إذا بشقيها المادي والمعنوي،

• المادي ممثلا في الهزيمة وتوقع المزيد من الابتلاء في الأنفس والأموال.

• والمعنوي ممثلا في شعور المسلمين بالندم لمخالفتهم لأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسرب اليأس إلى نفوس بعضهم .

• ثم يأتي حل الأزمة مكونا من جزأين أحدهما في إعادة التأهيل وإعادة صياغة الواقع المشبع بروح الهزيمة ليصبح واقعا جديدا مملوءا بالعمل والأمل .

• والجزء الثاني يأتي أيضا في تحديد وسائل الخروج من الأزمة والتى تتمثل في الصبر والتقوى ، الصبر على تكاليف الجهاد ، ومراقبة الله في كل عمل، ومن هنا جاء الحديث عن الهجرة كدرس في التربية العقدية وتجرد الإنسان من ماله واستعداد المسلم لمواجهة التحديات في أي لحظة، قال تعالى : {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} (195) سورة آل عمران

• بقيت أزمتان الثالثة والرابعة.

• الأزمة الثالثة: أزمة الاستضعاف والتخلي عن أداء الدور في المجتمع الإسلامي الجديد .

• الأزمة الرابعة أزمة التردد والقلق عند التحدي الكبير عندما أعلن الرسول في غير مواربة وعلى غير العادة أنه متوجه إلى قتال الدولة العظمى في ذلك الوقت دولة الرومان في تبوك، فكيف عالجهما القرآن الكريم من خلال الحديث عن الهجرة ، وكيف عرضهما شيخنا الإمام الشيخ محمد الغزالى

• ذالكم هو حديث الإسبوع القادم إن شاء الله .


رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية
رئيس إذاعة القرآن الكريم





الموضوع الأصلي : الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: الشيخ / أحمد عبد النبي






توقيع : الشيخ / أحمد عبد النبي





الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس يناير 20, 2011 10:24 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المشرف العام
الرتبه:
الصورة الرمزية

الشيخ / أحمد عبد النبي

البيانات
عدد المساهمات : 1621
نقاط : 3184
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
العمر : 43
العنوان : تلبانه مركز المنصورة محافظة الدقهلية

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس يناير 20, 2011 10:24 pm



الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد


د. إبراهيم أبو محمد | 20-01-2011 00:26

عرضنا في المقال السابق رؤية الإمام الفذ لأزمتين كبيرتين وكيف عرض القرآن الكريم حلولا لهما من خلال تقديم حادث الهجرة كمنهج واستراتيجية لإدارة الأزمات وكان قد بقي أزمتان كبيرتان هما :

• أزمة الاستضعاف والتخلي عن أداء الدور في المجتمع الإسلامي الجديد .

• والأزمة الرابعة كانت أزمة التردد والقلق عند التحدي الكبير عندما أعلن الرسول في غير مواربة وعلى غير العادة أنه متوجه إلى قتال الدولة العظمى في ذلك الوقت دولة الرومان في تبوك، فكيف عالجهما القرآن الكريم من خلال الحديث عن الهجرة ، وكيف عرضهما شيخنا الإمام الشيخ محمد الغزالى رحمة الله عليه ؟

• الأزمة الثالثة:

أزمة الاستضعاف والتخلي عن أداء الدور في المجتمع الإسلامي الجديد.

يقول الشيخ الإمام :

"الهجرة من مكة إلى المدينة كانت انطلاقا بدعوة محبوسة مضطهدة إلى مكان جديد أو وطن جديد تستقر فيه وتحاول الانطلاق منه، ولذلك كان فرضا على كل مسلم أن يترك مكة إن كان يعيش في مكة، وأن يترك جنوب الجزيرة إن كان يعيش في جنوب الجزيرة، وأن يترك شمالها إن كان يعيش في الشمال، وأن يلتحق بالإسلام الذي أسس مجتمعا جديدا له في المدينة كي يدعم هذا المجتمع الجديد ويعلي فيه راية التوحيد، ويرد عنه عدوان الشرك ويجعل قوى المؤمنين في هذا الوطن تتماسك وتتلاقى ، ومن هنا فإن البقاء في ظل المظالم اعتبر جريمة دينية ، واعتبر القرآن الذين يؤثرون الضعف في أرضهم حطب جهنم واستثنى القرآن أصحاب الأعذار الحقيقية الذين لا يستطيعون الضرب في الأرض ولا التنقل من مكان إلى مكان، فقد عذر هؤلاء ، لكن صيغة العفو عنهم جاءت مقلقة ، ومع أن الرجاء في الله محقق الوقوع إلا أن القرآن قد اختار صيغة بتعبير دقيق " عسى الله أن يعفو عنهم" والتعبير بعسي جاء قاطعا لدابر اختلاق الأعذار لأن صاحب العذر الحقيقي لا يدرى إن كان سيغفر له أم لا ، وجاءت الآية على هذا النسق حتى لا يختلق أحد عذرا فتأمل كيف عالج القرآن تلك الأزمة وقدمت فيها الهجرة ليست كحادث انتقال من مكان إلى مكان آخر وانتهي الأمر ، وإنما قدمها كاستراتيجية لإدراة أزمة الاستضعاف الحقيقي والاستضعاف المدعى بشكل عام .قال الله تعالى فيهم : {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا} {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً . فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} ( 98ـ 99) سورة النساء



• الأزمة الرابعة

غزوة تبوك وأزمة التردد والقلق عند التحدي الكبير.

فرز الشرائح المختلفة وتصنيفها

وسبب هذه الغزوة أنه قد بلغ المسلمين من الأنباط (الفلاحين) الذين كانوا يتنقلون بين الشام والمدينة للتجارة أن الروم قد جمعت جموعا وأجلبت إلى جانبها لخم وجذام وغيرهم من نصارى العرب الذين كانوا تحت إمرة الرومان ووصلت طلائعهم إلى أرض البلقاء فندب النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى الخروج وكان ذلك في شهر رجب سنة تسع من الهجرة وكان الفصل صيفا وقد بلغ الحر أقصاه والناس في عسرة من العيش وكانت ثمار المدينة في الوقت نفسه قد أينعت وطابت.

• فمن أجل ذلك أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجهة التى سيتجهون إليها وذلك على خلاف عادته في الغزوات الأخرى فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا وليأخذوا استعدادهم ،

• وكانت الرحلة في هذه الغزوة ثقيلة على النفس فيها أقسى مظاهر الابتلاء والامتحان

• وفي السنة التاسعة من الهجرة أعلن النبي يصلى الله عليه وسلم النفير العام لملاقاة الروم ، والروم أو الرومان كما يذكر اسمهم في التاريخ، كانوا يومئذ الدولة العظمى في العالم.

• كانوا أشبه بأمريكا اليوم، كانت دولة مرهوبة الجانب عظيمة السلطان باطشة بالشمال الأفريقي كله وبأسيا الصغرى كلها ، وكانت قد خرجت من حرب حققت فيه نصرا تجرجر أذياله فخرا على دولة الفرس ، أي أن الأمجاد كلها قد تلاقت لتكلل هامات الرومان.

• ،دولة هي الأعظم ومنتصرة وتبسط نفوذها وسيطرتها على أغلب بقاع الأرض ،وفي هذه اللحظات قيل للمسلمين تحركوا إلى دولة الروم لتقاتلوها.

• وقع الرعب في قلوب الناس، وقع التخاذل والقلق ، وقال المنافقون : انتهى محمد وانتهى دينه، سيشتبك مع الدولة الأولى في العالم، وسيتلاشى تماما ، وأخذ نفاق المنافقين يعلن عن نفسه هنا وهناك فيقولون مثبطين "لا تنفروا في الحر " ومنهم من يقول ائذن لى ولا تفتني.

• وعسكر عبد الله بن سلول مع فئات من أصحابه وحلفائه في ضاحية بالمدينة فلما سار النبي صلى الله عليه وسلم تخلف بكل من معه، ونزل القرآن الكريم يعطى توصيفا عاما للأزمة ويصف المخلفين بما قالوا دون أن يذكر الأسماء، قال تعالى:" {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ } (49) سورة التوبة

{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}

(81 ـ82) سورة التوبة.وكانت تلك طائفة.

• هنالك طائفة أخرى أحست بالخوف والفزع وركنت إلى متاع الحياة وتباطأت في تلبية النداء، فالجو حار وثمار المدينة قد أينعت ودان قطافها ، ثم إن العدو في هذه المرة ليس قرش وليس أحد القبائل التى اعتاد المسلمون قتالها، إنهم الروم وما أدراك ما الروم ، القوة الأعظم في ذلك الوقت ، وهكذا تردد صدى الخوف والرعب في نفوس بعض المسلمين فنزل القرآن ليحسم الأمر ويعالج الأزمة ببيان عاقبة التخاذل وأثر ذلك في ضياع الأرض والعرض وانتهاك الحرمات فقال تعالى :" {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ،إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (38 ـ39) سورة التوبة

• ثم يستدعي حادث الهجرة بعد تسع سنوات من وقوعه ويذكرهم بالنبي البطل الفرد الذي تكالبت عليه مكة وهي يومئذ أم القرى وعاصمة الجزيرة العربية .

• إن الرجل الوحيد الذي خرج معه صاحبه يؤنسه ويخدمه ، هذا الرجل ماذا حدث له، خذله الناس وطلبوا قتله وجندوا لذلك كل شباب مكة فماذا حدث له؟ {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (40) سورة التوبة





• ثم كان هناك بجانب تلك النفر الذين ترددوا وارتابت قلوبهم كان هناك الإيمان الصادق الذي أخذ يعلن عن نفسه أيضا في صدور أصحابه فقد أقبل المؤمنون على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل صوب، وكان قد حض على الإنفاق وتقديم ما يتوفر لديهم من الدواب للركوب فجاء الكثيرون منهم بكل ما أمكنهم من المال والعدة،





• وجاء عثمان بثلاثمائة بعير بكل ما تحمله من زاد وعتاد وبألف دينار نثرها بين يدي النبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يضرعثمان ما فعل بعدها"





• روى الترمذي عن زيد ابن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك عندي مالا ، فقلت اليوم أسبق أبا بكر ، إن سبقته يوما قال: فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده . فقال يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ فقال أبقيت لهم الله ورسوله ، قلت : لا أسبقه إلى شئ أبدا " 1





• وأقبل رجال من المسلمين أطلق عليهم(البكاؤون) يطلبون من رسول الله صلى الله عليه وسلم دواب يركبونها ليجاهدوا معه ، فقال لهم النبي " لا أجد ما أحملكم عليه" فخرجوا وعيونهم تفيض من الدمع حزنا لأنهم لا يجدون ما يقدمونه في تلك الغزوة ، وتخلف عن النبي نفر من المسلمين من غير شك ولا ارتياب ، مهم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع ، وهلال بن أمية وأبو خيثمة .





• غير أن الأخير لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم في تبوك بعدما عاد إلى داره وكان له زوجتان فلما عاد وجد كلتاهما قد فرشت له خيمتها وأعدت أطيب الطعام والماء البارد فلما وقف على الخيمتين ونظر إلى امرأتيه وما صنعتا له فقال : رسول الله في الشمس والريح والحر وأبو خيثمة في ظل بارد وطعام طيب وامرأة حسناء في ماله مقيم ؟ ما هذا والله بالعدل ووالله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله،





• وارتحل أبو خيثمة حتى أدرك رسول الله في تبوك ، كان الجو غائما ومغبرا والرؤية تكاد تكون منعدمة ، وأحس المسلمون بركب قادم ولما دنى من المسلمين ، قالوا هذا راكب على الطريق مقبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كن أبا خيثمة ، فقالوا يارسول الله هو والله أبو خيثمة فلما أناخ أقبل إلى رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام أولى لك يا أبا خيثمة ؟ .. ثم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر فدعا له بخير.





• ومما حدث في هذه الغزوة أن الرجلين والثلاثة كانوا يتعاقبون على بعير واحد وأصابهم جوع شديد بعدما نفد الزاد ، ثم أصابهم عطش أشد حتى فكر بعض المسلمين في نحر إبلهم ليشربوا ماءها واستأذنوا الرسول في ذلك فأذن لهم، غير أن عمر قال يا رسول الله إنهم إن فعلوا قل الظهر ، ولكن ادعهم بفضل أزوادهم ثم ادع لهم بالبركة لعل الله أن يجعل فيه ذلك ، فأمرهم النبي أن يأتي كل واحد منهم بما عنده فكان الرجل يأتي بحبة من ذرة والآخر بتمرة والآخر بكسرة من خبز فجمعها النبي ودعا عليها بالبركة ثم قال لهم خذوا في أوعيتكم، قال فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في المعسكر وعاء إلا ملئوه وأكلوا حتى شبعوا وفضلت منه فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ،لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فتحجب عنه الحنة"2





• ولما انتهوا إلى تبوك لم يجدوا هناك كيدا ولا قتالا فقد اختفى وتفرق ألئك الذين كانوا قد تجمعوا لقتال المسلمين ثم أتاه يوحنه حاكم أيلة فصالح رسول الله على الجزية وكذلك بقية القبائل جرباء وأذرح ونصر الله نبيه وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا.





• وهكذا انتصر النبي صلى الله عليه وسلم وما استطاع الناس أن يصنعوا شيئا أو أن ينالوا منه شيئا بل لقد تحول على امتداد الزمان والمكان إلى حضارة عمرت المشارق والمغارب بمنطق العقل وأدب النفس وسناء الخلق ، وأقام مجتمعا لا تعرف الدنيا نظيرا له تراحما وتناصرا وإخاء وعدلا ولا عجب في ذلك فإن الأنصار الذين التفوا حوله كان الوحي المشع من السماء يضيئ لهم الطريق ويوضح لهم الغاية فصنع منه الإيمان الذي يزن الجبال ولا يطيش والإيمان بمن ؟ بالله الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الأولى والآخرة وهو الحكيم الخبير.





• تلك كانت رؤية الإمام الفذ الشيخ محمد الغزالى لحادث الهجرة، قدمتها هدية لقرائنا في جريدة "المصريون" تقديرا وامتنانا :





• تقديرا لوعيهم بمكانة الشيخ الإمام ودوره ورسالته الدعوية وجهوده وجهاده في خدمة الإسلام وقضاياه، وذلك ما أظهروه من خلال تعليقاتهم السابقة.





• وامتنانا لهم واعترافا بفضلهم في تصحيح بعض الصورالذهنية الخاطئة لقلة من الناس حول عظماء أمتنا .





• وما أحوجنا في تلك الظروف الحرجة من حياة أمتنا أن نعرف الفضل لذويه ، وأن نهجر الأفكار الكارثية التى ما برحت تحاول تحطيم كل بناء جاد، وتحاول أيضا أن تنال من كل عظيم، حتى ولو كان قد غادر حياتنا وذهب إلى هناك بين يدي الله حيث لا ظلم هناك.





• هجرة الأفكار الكارثية تحتاج لمزيد من العرض والشرح والبيان حتى لا يظل البعض أسيرا لرؤية وفكرة ضيقة، ففضاء العلم واسع وفسيح ، ووحدة الحقيقة لا تمنع من تعدد وجهة النظر إليها. وقد واجه كل الأئمة الأعلام من قبل صدودا واتهامات، وكان هناك من طعن في إمامتهم بل وطعن في دينهم واستعدى السلطة والسلطان عليهم، وبعضهم سجن وعذب وكان منهم الإمام ابن تيمية .





• خبيث هو ولئيم ذلك المخطط الذي يريدنا أن نعيش بلا رأس ولا رمز ولا مرجعية، بلا رأس تفكر ، ولا رمز نلتقى عنده ، ولا مرجعية تحوِّل اختلافنا إلى ثراء وإضافة وتعددية، ومن ثم تعصمنا من الزلل وتستبقى ـ مع الاختلاف في وجهات النظر ـ أخلاقنا عند حدود الأدب فلا نتعدى على الحرمات ولا نتجاوز.





• رحم الله أئمتنا وعلماءنا ، وغفر الله لنا ولإخواننا من الأحياء ومن سبقونا بالإيمان، وندعوه سبحانه ألا يجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا .



رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية

رئيس إذاعة القرآن الكريم





الموضوع الأصلي : الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: الشيخ / أحمد عبد النبي






توقيع : الشيخ / أحمد عبد النبي






الــرد الســـريـع
..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



الإمام الفذ والبحث الهدية للدكتور إبراهيم أبو محمد  Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة