ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه [b](ورجلان تحابا فى الله)
اما بعد ايها الاخوة المؤمنون :فلقد امر الله تعالىالمؤمنون جميعا ان يكونوا اخوة متحابيين قال تعالى (انما المؤمنون اخوة )وجاءت احاديث النبى ص لتؤكد على هذة الاخوة قال ص (مثل المؤمنين فى توادهم ...... وقال ص (لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه )
ولكن واقع المسلمين يؤكد خلاف ذلك فالاخوة لم تعد الا مجرد كلمات لا قيمه لها فقد يبيت المسلم شبعانا وقد ملأ بطنه بشتى انواع الطعام والشراب وجارة الذى بجوارة جائع وقد حذر النبى ص من ذلك (ما امن بى من بات شبعانا وجارة جائع الى جنبه وهو يعلم)
الاخوة الموصوله بحبل الله نعمه امتن الله بها على المسلمين الاوائل قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا.......)
حقوق الاخوة :1- الحب فى الله والبغض فى الله:فلا يمكن ابدا ان تتحق اخوة صادقه من غير حب فى الله وبغض فى الله قال ص (اوثق عرى الايمان الحب فى الله والبغض فى الله)وقال ص(من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان) وقال ص (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكرة ان يعود فى الكفر ........
-واذا كان من السبعه الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل الا ظله (ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه)وتامل اخى الحبيب فى هذة العبارة النبويه يوم لا ظل الا ظله "لا مراوح ولا اشجار ولاعمارات ...
-محبتك لاخوانك توصلك لمحبه الله:وانظر الى هذا ارجل الذى احبه الله عز وجل لماذا؟عن أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , " أَنَّ رَجُلا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : أَرَدْتُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ ، فَقَالَ : هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نَعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ : لا ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ " .
-واذا احب الله عبدا من عبادة فكيف يكون حاله: َعن أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ : " إِنِّي أُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبَّهُ " . فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ يَضَعُ لَهُ الْقَبُولَ فِي الأَرْضِ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ الأَرْضِ ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ : " إِنِّي أُبْغِضُ فُلانًا فَأَبْغِضْهُ " . فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ : إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلانًا فَأَبْغِضُوهُ فَيُبْغِضُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ فَيُبْغِضُهُ أَهْلُ الأَرْضِ .
-المرء مع من احب:سئل نفسك اخى الحبيب بحب من امتلأقلبك ؟بحب الله عز وجل وحب رسوله "بحب الصحابه الكرام "بحب الصالحين ومجالس الصالحين"بحب الاطهار والاخيار ؟
ام بحب الممثلين والممثلات والساقطين والساقطات
- جاء أعرابى إلى النبى فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: " وماذا أعددت لها؟" قال: ما أعددت لها كثير عدد إلا أنى أحب الله ورسوله قال المصطفى :" المرء مع من أحب".
يقول أنس: فما فرحنا بشئ كفرحنا بقولة رسول الله :" المرء مع من أحب" ثم قال أنس: وأنا أحب رسول الله وأبا بكر وعمر، وأرجو الله أن يحشرنى معهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم.
ونحن نحب رسول الله وأبا بكر وعمر وعثمان وعليا وجميع أصحاب الحبيب النبى ونسال الله عز وجل بفضله وكرمه ان يجمعنا معهم- فتش عن قلبك الآن وأرجو أن تأخذ كلامى مأخذ الجد، فأنتم تتابعون وتعلمون أن هناك من الرجال من يصرخون صرخة تذهب فيها الحياة ضائعة فى إستاد رياضى إذا مُنى فريقة بهزيمة ، والله جل وعلا يقول: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا)
-اذا احببت اخاك فلتخبرة: ومن السنة إذا أحب الرجل أخاه أن يخبره قال ص (من أحب أخاه فليخبره)
حديث معاذ بن جبل أن النبى أخذه يوما من يده وقال:" يا معاذ" قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال المصطفى :" والله إنى لأحبك" فقال معاذ: بأبى أنت وأمى يا رسول الله، ووالله إنى لأحبك قال المصطفى : "فلا تدعن دبر كل صلاة أن نقول: اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"
-الحب فى الله والبغض فى الله، ما أحوج الأمة إليه اليوم أن تحب أخاك لله، لا من أجل أنه ينتمى لجماعتك بل تحب أخاك لاتباعه، تحب أخاك لصدقه ؛ لأن قلبه يحترق على الأمة، وعلى دين الله، حتى ولو لم تعرفه حتى ولو كان فى أقصى الشرق، فما أحوجنا الآن إلى الحب فى الله وإلى البغض فى الله،
الحق الثانى من حق الأخ على أخيه، ألا يحمل الأخ لأخيه غلاً فى صدره ولا حقداً، ولا حسداً ، لماذا ؟ لان
المؤمن سليم الصدر، المؤمن طاهر النفس، زكى النفس، تقى القلب المؤمن ينام على فراشه فى آخر الليل، وهو يشهد الله فى عليانه أنه لا يحمل ذرة غل أو حقد أو حسد لمسلم على وجه الأرض، والنبى يقول كما فى الصحيحن من حديث أنس:" لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخواناً"([15]).
فالحقد والحسد من أخطر أمراض القلوب، يرى الأخ أخاه فى نعمة فيحقد عليه ويحسده، ونسى هذا الجاهل أنه ابتداء لم يرضى عن الله الذى قسم الأرزاق، فمن الذى وهب؟ إنه الله، من الذى أعطى هذا العلم؟ وأعطى هذا المال؟ وأعطى هذه الزوجة الصالحة؟ وأعطى هذا الولد الطيب؟ وأعطى هذا الحلم؟ وأعطى هذا الفضل إنها أرزاق، قسمها الرزاق، فإن الذى يحسد إخوانه إنما هو فى حقيقة الأمر معترض على الله جل جلاله.
- ايها الاخوة الكرام كل يفتش فى قلبه ويسال نفسه بعض الاسئله هل طهرت قلبك من الحقد؟هل طهرت قلبك من الغل؟هل طهرت قلبك من الحسد؟ هل رددت مع هؤلاء الصادقين: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ -هل تتمنى الخير لاخوانك كما تتمناة لنفسك هل تفرح لفرح اخاك المسلم وتحزن لحزنه ام العكس؟
لماذا الحقد والحسد وصاحب الفضل هو الله؟ والذى يقسم الأرزاق بعدله هو الله، هل تشك فى عدل الله؟ سل الله من فضله الذى أعطى إخوانك أن يعطيك من فضله، وهو الواسع العليم.
-الرسول وهو صاحب أسلم صدر على وجه الأرض، وصاحب أطهر قلب كان يأمر أصحابه ألا يخبروه شيئاً عن أصحابه حتى يخرج إلى الجميع، وهو يحمل للجميع صدراً سليما وقلبا طاهراً نقياً، أخلاقيات لا توجد الآن إلا بين القلة القليلة من الموحدين الذين عرفوا قدر الأخوة الصادقة فى الله.
- الحق الثالث حفظ السان وكفه عن ايذاء المسلمين:من حق اخيك المسلم عليك ان لم تستطع ان تنفعه بمالك ان تكف عنه لسانك وهذا اضعف الايمان
قال الله جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.............
فوالله ما من كلمة يتلفظ بها لسانك إلا وهى مسطرة عليك فى كتاب عند الله لا يضل ربى ولا ينسى.
-قال ص: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"
- وفى الصحيحين من حديث أبى موسى أنه سئل: يا رسول الله أى المسلمين أفضل؟ قال:" من سلم المسلمون من لسانه ويده"
-وقال ص(إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا فيرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا، فيهوى بها فى جهنم"
- والله لو نحمل فى قلوبنا إيمانا، ذرة إيمان ونسمع حديثاً من هذه الأحاديث، للجم الإنسان لسانه بألف لجام قبل أن يتكلم كلمة ولكنه لا أقول ضعف الإيمان، بل إنا لله وإنا إليه راجعون.
-الحق الرابع الإعانة على قضاء حوائج الدنيا على قدر استطاعتك: فيا من اعطاك الله المنصب ويا من اعطاك الله الجاة ويا من اعطاك الله المال ان استطعت ان تنفع اخوانك المسلمين فلا تبخل عليهم وتذكر قول الحبيب ص(المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه
الحق الخامس تقديم النصيحه : قال ص الدين النصيحة" قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"فكن حريصا على نصح اخيك المسلم ان وجدته على معصيه اقترب منه واقدم له النصيحه ودله على طريق الهدايه واجعل هذة النصيحه سرا اى بينك وبينه لان النصيحه على الملأ فضيحه ولكن اقترب منه واظهر له مدى حبك وخوفك عليه واعلم بانك مسؤل اما الله ان لم تقدم له النصيحه وانظر كيف يصف الله عز وجل المؤمنين الصادقين(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
الحق السادس من حقوق الأخوة: التناصر انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" قالوا: يا رسول الله عرفنا كيف ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال: " أن تكفه عن الظلم فذاك نصره" فابسط حق لاخيك المسلم عليك هو ان تدعو له بالنصر وهذا اضعف الايمان
الحق السابع: وأختم به الحقوق الستر والتغافر: قال تعالى (والكاظيمن الغيظ ......
واقد اوصى النبى ص ابى هريرة بوصيه عظيمه فقال له يا ابا هريرة عليك بحسن الخلق .........
العودة الصادقة إلى أخلاق هذا الدين. لا سبيل لنا ولا طريق للنصر ولا للتمكين فى هذة الارض الا اذا عدنا الى اخلاق هذا الدين العظيم فلقد لخصت عائشة أخلاق النبى فى كلمات قليلة فقالت: كان خلقه القرآن.
- لقد كان محمد قرآنا متحركاً فى دنيا الناس رأى الناس صدقه ونيله وعفته، وشرفه، وحياءه، وكرمه، وبطولته، وشجاعته، وعزته، ورجولته، وسخاءه، وعبادته، وخشوع، وجهده، وورعه وتقواه فعلم الناس يقنا أن هذا المنهج ما أنزله الله، إلا ليتحول فى دنياهم إلى واقع عملى وإلى منهج حياة فصدقوا هذا المنهج الربانى وحولوا بهذا المنهج، وتحولوا بهذا المنهج من رعاة للغنم إلى سادة وقادة لجميع الأمم.
واخيرا مكانه المتحابين فى الله عز وجل : ((إن حول العرش منابر من نور عليها قوم لباسهم نور ووجوههم نور ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء فقالوا: يا رسول الله صفهم لنا فقال: هم المتحابون في الله والمتجالسون في الله والمتزاورون في الله))