خطبة حول حادث الإسكندرية حادث الإسكندرية 2011
الحمد لله رب العالمين نسأله سبحانه وتعالى أن يحفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير القائل في محكم التنزيل { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَام } ( )
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله , وصفيه من خلقه وخليله , بلغ الرسالة وأدى الأمانة , ونصح الأمة فكشف الله على يديه الغمة ,علم الأمة المعاملات الطيبة والأخلاق الرفيعة .
اللهم صل وسلم وبارك عليه , وعلى آله وصحبه , وعلى كل من استن بسنته , واقتفى أثره إلى يوم الدين
أما بعد
أفيقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا بني الإسلام إنا على خطر يهددنا اجتياح
لئن جنحت بنا الأهواء يوما وزايل عيشنـــــــــــــــــــا الدين الصراح
ورحنا في وعــــــــــــــــــــــــور التيه نعــــدوا وأهزلنا التشتت والجماح
فإن حظيرة الإسلام حصن وإن العود ميســــــــــــــــــــــــــــــــــــور متاح
عاشت مصر الأسبوع الماضي ولا حديث لها إلا حادث الإسكندرية هذا الحادث المؤسف والغادر والذي يعلم المسلم الحق بأن هذا العمل ليس من الإسلام في شيء وبأن الإسلام إنما هو بريء من هذه التهم الظالمة التي يتلفظ بها أعداء الإسلام وليس أعداء الإسلام فحسب وإنما بعض ممن ينتسبون للإسلام رددوا تلك التهم والشائعات ورددوها في الصباح والمساء بأنه لابد أن نرجع إلى قيم الإسلام من السماحة واليسر والإخاء والمحبة وكأن هذه التعاليم قد غابت عن أمة الإسلام ولكن المسلم الحق هو الذي يعيش بتلك القيم والمباديء بأخلاقه الرفيعة التي تعلمها من النبي ــ صلى الله عليه وسلم ـــ لقد تعامل النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ مع الناس أجمعين المعاملة الطيبة التي كلفه الله ــ عز وجل ــ بها والتي خاطبه رب العالمين ــ سبحانه وتعالى بتعليمها للناس ليطبقوها في حياتهم المعاصرة وتكلمنا في الجمعة الماضية عن علاقة الإسلام باليهود وكيف تعامل النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ مع اليهود ولكنهم خانوا العهود وبدلوا وغيروا فكانت العاقبة بأن يرفع رب العالمين المسلمين بالإسلام فكان طردهم من المدينة كلها لأنهم شكلوا الخطر الداخلي على أمة الإسلام وعلى دولة الإسلام القوية الفتية تعامل النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ مع الناس أجمعين المعاملة الطيبة بهذه الأخلاق التي سمت بالمسلمين ورفعت بهم إلى أعلى الدرجات والمقامات
وانظر إلى تعاليم القرآن الكريم تجد بأن الحق سبحانه وتعالى وضع الحدود وحدد كل شيء حدد المعاملات مع كل فئات الشعب وكل فئات المجتمع الذي يعيش مع دولة الإسلام للمسلمين حقهم لليهود حقهم وللنصارى حقهم ولكل فئات الشعب من الديانات الوضعية الحقوق التي ينبغي على أهل الإسلام أن يؤدوها إليهم فانظر إلى النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وقد أنزل الحق ــ سبحانه وتعالى ــ عليه قرآنا يتلى { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } ( )
علمنا ذلك الإسلام بأن الإسلام إنما حدد تلك الحدود ووضع تلك الأحكام التي ينبغي على الأمة أن تنفذها امتثالا لأمر الله ــ رب العالمين ــ وإذا كان أهل الإسلام يطبقون تلك التعاليم القرآنية في معاملاتنا مع الآخرين ليس ذلك امتهانا ولا مذلة ولا خوفا من أحد وإنما امتثالا لأمر الله رب العالمين الذي أمرنا بذلك وكلفنا به أما أن يصل الأمر إلى هذا الحد الذي وصلت إليه الأمة من المهانة والذلة فإن الإسلام يأمر الأمة بأسرها بأن المسلم عزيز أبي لا يخاف من أحد لأن معه المعية الإلهية التي تأتي من خلال تمسكه بمباديء دينه وبتعاليم قرآنه علمنا الإسلام ذلك ولم يقف عند هذا الأمر لم يأت بقلب الأمور كما يراد لنا { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ } ( )
وإنما جاء الإسلام بالمعاملة بالمثل مع الناس بالمعاملة الطيبة بأخلاق الإسلام من المودة والبر والصلة والتراحم في الشعب الواحد ومع الأمة الواحدة وأيضا بين الإسلام للمسلم بأنه لا يقبل الدنية ولا المذلة ولا المهانة إن مستكم تلك العداوة { إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } ( ) بين الأمر وبين الحدود ليعلم المسلم بأن الإسلام إنما جاء بالقيم والمباديء وأتى بالقوة والحق وأتى بالسماحة واليسر وعدم الاعتداء على الآخرين بدون وجه حق
جاء الإسلام ليحفظ للأمة قوتها ووحدتها فرأينا النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ عقد مع اليهود تلك المعاهدة لليهود مالهم وللمسلمين مالهم لليهود دينهم وللمسلمين دينهم وعلى اليهود أن يدافعوا عن المسلمين وعن أهل هذه الصحيفة وهذا العهد الذي تم مع النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ ومع اليهود أن يدافعوا عن حدود تلك المدينة وأن يدافعوا عن المسلمين إن تطلب الأمر وعلى المسلمين كذلك أن يفملوا معهم هذه هي تعاليم ربنا
وانظر إلى النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــ حينما جاء له وفد نجران هذا الوفد وذلكم الموقف من سيرة النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــ موقف ينبغي على الأمة أن تتدراسه وأن تتفكر فيه وأن تأخذه من كل جوانبه لا تأخذ جانبا وتترك آخر وإنما تسير مع الموقف بدروس في الدعوة إلى الله ــ عز وجل ــ وبدروس بينها الإسلام ليرفع قيمة المسلم في هذه الحياة أصبح للإسلام دولة وأصبحت للمسلمين المكانة وأصبح الإسلام عاليا رافعا رأسه على الناس أجمعين وجاءت الوفود من كل جانب منهم من جاء مسلما لله رب العالمين ومنهم من جاء ليصالح النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ بمصالحة ومعاهدة لئلا يحدث بينهم قتال أو حرب وجاء وفد نجران في السنة التاسعة من الهجرة وهذا العام يسمى بعام الوفود الذي جاءت فيه الوفود من كل مكان لتصالح النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وتقف مع الدولة الإسلامية القوية جاء وفد نجران ومعهم الوفد الرسمي أربعة عشر رجلا كما قالت الروايات وبعضها يقول سبعين جاؤا إلى النبي ــ صلى الله عليه وسلم ـــ ليجادلوه وليحاوره فدينهم من السماء كما يقولون فجاؤا إلى النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ جاؤا إلى النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ ليحاوره لابسين ملابس تشتمل على الحرير والزينة فلم يقابلهم النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ ثم ارتدوا ملابس الرهبان والفساوسة فقابلهم النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وبعد مجادلات وحوارات
قال لهم النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ لماذا لم تسلموا ؟ قالوا : أسلمنا قبلك
فقال النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ لهم يمنعكم من الإسلام ثلاث عبادتكم الصليب ودعاؤكم بأن لله ولدا وأكلكم الخنزير وبعد محاورات طلب منهم النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ أن يبتهلوا إلى الله ــ عز وجل ــ قال تعالى { فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } ( )
هذه اللعنة تكون على الظالم الكاذب الذي لم يعترف بالحق ووقفوا مع أنفسهم يسألونها لو كان نبيا حقا لأتت إلينا اللعنة فلا ندخل في جدال أو حوار وإنما نصالحه ونعقد معهم معاهدة وينتهي الأمر وانظر إلى بنود العهد الذي بينه النبي ــ صلى الله عليه وسلم ـــ بأن لهم ذمة الله ورسوله وجوار الله ورسوله لا يأتي إليكم أحد ليحاربكم ولا يفعل معكم أي من أساليب الظلم والعدوان بل وصل الأمر إلى أن قال ولهم وإن احتاجوا لمرمة بيعهم أن يساعدهم المسلمين في ذلك أن يساعدهم المسلمين في بناء كنائسهم وذلك ليس مهانة ولا ذلة وإنما رفعة بالإسلام وبأخلاق النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ بعد هذا الحوار منهم من جاء مسلما وآمن بالنبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــ ومنهم من ظل على ديانته ولم يجبره النبي ــ صلى الله عليه وسلم ـــ على ترك ديانته بل قال النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ لا يغير أسقف عن أسقفته ولا راهب عن رهبانيته لم يأت الإسلام ليغير النظام والمناصب ويعدل في المناصب التي عليهم وإنما ترك الأمور كما هي
ووصل الأمر بالدولة الإسلامية القوية أن تتعرف بالآخر بكل الآخر حتى من أصحاب الديانات الوضعية لتعطي له الحقوق والعهود وهذا لم يحدث في أي دين من الأديان الموجودة اليوم أن يعترف بديانة غيره وإنما الإسلام إنما هو دين تفتح على الدنيا كلها أراد أن يبين للدنيا كلها الحجة بالبرهان الواضح والدليل القاطع ليؤمن من شاء وليكفر من شاء ولكن ليقيم النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ عليهم الحجة في أمرهم
وحينما اتسعت الدولة الإسلامية في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ فاستشار سيدنا عمر ــ رضي الله عنه ــ كبار الصجابة في مجلس الشورى كيف نتعامل مع المجوس وهم عبدة النار وهم الذين يقولون بأن هذا الكون إلهين إله الخير والنور وإله للشر والظلمة وقف سيدنا عبد الرحمن بن عوف ــ رضي الله عنه ــ يا أمير المؤمنين إني أشهد بأني سمعت رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ يقول سنوا فيهم سنة أهل الكتاب , وبالفعل تعامل الإسلام مع الناس أجمعين بهذه المعاملة الطيبة حتى مع الديانات الوضعية وقد وصل الأمر أيضا مع أصحاب الديانات الوضعية من المجوس والهندوس والبوذين وغيرهم حتى في مجلس الخليفة ليناظروا علماء الإسلام في الدين وتمت هناك مناظرات كثيرة بينهم وبين علماء الإسلام ,
وكما يقول أحد الكتاب الغربيين بأنه وصل الأمر في عهد الخلافة الإسلامية أن ارتقى أصحاب الديانات الوضعية ليناظروا علماء الإسلام وأفحمهم علماء الإسلام فقال الخليفة لأحدهم أما آن لك أن تسلم إن الحجة قد ظهرت ورأيت الحق ووافقت عليه والدليل قد قام على أن الإسلام هو الحق والصواب أما تسلم وتدخل في هذا الدين فقال يا أمير المؤمنين قولك مقبول ونصيحتك مسموعة ولكنك لست ممن تكره أحدا على الدخول في الإسلام وصدق ربنا حين قال { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ( ) وهذا ما طبقه المسلمون منذ أربعة عشر قرنا من الزمان طبق المسلمون الأخلاق الطيبة والمعاملة بالحسنى مع كل الناس أجمعين لا فرق بين مسلم أو غيره .
انظر إلى النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وقد علم ذلك للأمة وعاشت به الأمة فالكل يعيش في بلد واحد الكل يحافظ على هذا المجتمع الذي يعيش فيه
ولكن ينبغي على المسلمين أن يعلموا بأن كلامنا عن السماحة وعلى اليسر وعلى معاملة الآخرين بالحسنى لا يمنعنا من قول الحق الذي ندين به فنقوم بتغيير بعض الآيات القرآنية أو نضحي بقرآن ربنا وبسنة نبينا ــ صلى الله عليه وسلم وإنما تعاليم الإسلام كما يقول أحد العلماء بأن العقائد شيء والسلوك شيء آخر فعقيدة الإسلام ثابتة لا تقبل التغيير أو التحريف أو التبديل , أما الكلام في السلوك والمعاملة فهذا ما أكد عليه ديننا وأكدت عليه التعاليم الإسلامية بأن نتعامل مع الآخرين بالمحبة والإخاء واليسر وليس ذلك على الإسلام من الأمور التي نسمع عنها من قلب الحقائق ومن قلب الأمور على الإسلام والمسلمين
لقد بين النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ الحدود والمواثيق وبين كل شيء لتسير الأمة بتلك المباديء والقيم لترتقي إلى أعلى الدرجات والمقامات فعلينا إخوة الإسلام والإيمان أن نعلم علم اليقين بأن الإسلام قد جعل هذا الالتحام مع الآخر التحاما مفتوحا فهناك بعض القضايا الاجتماعية فقد أباح الإسلام بأن يتزوج المسلم بالنصرانية والكتابية وأباح الإسلام أيضا أن يأكل المسلم من طعام غير المسلمين فقد قال تعالى { الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ( ) جعل ذلك الأمر وحينما نتكلم عن هذه المصاهرة في الزواج انظر إلى الإسلام وهو يبيح الزواج منهم فإنهما سيصيران تحت لحاف واحد ويجب عليه ألا يمنعها من الذهاب إلى كنيستها ولا يجب عليه أن يجبرها على الدخول في هذا الدين وإنما يترك لها الأمور مفتوحه فهذا هو ديننا وتلك هي تعاليم ربنا سبحانه وتعالى الذي جاء إلينا من السماء ببلاغ النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ إلينا فديننا لا يقبل التبديل أو التغيير أو التحريف ولا نقبل بأن يأتي غيرنا ليخاطبنا في ذلك ويجب على الأمة بأسرها بأن تتحد لنكون جميعا على قلب رجل واحد لندافع عن ديننا أولا ثم ندافع عن وطننا ثانيا وندافع عن مجتمعنا الذي نعيش فيه فكلنا مجتمع واحد ونسيج واحد والقتنة نائمة لعن الله من أيقظها
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم والتائب من الذنب كمن لاذنب له
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين
وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبة وكل من سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين
أمابعد
فأوصيكم ونفسي معكن بتقوى الله
إسلامنا دين السماحة فاعلموا سحقا لقوم عن سماحته عموا
دين من الله الرحـــــــــــيم بخلقه يهدي البريـــة للتي هي أقــــــوم
علينا إخوة الإيمان أن نعلم ما يراد لنا فإن الأحداث العالمية تعطي لنا إنذارات فالعراق يراد له أن يكون ثلاث دول أكراد وسنة وشيعة واليمن يراد أن تكون شمالية وجنوبية وخبر السودان ليس عنا ببعيد ويراد لمصر أيضا أن تكون دولتين وهذه الفتن الطائفية إنما جاءت من أعداء الإسلام وأعداء مصر يريدون أن يزعزعوا استقرار البلد وأن يقضوا على تلك الأخوة الموجودة بين المسلمين وغيرهم فقد وصانا النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ بقبط مصر خيرا فإن لهم ذمة ورحما وفي رواية أخرى فإن لهم ذمة وصهرا فعلينا أن نحافظ على بلادنا وأن نكون جميعا على قلب رجل واحد ونقف وقفة واحدة ضد هذا العدوان الخارجي الذي يتربص بنا اليوم فنسأل الله عز وجل أن يحفظ مصر من الفتن يارب العالمين ووحد بين صفوفنا وألف بين قلوبنا وانزع الغل والحقد والحسد من قلوبنا
اللهم اغفر لنا الذنوب واستر لنا العيوب وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الشيخ / أحمد محمد عبد النبي سالم
مؤسس منتدى أئمة الأوقاف المصرية
ألقيت هذه الخطبة بمسجد 6 أكتوبر بمدينة المنصورة
خطبة حول حادث الإسكندرية 
السبت يناير 22, 2011 9:33 am
موضوع: خطبة حول حادث الإسكندرية 
