تهنئة لفضيلة الشيخ/ عبد الله ابراهيم بمناسبة عيد ميلاده
عشت مع الكتاب وكأني بالشيخ الغزالي في كل كلمة ينطق بها ويحدثنا من خلالها أشعر وكأنه يعيش بيننا
لقد قال مبينا الحالة التي نحياها اليوم حينما يبين بأننا إذا كنا على أبواب نهضة حقيقة فما الواجب علينا اليوم ؟ ونحن كذلك اليوم فما الواجب علينا ؟
الواجب أن ندرس بدقة وبصيرة أسرار ما أصابنا وقال جملة ينبغي أن تدرس
(إن العافية لا تتيسر بدواء مرتجل .... والنصر لا يجيء باقتراح مرتجل ..... إن الأسلاف تصدروا قافلة العام بجدارة العالم .... والأخلاف ملئوا ذيل القافلة بجدارة أيضا )
نعم يا شيخنا إن العافية لا تتيسر بدواء مرتجل حقا ما أجمل الكلمات إن نهضتنا اليوم وتقدمنا اليوم ليس بالكلام المرتجل أو الكلام المحفوظ من قبل
وإنما
نحتاج إلى فهم وبصيرة للواقع نحتاج دراسة متأنية عصرية واقعية لسيرة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ لنعرف المباديءالقويمة التي وضعها النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ في تأسيس وقيام الدولة الإسلامية لقد سار بمبدأ التدرج والذي طبقه النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ في كل شيء في الأحكام والعبادات والقوانين فإن العافية لا تأتي بكلام مرتجل لا يدري ماذا يقول فإن الخطأ سيأتي بعده والنصر لا يجيء باقتراج مرتجل أيضا إنما يحتاج ذلك كله إلى دراسات متتالية وتفهم للمرحلة التي تحياها الأمة وذلك يكون متمثلا في تنازلنا عن الأهواء والمطامع وتنازل عن الزعامات والقيادات
حينما نعمل بالإسلام وبمباديء الإسلام الحاكمة وليس بما تخفيه النفوس وإنما في مرحلة النهوض ينبغي أن نتحلى بالإسلام أن نتحلى بالمباديء القويمة والأسس العظيمة التي وضعها النبي ــ صلى الله عليه وسلم ـ فان كل إنسان يعمل لنفسه فقد رأينا من تصدروا القمم بجدارة فسمعنا عن الفرسان والقواد والحكام العظماء الذين ما زالت تذكرهم الأمة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ورأينا أيضا قوادا وحكاما خونة ظالمين لن تنساهم الأجيال ولن ينساهم التاريخ وملأوا ذيل القافلة والتايخ بجدارة أيضا
إننا اليوم إن أردنا النهوض فعلينا أن ننزع الجراثيم الملبدة في قلوبنا
ويقول الشيخ الغزالي رحمه الله وكأنه يعيش بيننا أيضا حينما فهم من كلامه العتاب والغمز واللمز حينما تحدث عن اتباع الهدي النبوي والوحي السماوي ولكنه يوضح الأمر للناس أجمعين مبينا طريقة غمزه ولمزه في هذه الأمور
إن أحدا لن يجرؤ على هذه المخالفة بقوله نعم لا يقدر أحد أن يقول بأن الإسلام لا يصلح لمجتمعنا اليوم ولكنه بفراغ فكره أو فساد باطنه قد يجر الكوارث على الكتاب والسنة ولا يزيد الطين إلا بله حينما يفسر الإسلام على هواه ويلوي بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية لتكون موافقة لهواه
حقا يا شيخنا لا يزيد الطين إلا بله ويأتي بكوارث وكوارث ظانا أنه بكلامه يخدم دين الله
وهنا ننادي اليوم على علمائنا الأجلاء الذي لا يفهمون في الأمور العامة والسياسية ألا يتدخلوا ألا يتكلموا من منظور ديني بحت دون علم بالخبايا ودون علم بالسياسة ومخابئها لأن كلامه ليس لنفسه وإنما سيرمى به الإسلام وسيكون الحذر من الدين الإسلامي ويلصقون به التهم والأكاذيب الباطله
ويبين شيخنا بأن الفساد السياسي مرض قديم في تاريخنا هناك حكام حفروا خنادق بينهم وبين جماهير الأمة لأن أهواءهم طافحة وشهواتهم جامحة لا يئتمنون على دين الله ولا دنيا الناس ومع ذلك فقد عاشوا آمادا طويلة ..
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
لنكمل القراءة سويا في كتاب الفساد السياسي في المجتمعات الإسلامية والعربية للشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى