http://www.a2ma.net/vb/index.php?page=topic&show=1&id=83&password=

الحج أشهر معلومات
الحمد لله رب العالمين جعل الحج قصد بيت الله الحرام
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
يا صاحي إن الشوق من أخباري والإنتظار ولوعتي وإساري
والقلب يشتعل اشتياقا كلما سار الحجيج ولست في الزواري
بالله ياجمع الحجيج سألتكم أن تذكروا المشتاق في الأسفاري
وقل للنبي جمع بمصر يحبكم والشوق في أضلاعه كالنار
واهنأ بمس حصى يضم جنابه واسجد لرب العرش في إكباري
الله باركه وبارك آله وأعزه الله العزيز الباري
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة فكشف الله على يديه الغمة
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وعلى كل من استن بسنته إلى يوم الدين
أما بعد
إخوتى الإيمان والإسلام :
نعيش هذه الأيام الطيبة المباركة والتي فيها تتنزل الرحمات والتي فيها يستعد الحجاج لأداء فرض الله ولأداء الركن الخامس من أركان الإسلام نقف معكم اليوم حول آية من القرآن الكريم بين الله عزوجل فيها الحج وبين الله فيها الآداب التي ينبغي على الناس أجمعين أن يلتزموا وينبغي على الحجاج أن يعملوها وأن تستوجب عليهم إن أرادوا حجا مبرورا وذنبا مغفورا أن يبتعدوا عن ذلك الأمر فقد قال الحق سبحانه وتعالى في سورة البقرة ( الحج أشهر معلومات
نقف مع هذه الآية الكريمة والتي جاءت في سورة البقرة والتي جاء أيضا بعد ذكر العمرة وما فيها من آداب وما فيها من مناسك ( وأتموا الحج والعمرة لله
فذكر الحق سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة ميقات وميعاد هذا الحج والذي فرضه الله عز وجل على الأمة الإسلامية وانظر إلى القرآن الكريم حينما يبدأ الحق سبحانه وتعالى ( الحج أشهر معلومات 000
فالحج هو قصد بيت الله الحرام للزيارة وللوقوف بعرفة ولأداء المناسك التي أمر الله عز وجل بها لأداء هذه الفريضة والحج إنما هو الركن الخامس من أركان الإسلام ويشمل أركان الأربعة كلها
فمن قال أن لا إله الله محمد رسول الله وجب عليه أن يذهب لحج بيت الله الحرام ولأداء هذه الفريضة لكي يكتمل إيمانه إن كان مسنطيعا ومن أدى وأقام الصلاة والتزم بأوامر الله عز وجل وتوجه إلى القبلة وإلى بيت الله الحرام فإنما يذهب لزيارة هذه القبلة والتي يتوجه إليها في كل وقت وحين والتي يتوجه إليها في صلاته ودعاءه وتضرعه إلى الله
ومن أدى زكاة ماله وعلم أن الزكاة واجبة علم أيضا أن الحج واجبا عليه إن كان مستطيعا وهو تنازل عن جزء من المال للإنفاق على السفر وتكاليفه وعلى الذهاب إلى هذه الأماكن المقدسة
ومن صام رمضان امتنع عن شهوته الحلال من طعام وشراب وزوجه فإن الحاج إذا أحرم يحرم أن يعاشر زوجته حتى يتحلل من إحرامه
أما الحج فيختلف عن هذه الأركان في أمور :
فالحج حدد الله له وقتا معينا محددا لايجوز للإنسان أن يتعدى هذا الأمر وهذه الطاعة ينبغي على المسلم أن يقول سمعا وطاعة ولايأتي إنسان بحجج واهيه ويقول بأننا ننادي بناء على كثرة الزحام أن نقسم الحج وأعماله على مدار العام ونسي هؤلاء بل تناسوا قوله تعالى (أطيعواالله وأطيعوا الرسول00
نسي هؤلاء ان هناك طاعة وهناك التزام لأمر الله لايجوز لنا أن ندخل العقل هذا الأمر وإن الله عز وجل عالم بكل شيء ويعلم كل شيء فإن الله عز وجل حدد للصلاة وقتا معينا إلا أن المكان مفتوحا كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ
(جعلت لي الأرض مسجد وتربتها طهورا )
وفرض الله عز رجل الصيام وحدد له وقتا معينا شهرا كاملا لا يجوز لنا أن نتعداه وأن نغيره
أما الحج فقد اشترط الله عز وجل له وقتا معينا وميقاتا معينا ومكانا معينا فمن أتى من جميع البلاد فلكل بلد مكانا معينا ينبغي للحاج إن ذهب محرما أن يحرم من هذا المكان فقد حدد الله عز وجل زمنا معينا ومكانا معينا
انظر إلى القرآن الحج أشهر معلومات وهنا يسأل سائل ما هي الأشهر المعلومات ؟
يبنها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته حينما قال عنها بأنها :
شوال وذي القعدة وذي الحجة
ويسأل سائل آخر يقول بأن االحق سبحانه وتعالى قال الحج أشهر معلومات
وأشهر لفظ جمع وإن الحج إنما هو شوال وذي القعدة وذي الحجة وليس الشهر كاملا
نقول لهؤلاء بأن الله عز وجل جعل الغالب على الشهر كله كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيام منى ثلاثة
وإنما هي يومان ونصف الثالث
فإذا دخل إنسان في وقت من هذا الشهر فقد دخل في الشهر كله كما نقول نحن في حياتنا المعاصرة بأنني عشت في عصر فلان وفي عهد فلان وفي زمن فلان إلا أنني لم أعي تلك المدة كلها وإنما عشت قدرا من هذا الوقت فكأنما عشت معه الزمن كله ويسأل سائل آخر لقد قال الحق سبحانه وتعالى ( الحج أشهر معلومات ...........................
فكان من باب أولى ان تنزل كلمة معلومات وأن يسميها فيقول
شوال وذوالقعدة وعشر من ذي الحجة ولكن هذه الأشهر كانت معلومات للناس ويعلمها القاصي والداني فليس الإخبار عنها بشيء مهم يخبر الحق سبحانه وتعالى عنه لأنها معلومة للناس كلهم
الحج أشهر معلومات
ويقول علماء اللغة بأن من هنا يجوز أن تكون بمعنى الذي اسم موصول أي الذي فرض فيهم الحج وقالوا أيضا يجوز أن تكون اسم شرط وجوابه فلا رفث ولا فسوق
ويقول العلماء :
إن الحق سبحانه وتعالى ذكر ذلك الأمر فمن فرض فيهن الحج أي الذي التزم وذهب إلى هذا المكان وأحرم وارتدى ملابس إحرامه فقد دخل في دائرة أخرى وعليه أن يلتزم الأمر والطاعة والإستسلام لأمر الله عز وجل فلا يقتل طيرا ولا يصطاد طيرا ولا يقلم ظفرا ولا تقص شعرا ولا يأتي إلى زوجته ولا يتلفظ بألفاظ مخلة بالأداب حتى ولو مع امرأته الحلال وأن يفعل هذه الأمور وكأن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يدرب المسلم في هذه الرحلة الربانية ويجعل له دورة تدريبية مع هذا الكون كله مع الجماد أن لا يكسر شيئا مع الجماد ان يذهب إلى الحجر الأسود مقبلا وأن يطوف حول الكعبة وهي حجر أن يذهب وأن يتعلم الأدب مع الحيوان والطير فلا يصطاد ولا يقتل ولا يفعل هذه الأمور ولا يعقد على امرأة على بعض الأقوال فإن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يدرب المسلم دورة تدريبية إصلاحية ليعود مرة أخرى ويلتزم الطاعة ويلتزم الأمر والنهي الذي أمره الله به
ويقول القرآن الكريم فمن فرض فيهن الحج وهنا يقول العلماء لم لم يقل الحق سبحانه وتعالى الحج أشهر معلومات فمن فرض فيها الحج بدلا من فيهن ؟ اختلفت أقوال العلماء على قولين : أحدهما بأن الجمع وجمع الكثرة هذا يجوز أن نأتي بالضمير ظاهرا أي بالإسم الظاهر او نأتى بضمير المفرد المؤمث أو نأتي بضمير الجمع لجماعة النسوة أي أننا يجوز أن نقول فمن فرض فيها
الرأي الثاني :
قالوا بأن الحق سبحانه وتعالى قال : فمن فرض فيهن الحج ولا يجوز أن نأتي وأن نقول فمن فرض فيها الحج لماذا ؟لأن كلمة أشهر هنا جمع قلة أما جمع الكثرة وهو مازاد عن ثلاثة فأكثر كما قال الحق سبحانه وتعالى إن عدة الشهور ......................
ولم يقل الحق سبحانه وتعالى منهن أربعة حرم لأن هذا جمع كثرة ويأتي معه اللفظ المفرد الضمير المفرد للنسوة
أما جمع القلة ومنه كلمة أشهر وهو ما كان ثلاثة وهو أقل عدد من أنواع الجمع لا يجوز أن نأتي بضمير المفرد وإنما نأتي بجمع النسوة ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى ( فمن فرض فيهن الحج .................
الرفث كما قال العلماء : هو الجماع وقال آخرون كل ما يؤدي إلى الجماع من قبلة ومداعبة وكلام يؤدي إلى ذلك فقد نهى عنه الإسلام والقرآن والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
انظر إلى هذه الآداب يؤدب الله الحاج كما أدبه في رمضان أن يبتعد عن زوجته الحلال من طلوع الفجر إلى غروب الشمس لكي يضبط شهوته ويؤدبه أيضا في الحج ارتدى ملابس إحرامه ونوى الحج أن يبتعد عن زوجته ومن باب أولى أن يبتعد الإنسان عن الحرام
الإنسان حينما يؤدبه الحق سبحانه وتعالى فلا رفث ولا فسوق ولاجدال في الحج ويبين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
نهى الإسلام المسلم أن يسب طيرا أو يصطاد طيرا أو أن يقول كلمة سوء تخرج من لسانه لكي يكون حجه مبرورا أما أن يأتي وأن يتكلم بالفسوق والكلامعلى الناس وقد فعل كذا وكذا فإن لحجه هذا فيه شك لأنه لم يلتزم الطاعة لأمر الله رب العالمين فلا رفث ولا فسوق وقالوا عن الفسوق بأنه ممارسة يقوم بها الإنسان من سب لغيره أو غيبة أو نميمة أو قطيعة رحم أو أمور كثيرة تؤدي إلى الفسوق وإلى البعد عن الله رب العالمين فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج نهى الإسلام عن الجدال وهذا الأمر كان منتشرا في الجاهلية فكانت إذا حدثت هناك مشاجرة بين القبائل تجادل في ذلك الأمر وتجادل في الحج وتغير أيام الحج وتأتي بمكان غير المكان فمنهم من وقف بمزدلفة ومنهم من وقف بمنى ومنهم من وقف بعرفات لئلا يتحدوا ولئلا يكونوا مع بعض ويسب ذلك الأمر جدال بين الناس وأيضا بين العلماء علماء التفسير القدامى قالوا أمرا :
أن لا يجادل إنسان وهو واقف بأرض عرفة أهذا هو يوم الحج أم غيره وهذا ما نراه اليوم من اختلاف للرؤى وتأتي بعض الكلمات من الناس فقد نهى الإسلام عن ذلك الأمر وأن لا يتحدث الحاج في هذه المسئلة إطلاقا وإنما يقف بأرض عرفات ويسلم أمره لله رب العالمين ويتوجه إلى الله بقلب خالص وتضرع لله رب العالمين وأيضا الإسلام ينهى عن الجدال في كل شيء وقد بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنا زعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا
هذا الجدال الذي يسبب العداوة والبغضاء بين الناس وكل إنسان يريد أن يثبت صحته ويثبت أمر وإن القلب خاو من هذا الإيمان وإنما الكل يسعى لنصرة رأيه وليس لنصرة الحق
أما الجدال والمناظرة والقائمة على الحق والعدل والعلم
والجدال الحق الذي يستلزم المسلم فيه بأداء المنهج الإسلامي الصحيح وفي التعاليم الإسلامية فهذا ليس فيه شيء لأنه يوصل إلى أمر فيه صلاح وفيه خير للبشرية إذا كان المتناظرين يريد أن إيصال الحق للناس وإظهار الحق وإبطال الباطل
ولا جدال في الحج يقول العلماء :
إن الحق سبحانه وتعالى ذكر كلمة الحج هنا مع أنها مذكورة في أول الآيات لكمال الاعتناء به وللاهتمام بهذا الأمر لكي يبتعد الناس عن الجدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى
كل خير يقوم به الإنسان بنية صادقة فإن الله عز وجل يعطي لك الحسنات وإن الله عز وجل يعلم ذلك الأمر يسأل سائل إننا نعمل أمور فيها شر وفيها معاصي ولم يقل الحق سبحانه وتعالى وما تفعلوا من شر لأن الله عز وجل يريد أن يستر المسلم في الدنيا وأن لا يفضحه أمام الناس ويقول للمسلم من باب أولى أنك تعلم بأن الله عز وجل يعلم كل شيء يسترك في الدنيا ولا يفضحك في الآخرة وما تفعلوا من خير ............
ذهب رجل إلى الإمام أحمد بن حنبل ـ رضي الله عنه ـ وقال له إني ذاهب للحج فقال له ما زادك قال زادي التقوى فقال له فعلام تذهب ؟ أين القافله التي تسير معها وأين تكاليف السفر قال : أذهب مع أناس فقال له إنما تقواك هذه وزادك هذا إنما على تقوى الناس وليس على تقوى الله عز وجل أنت لست متوكلا على الله وإنما متوكل على الناس أما التوكل الحقيقي والتقوى الحقيقية أن تأخذ زادك من تكاليف السفر وتكاليف هذه الرحلة وإلا تحتاج إلى أحد وتقوى الله وتقوى الله أن لا تسأل أحدا وإنما تسير مع نفسك متوكلا على الله ومعك زادك ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقونى يا أولي الألباب ) أي يا أصحاب العقول
أما الذين تركوا عقولهم وأهملوا عقولهم فهؤلاء لم يأت إليهم شيء من تقوى الله عز وجل لأنهم لا يفعلون ولا يفهمون وإنما يسيرون في هذه الدنيا ( إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ) كما قال السابقون
علينا أيها الإخوة : أن نلتزم بمنهج الإسلام وأن نتزود في هذه الحياة من التقوى والتزام الأمر واجتناب النهي والسير على منهج الله رب العالمين


ألقيت هذه الخطبة في يوم 30 / 11 / 2007 م
بمسجد 6 أكتوبر بالمنصورة