تسوية الحاصلين على مؤهلات قبل او اثناء الخدمة العنوان : ــ وقفة مع قول الحق سبحانه وتعالى
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }( )
الحمد لله رب العالمين ابتلى الأنبياء على قدر إيمانهم , وجعلهم من المصطفين الأخيار .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير ابتلى سيدنا
إبراهيم عليه السلام بابتلاءات كثيرة فصبر فاجتباه , ثم أثنى عليه فقال سبحانه وتعالى { وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى }( ).
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة , وأدى الأمانة , ونصح للأمة فكشف الله على يديه
الغمة من أجله أمن الله عز وجل بيت الله الحرام وجعله مثابة للناس وأمنا فحمى الله البيت الحرام من أبرهة وجيشه لأن في هذا المكان ستنتشر دعوة رسولنا محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ .
اللهم صل , وسلم , وبارك عليه , وعلى آله , وصحبه ,وعلى كل من سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم
الدين .
أما بــــعــد
فبعد أيام قليلة تتوجه وفود الرحمن إلى بيته , وتتوجه الوفود , والمواكب لزيارة بيت الله الحرام , ولأداء
الركن الخامس من أركان الإسلام ألا وهو الحج نسأل الله عز وجل أن يكتب لنا زيارة لبيته وحجا إلى بيته الحرام
وإن ذكرى الحج حينما تهل على الأمة الإسلامية فإن المسلم أمامها يستشعر جلال هذا المكان ,
ويستشعر مكانة هذا البيت العظيم الذي جعله الله عز وجل مثابة للناس , وأمنا , فقد قال سبحانه وتعالى { وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } ( ) فقد أمر الحق سبحانه وتعالى الأمة بالحج استجابة لنداء خليل الرحمن سيدنا إبراهيم ــ عليه السلام ــ وقد قال القرآن الكريم { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ } ( ) وحينما تأتي ذكرى الحج فإنما ينبغي علينا أن نقف مع خليل الرحمن إبراهيم ـ عليه السلام ـ والذي ابتلاه الله ــ عز وجل ــ بابتلاءات كثيرة فصبر فاجتباه الله , ثم أثنى عليه فقال سبحانه وتعالى { وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى }( ).
وأردت أن أقف معكم اليوم حول جزء من الابتلاءات التي ابتلى بها سيدنا إبراهيم ـ عليه السلام ـ فقد قال
الحق سبحانه وتعالى { {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }( )
نقف مع هذه الآية الكريمة والتي من خلالها يبين لنا الحق سبحانه وتعالى أنه يبتلي الأنبياء وكما قال
النبي ـ صلى الله عليه وسلم حينما سئل ( أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل )
فقد ابتلى الله عز وجل سيدنا إبراهيم ـ عليه السلام ـ هنا يسأل سائل إن الإبتلاء حينما ينزل بالناس فإن الله عز وجل يريد أن يختبرهم وان يمتحنهم ويريد الله عز وجل من خلال هذا الإبتلاء والإمتحان ويريد الله عز وجل من خلال هذا الإبتلاء والإمتحان أن يكفر عنهم السيئات ويعطي لهم الحسنات فمن هذا المنطلق كيف يبتلي الله عز وجل الأنبياء وهم الذيم اختارهم الله عز وجل لأداء رسالته ؟ والمسلم عليه أن يكون قدوة للناس فعلى الناس أجمعين أن يقتدوا بالأنبياء وأن ينظروا إلى حال الأنبياء والمرسلين كيف ابتلاهم الله فصبروا ليكونوا قدوة لنا في هذه الحياة كما قال القرآن ( لقد كان لكم في رسول أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر
قد كان لكم فيهم أسوة حسنة
وانظر إلى القرآن الكريم حينما يحدثنا عن سيدنا إبراهيم عليه السلام ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات
وإذا نظرت على رسم كلمة إبراهيم في المصحف الشريف تجد بأنها مختلفة تجد في سورة البقرة وسورة إبراهيم وليس فيها حرف الياء إبرهم أما إبراهيم في بقية سور القرآن كلها تجد أنها مسجلة ومكتوبة بحرف الباء إبراهيم قال العلماء :
لأن بني إسرائيل قالوا عن سيدنا إبراهيم بالأعجمية أو بلغتهم العبرية وغير ذلك وقالوا إبراهيم ليس بالياء فكأن الحق سبحانه وتعالى يقول لهم غن هذا هو إبراهيم الذي هو عندكم مكتوب في التوراة وكتوب في الإنجيل وليس بواحد غيره فهو إبراهيم الذي أرسله الله عز وجل ليكون رسولا للناس ولئلا يقول واحد منكم أنه ليس النبي وليس الرسول الذي أرسله الله وكان من ذريته إسحاق واسماعيل ويعقوب ويوسف وغيرهم وانظر إلى القرآن حينما يقول لتا وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن )
ماهى هذه الكلمات التي ابتلى بها سيدنا إبراهيم ـ عليه السلام ؟
قال العلماء :ـ
واختلفوا في هذه الكلمات فمنهم من قال : أنها سنن الفطرة والختان ونتف الإبط وحلق العانة وقص الشارب وإعفاء اللحية والإستحداد والمضمضة والإستنشاق والسواك والإستنجاء
وبينوا بأن هذه هي الكلمات التي ابتلي بها سيدنا إبراهيم عليه السلام فنفذ الأمر وأتم الأمر على أوفق تمامه وعلى أتم توفيق من الله فأثنى عليه الحق سبحانه وتعالى وإبراهيم الذي وفى )
ومنهم من قال : ـ إن هذه الكلمات إنما هي المواقف التي ابتلى الله عز وجل بها سينا إبراهيم فصبر حينما أمره الله عز وجل بفراق قومه فنفذ الأمر وهاجر من بلده وحينما أمره الله عزوجل بمحاجاة النمروذ بن كنعان فصبر وأتم هذا الإبتلاء وكان من الصابرين على هذه المناظرة فأتم هذه الكلمات
ومنهم من قال : ـ إنه الإبتلاء الشديد الذي ابتلي به سيدنا إبراهيم حينما أمره الله عز وجل بذبح ابنه فنفذ الأمر ولكن كما قال القرآن ( وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين
هذه الكلمات أتمها سيدنا إبراهيم عليه السلام وقال العلماء بأننا لو نظرنا إلى أقوال العلماء نجد أنها كلها ربما تكون موجودة أو ربما تكون هذه الكلمات وهذه الأقوال إنما تتفق مع بعضها البعض كما بين القرآن الكريم
فمن قال إنها شرائع الإسلام وقالوا : بأن شرائع الإسلام إنما هي ثلاثون عشر منها في سورة التوبة ( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ) والعشر آيات الأول من سورة المؤمنون والصفات التي وردت في سورة المعارج
والعشر الثالثة في سورة الأحزاب من قوله سبحانه وتعالى إن المسلمين والمسلمات 000000
وحينما يبين لنا العلماء ذلك الأمر يقولون بأن الكلمات كلها إنما تتفق مع بعضها البعض أي أنها شرائع الإسلام وإنما شرائع الإسلام تأمر بسنن الفطرة وشرائع ا|لإسلام تأمر بالصبر على البلاء والمصائب وشرائع الإسلام إنما تأمر بالسير على منهج الله رب العالمين فكأن هذه الأقوال كلها إنما تتفق مع بعضها البعض
وقال العلماء : بأن سيدنا إبراهيم عليه السلام أتم هذا الأمر وأتم هذه الكلمات فصبر عليها وأتمها فأثنى عليه الحق سبحانه وتعالى ( وإبراهيم الذي وفى )
وبعد ذلك قال له إني جاعلك للناس إماما أي أنك إماما للناس يقتدى بك ويقتدى بما فعلته وبما نفذته من كلمات وأتممتها ونفذتها فأنت إمام للناس في كل شيء يقتدى بك في أوامر الإسلام ونواهيه فقال سيدنا إبراهيم حب لذريته وحب لأبناءه ولقومه الذين سيأتون من بعده قال لرب العزة قال ومن ذريتي أريد أن تكون هذه الإمامة للذرية من بعدي ولذريتي ولكن بين له الله عز وجل أنه سيأتي من بعدك قومك سيغيرون وأن من ذريتك الصاح والطالح والمؤمن والكافر والعاصي والفاسق والعاصي لاينال عهدي الظالمين
أي أن هذه الإمامة لا تكون للظالمين من دريتك وإنما هي للمؤمنين الصالحين المقتدون بأوامر الله ونواهيه
وقال العلماء :
بأن الإمامة أنما هي النبوة وصدق ربنا حين قال سبحانه وتعالى
ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان 00000
إذن هذه الإمامة والنبوة لا تكون إلا لمن أهله الله لأداء هذه الرسالة والمهمة وليست اختيارية وإنما اصطفاء من الله عز وجل كما قال القرآن الكريم
وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله
علينا إخوتى الإيمان ونحن على أبواب موسم الحج أن ندرس سيرة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام لأنه هو الذي رفع قواعد البيت الحرام وعلينا أن نحدث أنفسنا بحج بيت الله الحرام لنكون من الذين يمن الله عليهم بالمغفرة والرحمة والعتق من النار يوم عرفة بأرض عرفات
علينا إخوتى الإيمان أن نعلم أن الله عز وجل مطلع علينا في سرائرنا وعلانيتنا فاتقوا الله واخلصوا في عملكم وكونوا من الذين يقرؤن القرآن بتدبر وفهم اللهم آمين
أبو عباده
ألقيت بمسجد 6 أكتوبر بمدينة المنصوره في 23 / 11 / 2007