موقف الإسلام من البهائية
الحمد لله رب العالمين رضي لنا الإسلام دينا ومنحنا نعمة الإسلام وكفى بها نعمة
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله جعله الله خاتم الأنبياء والمرسلين
أما بعد
الإخوة والأخوات
منذ أن بعث الله رسوله محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالإسلام والإسلام يواجه بتحديات شتى ولكنها مع قوتها تتهاوى أمام بناءه الشامخ المتين ولقد كان للإسلام في الماضي جولة مع أهل الباطل والضلال وأصحاب الأهواء وإذا كانت الجولات في الماضي والحاضر حروبا عسكرية فإنها اليوم أخذت شكلا آخر فإنها حرب منظمة خططت لها عقول ماهرة شريرة وبذلت عليها أموالا كثيرة ووراءها قوى ضخمة جدا .
وظهرت هذه الأحقاد بوجهها الكالح منذ بدأ الضعف والتفكك يسري في كيان المسلمين فطمعت الأحقاد في الوصول إلى غايتها وزادت من ضرباتها لهذا الكيان حتى تفتته وتقضي عليه ولا تسمح له بالعودة إلي التماسك والقوة حتى تظل أمنة من خطورته إذا عادت إليه روحه وقوته من جديد .
وقد كان من أهم الأهداف التي يسعى إليها أعداء الإسلام هي محاولة إيجاد طائفة من الشخصيات تتشرب الاستعمار ولا تقاوم التسلط الأجنبي
لذا فقد عملوا على إنشاء مدارس تؤدي واجبها الاستعماري فاستطاعت أن تربي آلافا من المسلمين تربية إلحادية إباحية فقدوا معها الثقة بعقيدتهم وتراثهم وأمتهم ولم يعودوا ينظروا إلى الإسلام نظرة حقة وإنما لجأوا إلى الأفكار والمبادئ الأوربية يأخذون منها دون وعي وإدراك ينتظرون منها الحلول لمشاكلهم ومعضلات حياتهم .
ومن تلك الطرق المخططة لزعزعة العقائد والأفكار وزحزحة الإسلام عن واقع الحياة حاول أعداء الإسلام إيجاد أفراد من المسلمين أيضا يتحركون بإشارتهم ويأتمرون بأوامرهم فيدعون الإلوهية والنبوة وفساد العقيدة وإلغاء الجهاد وإبطال الشريعة والحيلولة دون رجوع المسلمين إليها ومن هذه الحركات التي ظهرت في إيران في القرن التاسع عشر الميلادي
البابية : والبهائية
بدأت تلك الحركات بالبابية وجاءت من بعدها البهائية والتي تمثل الطور الثاني للحركة البابية والتي كانت على صلة وثيقة بالمستعمرين الإنجليز والروس واليهودية العالمية والماسونية والتي تعمل هذه الحركات على تحقيق أهداف الماسونية العالمية في القضاء على الإسلام كدين سماوي وجاء إليها ليعلن عن نفسه مبينا حركته للناس حيث ادعى الإلوهية والنبوة ولكن لم ينفعه إدعاء بأنه قد هلك ومات فإذا كان ربا فلما ذا لم يحمي نفسه من الموت ثم جاء من بعده أولاده واحدا بعد الآخر ليبينوا للناس أهدافهم وأهداف حركتهم والتي تشبه أهداف اليهود والماسونية العالمية .
وإنهم أي البهائية بعد موت الميرزا شوقي رباني اجتمع المجلس الأعلى للطائفة اليهودية في إسرائيل وانتخبوا صهيونيا منهم ليكون رئيسا روحيا لجميع أفراد الطائفة البهائية في العالم وبينوا في صحيفة الأهرام في عام 1997م على لسان متحدث باسم الحركة البهائية العالمية أن حكومة إسرائيل هي المركز الروحي للعقيدة البهائية خاصة وأنها تضم المركز القيادي لهذه الحركة منذ أكثر من نصف قرن .
وفي العام التي اعترفت بها الأمم المتحدة بإسرائيل اعترفت بمنظمة البهائية كمنظمة غير حكومية عام 1948م وأصبحت البهائية منفذا لليهود في كل البلدان مع سياستهم الأخرى
شعار البهائية :ـ
وشعار البهائية كالماسونية الحرية والإخاء والمساواة ولكن تزيد عليه هذا الشعار المزيف الخداع رقم 19
وتعتبر البهائية هذا الرقم سرا من أسرارها
أهداف البهائية :ـ
وللبهائية أهداف خمسة يسعون من أجل تحقيقها
وحدة الأديان * وحدة الأوطان * وحدة اللغة * السلام العالمي وترك الحروب * المساواة بين الرجل والمرأة *
ولكي نفهم تلك الأمور ينبغي أن نفكر أولا فيها
وحدة الأديان:
الهدف من وراءه القضاء على الإسلام بالدرجة الأولى وتدور وحدة الأديان تحت مضمون أن هذه الأديان السماوية كلها قد صدرت من مصدر واحد وعلينا نحن البشر كما يقولون طبعا أن نتجه إلى هذا المصدر بأي أسلوب من الأساليب التي طلب إلينا أن نتوجه إليها بواسطتها
وكما يقول أحد علماءنا أن الأمر الذي يثير العجب أن معنى وحدة الدين لم يكن واضحا بدرجة كافيه في ذهن زعيم البهائية الأول حسين المازندراي ولا أتباعه من بعده فتارة يفسرون وحدة الدين على أنها بمعنى الإتحاد أي أن كل من في العالم أسود وأبيض والقاصي والداني ينبغي أن يكونوا على دين واحد ولسنا ندري ما المقصود بهذا الدين ولكننا ندري تماما أن البهائية قد طلبت بأن يكون العالم أجمع على دين واحد بحجة أن هذا الاجتماع سوف يزيل العداوة الدينية نهائيا إلى الأبد
ولكن هناك تعارض بين ما يطلبونه وبين الفعل فإنهم ينهون أتباعهم عن مجالسة المسلمين والاستماع لهم
وإن القول بوحدة الدين بأن الأديان مصدرها واحد وهو من عند الله عز وجل فهذه حقيقة مسلم بها ولا يمكن أن تنكر ولكن الذي ننكره أنه لا يمكن القول بالجمع بين هذه الأديان وذلك لأن الشرائع عدا الإسلام أصابها التحريف والتبديل والتزييف فالدين الصحيح هو الإسلام وكما قال القرآن (إن الدين عند الله الإسلام )
وحدة الأوطان :
يقول البهاء : يلغي الأئمة على ما كان قد درج عليه الناس قديما من حب الوطن والولاء له فيقول قد قيل في السابق حب الوطن من الإيمان وأما في هذا اليوم فلسان العظمة ينطق ويقول ليس الفخر لمن يحب الوطن بل لمن يحب العالم
هذه الدعوة كان هدفها آنذاك القضاء على إيران ودخول المستعمر الصليبي إليها وإنها كانت بمثابة رد الجميل لمن أعانوا على إدعاءه بالنبوة والألوهيه
وكنه لما طرد من إيران وذهب إلى العراق كان ينادي بالعودة إلى وطنه الأصلي إيران فهناك تعارض بين مبادئه ودعوته
وحدة اللغة :
ينادي على الناس بأن يختاروا لغة من اللغات ليتكلم بها من على الأرض وإنما تعارض ذلك مع الواقع فقد كان البهاء يكتب بالفارسية وبالعربية ولنعلم بأن فكرة وحدة اللغة هي في المقام القضاء على اللغة العربية لغة القرآن والتي أهملها أبناء المسلمين وبدأنا نهتم بلغات أخرى
السلام العالمي وترك الحروب :
إنه يأمر أتباعه أن يتخلوا عن الحروب والجهاد حتى في الدفاع عن النفس ويقول لهم لأن تقتلوا خيرا من
أن تقاتلوا ولا يجوز رفع السلاح حتى في الدفاع عن النفس
وهذا الكلام إنما يدل على الجهل وأنه يربي من معه على الجبن والكسل أما القرآن الكريم فإنما يأمر أتباعه بالعفو والاعتدال والسماحة واليسر وذلك يكون في موطن العزة والسيادة لأنه يربي المسلم على القوة والشجاعة وأن لا يكون مذلولا لأحد من الخلق لأن المسلم لا يذل لأحد إلا لله رب العالمين ولذلك نرى القرآن الكريم يقول ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم )
المساواة بين الرجل والمرأة :
قضية قديمة حديثة البهائيون يقولون عن المرأة أقاويل مغلوطة جدا لا يقبلها عاقل فنجد بأن المرأة في البهائية ينظرون إليها بأنها منحلة دأبها الانحلال والفساد وخير مثال على ذلك قرة العين حيث هي أول امرأة أعلنت الإباحية ونادت بها في أحد المؤتمرات وأعلنت انسلاخها من الإسلام ويعتبر البهائيون هذه المرأة هي المثل الأعلى عندهم يمجدونها ويريدون أن تصير نساء العالم مثلها فاقدات للحياء الذي هو زينتها وتاركات الأولاد والزوج عابثات بالرجال وعقولهم وطبيعة الحال لم يطبقوا شيئا من ذلك وإنما كانت أعمالهم كلها أعمالا متناقضة تكليفاتهم للرجال دون النساء
أما بالنسبة للعقائد
يدعي البهاء النبوة والإلوهية
فعن النبوة فليس عنده مؤهلات تؤهله لحمل الرسالة التي يكلف بها لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاتم الأنبياء والمرسلين وكما يقول الإمام الغزالي إن الأمة فهمت بالإجماع أنه لا نبي بعد رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه ليس فيه تأويل ولا تخصيص فمنكر هذا لا يكون للإجماع
وادعى البهاء الإلوهية ولكنه لم يحمي نفسه من الهلاك والموت وأنكر المعجزات التي جاء بها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أما بالنسبة للشرائع
إن الشريعة التي جاء بها البهائيون والتي يقولون عنها بأنها ناسخة لجميع الشرائع السماوية ومنها شريعة الله التي جاء بها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصادق الأمين فشريعتهم ماهي إلا شريعة لا تشتمل إلا على أفكار وخزعبلات تنفر منها القلوب التي في الصدور ويمجها العقل ويزدريها الفكر ولا يتصور ورودها من عالم بالغ النظر سليم الفكرة وحكيم بصير فضلا عن أن تكون صادرة من إله وإليك أخي القارئ الكريم هذه الخزعبلات التي لا يقرها عقل بشر
الصلاة عندهم ثلاث أوقات فقط حين الزوال أي في فترة الظهر والبكور والعصر ولا تجوز الصلاة جماعة بل هي فرادى إلا صلاة الجنازة والقبلة عندهم إلى مدينة عكا حيث دفن هناك بهاء الله والقبلة قبر ورفات جسمه ولكن إلى أي مكان كان يتجه البهاء أو متى كانوا يتجهون أيام البهاء وهو حي
الصوم:
السنة البهائية تسعة عشر شهرا كل شهر تسعة عشر يوما ومجموع ذلك 361 يوما وبقية أيام السنة تسمى أيام البهاء يقضونها في تبادل الزيارات وغير ذلك ثم يصومون الشهر التاسع الذي يلي أيام الضيافة وينتهي يوم 21 مارس يكون آخرها عيد النيروز ويمتنعون عن الطعام والشراب من الشروق إلى الغروب ولا قضاء على من لم يؤد الصيام ولا صيام على المسافر والمريض والحامل والمرضع والكسول والحائض ولا قضاء عليهم أيضا
وقبل دخول الشهر خمسة أيام للهو واللعب وتسمى أيام الخمسة المباحة
الزكاة :
يقولون إن عندهم زكاة مفروضة ولكن لم يحددوا مقدارها ولا نصابا لها محددا وقالوا بأنها تقضى لبيت العدل وهذا البيت لم يؤسس إلا في عام 1962م بعد هلاك البهاء بثلث قرن وإلى ذلك الوقت لم تجمع الزكاة منهم
أفهذا دين ؟إنه قائم على الخداع والتزييف
الحج :
لا يكون في شهر ذي الحجة ولا في وقت معين إنما كل أيام السنة حج ويكون إلى بيت الشيرازي بإيران وفي بغداد البيت الذي سكنه البهاء في بغداد وليس هناك حج للمرأة ولا توجد عندهم تفاصيل للحج
الطهارة
عندهم جميع الأشياء طاهرة ويرفعون النجاسة عن كل ما تعتبره الأديان نجسا الغسل مرة في كل أسبوع وغسل الأرجل في الصيف مرة وفي الشتاء مرة الوجه واليدين ليس لها أهمية
الزواج:
التراضي بين الرجل والمرأة فلا حاجة إلى الولي أو الشهود وليس هناك امرأة محرمة إلا زوجة الأب ويحرم تعدد الزوجات فوق الاثنتين فقط
وعندهم الزنا مباح بشرط أن يقضي دية البيت العدل وهي تسعة مثاقيل من الذهب
وبعد
إن البهائية بالفعل كانت حملة شعواء على هدم الشرائع الإسلامية والتي بينا بعضا منها مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حقدهم الشديد على الإسلام وحرصهم على هدم فرائضه وأحكامه ولقد وضح أن البهائية أحد التشكيلات لإطفاء نور الله وإزالة سلطان الإسلام على ممالكه وأقاليمه
إن المؤمن الحق والغيور على دينه ليعلم علم علم اليقين أن وراء تلك الطائفة قوى خفية مثلها في ذلك مثل التشكيلات والتنظيمات الأخرى
وبين علماء الإسلام في الماضي والحاضر خطر البهائية على الإسلام وعلى المسلمين
أما حكم الإسلام على تلك الفئة فقد استعرض مجلس المجمع الفقهي بمكة المكرمة في دورته الأولى البهائية وأهدافها فقرر بالإجماع خروج البهائية والبابية عن شريعة الإسلام واعتبرها حربا عليه وكفر أتباعها كفرا بواحا سافرا لا تأويل فيه وأن المجمع ليحذر المسلمين في جميع بقاع الأرض من هذه الفئة المجرمة الكافرة ويهيب بهم أن يقاوموها ويأخذوا حذرهم منها لاسيما أنها قد ثبت مساندة الدول الإستعمارية لها لتمزيق الإسلام والمسلمين
وأفتى شيخ الأزهر الشيخ سليم البشري 1910م بكفر البهاء ومن معه
وأفتت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بذلك أيضا عام 1947م وجاء رد مجمع البحوث الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر بأن البهائية ليست بدين ولا تصلح أن تكون دينا وكان ذلك ردا على وزير العدل الذي طلب بيان ذلك بعد أن قضت محكمة القضاء الإداري بالموافقة على كتابة بهائي بالبطاقة الشخصية لأن ذلك حق من حقوق الإنسان ولكن الله يظهر الحق ويبقى علينا أن نعلم أن من يسعون لتدمير الدين ولتدمير الأوطان لن يفعلوا شيئا لأن الله حافظ دينه ولو كره الكافرون
أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يكون ذلك في ميزان حسناتنا جميعا إن شاء الله
والله الهادي إلى سواء السبيل