الحمد لله رب العلمين و الصلاة و السلام على من أخرج الله به البشرية من الظلمات إلى النور
وبعد :
قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ (إن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن ) نعلق الشماعة على ولاة الأمر لو عدلوا وفسدت أخلاق الناس أما و إن الفساد موجود فكل مسئول , مسئول , فالفساد حينما يسود يربط كل إنسان عمله بعمل الآخرين و يحتاج الناس لمن يدفعهم للصلاح دفعا وحينما يضرب الحكام القدوة بالعدل يصلح الله لهم و لنا الدنيا كلها , وهذا مثال بعمر بن عبد العزيز رضى الله عنه الذى أصلح الله به دولة المسلمين بعد فسادها عقود , ألم يكن فى زمانه ضمير ألم يكن فى زمانه وعاظ .بلى و لكن ما كان مفقودا هو...................... (العدل), روى السيوطى فى تاريخ الخلفاء عن مالك بن دينار قال : لما ولى عمر بن عبد العزيز قالت رعاء الشاة : من هذا الصالح الذى قام على الناس خليفة , عدله كف الذئاب عن شائنا , حينما يشعر المرؤس بأن المسئول يحمل مسئوليته يحمل هو أيضا المسئولية بالتبعة فهناك الكثيرون الذين يتملصون من المسئولية و يسيرون مع الفساد فى دولته أو العدل فى دولته فهؤلاء (على كثرتهم) لا يردعهم إلا سلطان الدولة , (حين تولى الخلافة رد جميع المظالم حتى أنه رد فص خاتم كان فى يده و قال : أعطانيه الوليد بغير حقه وخرج من جميع ما كان فيه من النعيم فى الملبس و المأكل و المشرب و المتاع )
أما فى زماننا فمن يتولى مسئولية _إلا ما رحم ربى _ يعتبر نفسه فى إعارة داخلية تؤمنه ماديا هو و أحفاد أحفاده وحين يحافظ المسئوال على أموال الدولة يتبعه المرؤسين ثم هو لا يتركهم بحاجة للفساد حتى يترزقوا به _ كما يعتقدون , بالفهلوة و الخفة _( فما مات عمر بن عبد العزيز حتى كان الرجل يأتى بالمال لا يجد من يحتاجه و يأخذه فقد أغنى الناس ) , فما حاجتهم لفساد الضمير مع غناهم , و جرب أيها الأخ الحبيب أن تعود كذابا على ترك الكذب فلو قطعت من جسده إربا لايتركه و لكن السلطان بما منحه الله من سلطة يستطيع الأخذ على يديه
.الشيخ / يوسف زهران إمام و خطيب مسجد أبو بكر الصديق بالبدرشين .