اليهود واليهودية
"نظرة مجملة على اليهود وتاريخهم"
ويُسّمَوا أيضاً بالعبرانيين والإسرائيليين.
أولاً:سبب التسمية:ـ
1ـ اليهود :ـ
هم الذين نسبوا أنفسهم إلى موسى ـ عليه السلام ـ .
وكتبهم المقدسة هي : التوراة (العهد القديم)والتلمود .
وسموا بهذا الاسم لاعتبارات عدة منها:ـ
1ـ نسبة إلى "ألهود" وهى كلمة عربية تعنى : الرجوع والتوبة إلى الله عز وجل 0 .
يقول ابن منظور رحمه الله :"هاد يهود هوداً. أى تاب ورجع إلى الحق فهو هائد .ومنه قول الله تعالى :"إنا هدنا إليك"الأعراف ـ آيه156.والهود هو التوبة والعمل الصالح.
وأدخلت (أ.ل)على الكلمة لإرادة النسب.
2ـ نسبة إلى يهوذا بن يعقوب ـ عليه السلام ـ أحد أسباط بني إسرائيل فالكلمة تغريب لهذا الاسم وليست عربية مشتقة من مادة (هَََوَدَ).
3ـ نسبة إلى اليهود وهو التحرك عند قراءة التوراة .وهذا ما ذهب إليه أبو عمرو بن العلاء(رحمه الله تعالى ).
2ـ العبرانيين :ـ
وهذه التسمية مأخوذة من كلمة(عِبرِى) والمشتقة من الفعل (عَبَرَ)ويعنى :قطع مرحلة من الطريق.
وقد أطلق عليهم هذا اللفظ:لأنهم قوم رُحَّل لايستقرون في مكان معين.
وقيل سُموا بذلك نسبة إلى عابر بن سام بن نوح وهو جد إبراهيم ـ عليه السلام ـ وقد عُرف إبراهيم ـ عليه السلام ـ بهذا اللقب (عِبري)؛لأنه عبر النهر والصحراء فراراً من قومه.
3ــ الإسرائيليين:ــ
وهذه التسمية نسبة إلى إسرائيل وهو يعقوب ـ عليه السلام ـ .
وهذه الكلمة مكونة من مقطعين إِسرَا) وتعنى :عبد (إيل)وتعنى:رب وعلى هذا فكلمة إسرائيل تعنى :عبد الرب.
ثانياً:تاريخ بني إسرائيل:ـ
يقول الدكتور/على عبد الواحد وافى :"هاجر يعقوب هو وأولاده وحفدته من بلاد كنعان إلى مصر على أثر ما حاق ـ نزل وأحاط بهم ــ بموطنهم القديم من مجاعة، وما أصاب مراعيها من جفاف".
وكان عددهم (70)نفساً.وكان الوزير الأول بمصر هو: يوسف ـ عليه السلام ـ .فأكرم مثوى أبيه وإخوته ،وأقطعهم أرضاً في أخصب البقاع.
وظلت سلالات بني إسرائيل حيناً من الدهر تنعم بكرم المصريين ورعايتهم.
ثم تغير موقف المصريين منهم فبما بعد ، وذلك لأسباب عدة :ـ
1ـ الخشية من تكاثرهم وزيادة عددهم ومن ثمَّ استفحال نفوذهم في البلاد.
2ـ خدمة اليهود للهكسوس الذين كانوا يحتلون مصر،والتعاون معهم ضد الشعب المصري.
3ــ رفض اليهود خدمة المصريين ومزاولة أعمال الفلاحة وغير ذلك .
ونتيجة لهذه الأسباب أصبح اليهود موضع مقت المصريين واضطهادهم وبقى بنو إسرائيل يرزحون تحت نيِّرهذا الاستعباد أمداً طويلاًَ حتي أرسل الله سبحانه إليهم وإلى فرعون وقومه رسولين من نسل (لاوى)أحد أبناء يعقوب ـ عليه السلام ـ وهما موسى وهارون ـ عليهما السلام ـ وذلك من أجل دعوتهم إلى توحيد الله عز وجل .
فآمن بنو إسرائيل بهذه الدعوة، وكذب فرعون وقومه إلا قليلاً منهم.
وظل موسى ـ عليه السلام ـ وأخوه هارون وبنو إسرائيل بعد ذلك في مُشَادَّات مع فرعون وقومه ،حتى أتيح لهم الخروج من مصر إلى صحراء سيناء.
وهذه القصة مشهورة في القرآن الكريم ،ارجع إليها في سور"الأعراف، يونس،الشعراء،القصص"كما هي مذكورة أيضاً في سِفر الخروج من الكتاب المقدس.
وبعد أن خرج موسي ـ عليه السلام ـ وبنو إسرائيل من مصر ،أمرهم بالدخول إلى أرض كنعان ولكنهم تقاعسوا عن ذلك جُبناً وخَوَار.
فكتب الله عليهم التِّيه في الصحراء أربعين سنة ،ففني فيها هذا الجيل الجبان ونشأ بعدهم جيل آخر تربى على التخشن وتَمرَّس بشئون القتال.
وفي أثناء فترة التِّيه توفى هارون ثم موسي ـ عليهما السلام ـ .
ثم أغار بنو إسرائيل بقيادة يوشع خليفة موسي ـ عليه السلام ـ على بلاد كنعان واحتلوها، وكان ذلك حوالي القرن الثالث عشر ق.م ،واستولوا على ما فيها من خيرات وثروات بعد أن أبادوا معظم أهلها واستعبدوا من بقي منهم .
ومن ثم َّكان بداية عهد الحضارة والاستقرار ،وانتهاء عهد الخشونة والبداوة والتنقل .
وكانت شئون الدين يزاولها الأحبار والفقهاء من أبناء (لاوى).
وكانت شئون السياسة يزاولها القضاء .
**ويمكن تقسيم تاريخ اليهود في فلسطين إلى ثلاثة عهود:ـ
1ـالقُضاة.
2ـ الملوك.
3ــ الانقسام والتشتت.
أولاً: عهد القُضَاة:ـ
ويمتد هذا العهد إلى ما يقرب من ثلاثمائة وست وخمسين سنة(356).
ويبدأ بدخول فلسطين مع يوشع بن نون.
وكان القضاة قد ظلموا الشعب مما أوصلهم إلى حالة من الفوضى والانقسام حتي انهزموا أمام الفلسطينيين، وهذه الهزيمة فقدوا فيها تابوت العهد بما فيه.
سمات هذا العهد:ــ
1ــ كان كل سبط له استقلاله الذاتي في شئون الأرض والدفاع والقضاء .وبهذا كانت الأسباط أقرب إلي دويلات حليفة منها إلى دولة موحدة.
2ــ كانت الشريعة هي الحَكَم الذي يدين له الجميع بالطاعة، والمظهر الوحيد لوحدة الأسباط والنقباء.
3ــ كثرة النزاعات بين الأسباط وعدم الاستقرار الداخلي .
4ــ كان هناك مجلس أعلى للحرب والقضاء له سلطة عليا على كل الإسرائيليين ولكن عند اختلاف هذا المجلس أو وجود مشكلة تعرض له يستعصى عليه حلها كان يلجأ إلى الكاهن أو المفسر الأعظم للشريعة لبيان حكم الله فيها.
5ــ كثرة تمرد الإسرائيليين على القضاة بسبب ظلمهم لهم، ومن ثم أصبح نظام القضاة غير صالح في توحيد الشعب .
وبعد أن انهزم اليهود من الفلسطينيين: طلب الشعب من بني لهم اسمه(صموئيل) تنصيب ملك عليهم يكون قائدهم في معاركهم ضد الفلسطينيين.
ومن هنا بدأ عهد الملوك.
ثانياً: عهد الملوك:ــ
اعتمد صموئيل وعين لهم ملكاً على بني إسرائيل اسمه (شاؤول)وهو الذي يسميه القرآن (طالوت).
ولما طلب من الشعب مبايعته إذا بهم يعودون إلى الجبل قائلين:"أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه".البقرة آية 247.
ولكن قال لهم نبيهم:"إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة فى العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء واله واسع عليم ".البقرة آيه247.
ولم يذعن اليهود لهذا الملك إلا بعد أن شاهدوا المعجزات،حيث وعدهم نبيهم أن يأتي لهم بالتابوت الذي فقدوه في حروبهم مع الفلسطينيين.
وتم لهم الانتصار واسترداد التابوت على يد داود وسليمان ـ عليهما السلام ـ ومقدمة للفترة الذهبية في تاريخ بني إسرائيل .
وكان داود ـ عليه السلام ـ نبياً وخليفة صالحاً وملكاً عادلاً.
نَعِمَ بنو إسرائيل في عهده بالأمن والاستقرار ، وتم في عهده الاستيلاء على أهم المدن وهي (أورشليم)القدس حالياً.
نقل داود ـ عليه السلام ـ التابوت إليها وأقام فيها الهيكل المقدس على جبل صهيون.
ثم تُوفي داود ـ عليه السلام ـ،وتولى الحكم من بعده سليمان ـ عليه السلام ـ.
وقد كانت فترة سليمان امتداداً واستمراراً لفترة حكم داود ـ عليه السلام ـ،حيث اتصف سليمان ـ عليه السلام ـ بما اتصف به والده من صفات إيمانيه ربانيه.
سَعِد بنو إسرائيل في عهده واستقرت أمور الدولة في فلسطين وكانت أكثر اتساعاً من عهد داود ـ عليه السلام ـ .
استمر حكمه أربعين سنه(إلى عام 930ق.م).
اتسعت رقعة البلاد في عصره حتى وصل سلطانه إلى اليمن بعد دخول ملكة سبأ في دينه، وانضمام مملكتها في اليمن لسلطانه.
وبعد وفاة سليمانـ عليه السلام ـ ضعفت الدولة وانقسمت إلى دولتين متنازعتين.ومن هنا بدأ عهد الانقسام والتشرد.
ثالثاً: عهد الانقسام:ــ
انتهى النزاع بين أبناء سليمان ـ عليه السلام ـ إلى تقسيم الدولة إلى مملكتين:1ــ مملكة يهوذا . 2ـ مملكة إسرائيل.
1ـ مملكة يهوذا:ـ
كان ملكها (رحبعام)وعاصمتها(أورشليم).
وكانت تتكون من سبطي يهوذا وبنيامين.
تعاقب على ملكها واحد وعشرون ملكاً.
كانت نهايتها على يد (بختنصر)ملك بابل عام 588ق.م.
2ـ مملكة إسرائيل:ـ
كانت تقع في الشمال ، وعاصمتها (شكيم) وهي مدينة نَابلس حالياً.
كان ملكها (يربعام) وكانت تضم الأسباط العشرة الباقين.
تعاقب على ملكها تسعة عشر ملكاً.
كانت نهايتها على يد( سرجوي ) ملك آشور عام 721ق.م وفي عام 538ق.م هَزَم ملك الفرس (قورش) البابليين وأطلق سراح اليهود ورجع كثير منهم إلى فلسطين وتردد بعضهم في العودة إليها إذ أنهم قد ألفوا العيش في أرض بابل ،وأذن (قورش) لهم ببناء الهيكل مرة ثانية.
ومنذ ذلك التاريخ :أصبحت كلمة (اليهود) كما يرى البعض تعنى :من اعتنق اليهودية ولو لم يكن من بني إسرائيل ،وهذا هو الفرق بين اليهودي والإسرائيلي.
لكنهم لم ينعموا بذلك إلا فترة قليلة ،حيث أنهم وقعوا بعد ذلك تحت سيطرة الفرس ثم المقدونيين ثم الرومان.
وفي عام 135م: قام اليهود بثورة عارمة كانت سبباً في اضطهادهم من قِبل الرومان ،فدمروا بلادهم وأخرجوهم من ديارهم.
فصاروا مشتتين هائمين على وجوههم في شتى بقاع الأرض حتى يومنا هذا بالرغم من إنشاء دولتهم.
وإلى المزيد إن شاء الله تعالى فى اللقاءات القادمةوالتي تشمل الآتى :ـ
1ـ مصادر الدين اليهودي.
2ـ عقائد اليهودية.
3ـ الشريعة اليهودية.
4ـ بعض الفرق اليهودية القديمة والحديثة.
والله الموفق والهادي إلى صراط مستقيم.
اليهود واليهودية
الخميس يوليو 22, 2010 9:41 pm
موضوع: اليهود واليهودية 
