عقيدة الشيعة فى القرآن الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على من أخرج اله به البشرية من الظلمات إلى النور وبعد :كثيرا ما يتسائل الناس عن شرح لعقائد الشيعة و سأحاول بإذن الله تعالى جمع سلسلة فى عقائدهم :وهذه عقيدتهم فى القرآن الكريم
أ- اعتقادهم وقولهم : بأن القرآن ليس بحجة إلا بقيم .
ففي أصول الكافي للكليني : ( ... إن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم .. وأن علياً
كان قيم القرآن، وكانت طاعته مفترضة، وكان الحجة على الناس بعد رسول
الله ) [ أصول الكافي: 1/188] . ومعنى ذلك أن النص القرآني لا يمكن
الاحتجاج به إلا بالرجوع إلى الإمام ! ، ومؤدى كلامهم ولازمه أن أن القرآن
بنفسه ليس بحجة بل لا بد من إمام يبين معانيه ويسفر عن مرامه ، !. وهو
قولٌ لم يسبقه إليهم أحد من طوائف المسلمين . ولذلك فهم يروون عن علي
رضي الله عنه أنه قال : ( هذا كتاب الله الصامت، وأنا كتاب الله الناطق )
[ الحر العاملي / الفصول المهمة ص 235] . وفي أصول الكافي : ( ذلك
القرآن فاستنطقوه فلن ينطق لكم، أخبركم عنه .... ) [ أصول الكافي 1/61] .
وحاصل كلامهم : أن كلام إمامهم أفصح من كلام الرحمن وأبين ! . ولاشك
أن هذا القول مصادم لنصوص الكتاب والسنة، وإجماع أهل العلم . وفساد هذا
القول يُعلم بتصوره وعرضه على النصوص .
ب- اعتقادهم بأن الأئمة اختصوا بمعرفة القرآن لا يشركهم فيه أحد.
نزل القرآن بلغة العرب وبالتحديد بلغة قريش، وأعجزهم ببيانه وفصاحته، وكان الواحد منهم إذا سمع آية منه فهم المراد منها إلا جوانب يسيرة يُشكل معناها
عليهم فيبينها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . والصحابة نزل عليهم
القرآن، وشاهدوا مواقع التنزيل، وحضروا الوقائع مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم.. فكانوا أولى و أجدر من غيرهم في فهم معاني القرآن ومعرفة المراد
منه . فإذا جاءنا مدعي وقال إن معاني القرآن لا تعلم إلا عند آل البيت، أو عند
الطائفة الفلانية . رددنا عليه قوله؛ وقلنا : وما ذا كان يصنع الناس قبل وجود
طائفتكم هل كانوا على ضلالة ؟ فإن قالوا:نعم . فقد كذبوا . لأن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أخبر أن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة .
والشيعة الإمامية تدعي أن لدى أئمتها علم في معرفة معاني القرآن لا يشركهم
فيه أحد ولا يعرفه غيرهم، ويتبين هذا بالرواية التالية التي وضعها ابن سبأ
قال: ( أن القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه عند علي ) [الجوزجاني /
أحوال الرجال ص 38] . وفي تفسير فرات : ( ... إنما على الناس أن يقرأوا
القرآن كما أنزل، فإذا احتاجوا إلى تفسيره، فالاهتداء بنا وإلينا ) [تفسير فرات
ص 91/ ووسائل الشيعة 18/149] . وفي الكافي والبحار –وهي من أعظم
كتبهم – مجموعة من الأبواب التي رتبوا عليها أحاديث كثيرة :
- باب : أهل الذكر الذين أمر اله الخلق بسؤالهم هم الأئمة . [أصول الكافي : 1/210].
- باب: إنهم [أي الأئمة] خزان الله على علمه .
- وفي وسائل الشيعة للحر العاملي : باب عدم جواز استنباط الأحكام النظرية وظواهر القرآن إلا بعد معرفة تفسيرها من كلام الائمة رضي الله
عنهم . وفيه ثمانون حديثاً من أحاديثهم . .
- وهذه الفرية منقوضة ، فندها علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
فعن أبي جحيفة( سألت علياً : هل عندكم شيء ليس في القرآن؟ فقال: لا ،
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما عندنا إلا ما في القرآن ، إلا فهما يعطيه الله
الرجل في كتابه ... الحديث ) والحديث مخرج في البخاري . وهذا السؤال
من أبي جحيفة بعدما أشيع أن أهل البيت اختصوا بعلم وفهم للقرآن لا يشركهم
فيه أحد . وبظهور هذه العقيدة، فإنها تحيل بين الشيعة وبين معرفة ما أراد الله
من عباده معرفته، إذ أنها تسوغ لأئمتهم وعلمائهم أن يحدثوا في دين الله ما
شاءوا فيصدونهم عن الحق المبين .
ج- اعتقادهم أن قول الإمام ينسخ القرآن، ويقيد مطلقه، ويخصص عامه.
وهذه عقيدة تخفى على كثير من الناس، وهي أن الإمام عند الشيعة الإمامية له
حق نسخ القرآن، وله حق أن يقيد ما أطلقه القرآن، وله حق أن يخصص ما
عممه القرآن ! . وعند التأمل نجد أن هذه العقيدة محصلة للعقيدة الأولى التي
سقناها وهي أن القرآن ليس بحجة إلا بقيم . والقيم هو الإمام الذي يبين غامضه
ويحل إشكاله، ويصرف ظاهره إلى معنى آخر . ومن كان كذلك فإنه لا يمنع
من نسخ بعض آي القرآن أو تقيد مطلقه أو تخصص عامه، مادام أنه هو
القيم ! . والحق أقول: أنني كنت سابقاً اتعجب من تأويلات الشيعة الإمامية
لنصوص الكتاب والسنة، ولكن بعد إطلاعي على هذه العقيدة زال عجبي وعلمت أن بيان القرآن والسنة عند الشيعة ليس إلى القرآن وليس إلى الله ، بل
إلى علمائهم وأئمتهم !! .
يقول المازندراني في شرحه على الكافي : ( أن حديث كل واحد من الأئمة الطاهرين قول الله عزوجل، ولا اختلاف في أقوالهم كما لا اختلاف في قول الله
تعالى ) .
ويقول أحد المعاصرين هو : محمد حسين كاشف آل الغطاء : ( أن حكمة التدريج اقتضت بيان جملة من الأحكام وكتمان جملة ، ولكنه –سلام الله عليه -
أودعها عند أوصيائه : كل وصي يعهد به إلى الآخر لينشرها في الوقت
المناسب لها حسب الحكمة من عام مخصص، او مطلق أو مقيد، أو مجمل
مبين، إلى أمثال ذلك . فقد يذكر النبي عاماً ويذكر مخصصه بعد برهة من
حياته، وقد لا يذكره أصلاً بل يودعه عند وصيه إلى وقته ) .
وقولهم ذا يقتضي أن محمد صلى الله عليه وسلم توفي ولم تكتمل شريعته،
والله أخبر أنها قد كملت : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
ورضيت لكم الإسلام ديناً ) . ونحن أمامنا كتاب الله يخبرنا أن الشريعة قد
كملت ، وأمامنا نصوص الشيعة الإمامية التي تدل على أن أئمتهم عندهم علم
مودع يظهر في حينه ووقته! . فهل نترك كتاب ربنا لخزعبلات وبواطيل ؟!
.
قال أبو جعفر اننحاس في الناسخ والمنسوخ : وقال آخرون : باب الناسخ
والمنسوخ إلى الإمام ينسخ ما شاء . فقال أبو جعفر بعد أن بين أن شنع على
هذه المقالة وعدها من الكفر، قال: لإن النسخ لم يكن إلى النبي صلى الله عليه
وسلم إلا بالوحي من الله عزوجل ، إما بقرآن مثله على قول، وإما بوحي من
غير القرآن ، فلما ارتفع هذان بموت النبي صلى الله عليه وسلم، ارتفع
النسخ ) .
د- اعتقاد الشيعة بأن للقرآن معاني باطنة تخالف الظاهرة :
إن تفسير القرآن بمعانٍ أخرى غير ما دلت عليه ظواهر الآيات، طريق
الفلاسفة والملاحدة الذين أخضعوا نصوص القرآن لما توصلت إليه فلاسفة
اليونان ونظارهم من مقدمات ونتائج وأفكار، ولما حصلوه بأنفسهم من خواطر
نفسية، وأوهام وخيالات . فجعلوا للقرآن ظاهر وباطن؛ فالظاهر لعوام الناس،
والباطن للخواص ! .
وطريقة جعل القرآن له ظاهر وباطن، لا يمكن أن تأتي بها شريعة من الشرائع،
وحتى الرسل الذين كانوا يُرسلون إلى أممهم بخاصة لم يفرقوا في دعوتهم بين
الخواص والعوام، ولم تكن التوراة والإنجيل وغيرها من الكتب لفئة معينة،
فكيف بالقرآن الذي نزل لهداية الجن والإنس إلى صراط الله المستقيم، فهل
يعقل أن يقال إن له معانٍ ظاهرة وباطنة، ثم يختص الشيعة بمعرفة معانيها
الباطنة دون الناس كلهم !! ، هذا لا يمكن بحال؛ إلا أن يقولوا بمقولة اليهود
بأنهم شعب الله المختار ! .
وجعل القرآن له ظاهر وباطن طريقة تحير الناس وتجعلهم في شك من قبول
ظواهر النصوص القرآنية، بل حتى الشيعة أنفسهم قد يتردد الواحد منهم في قبول النص القرآني حتى يسأل إمامه عن معناه الباطن ! . ونحن لا نتجنى على
القوم، وإليك نصوص أئمتهم وعلمائهم في هذا :
-جاء في أصول الكافي : (... عن محمد بن منصور قال: سألت عبداً صالحاً
[يعنون به : موسى الكاظم ] عن قول الله عز وجل : {قل إنما حرم ربي
الفواحش ما ظهر منها وما بطن } . قال: إن القرآن له ظهر وبطن، فجميع ما
حرم الله في القرآن هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور[وأئمة الجور
عندهم : كل ما عدا أئمتهم فهم أئمة جور ]، وجميع ما أحل الله تعالى في
الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الحق ! .
-بل يظهر هذا جلياً في الرواية التالية : عن جابر الجعفي قال: ( سألت أبا
جعفر عن شيء من تفسير القرآن فأجابني ، ثم سألت ثانية فأجابني بجواب
آخر فقلت: جعلت فداك كنت قد أُجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل
اليوم، فقال لي : يا جابر . إن للقرآن بطناً، وللبطن بطناً وظهراً، وللظهر
ظهراً يا جابر ... إلخ ) .
ه- اعتقادهم بأن جل القرآن نزل فيهم وفي اعدائهم :
يزعم الشيعة أن جل القرآن إنما نزل فيهم (أي في أئمتهم الاثني عشرية) وفي
أوليائهم، وفي اعدائهم . وبهذا القول يتبين لنا بطلان
زعمهم فإننا نقرأ القرآن ولا نجد ما يزعمونه ، بل لا نجد ذكر أئمتهم لا من
قريب ولا من بعيد، فكيف يقال جل القرآن نزل في أئمتهم وفي اعدائهم !! .
إلا إذا حرفوا القرآن وقلبوا ظاهره وجعلوا له معانٍ باطنة،فسيستقيم لهم ما
يريدون، وهذا هو عين ما فعلوه .
-يقول أبو الحسن الشريف –أحد شيوخهم-: ( إن الأصل في تنزيل آيات القرآن
إنما هو الإرشاد إلى ولاية النبي والأئمة –صلوات الله وسلامه عليهم- بحيث
لا خير خبّر الله به إلا وهو فيهم وفي أتباعهم وعارفيهم، ولا سوء ذكر فيه إلا
وهو صادق على أعدائهم وفي مخالفيهم )
-ويقول : الفيض الكاشاني : (وردت أخبار جمة عن أهل البيت في تأويل كثير
من آيات القرآن بهم وبأوليائهم، وبأعدائهم حتى أن جماعة من أصحابنا صنفوا
كتباً في تأويل القرآن على هذا النحو جمعوا فيها ما ورد عنهم في تأويل القرآن
آية آية، إما بشيعتهم، أو بعدوهم على ترتيب القرآن ....)
و لو فتشت في كتاب الله وأخذت معك قواميس اللغة العربية كلها وبحثت عن اسم
من أسماء هؤلاء الاثني عشر فلن تجد لها ذكراً، ومع ذلك فإن شيخهم
البحراني يزعم بأن علياً وحده ذكر في القرآن (1154) مرة ويؤلف في هذا
الشأن كتاباً سماه : (اللوامع النورانية في أسماء علي وأهل بيته القرآنية )
يحطم فيه كل مقاييس لغة العرب، ويتجاوز
فيه أصول العقل والمنطق، ويفضح من خلاله قومه على رؤوس الأشهاد
بتحريفاته التي سطرها في هذا الكتاب ...) .
و- نماذج من تأويلات الشيعة للقرآن الكريم :
اعلم أن الصحابة رضي الله عنهم جميعاً لم يُشكل عليهم فهم القرآن، فهو قد نزل
بلغتهم أي بلغة العرب، وبالتحديد بلغة قريش، وكان الصحابة إذا أشكل عليهم
فهم آية يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبرهم بمراد الله منها، وأما
أغلب آيات القرآن فكانوا يفهمونها حين نزولها على ما تقتضيه اللغة العربية .
ولم يُحتج إلى التفسير إلا بعد القرون المفضلة . وطريقة السلف
للتفسير وهي الأصح والأسلم : أنهم كانوا يفسرون القرآن بالقرآن، فإن لم يوجد
في القرآن طلبوا تفسيره في السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه
وسلم ، فإن لم يجدوه في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم طلبوا تفسيره من
أقوال الصحابة وما قالوا في تفسير الآية، وإن لم يجدوه في تفسير الصحابة
وتأويلهم، ذهب بعض العلم إلى الأخذ بأقوال التابعين .
هذه هي الطريقة السليمة في تأويل كلام الله، ولكن الشيعة لم تسلك هذا المسلك
ولم ترتضه ديناً، بل اعتمدت في تفسيرها لآيات الله على أحاديث أسانيدها
منقطعة ، أو رواتها مجاهيل لا يعرفون، أو أقوال أئمتهم ليس لها زمام ولا
خطام... إلخ . ولا شك أن هذه الطريقة لا يمكن الاعتماد عليها بحال في تأويل
كلام الله، ولكن ما ذا نفعل بالشيعة التي سلكت في هذا الباب مسالك القول على
الله بغير علم، والافتراء على الله .
وسوف نسوق بعض تأويلهم للآيات، ورغبة في الاختصار فإننا لن نسوق أقوال
السلف في تفسير الآية فمظانها معروفة . فمن تأويلاتهم للآيات :
- في قوله تعالى: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين } قالوا: إنه علي .
- في قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن } قالوا: بأنها بنو أمية . .
- في قوله تعالى: {فقاتلوا آئمة الكفر } قالوا: المراد بها طلحة والزبير –رضي الله عنهما- !!
- وفي قوله تعالى: {وقال الشيطان لما قُضي الأمر } قال أبو جعفر : هو
الثاني وليس في القرآن شيء . وقال الشيطان إلا وهو الثاني . [يريد بذلك
عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-] . وفي الكافي عن أبي عبد الله قال:
(وكان فلان شيطاناً )، : المراد بفلان
عمر )
- وفي قوله تعالى: {لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد } : -كما
يزعمون-: يعني بذلك لا تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد !!! .
- وفي قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم } : هو أمير المؤمنين
عندهم
واكتفي بهذا القدر من تأويلات الشيعة التي يعلم بطلانها وفسادها .
ش / يوسف زهران إمام و خطيب بوزارة الأوقاف وباحث بقسم الأديان و المذاهب والفرق الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف 0