أهلا وسهلا بك إلى منتديات أئمة الأوقاف المصرية .
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات أئمة الأوقافالخطبة الاسترشادية 24 شوال 1437هـ 29 يوليو 2016 الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالإثنين يوليو 25, 2016 8:24 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاليوم السابع / غلق باب التقديم لمسابقة الدعاه بعد غد الثلاثاء الموافق 26 يوليو 2016 الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالأحد يوليو 24, 2016 8:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافضوابط الاعتكاف لشهر رمضان 1437 هـ 2016 م الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:51 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعميم : عدم حضور أي دورات تدريبية إلا بتصريح من الأوقاف الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعليمات هامة للأئمة قبل شهر رمضان 1437 هـ 2016 م الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالإثنين مايو 30, 2016 6:46 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التسوية لوظيفة إمام وخطيب المجموعة الأولى الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالخميس أبريل 28, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء المرشحون أوئل القراءة الحرة لمرافقة بعثة الحج لهذا العام 1437هـ 2016 م الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:53 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التفتيش العام إبريل 2016 مالحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:41 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافإلى اخي الأستاذ سعد غابة فضلا الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالجمعة أبريل 15, 2016 1:36 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاف وفاه كبير ائمه مركز زفتى غربيهالحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالسبت أبريل 02, 2016 6:49 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاففضيلة الشيخ زكريا السوهاجي وكيل وزارة الأوقاف بأسوان يفتتح مسجد الروضةالحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالسبت مارس 26, 2016 6:55 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتكليف د خالد حامد برئاسة لجنة الاتصال السياسي بالوزارة يعاونه الأستاذ مخلص الخطيب الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالسبت مارس 19, 2016 9:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافحوار فضيلة الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف مع جريدة الأهرام الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالجمعة مارس 18, 2016 12:06 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافافتتاح عشرة مساجد غدا الجمعه 18 مارس 2016 مالحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالخميس مارس 17, 2016 11:50 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافالمطالبون بالتسوية بالمؤهل الجامعي عليهم التوجه لمديرياتهم فورا وآخر موعد غدا الثلاثاء الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالإثنين مارس 07, 2016 6:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاقتراح من فضيلة الشيخ عبد الناصر بليح بعمل انتخابات مجلس إدارة الصندوق بالمديريات أو بقطاعات ثلاثه الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:57 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافماذا تعرف عن صندوق نهاية الخدمةالحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافإعلان شغل وظائف بمديرية أوقاف بني سويف الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الذين سيحصلوا على الدرجات بوزاة الأوقاف لجميع العاملين بالوزارة 2016 الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:33 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة إيفاد القراء في شهر رمضان 1437هـ 2016 م الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالثلاثاء مارس 01, 2016 8:50 am من طرف

منتديات أئمة الأوقاف المصرية  :: صوت المنبر

شاطر
الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالأربعاء يوليو 28, 2010 6:12 am
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 6
نقاط : 16
تاريخ التسجيل : 26/07/2010

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالأربعاء يوليو 28, 2010 6:12 am



الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا


مع تحيات موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.55a.net
الحكمة من خلق الإنسان وحقيقة الحياة الدنيا
خلق الله الإنسان لحكمة ولم يخلقه عبثا
إن الخالق الحكيم قد خلق الإنسان لحكمة بينها في كتابه ، لكن الكافر يزعم أن الإنسان خلق عبثاً !! وهو بهذا يتهم خالقه بالعبث، سبحانه وتعالى عما يقول الكافرون علواً كبيراً. ولو قيل للكفار إن أطباءهم يعبثون في أعمالهم لسخروا من هذا القول ، وقالوا : وهل يعبث الذي يصلح الخلل في أعينكم وأفواهكم وأمعائكم وقلوبكم إن أصيبت بالمرض؟إن أطباءنا أجل وأعلا من أن يظن بهم العبث .فنقول لهم : صدقتم، إن الذي يصلح الخلل ويعالج المرض في أعضاء الجسم لا يعبث. ولكن كيف تزعمون أن خالق العيون والأفواه والأمعاء والقلوب يعبث في خلقه ؟! إنه سبحانه أجل وأعلا من أن يظن به العبث . قال تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ(115)فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ (المؤمنون:115-116).
شهادة علم وظائف الأعضاء
وهذا علم وظائف الأعضاء – الذي لابد لكل طبيب أن يدرسه – يقدم الدليل المشاهد على أن كل عضو في جسم الإنسان ، بل كل خلية ونسيج قد خلقه الله لحكمة محددة تختلف عن حكمة ووظيفة بقية الأعضاء والأنسجة . كما يشهد علم وظائف الأعضاء بأن الحكمة من الخلايا والأنسجة والأعضاء مرتبطة بالكيان كله . فالخلايا تتكامل فيما بينهما لتكوين النسيج .
والأنسجة تتكامل لتكوين العضو .
والأعضاء تتكامل لتكوين الجهاز .
والأجهزة تتكامل لتكوين الكيان الإنساني .
فعلم وظائف الأعضاء يقرر :
• أن الله خلق كل خلية ونسيج وعضو وجهاز في الإنسان لحكمة ووظيفة خاصة تختلف عن غيرها .
• وأن الله ما أحكم خلق الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة إلا من أجل أن تتكامل في وظائفها لتكوين الإنسان * وإذن فالإنسان محكم في خلقه وتكوينه ، من أجل حكمة أرادها خالقه سبحانه.

الحكمة التي خلق من أجلها الإنسان واحدة لجميع البشر :
من المعلوم في علم وظائف الأعضاء أن التركيب الواحد الثابت للخلية أو النسيج أو العضو أو الجهاز يحتم وحدة وظيفته وثبوتها ، والاختلاف في التركيب يؤدي إلى اختلاف الوظيفة . وبالتالي فلابد أن تكون الحكمة من خلق البشر كلهم واحدة ، لأن تركيبة عيني إنسان فقير هي نفس تركيبة عيني إنسان غني ، وإن تركيبة عيني رئيس هي نفس تركيبة عيني أي مرؤوس ، وهي نفس تركيبة عيني عالم أو جاهل ، سواء كان ذلك في زمننا الحاضر، أو في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو في زمن موسى أو في زمن آدم عليهما السلام. فالحكمة من كل جزء من أجزاء الإنسان واحدة في الجنس الإنساني بأكمله على اختلاف الزمان والمكان. كما أن التركيب الإنساني الجسدي والنفسي والروحي والعقلي واحد لم يتغير في الجنس البشري على اختلاف الزمان والمكان ، والفطرة البشرية واحدة لم تتغير في بنى الإنسان. وإذن لابد أن تكون الحكمة من خلقهم واحدة ولا تتعلق بزمان أو مكان ، أو جاه أو غنىً أو فقر أو علم أو جهل ، وإنما تتعلق بأصل الفطرة الإنسانية والتركيب الإنساني، قال تعالى ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (الروم:30).فمن توهم أنه خلق من أجل أن يؤدي حرفة أو وظيفة فيعيش بها ولها فقد أخطأ ؛ لأن وظائف الناس وحرفهم الحكومية والتجارية والصناعية والزراعية وغيرها مختلفة ومتعددة بينما خلقتهم واحدة ، فلابد أن تكون هناك حكمةواحدةمن خلقهم جميعاً.ولوخلق الناس لحكم متعددة،لكانت خلقتهم متعددةتبعاً لاختلاف تلك الحكم.

الحكمة من خلق الإنسان متعلقة بالدنيا والآخرة
إن الحكمة من خلق الإنسان متعلقة بالدنيا والآخرة معاً ، لذلك فهي تخفي على الذين يقصرون أنظارهم على الحياة الدنيا. فلقد كنا قبل مائة عام في عالم الغيب ، وسنكون بعد مائة عام في عالم الغيب مرة أخرى، وكذلك الأجيال من قبلنا ، ومن بعدنا تعبر على هذه الأرض ولا تدوم لها حياة عليها .وكما عبرنا في أرحام الأمهات طوراً بعد طور حتى نزلنا في هذه الدنيا ، فإننا نعبر في هذه الدنيا إلى الآخرة طوراً بعد طور من الطفولة وحتى الشيخوخة. ولا يستطيع الإنسان أن يفهم الحكمة من وجوده في طور الحياة الدنيا إذا لم يعرف الطور السابق لها وكذا اللاحق بعدها . وما سبق الحياة الدنيا غيب ، وما يأتي بعدها غيب آخر ، والذين قصروا أنظارهم على مرحلة الحياة الدنيا ، وتوهموا للحياة البشرية أهدافاً مقصورة على الدنيا أصيبوا بالخيبة والحيرة وتحطمت كل فلسفاتهم على صخرة الموت . فالذين زعموا أن الحكمة من خلق الإنسان هي :
الحياة. العمل. المتعة واللذة. بناء الحضارة. أو الصراع من أجل الأحسن !
نقول لهم : إذا كانت الحكمة من خلق الإنسان ما ذكرتم :
• فلم الموت بعد الحياة ؟!
• ولم العجز عن العمل بعد القدرة، ولم الموت ؟!
• ولم الكدر بعد المتعة ، ولم الموت ؟!
• ولم الانتكاسة إلى الأسوأ، ولم الموت ؟!
وتراهم يعلنون عن حيرتهم فيقول قائلهم :
جئت لا أعلـم مـن أيــن ولكنـي أتيت
ولقد أبصرت قدامــي طريقـا فمشيــت
وسأبقـــى سائـراً إن شئت هذا أم أبيت
كيف جئت ؟ كيـف أبصــرت طريقي ؟!
لســـت أدري !!
فهم كما قال تعالى : ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ (الروم:7).
إن الحكمة من خلق الإنسان في الحياة الدنيا لا تعلم إلا بمعرفة ما قبلها وما بعدها وذلك الأمر لا يعلمه إلا الله . الحكمة من خلق الإنسان لا تعلم إلا من الخالق سبحانه
إن الحكمة من أي مصنوع تكون مخفية في نفس الصانع ، ولا تعلم إلا بتعليم منه ، أو ممن تعلم منه .
ولقد أرسل الله رسله إلينا لتعليمنا ما نجهل ، وأيدهم بالبينات والمعجزات ، وخلق لنا أدوات للعلم من سمع وبصر وفؤاد لنكتسب بها العلم .فإذا تعلمنا ما غاب عنا ممن أرسلهم الله إلينا ، عرفنا الهدى وخرجنا من حياة التيه والعمى التي يحياها الكافرون إلى حياة النور والهدى ، قال تعالى : ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ(15)يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(16)﴾ (المائدة:15-16). وبهذا الهدى تعلمنا من خالقنا سبحانه أنه قسم حياتنا إلى قسمين :
1) الحياة الدنيا ، وهي دار الابتلاء فيما استخلفنا الله عليه .
2) الحياة الآخرة وهي دار الجزاء.
وأعلمنا أن الموت هو الانتقال من دار الابتلاء إلى دار الجزاء.
الحياة الدنيا دار استخلاف
إذا تأملنا في موقف الإنسان على الأرض وجدناه موقف المستخلف عليها من قبل مالكها ؛ لأن الإنسان لم يخلق شيئاً على هذه الأرض مما ينتفع به ويستخدمه أو مما هو مسخر لمنفعته ومصلحته، قال تعالى﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾(البقرة:29).بل إن الإنسان لا يملك من نفسه شيئاً ، لا يملك يده ولا لسانه ولا عينه ولا رجله ولا يملك عرقاً ولا عظماً ولا جلداً ولا لحماً ولا عصباً ولا حتى قطرة دم لأنه لم يخلق من ذلك شيئاً ، قال تعالى : ﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ(57)أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ(58)ءَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ(59)﴾ (الواقعة:57-59). وقال تعالى: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾ (الطور:35).ومع أن الإنسان لا يملك شيئاً من نفسه ولا مما حوله فهو من الناحية العملية يتصرف وكأنه المالك ، فقد أعطي من الصلاحيات والقدرات والإمكانيات ما جعله يسخر كل شئ في الأرض لمصلحته ، وينتفع بالقوى والخيرات وغيرها من المخلوقات حتى سمي الإنسان (سيد الأرض) قال تعالى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ﴾ (الجاثية:13). ومن الواضح أن هذه المنزلة التي للإنسان لم تكن له إلا بما يأتي :
1) بما أودع الله فيه من طاقات ومواهب وكفايات .
2) بتسخير ما في الأرض جميعاً له .
3) بعدم خلق من ينافسه أو يتغلب عليه ويستضعفه.
وإذن فمنزلة الإنسان في هذه الأرض بمنزلة المالك لما فيها ، مع أنه لم يخلق منها شيئاً فهو إذن مستخلف عليها من قبل مالكها الحق ومالك الإنسان. قال تعالى : ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ (البقرة:30).وقال تعالى ﴿ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ (النمل:62).﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا ءَاتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (الأنعام:165). ومع أن الإنسان مستخلف في الأرض ، فهو في نفسه خاضع ومحكوم بما قدر الله له وعليه. فلا يملك أن يختار أبويه أو جنسه (ذكراً كان أو أنثى) أو صورته أو عمره أو زمانه أو مكان ولادته أو موته أو مواهبه أو مجتمعه أو أبناءه . ويخرج الإنسان من الدنيا كما دخل إليها وقد سلم الودائع جميعاً ، وترك كل ما كان يحرص عليه. فالإنسان عبد مستخلف على الأرض بتقدير سيده ومالكه خالقه وخالق كل شئ.
الأرض دار ابتلاء وامتحان للإنسان
يستخلف الخالق سبحانه الإنسان على هذه الأرض لمدة محدودة، وأجل معلوم، لمعرفة طاعته من معصيته، ولتمييز المؤمن من الكافر، والمطيع من العاصي ، حتى يكون الجزاء في الآخرة على ما قدم الإنسان من عمل في الدنيا . ألست ترى أن الذي خلقك أخرجك إلى الدنيا وأنت لا تملك شيئاً ثم وهب لك ما شاء من المواهب، والأموال، والأولاد، والعلم، والجاه. ثم يسترد بالموت كل الودائع، وتخرج من الدنيا كما دخلت إليها، قال تعالى:
﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ﴾(الأنعام:94).
فتأمـل : كل ما أعطاك الله إياه لم يرد منه التمليك الدائم لك ؛ لأنه يسترد منك الذي أعطاك. وعندما أخذ الله منك ما أعطاك لم يرد سلبك لأنه الذي أعطاك أول مرة. وإذن فالامتحان والاختبار هو المراد من التمليك المؤقت لما أعطاك ربك. وجعل كل ما في الدنيا أداة من أدوات الامتحان .ولأن الامتحان هو المقصود من الحياة فإن الله لم يرغم الناس على عبادته بل استخلفهم على الأرض ، وأرسل إليهم رسلاً ورسالات، وطلب منهم أن يخضعوا لأمره ، وأن يطيعوه ويعبدوه باختيارهم، في المهلة المعطاة لهم على الأرض. قال تعالى ﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ… ﴾ (الكهف:29).
كيف يتحقق الامتحان
لقد زين الله في أنظارنا الدنيا الفانية، وزين لنا في كتابه وسنة نبيه الآخرة الباقية كي يتحقق الامتحان لإيماننا. قال تعالى: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ (القصص:60). وعرفنا أن كل ما في الأرض فانٍ لا يدوم ولا قيمة له وأنه قد غر من قبلنا فتصارعوا عليه، ثم تركوه مرغمين قال تعالى ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ (العنكبوت:64). وقال تعالى : ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾(الحديد:20). وقال تعالى : ﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ(25)وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ(26)وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ(27)كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا ءَاخَرِينَ(28)فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ(29)﴾ (الدخان:25-29). وإذا استعرضت حياتك وجدت صدق هذه الحقيقة المبينة لحقيقة الدنيا ، فكل ما مضى من حياتك لا قيمة له عند موتك، ولا يبقى منه إلا عملك الصالح، وما هي إلا سنوات حتى تكتشف هذه الحقيقة في حياتك بأكملها، بل في حياة جيلك كله، بل ستجدها واضحة في الحياة البشرية كلها.قال تعالى : ﴿ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ… ﴾ (الأحقاف:35).
نتيجة الامتحان
فمن كان إيمانه قوياً، وخوفه من ربه عظيماً، سلك لجمع الدنيا طريق ربه، واتبع هدى خالقه، وقاوم الهوى ووسوسة الشيطان، ولم ينخدع بزينة الدنيا فذلك هو الامتحان والنجاح والنجاة من النار والفوز بالجنة. قال تعالى:﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ (آل عمران:185). ومن أبى وعصى، فقد ظل وغوى، وفي النار هوى، قال تعالى: ﴿ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ(25)فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(26)﴾ (الزمر:25-26). وأما إن كان ضعيف الإيمان، لا يخاف ربه فإن بريق الدنيا يخدعه ، وينطلق لجمع ما في الدنيا من متاع وزينة بأي وسيلة أو طريق، بقتل أو تدمير أو تخريب، بحيلة أو خديعة، معرضاً عن هدى خالقه وهداه، وبهذا يظهر كفره أو فسقه فذلك هو الامتحان والفشل فيه، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ ءَايَاتِنَا غَافِلُونَ(7)أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(Cool﴾ (يونس:7-Cool. وقال تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى(37)وَءَاثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(38)فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى(39)﴾(النازعات:37-39) وقال تعالى : ﴿ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾(إبراهيم:3) وقال تعالى ﴿ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾ (الأعراف:51).
العبادة هي الحكمة من خلق الإنسان
لقد تبين لنا مما سبق :
أن الإنسان خلق لحكمة ولم يخلق عبثاً .
وأن الحكمة من خلق جميع البشر واحدة .
وأن الحكمة من خلق الإنسان متعلقة بالدنيا والآخرة .
وأنها لا تعلم إلا من الخالق سبحانه .
وأن الخالق سبحانه قد استخلف الإنسان في الأرض .
وأن غاية الاستخلاف هو الابتلاء والامتحان .
وأن موضوع الامتحان هو العبادة لله سبحانه .
والعبادة هي العمل وفق مراد الخالق الذي خلق سبحانه .
ألست ترى أن أي مصنوع يصنع لا يكون صنعه إلا لعمل وفق مراد الذي صنعه .وكذلك الإنسان ما كان ليعمل إلا وفق مراد خالقه سبحانه . وعمل الإنسان وفق مراد خالقه هو العبادة. قال تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾(الذاريات:56). فالحكمة من خلق الإنسان هو أن يكون عبداً لله على الأرض التي استخلفه فيها ، ليمتحنه ربه أيطيعه ويعبده ، أم يعصيه ويكفر به. ثم ينقله بالموت من دار الامتحان والعمل إلى دار الجزاء على ما قدم. وهذه الحكمة واحدة لا تتبدل من خلق كل إنسان في كل زمان ومكان ، ولكل إنسان مهما كانت مكانته فهو ممتحن فيما استخلفه الله فيه. قال:  (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
فكل إنسان عليه أن يعبد ربه لأنه :
1- ما خلق إلا ليعمل وفق مراد خالقه سبحانه .
2- ولأن الله هو الذي استخلفه ومكنه فعليه أن يعمل وفق مراد الذي مكنه واستخلفه .
3- ولأنه مملوك في كل أمره فعليه أن يعمل وفق مراد مالكه سبحانه .
4- ولأنه محاسب بين يدي ربه فعليه أن يعمل وفق مراد مالك يوم الدين والحساب.
والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه كما قال العلماء ، والاستخلاف في الأرض داخل في مدلول العبادة. فالعبادة هي غاية الوجود الإنساني ، ووظيفة الإنسان الأولى في أي موقع كان. وليس في الوجود إلا رب واحد والكل له عبيد ، عليهم أن يتوجهوا بأعمالهم ومشاعرهم وضمائرهم لعبادته عبادة خالصة له دون شريك .
جريمة من غير الحكمة من خلقه
إذا عمد شخص إلى مصنوع ما وقرر أن يستخدمه لغرض غير الذي صنع من أجله، فسنقول له : إنك بهذا تفسده. فإذا أراد أن يجعل القلم سواكا خالف الحكمة من صنع القلم ، وإذا أراد أن يجعل السيارة مكاناً ثابتاً للجلوس خالف الحكمة من صنع السيارة . وإذا أراد أن يجعل الكتاب وسادة خالف الحكمة من تأليف الكتاب .
والسبب أن صناعة المصنوع تأتي محققة للحكمة من صنعه ، فإذا أراد تغيير الحكمة فيجب عليه أولاً أن يغير الصناعة لتأتي متوافقة مع الغرض الجديد الذي يريده . ولا يجرؤ الناس على مخالفة الحكمة من صناعة المصنوعات خوف إفسادها . لكنهم يتجرؤون ويخالفون الحكمة التي خلقهم الله من أجلها ويفسرونها حسب أهوائهم .
• فمنهم الغافل الذي لا يكلف نفسه السؤال عنها !! قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ (الأعراف:179).ومنهم الملحد الذي يدعي أنه خلق عبثاً، قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾ (الجاثية:24).
• ومنهم المشرك الذي خلط الأمور وعبد مع الله غيره. قال تعالى ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴾ (الأعراف:191). ومنهم العاصي الذي عرف حكمة خلقه لكنه غلّب أهواءه وشهواته ، وخالف ما خلق من أجله. قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ (الأحزاب:36). وإذا سألت ملحداً عن الحكمة من خلق أعضاء جسمه أجابك مقراً بأن لكل عضو في جسمه حكمة بديعة . وإذا سألته عن ارتباط الحكمة من العضو بالجسم أجابك بأن الحكمة من أي عضو مرتبطة بالكيان بأجمعه . وإذا سألته عن الحكمة من كيانه بأجمعه ، الذي أحكمت الأعضاء من أجله ، نفى أن تكون له حكمة !! ولو طلبت من أحدهم أن يستخدم أي عضو في بدنه لغير الحكمة التي خلق من أجلها، كأن يأكل بإذنه أو عينه فإنه سيستنكر ذلك ويستسخفه ، لأنه بذلك سيفسد العضو بتغيير وظيفته التي خلق من أجلها، بينما هو يخطئ في تفسير الحكمة من خلقه بأجمعه، ويفسد حياته ويخسر نفسه . فقد خلقه الله ليسير في طريق العبادة والطاعة في الدنيا ليكون من الفائزين بالجنة فأبى إلا أن يسلك طريق المعصية فيخسر نفسه في نار جهنم، وأي مصيبة وجريمة أكبر من أن يتمرد على خالقه ويخسر نفسه في النار أبداً . قال تعالى ﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ (الزمر:15).
المــوت
قال تعالى : ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ (الأنبياء:35)﴿إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ (يونس:49) فالموت لا يرده عنك مال ولا بنون ولا يرده علم ولا جاه ، يقهر الملوك في قصورهم ، ويأخذ الأطباء من مستشفياتهم ، وينتزع الأغنياء والتجار من بين كنوزهم ، ويأخذ أرواح الشباب والأطفال إذا جاءت آجالهم، ولكن المؤمن يستسلم لهذا القدر، ويعد نفسه لما بعده حتى يحيا الحياة الأبدية منعماً في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين .إن الله سبحانه وتعالى قد حدد للإنسان أجله ورزقه وعمله وشقي أو سعيد، وقدكان هذا التحديد يوم أن نفخ فيه الروح وهو في بطن أمه، كما جاء في الحديث الشريف(ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ فَيُؤْذَنُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ فَيَكْتُبُ رِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَعَمَلَهُ وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ)(1) فالحياة الدنيا اختبار وابتلاء،وينتهي هذا الاختبار بخروج الروح من الجسدحيث ينتقل الإنسان من مرحلةالحياة الدنيا إلى الحياة البرزخية
تعريف الموت
الموت هو : مفارقة الروح للبدن وانتقال من الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة. قال القرطبي:" قال العلماء: الموت ليس بعدم محض ولا فناء صرف وإنما هو انقطاع تعانق الروح بالبدن ومفارقته وحيلولة بينهما، وتبدل حال وانتقال من دار إلى دار"(2) . أما علماء الكائنات الحية : فيرون الموت انقطاعاً عن أنشطة الحياة فالميت لا يأكل ، ولا يشرب ولا يسمع ولا يحس و لا يعقل شيئا ولا يتنفس ولا يتناسل ولا يتحرك ولا ينمو، وبعكسه الحي. وقد قررت هذه الفوارق بين الكائنات الحية والميتة نتيجة للاستقراء والدراسة الطويلة للتفريق بين الميت والحي . وهناك ما يسمى بالموت السريري ، وفيه يتوقف عمل القلب والرئتين ، ولكن الشخص يعود إلى وعيه ثانية بعد عودة القلب والرئتين إلى عملهما ، وكان ذلك يثير شبهة عند الجاهلين بأن الميت قد عاد إلى الحياة مرة ثانية ، والحقيقة أن ذلك الإنسان لم يمت فعلاً وإنما تعطلت بعض مظاهر الحياة فيه مؤقتاً بينما الروح في الجسم لم تفارقه .
كل من عليها فان
الموت قدر محتوم على كل مخلوق ولا مفر منه ، فجميع الكائنات الحية من النباتات والحيوانات والإنسان ستموت. بل وكل الأحياء المبثوثة في الأرض الطحالب والفطريات والجراثيم والبكتريا والفيروسات والكائنات التي في أعماق البحر وفي جو السماء ، وحتى التي في جوف الصخر ، كلها ستموت . كما أن للكون كله أجلاً معلوماً سينتهي فيه، فالجبال لها أجل معلوم والشمس والقمر والكواكب والنجوم لها أجال محتومة.(3) قال تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ (لقمان:29). والهرم الذي يصيب أجزاء الجسم نذير من نذر الموت فعنده يثقل السمع ويضعف البصر ويلين العظم وتضمر العضلات ويتجعد الجلد وتضعف الذاكرة وتتساقط الأسنان ويشيب الشعر قال تعالى﴿ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ﴾ (يس:68). وقال تعالى ﴿ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾ (الحج:5).
فسيموت البشر جميعاً الرجال والنساء ، الأطفال والشيوخ ، الأغنياء والفقراء ، الأطباء والمرضى ، القادة والشعوب ، الرؤساء والمرؤوسون ، وكذا الملوك والطغاة والجبابرة والمتكبرون.
قال تعالى ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ (العنكبوت:57).
يُخرج الحي من الميت ويُخرج الميت من الحي
يبدأ الله خلق الإنسان نطفة صغيرة (خلية ملقحة) لا ترى بالعين المجردة ، فيغذيها بمواد ميته من دم الأم ، فتتحول تلك المواد الميتة إلى خلايا حية تنمو مكونة علقة فمضغة فعظاماً فتكسى العظام لحماً ، وبهذا يصير الغذاء الميت جنيناً حياً (حياةً نباتيةً)(4) . وينمو ذلك الجنين ويتحرك ثم تنفخ فيه الروح ، فينشئه الله خلقاً آخر ويجعله بشراً سوياً . وتجتمع عملية الموت والحياة في أجسام الكائنات الحية ، فبينما تموت خلايا في تلك الأجسام تتولد خلايا حية أخرى فيها ، وتجري هذه العملية في أجسامنا وأجسام الكائنات الحية بلا انقطاع ، فخلايا تولد من مواد ميتة وخلايا تموت من أجسام حية(5) في وقت واحد(6) وهكذا نرى سنة الإماتة والإحياء لمواد ميتة تتكرر لتوديع أجيال كانت حية واستقبال أجيال من مواد كانت ميتة، سواءً على مستوى الأمم والأجيال أو على مستوى الخلايا في الجسد الواحد فسبحان القائل :﴿ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ﴾ (الروم:19).
الله وحده مالك الموت والحياة
إن أعلى درجات التصرف في الكائنات الحية هو منحها الحياة وإيقاع الموت عليها، وذلك بيد مالك الموت والحياة سبحانه، فمع أن كل كائن حي يكره الموت لكنه في النهاية يموت رغماً عنه ، كما أنه لم يظهر إلى الوجود بإرادته. قال تعالى: ﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾(الحديد:2). وقال تعالى : ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾(المؤمنون:80). وجاء في الحديث القدسي الذي يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه: (… وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ)(7) .
الحكمة من الموت
كلما تخيل الإنسان صورة لحياته واختارها لنفسه وفسر بها وجوده، جاء الموت فحطمها ودمرها ، فمن جعل تحصيل العلم أو الشهرة والجاه ، أو جمع المال، أو كثرة الأولاد هدفاً لحياته ، أو جعل الحصول على اللذة والمتعة ، أو الزعامة والقيادة غاية لحياته ، جاءه الموت فحطم كل هذه الأمنيات التي تقتصر على ظاهر من الحياة الدنيا .
فهل الحكمة من الموت هي مجرد تحطيم هذه الآمال والأهداف أم لابد له من حكمة تكون مرتبطة بكل أطوار الحياة قبل الموت وبعده، لأنه حلقة في سلسلة أطوار وجود الإنسان قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ(12)ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ(13)ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا ءَاخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ(14)ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ(15)ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ(16)﴾(المؤمنون:12-16). إن الخالق سبحانه الذي نقلنا طوراً بعد طور قد أخبرنا عن الحكمة من طور الموت فبين أنه : هي الانتقال من دار العمل إلى دار الجزاء حيث توفى كل نفس ما كسبت. قال تعالى ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ (آل عمران:185).
الموت يأتي بغتة وفي أجله المحدود
من الناس من يكون في صحة وعافية وعلى الرغم من ذلك يفجؤه الموت ولا يستطيع أحد رده. قال تعالى:
﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾(الأعراف:34). وبعض المرضى يصلون إلى حافة الموت وييأس الأطباء من حياتهم ، وإذا بالحياة تدب في أوصالهم ويعيشون إلى ما شاء الله . والذين يشهدون المعارك العسكرية يدركون هذه الحقيقة فيشاهدون أفراداً يتعرضون للهلاك حين تقصفهم الطائرات أو تنفجر بهم الألغام أو يخترق الرصاص أجسامهم ، أو يتعرضون لمؤامرات محكمة لقتلهم ، ورغم ذلك لا يموتون لأن الأجل لم يأت . قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا﴾(آل عمران:145) أما إذا جاء الأجل فلا يدفعه الحذر. قال تعالى ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ (الجمعة:Cool. فكيف ننسى الموت أو نتناساه وهو لا محالة واقع ولا مفر منه ولا مهرب ونحن لا ندري في أي لحظة يفجؤنا وفي أي مكان يدهمنا؟ قال أبو بكر الصديق(Cool رضي الله عنه: كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله(9) فاستعد أيها المؤمن للموت، وتجهز له بالتوبة وترك الذنوب صغيرها وكبيرها والإقبال على الله بالعمل الصالح كما فعل القعقاع بن حكيم(10) الذي قال(قد استعددت للموت منذ ثلاثين سنة، فلو أتاني ما أحببت تأخير شئ عن شئ) . ومن أيقن بالموت جعل وقته كله طاعة لله عز وجل ، وكيف نخشى الموت وهو لا يأتي إلا في أجله وموعده وحين يعلم الإنسان ذلك ، فإنه يكون شجاعاً في مواقفه وتصرفاته فلا يخشى إلا الله ، ولا يخاف على نفسه لأنه يعلم أن أجله بيد الله سبحانه وتعالى.
كفى بالموت واعظاً
الموت حقيقة واقعة لا يستطيع مخلوق رده أو التهرب منه أو تأجيله عن وقته ، غير أن كثيراً من الناس يغفلون أو يتغافلون عن ذكر الموت ، والاستعداد لما بعده ، ويفرون من ذكره وهم ملاقوه ، ويتعامون عنه وهو آتيهم ، قال تعالى ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾ (النساء:78). فكن أيها المؤمن على استعداد دائم للموت فقد تصبح مع الأحياء ولا تمسي إلا مع الأموات، أو تمسي مع الأحياء ولا تصبح إلا مع الأموات، قال تعالى﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ (لقمان:34). إن تذكرنا للموت يجعلنا ندرك حقيقة الدنيا الفانية التي تنكشف بالموت ، فلا نغتر بها أو نركن إليها ، ويجعلنا نتوجه إلى الحياة الباقية الدائمة ، ونسارع في التوبة وننشط في العبادة ، وكفى به واعظاً يهدم اللذات ويقطع الأماني والآمال . قال رسول الله  : (أَكثروا من ذكرِ هادمِ اللذّات) قلنا يا رسول الله وما هادم اللذات قال : (الموت)(11) . هذا وزيارة القبور تذكر بالموت وهي من دأب الصالحين ، فحين نشاهد القبور نتذكر من كان في قصوره منعماً ومن كان صاحب الأمر والنهي ، ومن كان يصدر الأوامر للجيوش والشعوب ، كما أنها تذكر بالآخرة فيبقى القلب في يقظة دائمة . وقد قال  (فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ )(12) . وقد جاء رجل من الأنصار فسلم على النبي  فقال يا رسول الله أي المؤمنين أفضل؟قال(أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا) قَالَ:فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ ؟ قَالَ(أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا، أُولَئِكَ الأكْيَاسُ)(13) ،ومعنى الأكياس: العقلاء.
قال أبو العتاهية
الموت باب وكل الناس داخله يا ليت شعري بعد البابِ ما الدار؟
الدار جنة خلد إن عملت بمـا يرضي الإله وإن قصرت فالنـار
والموت لا محالة نازل بنا بكربه وغصصه ونزعه وسكراته وغمه ، ولا شك بأن ملك الموت سينزع أرواحنا ونلقى من الآلام والشدة ما الله به عليم ، ولسنا أكرم على الله من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد روت عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل يده عند وفاته في إناء فيه ماء ثم يمسح بها وجهه ويقول: (لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ )(14)وفي رواية عنها قالت : رأيت رسول الله  وهو يموت وعنده قدح فيه ماء وهو يدخل يده في القدح فيمسح به وجهه ويقول Sad اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ)(15) .
قال تعالى: ﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾ (ق:19).
حال المؤمن وحال الكافر عند الموت
لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن حال المؤمن وقت موته بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ (فصلت:30). وأما حال الكافر فكما قال تعالى ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ ءَايَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾ (الأنعام:93). عَنِ الْبَرَاءِ ابْنِ عَازِبٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ(16)فِي الْأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ(17)مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ قَالَ فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ(18)فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ قَالَ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ يَعْنِي بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ دِينِيَ الْإِسْلَامُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولَانِ لَهُ وَمَا عِلْمُكَ فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ قَالَ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي قَالَ وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمُ الْمُسُوحُ(19)فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَغَضَبٍ قَالَ فَتَفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ(20)مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﴿لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ثُمَّ قَرَأَ﴿وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ﴾ فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرُشُوا لَهُ مِنَ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فَيَقُولُ رَبِّ لاَ تُقِمِ السَّاعَةَ(21).


(1) أخرجه البخاري ك / بدء الخلق ب / ذكر الملائكة واللفظ له ، ومسلم : ك / القدر ب/ كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته ، والترمذي ك / القدر عن رسول الله  ب / ما جاء أن الأعمال بالخواتيم ، وأبو داود : ك السنة ب/ في القدر ، والبيهقي في السنن الكبرى 7/421 ، وأحمد في مسنده 1/382.
(2) كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي ص 4 ، ط ثانية دار الريان .
(3) يقول العلماء : إن كل كوكب من الكواب أو نجم من النجوم له أجل معلوم ، فالنجوم تكون حمراء ثم تتوهج وتصبح بيضاء ، ثم تزداد حرارتها وتنكمش وتصبح سوداء ، قال تعالى : " والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى " .
(4) أي قبل نفخ الروح .
(5) وتسمى هذه العملية عند علماء الأحياء : عملية الهدم والبناء .
(6) وفي الطفولة والشباب إلى سن الأربعين يفوق عدد الخلايا المتولدة عدد الخلايا الميتة ، ويتساويان في سن الأربعين ، ثم تنعكس النسبة بعد ذلك فيزيد عدد الخلايا الميتة على عدد المتولدة ، فيكون الضعف والشيخوخة ثم الموت،قال تعالى :" الله يبدؤ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون"(الروم : 11)
(7) رواه البخاري ك / الرقاق ب / التواضع ، وابن حبان في صحيحه 2/58 ، وأحمد في السمند 6/256 ، والبيهقي في السنن الكبرى 10/219 ، والطبراني في المعجم الكبير 12/145 ، والأوسط 9/139 وغيرهم .
(Cool أبو بكر الصديق : صاحب النبي  أول الخلفاء الراشدين وأفضل الصحابة على الإطلاق ،مناقبه ومآثره معروفة ، توفي بالمدينة سنة 13هـ
(9) أخرجه البخاري ك/ الطب ب / من دعا برفع الوباء والحمى .
(10) القعقاع بن حكيم المدني الكناني سمع جابر بن عبد الله وروى عنه سعيد المقبري وابن عجلان ، وهو ثقة كما قال ابن حجر.
(11) أخرجه الترمذي ك / الزهد عن رسول الله ب/ما جاء في ذكر الموت واللفظ له ، والنسائي ك / الجنائز ب / كثرة ذكر الموت ، وابن ماجة ك / الزهد ب / ذكر الموت والاستعداد له ، وأحمد في المسند 2/292 ، والحكم في المستدرك 4/357 وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، والطبراني في الأوسط 1/214 ، والصيداوي في معجم الشيوخ 1/245 وهو في مسند الشهاب 1/391-392 ، وابن حبان في صحيحه 7/259 ، والمقدسي في المختارة 5/76 وحسنه ، وقال في تلخيص الحبير 2/101 : صححه ابن حبان والحاكم والبن السكن وابن طاهر ، وقال الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 2/419 : حسن صحيح أ.هـ. وجاء في بعض روايات بلفظ : هاذم اللذات : أي قاطعها .
(12) أخرجه مسلم ك/ الجنائز ب/ استئذان النبي  ربه عز وجل في زيارة قبر أمه ، وأحمد 3/38 ولفظه : إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة ، وابن ماجة ك / الجنائز ب/ ما جاء في زيارة القبور ، وذكره الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 1/262 .
(13) رواه ابن ماجة ك / الزهد ب / ذكر الموت والاستعداد له ، والحاكم في المستدرك 4/583 وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، والطبراني في المعجم الأوسط 5/61 ، وقال في مجمع الزوائد 10/309 : رواه ابن ماجة باختصار ، ورواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن ، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه 2/419.
(14) أخرجه البخاري ك / الرقاق ب / سكرات الموت .
(15) أخرجه ابن ماجة ك / الجنائز ب / ما جاء في ذكر مرض رسول الله  ، والترمذي في الجنائز ب / ما جاء في التشديد عند الموت ، والحاكم في المستدرك 2/505 وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في فتح الباري ك/ الرقاق ب/ باب سكرات الموت عند شرحه لحدي عائشة رضي الله عنها المذكور أعلاه .
(16) يضرب ضرباً خفيفاً .
(17) عطر يطيب به الميت .
(18) وعاء يوضع فيه الشراب .
(19) كساء من شعر يكون للتقشف وقهر البدن .
(20) حديدة ذات شعب محقفة .
(21) أخرجه أحمد في المسند 4/287 ، 295 –296 ، وأبو داود ك/ السنة ب/ في المسألة في القبر وعذاب القبر ، وأخرجه النسائي في الجنائز ب/ عذاب القبر ، وأخرجه ابن ماجة في ما جاء في الجنائز ب/ ما جاء في الجلوس في المقابر و ب/ ذكر القبر ، والحاكم في المستدرك وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي ، وابن أبي شيبة في المصنف 3/54 ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم : 1672 ، وصححه أبو نعيم وابن القيم وغيرهم كما ذكر ذلك الألباني في كتابه : الجنائز .






الموضوع الأصلي : الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: ابو بلال المصري






توقيع : ابو بلال المصري





الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالخميس يوليو 29, 2010 6:42 am
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المشرف العام
الرتبه:
الصورة الرمزية

الشيخ / أحمد عبد النبي

البيانات
عدد المساهمات : 1621
نقاط : 3184
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
العمر : 43
العنوان : تلبانه مركز المنصورة محافظة الدقهلية

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالخميس يوليو 29, 2010 6:42 am



الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا



جزاك الله خيرا يا مولانا





الموضوع الأصلي : الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: الشيخ / أحمد عبد النبي






توقيع : الشيخ / أحمد عبد النبي





الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالسبت يوليو 31, 2010 12:57 am
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
الصورة الرمزية

ش يوسف زهران

البيانات
عدد المساهمات : 344
نقاط : 616
تاريخ التسجيل : 14/07/2010
العنوان : قرية ميت رهينة مركز البدرشين محافظة 6 أكتوبر
مكان العمل : إمام وخطيب مسجد أبو بكر الصديق بميت رهينة

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Emptyالسبت يوليو 31, 2010 12:57 am



الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا


جزاك الله خيرا




الموضوع الأصلي : الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: ش يوسف زهران






توقيع : ش يوسف زهران






الــرد الســـريـع
..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



الحكمة من خلق الانسان وحقيقة الدنيا Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة