أوشك ثلث الرحمة علي الانتهاء بعد مرور الاسبوع الأول من رمضان الذي أخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بأن أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.. ولابد أن يتوقف كل انسان وقفة صدق مع نفسه ويحاسبها ماذا فعل في الربع الأول من الشهر الفضيل.
الأوكازيون الإلهي يمر سريعا وقد امتلأت المساجد في بداية الشهر وشيئا فشيئا يقل العدد مع ان الثواب يزداد حيث كان الرسول صلي الله عليه وسلم يزداد اجتهادا في العبادة فيه كلما مرت أيامه لأن هذا تطبيق عملي لقوله "إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنات كلها لا يغلق منها باب واحد الشهر كله وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب واحد وغلت عتاة الشياطين ونادي مناد في السماء الدنيا كل ليلة إلي انفجار الصبح: يا باغي الخير هلم يا باغي الشر أنته. هل من مستغفر فيغفر له؟ هل من تائب فيتاب عليه؟ هل من سائل فيعطي سؤله؟ هل من داع فيستجاب له؟ ولله عز وجل عند كل وقت فطر كل ليلة من رمضان عتقاء يعتقون من النار".
بعد أن وقف كل واحد منا وقفة صدق مع نفسه فإن كان قد قصر وكلنا مقصرون ان لم نزد من الخير والعبادة فليسارع إلي اصلاح ما فات لأن هناك ملحقا وثلث المغفرة وثلث العتق بما فيه من ليلة خير من ألف شهر وندعو الله تعالي أن نكون قدر استطاعتنا ممن قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيهم أشرف امتي حملة القرآن وأصحاب الليل وهذا الشرف لم يأت من فراغ وانما لمن التحق بمدرسة القرآن وكثرة تلاوته خاصة بالليل وقد امتدح الله طلاب هذه المدرسة بقوله "ان ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا".