والذين هم عن اللغو معرضون (والذين هم عن اللغو معرضون )
-الاعراض عن اللغو صفه من صفات المؤمنين قال سبحانه (واذا سمعو اللغو اعرضوا عنه وقالو لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين .........
-وقال جل وعلا فى شان اهل الجنه (لا يسمعون فيها لغوا ولا تاثيما الا قيلا سلاما سلاما )
-وقال تبارك وتعالى (واذا مروا باللغو مرو كراما)
-وقال جل فى علاة (لاخير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما ".)
- عن أبي ذر رضي الله عنه أيضًا أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر رواه مسلم .
- المسلم لا تسمع منه الا امرا بالمعروف او نهيا عن المنكر او ذكرا لرب العالمين .
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا بِاللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ " ، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَابِقٍ . الحكم المبدئي: إسناده حسن.
-اما الفاسقون لا تسمع منهم الا غيبه او نميمه او كلاما فا حشا او شهادة زور او كذب قال تعالى عندما يسالهم اهل الجنه هذا السؤال ({ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ** قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ** وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ** وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ** وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ }
-وفي الحديث : " أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل " ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : ( وكنا نخوض مع الخائضين ) [ المدثر : 45 ] وبقوله تعالى : ( فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ) [ النساء : 140 ] .
- الحديث الذى رواه الإمام مسلم رحمه الله عن "أبى عمرو سفيان بن عبد الله الثقفى" رضى الله عنه قال: قلت: يارسول الله قل لى فى الاسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك أو قال:غيرك .قال صلى الله عليه وسلم: قل" آمنت بالله ثم استقم".
- وقال تبارك وتعالى مبشرا عبادة الذين استقامو على طاعته ( ان الذين قالو ربنا الله ثم استقاموا.......)
- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ قَالَ : ( لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ثُمَّ قَالَ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ وَصَلَاةُ الرَّجُلِ في جَوْفِ اللَّيْلِ ثُمَّ تَلَا" تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ " حَتَّى بَلَغَ يَعْمَلُونَ" ثُمَّ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ثُمَّ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ قُلْتُ بَلَى يَارسول الله فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
-عن أبي هُرَيرَةَ قال: (سُئلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم عن أكثرِ ما يُدخلُ النَّاسَ الجنَّةَ قال: تَقوى اللهِ وحُسنُ الخُلقِ وسُئلِ عن أكثرِ ما يُدخل النَّاسَ النَّارَ، قال: الفَمُ والفَرْجُ) . أخرجه الترمذي.
-ولأحمد والبخاري { إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم } وللترمذي وابن ماجه { إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار }
-عن ابن عمر مرفوعا { لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب ، وإن أبعد الناس من الله تعالى القلب القاسي } رواه الترمذي.
- قال ص{ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت } وهو في الصحيحين .)
-وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك» [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
-وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنك لن تزال سالماً ما سكت، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك» [رواه الطبراني وصححه الألباني].
-افات اللسان كثيرة ومنتشرة بين الكثير من الناس ومنها :
1-- الكلام فيما لا يعنيك: وهذه آفة منتشرة بين الناس, ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذرنا منها بقوله: «من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» وقال: «أكثر الناس ذنوباً أكثرهم كلاماً فيما لا يعنيه».
-* وسبب هذه الآفة: حرص المرء على معرفة ما لا حاجة به إليه ، أو إشغال الأوقات بحكايات لا فائدة فيها.
2-- الخوض في الباطل: وهو الكلام في المعاصي كحكاية أحوال النساء ومقامات الفساق، وحكاية البدع والمذاهب الفاسدة، فإن كل ذلك مما لا يحل الخوض فيه، وهو حرام، وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث بلال بن الحارث: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة» [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
3-- المراء والجدال والخصومة: وهذا كله منهي عنه, وقد قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} [سورة البقرة: 204-205], وقال: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} . وقال صلى الله عليه وسلم: «إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم » [رواه البخاري].
وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الفجور في الخصومة من علامات النفاق فقال: «أربع من كن فيه كان منافقاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها» ،... ومنها: «إذا خاصم فجر» [متفق عليه].
4-- الفحش والسبُ واللعن وبذاءة اللسان: وكل هذا مذموم ومنهي عنه, قال صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا بالبذيء» [رواه أحمد وصححه الألباني]. وقال صلى الله عليه وسلم: « سِباب المسلم فسوق, وقتاله كفر » [متفق عليه], وقال: «لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك » [رواه البخاري].
5-- التقعر في الكلام وتكلف السجع والفصاحة: وهذا تكلف ممقوت، ولا باعث عليه إلا الرياء وإظهار الفصاحة والتميز بالبراعة، وكل ذلك مذموم يكرهه الشرع، ويزجر عنه، يقول صلى الله عليه وسلم: «... وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة: الثرثارون, والمتشدقون، والمتفيهقون» . قالوا: قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: «المتكبرون» [رواه الترمذي وحسنه الألباني]
6-- السخرية والاستهزاء والتنابز بالألقاب: وهذا محرمٌ؛ لقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [سورة الحجرات: 11], ولقوله صلى الله عليه وسلم: «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم » [رواه مسلم].
والسخرية تعني الاستهانة والتحقير والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك، ويكون ذلك بالقول والفعل والإشارة والإيماء
7-- الغناء والشعر: والغناء من أكبر الآفات التي ابتلي بها الناس، وهو يحسِن الكلام القبيح ويزينه للناس، فيزداد قبولهم له, واقبالهم عليه، كما أنه يحث الشباب على العشق والغرام وإضاعة العمر فيما يعود بالخسران والهلاك، والأدلة على تحريمه كثيرة منها قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [سورة لقمان: 6] ولهو الحديث هو الغناء كما ذكر ذلك جمع من السلف. وقال صلى الله عليه وسلم: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف... » [رواه البخاري تعليقاً].
8-- الكذب: وهو جماع كل شر، وأصل كل ذم؛ لسوء عواقبه وخبث نتائجه وهو من قبائح الذنوب، وخصلة من خصال النفاق، وقد جاءت آيات الله تعالى محذرة منه حاثة على ضده وهو الصدق، يقول تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ } [سورة النحل: 105] وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} [سورة التوبة: 119].
وقال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، ...].
9-- الغيبة: وهي خصلة ذميمة لا تصدر إلا عن نفس دنيئة, وهي كما عرفها النبي صلى الله عليه وسلم: «ذكرك أخاك بما يكره» [رواه مسلم]، وهي محرمة، وكبيرة من الكبائر، وذمها الله بقوله: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [سورة الحجرات: 12]، وهي لا تقتصر على اللسان فحسب، بل قد تكون بالإشارة بالعين أو اليد أو نحو ذلك.
*والأسباب الباعثة عليها كثيرة منها: التشفي من الآخرين، ومجاملة الرفقاء، والحسد، وكثرة الفراغ، والإعجاب بالنفس، والغفلة عن التفكر في عيوبها، وقلة الخوف من الله سبحانه وتعالى.
*وعلاج الغيبة أن يعلم المغتاب أنه متعرض لسخط الله تعالى ومقته، وأن الغيبة مخبطة لحسناته يوم القيامة، فإنها تنقل حسناته إلى من اغتابه، وأن يتدبر المغتاب عيوب نفسه ويشتغل بإصلاحها، وألا يرضى الغيبة لغيره كما لا يرضاها لنفسه، وأن يصرف وقته في طاعة الله وعبادته بدلاً ن أن يصرفه في غيبة الناس، وأن يندم ويتوب ويتأسف على ما فعله، ثم يستحل المغتاب ليخرج من مظلمته.