أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له..أمرنا بتربية أولادنا التربية الصالحة فقال تعالي(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى {132} طه...
وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم.أمر بالاهتمام بالأولاد وتربيتهم علي الإيمان والتقوى ورغب في ذلك فقال صلي الله عليه وسلم"لأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق بصاع" رواه الترمذي.
فاللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا....
أما بعــــد:-- التربية هي أداة التغيير في المجتمعات والشعوب، تغييرًا في قيمها، في ثقافتها، في عقيدتها، في عاداتها، في أعرافها؛ بل في كل موروثاتها. ولما كانت التربية هي الوسيلة لصناعة هذا الإصلاح فهي تتميز بالاستمرارية باستمرار وجود الإنسان، وهنا تظهر أهمية الأساليب المنهجية التربوية فالعلم والتربية هما الوسيلتان لبناء سعادة الإنسان وعزته؛ لذلك بذل العلماء والمربون جهدهم، وأفنوا حياتهم في بلورتها إلى واقع تعليمي كنظم ومناهج وأساليب تعليمية.
ولما كانت التربية من أخطر الأمور التي تواجه المسلم لما يترتب علي ذلك من إصلاح المجتمع أو إفساده .لذلك رأيت من الأمانة أن نتناول موضوع تربية الأولاد من خلال ثلاث مباحث :-
المبحث الأول يشمل:-
1ـ تعريف التربية. 2- عظم الأمانة والمسؤولية أمام الله عز وجل من واقع النصوص . 3- الأجر والثواب لمن يقوم بالدور. 4- اهتمام الصحابة بأولادهم وبيوتهم . 5 -المراحل التي يمر بها الإنسان . 6- الغاية من التربية .
المبحث الثاني يشمل :- الوسائل العملية لتربية الولد.
المبحث الثالث يشمل :- 1ـ صور مشرقة من تربية السلف لأولادهم ، 2 - وصايا عملية للمربين . 3- استمارة قياس الأداء التربوي للأب مع أولاده .
المراجع... الفهرس....
1ـ تعريف التربية :ـ التربية تعني التنمية والزيادة وهذا من حديث النبي صلي الله عليه وسلم (إن الله يقبل الصدقات ويربيها لأحدكم كما يربي أحدكم فلوه (أي مهره )حتى إن اللقمة لتصير مثل الجبل ) وقال تعالي (يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ {276} البقرة . والتربية التي نريدها : هي تنمية الشخصية الإنسانية في جميع مجالات الحياة. وهي تحتوي علي ثلاثة أشياء : تخلية ثم تحلية ثم تنمية. أوهي: الأسلوب الأمثل في التعامل مع الفطرة توجيهًا مباشرًا بالكلمة أو غير مباشر بالقدوة، ولكن وفق منهج خاص ووسائل خاصة، وهو خبرة تُؤثِّر في السلوك؛ ولذلك فإن الدعاة والمصلحين أول ما يقصدون تربية النفوس وتقوية الأخلاق ويعتقدون أن ذلك هو الأساس الأول الذي تبني به نهضة الأمم والشعوب، وعليه فإن التربية هي محور المعركة الحقيقية، فبالتربية نستطيع أن نقف أمام الذين يهدفون إلى طمس الهوية الإسلامية فيتمكنون من تضليل غاية الشباب.
2ـ عظم الأمانة والمسئوولية أمام الله عز وجل من واقع النصوص.
إن الله عز وجل عرض الأمانة علي السماوات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان فقال تعالي " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً" {72}الأحزاب. فالأمانات كثيرة وكثيرة ليست مقتصرة علي الودائع فحسب وإنما مفهوما كبير كما بين القرآن الكريم فالبيت والأولاد أمانة ومسؤولية أمام الله عز وجل . فقال تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وأهليكم نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {6} التحريم . وقال تعالي(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ {24} الصافات. وقال تعالي(فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ {92} عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ {93} الحجر. وقال تعالي يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ ) النساء. وقال تعالي (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى {132} طه . قال الإمام ابن القيم:- وصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم قال الله تعالى:{وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً}. ثم يقول: "فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة ، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال: يا أبت إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا". والسؤال الذي يفرض نفسه: من المسئول عن انحراف الأبناء؟
يحمل الإسلام الأبوين ومن يقوم مقامهما مسؤولية انحراف الأبناء. ومن الأدلة القوية على ذلك ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود يولد إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه. كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ " ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه:{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ }. ومن تمام مسؤولية الأبوين عن تربية أبنائهما محاسبتهما على التقصير في حقهما . فقد روى النسائي وابن حبان في صحيحه مرفوعا قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته" وفي الحديث المتفق عليه "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته. الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل في أهل بيته راع ومسئول عن رعيته ،والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته". هذه مسئولية الآباء والأمهات نحو أبنائهم والتي لا يمكن أن تعوض بغيرهم. وقد أثبتت الدراسات الميدانية أن غالب انحراف الناشئين يرجع إلى انحراف المربي والقيّم على التربية . وصدق القائل: وينشأ ناشئ الفتيـــــان منا على ما كان عوده أبوه وما دان الفتى بحجي ولكن يعوده التـــدين أقربوه
فالحذر الحذر من ترك الأبناء لتربية الخادمات، والحذر كل الحذر من ترك المحاضن الأجنبية والمدارس التبشيرية تحتضن أبناءنا وتربيهم وفق مناهجها. فإن علماء التربية يؤكدون أن أكثر من 90% من تربية الطفل إنما تتشكل من خلال التربية والبيئة التي يعيش فيها الطفل.
ومن رعى غنما في أرض مسبعة ونام عنها تولى رعيها الأسد
ويقول الإمام الغزالي رحمه الله:ــ "إن الصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة ، وهو قابل لكل ما ينقش فيه ومائل إلى كل ما يمال به إليه فإن عُّود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة مربيه والقيّم عليه.
ويقول الأستاذ محمد قطب في كتابه منهج التربية الإسلامية:-
"وإذا كان البيت والشارع والمدرسة والمجتمع هم ركائز التربية الأساسية فإن البيت هو المؤثر الأول وهو أقوى هذه الركائز جميعا لأنه يتسلم الطفل من أول مرحلة ولأن الزمن الذي يقضيه الطفل في البيت أكبر من أي زمن آخر ولأن الوالدين أكثر الناس تأثيرا في الطفل ". ويقول الأستاذ عبد الرحمن النحلاوي صاحب كتاب أصول التربية الإسلامية:
"لا تحقيق لشريعة الله إلا بتربية النفس والجيل والمجتمع على الإيمان بالله ومراقبته والخضوع له وحده ومن هنا كانت التربية الإسلامية فريضة في أعناق جميع الآباء والمعلمين وأمانة يحملها الجيل للجيل الذي بعده ويؤديها المربون للناشئين وكان الويل لمن يخون هذه الأمانة أو ينحرف بها عن هدفها أو يسيء تفسيرها أو يغير محتواها". وقال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {27} وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ {28} " الأنفال . وقال تعالي عن نبيه إسماعيل (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً {54} وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً {55} مريم . روى الترمذي عن أيوب بن موسي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال (ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن ) وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وغيرهما من حديث علي رضي الله عنه :- (علموا أولادكم الخير وأدبوهم ) وروى الحاكم وأبو داود عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلي الله عليه وسلم علموا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) . وروى الطبراني عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (أدبوا أولادكم علي ثلاث خصال : حب نبيكم ،وحب آل بيته،وتلاوة القرآن فإن حملة القرآن في ظل عرشه ). رواه الطبراني وعن أبي سليمان مالك بن الحويرث قال :أتينا النبي صلي الله عليه وسلم ونحن شبية متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنا اشتهينا أهلينا فسألنا عمن تركنا في أهلينا فأخبرناه وكان رفيقا رحيما فقال: ارجعوا إلي أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم) رواه البخاري في الأدب المفرد. وعن الحاطبي قال: سمعت ابن عمر يقول لرجل: "أدب ابنك فإنك مسئول عن ولدك ماذا أدبته؟ وماذا علمته ؟ وإنه لمسئول عن برك وطواعيته لك " رواه البيهقي. وهكذا يجمع العلماء على ضرورة تربية الأولاد تربية صحيحة قوامها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن من يقوم بهذه المهمة إنما يقوم بعمل عظيم هو امتداد لمهمة الأنبياء والمرسلين الذين أرسلهم الله تعالى لهداية البشر وتعليمهم. والطفل كما يقولون صحيفة بيضاء نقية في أيدي أبويه ومن يربيه . فإذا نقشوا فيه صالحا نشأ صالحا، وإن نقشوا فيه شيئا فاسدا نشأ على السوء والفساد. فإذا أدرك الآباء والمربون هذه الأمانة وحملوها بصدق وإخلاص فلتبشر الأمة بالنصر القريب عملا بقول الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهم )الرعد11 فتربية الأولاد من الأمانات والمسئوليات التي يحاسب عليها العبد يوم القيامة فإذا فرّط العبد فيها عرض نفسه لغضب الله ومقته ،وإذا قام العبد بدوره تجاه الأبناء أثيب عليه الثواب الجزيل ومنحه الله عز وجل أجرا عظيما .
3ـ الأجر والثواب لمن يقوم بالدور:ـ
لكي نتفاعل في التطبيق وننجح في أداء المهمة لا بد من استحضار ثواب الله الذي ورد في النصوص النبوية وهي كالآتي: 1ـ روي الطبراني أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال " إذا ولدت الجارية بعث الله عز وجل إليها ملكا يزف البركة زفاً يقول : ضعيفة خرجت من ضعيفة القيّم عليها معان إلي يوم القيامة" 2- روي الطبراني عن النبي صلي الله عليه وسلم "يتبع الرجل يوم القيامة أمثال الجبال من الحسنات فيقول :يارب أني هذا ؟فيقول باستغفار ولدك لك " 3- روي الإمام أحمد وابن ماجة "أن الله عز وجل ليرفع للعبد درجته يوم القيامة في أعالي الجنة فيتساءل يارب أنّي هذا ؟ فيقول باستغفار ولدك لك". 4- روى أبو يعلى عن النبى " انه قال : المولود حتى يبلغ الحنث ما عمل من حسنة كتبت له ولوالديه وما عمل من سيئة فلا عليه ولا على والدية " 5- ذهب النبى لخطبة أم هانئ بنت أبى طالب أخت سيدنا على ـ تخيل امرأة يتقدم لخطبتها النبى – الرد الطبيعي– موافقة سريعة دون نقاش ، ولكنها اعتذرت - عن ماذا ؟ أنها تصبح أم للمؤمنين و زوج للنبي في الدنيا والآخرة . " وقالت والله يا رسول الله ما بى رغبةً عنك ولكن لي صبية صغار " اعتذرت عن الزواج بالنبي لأمرين خافت أن تنشغل بالنبي و تهمل أولادها أو أنها تنشغل بأولادها و تهمل أداء حق النبى فأعجب بها النبى وامتدحها " فقال " خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه لزوج في ذات يد "رواه أبو داود 6- قال " أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى " ولم يفرق بينهما في حديث كافل اليتيم فرق بين السبابة والوسطى. 7- قال " أنا و امرأة سفعاء الخدين كهاتين في الجنة امرأة أمت زوجها ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتماها حتى بانوا أو ماتوا " . 8- و قال " أنا أول من يفتح أبواب الجنة فإذا امرأة تبادرني فيسألها النبي فتقول أنا امرأة تيتمت على أبنائها الصغار " تسابق النبى في فتح باب الجنة. 9- وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم قال "من ولد له ابنة فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة" رجاله ثقات. 10- وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم قال "إن للمرأة في حملها إلي وضعها إلي فصالها من الأجر كالمتشحط في سبيل الله فإن هلكت فيما بين ذلك فلها أجر شهيد. 11- نماء العمل وزيادته إلي يوم القيامة لحديث النبي صلي الله عليه وسلم(وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " (رواه مسلم).
ا3ـاهتمام الصحابة بتربية أولادهم:ـ
ولما علم الصحابة هذا الثواب والأجر رفعوا شعاراً واحداً ألا وهو أولادنا أولاً. فنبغ منهم العلماء وخرج منهم المجاهدون والقادة والعظماء فعندما تذكر أحد الصحابة تجد ابنه يجاوره من أمثال عبد الله ابن عباس ،وعبد الله ابن الزبير ،وزيد ابن ثابت ،وأسامة ابن زيد ،وعبد الله ابن عمر وقيس ابن سعد ابن عبادة وغيرهم كثير...
فعلي سبيل المثال:
1ـ قيس ابن سعد ابن عبادة في سنة 6هـ تربى 6سنوات فقط لدى النبي ، في سريه البحر اختار 300 من أصحابه أميرهم أبو عبيده بن الجراح ومن الجنود عمر بن الخطاب و قيس بن سعد 17سنة كان الزاد الذي أعطاه النبي للسرية جراب من تمر كان احدهم يمص التمرة ويشرب عليها الماء , نفد ما معهم من تمر فجاعت السرية حاول أبو عبيدة أن ينقذ الموقف فلم يستطع حاول عمر فلم يستطع لكن قيسا استطاع بتوفيق الله وعونه . دار على القبائل ليلتين لا ينام – يقول لهم من يعطيني جزراً (ِجمالاً) هنا أوفّيه ثـمنها تمرا من تمر المدينة ( أبوه كان يمتلك حدائق غناء من النخيل في المدينة يعطيه من هذا التمر ) – سيدنا عمر لم يعجبه ذلك وخاف أن تأكل السرية من حرام ، كان قيس يدور يقول من يعطيني جزرا ....وعمر يقول لا تعطوه فالتمر ليس تمره والمال ليس ماله ويشاء الله أن يجد رجلا من جهينة يعرف أبوه ولكن قال اكتب لي وأشهدْ عمر ولكن عمر رفض أن يشهد . يقول قيس أترى أن أبى وهو يحمل الكَل ويطعم في المجاعة يرفض أن يعطيني تمرا لقوم جاهدوا في سبيل الله . وصل خبر جوع السرية لأبيه .يقول " لو أن قيسا الذي أعرفه لذبح للقوم " أعطى الرجل لقيس خمس جمال ذبح أول يوم وثاني وثالث بعد ذلك أقسم أبو عبيدة ألا يذبح وأطاع قيس . وشاء الله أن يقذف لهم من البحر حوتا أكلوا منه شهرا كاملا حتى سمنت أجسامهم . لما عاد قيس إلى المدينة سأله أبوه يا قيس جاعت السرية ماذا فعلت فقال يا أبى ذبحت ثم ذبحت ثم ذبحت ثم نهائي أميري، فأعطى له أبوه جائزة أربع حدائق. في النهاية علم النبي فقال إن قيسا تربى في بيت جود. 2- وهذا عمير ابن أبى وقاص أخو سعد بن أبى وقاص 17سنة يقول سعد كنت أراقب أخي عمير كان يتوارى خلف الصفوف فقلت له لم تتوارى يا عمير خلف الصفوف ؟ فقال : والله أتمنى أن أرزق الشهادة فرآه النبى فقال ارجع فإنك صغير فبكى فرق له النبى فأجازة مع المجاهدين يقول سعد فكنت اربط له حمائل سيفه وكان يجر به على الأرض ودخل المعركة واستشهد في بدر.
4ـ المراحل التي يمر بها الإنسان :ـ
1ـ الطفولة وهذه هي مرحلة التربية الحقيقية فيجب الاهتمام بها وعدم إهمالها وفي هذا يقول الله عز وجل (وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً {24}الإسراء. 2- المراهقة وهي مرحلة العبور بسلام وهي ثلاث مراحل :- أ ــ مرحلة المراهقة الأولي وهي (11ـ 14 عاما ) وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة ب ـ مرحلة المراهقة الوسطي (14ـ 18 عاما ) وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية . ج ـ مرحلة المراهقة المتأخرة (18 ـ 21 عاما )حيث يصبح الشاب أو الفتاة راشدا بالمظهر والتصرفات 3- النضج والاستقرار وهو ما بعد 21 عاما (روي أن الإمام عبد الله بن المبارك حفظ القرآن في عشر سنين وفسد في عشر سنوات أخري ثم عاد إلي ما تربي عليه في طفولته فكان أحد الأئمة الأعلام فكان يحج عاما ويغزو في سبيل الله عاما).
5ـ الغاية من التربية :ـ
غاية التربية المقصودة: 1ـ تحبيب الإسلام إلى النفوس والغيرة عليه. 2- تهيئة السبيل للنجاح في الحياة. 3- الدفاع عن المصلحة الدينية والدنيوية وتنمية الشعور بالغيرة.
تركيز الآباء والأمهات على المستوى الدراسي والتفوق من أجل كليات القمة . بالإضافة أنه لا يوجد وقت عند الآباء والأمهات للمتابعات التربوية والتوجيهات الدينية. أزمات مالية، وسعي للعمل المضاعف للحصول على المال، وبالتالي عدم وجود الوالدين في البيت بقدر كافٍ. التعصب في التعامل مع الأبناء، وعدم الصبر، وفقدان الحوار والنقاش معهم، وكثرة التوجيهات، والحث على التفوق العلمي فقط. تحكي د. وفاء مشهور تقول عندما كنت أمرُّ على بعض المدارس لمتابعة سير الامتحانات آخر العام، وإذا بإحدى معلمات اللغة العربية تخبرني بظاهرة خطيرة اكتشفتها وهي تصحِّح امتحان اللغة العربية للصف الخامس؛ حيث جاء سؤال : اكتب عشرة أسطر، اشرح فيها دور الآباء نحو الأبناء ودور الأبناء نحو الآباء, كانت80% من إجابات التلاميذ حول هذا المضمون: دور الآباء نحو الأبناء أن يعلموهم ويذاكروا لهم، ودور الأبناء نحو الآباء أن يتفوقوا ليسعدوهم، هذا هو ما تلقاه الطفل من البيت من توجيهات؛ فانشغال الآباء والأمهات بالعملية التعليمية أصبح أكثر مما يجب، وكان على حساب فقدان الأبناء بعض القيم والصفات، فتغيرت أولويات تربية الأبناء، وغابت سلوكيات وقيم؛ مثل تحمل المسئولية، احترام الكبير، الاهتمام بصلة الرحم، الترابط الأسري. فكثرة مواعيد الدروس الخصوصية واستمرارها طوال العام الدراسي شغل الآباء والأمهات، وحتى غرفة استقبال الضيوف أصبحت تستقبل طوال اليوم مدرسي الأبناء؛ فمتي يتزاور الأهل والأصدقاء، ويتحاور الآباء والأبناء؟ انعزلت الأسرة اجتماعيًَّا وعائليًّا، وحين تقترب الامتحانات ترفع راية الطوارئ (ممنوع الزيارات- ممنوع فعل الخيرات- ممنوع الحوارات- ممنوع اللقاءات.....)، أي حياة هذه وكيف تتربى الفتاة التربية الشاملة المتكاملة التي تؤهلها لأن تكون زوجة وأم المستقبل، ليس لها خبرة في التعامل الاجتماعي؟ صحيح أصبح معها شهادة ودخلت إحدى كليات القمة، ولكنها لم تجد فن التعامل مع الآخرين، ولم تتعلم إدارة شئون الحياة وحتى الخبرات المنزلية.. ومن هنا انتشرت نسبة الطلاق خاصة في الزيجات الحديثة. من ناحية أخرى؛ فإن النظم التعليمية والمناهج لا تنشئ عالمًا مبتكرًا، بل تنشئ متحدثًا لبقًا دون عمل، وأن إرهاق التلميذ بالعلم يموِّت قلبه ويعطِّل ذكاءه وينغِّص عليه العيش. هذا بالإضافة إلى أن المناهج الدراسية أو المادة العلمية، ليس لها مردود على الطالب، سواء مهاريًّا أو علميًّا أو تربويًّا؛ حيث لا يوجد ربط بين التعليم والواقع، فهي دراسة نظرية وليست عملية. والدليل علي ذلك ما حدث مع المخترع: توماس ألفا إديسون (1847 – 1931م) مخترع أمريكي ولد في مدينة ميلان بولاية أوهايو الأمريكية، ولم يتعلم في مدارس الدولة إلا ثلاثة أشهر فقط، فقد وجده ناظر المدرسة طفلا بليدا متخلفا عقليا! وظهرت عبقريته في الاختراع وإقامة مشغله الخاص حيث أظهر سيرته المدهشة كمخترع، ومن اختراعاته مسجلات الإقتراع والبارق الطابع والهاتف الناقل الفحمي والمصدح (الميكرفون)و الحاكي (الفونوغراف)أو الفرامافون وأعظم اختراعاته المصباح الكهربي، والكثير وأنتج في السنوات الأخيرة من حياته الصور المتحركة الناطقة، وعمل خلال الحرب العالمية الأولى لصالح الحكومة الأمريكية، وقد سجل أديسون باسمه أكثر من ألف اختراع، وكل شيء فعله بفضل أمه السيدة ماري وهي مثال رائع لأم قامت بتعليم ابنها بنفسها . ومن أقواله :- يقول أديسون (أن أمي هي التي صنعتني، لأنها كانت تحترمني وتثق في، أشعرتني أنى أهم شخص في الوجود، فأصبح وجودي ضروريا من أجلها وعاهدت نفسي أن لا أخذلها كما لم تخذلني قط) ومن أقواله أيضا :- (العبقرية 1%إلهام و99%عرق ) . والآن.. وقفة لا بد منها: كثير من الأمهات تجدن صعوبة في تربية الأبناء لما تحمله الأساليب المعاصرة من مستجدات في التربية والتعليم؛ فوجدت الأم نفسها وسط زحام من أهداف وأساليب أفرزتها نظم التعليم وطبيعة المرحلة التي نعيشها؛ فاختلطت عليها أولويات التربية الإسلامية السليمة، وحين نسمع أو نقرأ عما يخططه أعداء الإسلام لغزو المرأة والطفل؛ يدفعنا إلى الوقوف عند أصول وثوابت تربية الطفل، وإن فلسفة التعليم الحديثة مأخوذة من تصور التربية الغربية؛ ولعل المدقق في المناهج الحديثة التي بين أيدي أبنائنا يجد معاني ومفاهيم تتنافى مع مجتمعاتنا العربية الإسلامية، هذا ومن ناحية أخرى اختفت المهارات والكفاءة التربوية لدى المعلم. إذن كيف ومتى يتربى أولادنا التربية السليمة أثناء العملية التربوية؟ ولنعلم أن هناك فرقًا بين فلسفة التربية والتعليم الإسلامية والفلسفات الأخرى؛ لأن النظام الإسلامي الذي تستمد منه التربية والتعليم يعتمد على الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أما الفلسفات الأخرى فهي تعتمد على العقل وحده. فهناك مسلَّمات لا بد أن تُوضع في الاعتبار، وهي: * أن الالتزام بمنهج الله من الكتاب والسنة أثناء التربية والتعليم؛ ضرورة أساسية لتصحيح مسار الإنسان. * انتباه الآباء والأمهات إلى النقاط الحرجة التي سبَّبتها نظم التعليم وطرق العلاج. والآن.. أيها الأحبة آباء وأمهات معلمين ومعلمات.. كيف نربِّي جيلاً مسلمًا واعيًا؟ فإلى الوسائل العملية في تربية الأولاد .وإلي اللقاء مع المبحث الثاني إن شاء الله تعالي .
جزاكم الله خيرا وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك ونفع الله بعلمك ورزقنا الله وإياك الإخلاص في العمل اللهم آمين وإن هذا البحث بحث ممتاز ويصلح أن يكون سلسلة لخطب عن تربية أبناءنا فالأمة بحاجة إلى تلك انصائح والدروس في ظل هذا الواقع الذي نسأل الله تعالى أن يحفظ أولادنا من كل سوء
السلام عليكم الموضوع شيق جدا و مستواه عال وأسأل الله العلى القدير أن ينفع به كل المسلمين ، و أحب أن أوضح لك سيدى / السيد طه أحمد أن هناك آخرين يربون أبناءنا معنا وهم الأصدقاء و وسائل الأعلام الحديثة التى دخلت شريكا أساسيا فى حياتنا و الله المستعان وعليه التكلان أخوكم يوسف رجب مصطفى مدرس اللغة العربية بكلية النصر فيكتوريا بالإسكندرية
أولادنا أولا
الأحد أكتوبر 17, 2010 5:29 am
موضوع: أولادنا أولا 
يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ ) النساء. 
