شرح حديث انماالاعمال بالنيات عبر ب{ انما} فى اول الحديث وهى التى تفيدالحصر ،اى لايتصور ان يكون هناك عملا ما من اى شخص بدون نية وارادة تحثه على ذلك العمل، فيستحيل ان تجد شخصا مايعمل اعمالا لانية فيها ولاغاية منها ،والا صار مجنونا ،فبعدما بين انه لاعمل االا بنية، قال:{ وانما لكل امرئ مانوى} ليس تكرار كلام، ولكن معناه: ان مانويته وجدته ان خيرا فخير وان شرا فشر ./النية لغة: الارادة، وشرعا: التميز بين العمل هل هو لله ام لغير الله وهل هو فرض او سنة او عادة او عبادة { فضل هذا الحديث}= قال العلماء : هو ثلث العلم ويدخل فى سبعين بابا من الفقه، فان اصول الاسلام مدراها على ثلاثة احاديث{ حديث عائشة: من احدث فى امرنا هذا ما ليس منه فهو رد} اخرجه البخارى ومسلم. {وحديث النعمان بن بشير /الحلال بين والحرام بين } اخرجه البخارى ومسلم {وحديث عمر: انما الاعمال بالنيات} اخرجه البخارى ومسلم ثم يقول صلى الله عليه وسلم{ فمن كانت هجرته الى الله ورسوله} اعاد اللفظ بلفظه فقال:{ فهجرته الى الله ورسوله } لشرف المنوى به.ثم قال:{ ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امراة ينكحها} لم يعد اللفظ بلفظه، بل قال فهجرته الى ماهاجر اليه لحقارة المنوى به .قال العلماء :{على كل عاقل ان يجعل فى كل عمل صغير او كبير نية} فالمبحات مثلا: هى اشياء لايترتب عليها ثواب ولاعقاب مثل الاكل والشرب والتنزه، فلو صحح المسلم نيته فى النوم ونوى انه يتقوى به على طاعة الله لصار نومه عبادة، فالانسان ينام فى اليوم ثمانى ساعات وهو المعدل الطبيعى، اذن: لو عاش ستين سنة يكون قد نام فيها عشرين سنة، فهل العاقل يترك عشرين سنة تضيع منه هباء منثورا. قال احد العقلاء: وهو عبد الله بن عباس رضى الله عنه . {انى لاحتسب نومتى كما احتسب قومتى } .وكذلك الطعام والشراب: وهو عادة: ان لم يحتسب فيه المسلم القربى الى الله تعالى، فكثير من الناس يطعم ويسقي بدون نية وقد قال المصطفى: صلى الله عليه وسلم فى حديث سعد بن ابى وقاص الذى رواه البخارى ومسلم .{انك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله الا اجرت عليها حتى ماتجعل فى في امراتك } .قال العلماء: {رب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل عظيم تصغره النية} .فتعليم العلم، وقراة القران، وانفاق المال، والشهادة اعمال عظيمة لو كانت لوجه الله وتصير صغيرة وحقيرة ان صارت لغير وجه الله، كما جاء فى حديث ابى هريرة .{اول الناس يقضى يوم القيامة عليه شهيد وقارئ ومنفق } ،{والفرق بين النية الصالحة والنية السوء لحظة واحدة } .قيل لاحد السلف: الا تشهد جنازة قال: نعم على رسلك حتى انوى، فسكت هنية اى- لحظة-ثم قال امض . ففى هذه اللحظة صحح نيته ووجهته الى الله تعالى ...... نسال الله تعالى ان يرزقنا الاخلاص فى القول والعمل اامين..........وكتبه عبدالمنعم عبدالخالق السيد مفتش اول مساجد اوقاف الحسينية