منزلة كتاب جامع العلوم والحكم من بين سائر الكتب إن كتاب جامع العلوم والحكم لهو من أفضل الكتب على الإطلاق حيث إنه يزود الداعي إلى الله بالخلق القويم ويزهده فى الدنيا ويرغبه فى الآخرة ويستقل الكثير فى ذات الله تعالى ويحث الداعي على التواضع وخفض الجناح مهما بلغ من الطاعة لأن الإنسان إذا حدثته نفسه يوما ما بأنه أفضل من غيره أو أنه عبد الله حق العباده فقد هوى الداعى فى الهاوية فمن المفترض إنه كلما ازداد الداعية معرفة بربه ازداد ازدراء لنفسه وحقرها وقال فى نفسه إنه لو نادى مناد إن كل الناس يدخلون الجنة إلا واحدا لظن أنه هو ذلك الواحد وهذا الكتاب غني بالحكم والمواعظ المختلفة والآداب وفيه من الفقه الشئ الكثير فقد أثراه مؤلفه وهو الحافظ عبدالرحمن بن شهاب الدين الشهير بابن رجب و توفى عام 795هجريه/رحمه الله /
بالكم الكبير من العلوم والمعارف وسبب انصراف كثير من الدعاة -إلا من رحم الله -عن هذا الكتاب بسب كثرة مادته وعدم ترتيب شروح أحاديثه فتجد الإمام ابن رجب فى شرحه للحديث يضع الفقه مع الحديث مع أقوال الأئمة كله تحت حديث واحد مما يصعب على الإمام والخطيب استخراج خطبة موحدة الموضوع زد على أن أكثر الآثار غير محققة فهو كتاب ضخم يحتاج الى صبر شديد ووقت طويل فى استخراج خطبة مختصرة لا تزيد على ثلث الساعة وأتذكر وأنا كنت إمام وخطيب قلما كنت أستطيع أن استخرج منه خطبة إلا بعد معاناة فإن الإمام يحتاج إلى خطبة جديدة كل أسبوع والكتاب يحتاج لدراسة وفهم لكن بعدما أن صرت مفتشا للدعوة صار عندى وقت لكى أدرس الكتاب دراسة متأنية فأذكر أن الحديث الواحد يأخذ منى ثلاث شهور على الأقل حتى أفهم ما ينطوى تحته وألقيه فى دروسى الأسبوعية على طيلة هذه المدة فرأيى انه كتاب يصلح للدروس أكثر منه فى الخطب لتشعب مادته والحمد لله تم تحقيق الكتاب من اثنين من طلبة علم الشيخ مصطفى العدوى وأشرف هو على تحقيق هذا الكتاب نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل العلم العاملين به الداعين له والصابرين على الأذى فيه-إنه سميع قريب مجيب الدعاء ......
كتبه عبدالمنعم عبدالخالق السيد -مفتش أول مساجد أوقاف الحسينية -شرقية ت 0119760338