إجابة الأسئلة اللغوية والنحوية للدعاة جزلك الله خيرا يا شيخنا على هذا السؤال وقدطرح هذا السؤال كثيرا وبحثنا عنه فى المراجع وتوصلنا بعد البحث إلى ما يلى
1 - أن الأصل فى هاء الضمير الضم سواء اتصلت باسم مثل كتابه، أو فعل
مثل أكرمته، أو حرف مثل له
ولا تكسر الهاء إلا إذا سبقت بكسرة أوياء مثل به وإليه وعليه بكسر الهاء ومن العرب من يضمها .
لذلك أجمع القراء السبعة ماعدا حفص على كسر الهاء فى هذه الآية فقرءوا
( بما عاهد عليه الله ) بكسر هاء الضمير.
2 - السؤال هو لماذا قرأ حفص بضم الضمير مع أن القياس كسره تماشيا مع القاعدة السابقة ؟
ذكر العلماء بعض الأسباب لذلك أولها أن الكلام في صلح الحديبية، والعهد
الذي كان بينهم وبين الرسول، وهو عهد على الموت فكان الضم في عليهُ يؤدي
إلى تفخيم لفظ الجلالة؛ لتفخيم العهد فأراد سبحانه أن يتسق ويتناسق تفخيم
العهد مع تفخيم لفظ الجلالة حتى لا يُرقق لفظ الجلالة بالكسرة.
والأمر الثاني أن الضمة هي أثقل الحركات بالإتفاق، وهذا العهد هو أثقل
العهود؛ لأنه العهد على الموت؛ فجاء بأثقل الحركات مع أثقل العهود.
أذكر أني قرأت في الأساس في التفسير لسعيد حوى رحمه الله أن الأصل في
عليه الضم كبعض الهاءات التي تلحق احرف الجر مثل عنهُ،منهُ،لهُ...
وفي عليه تكسر للتخفيف ولكن هنا مع أنه عهد والأصل في العهد أن يبقى
الإنسان على الوفاء به فبقي هنا الأصل .
ونلاحظ أنها كلها أسباب تتعلق بالمعنى أما من الناحية النحوية فضم الهاء
جائز عند بعض العرب ومنه قوله تعالى ( وما أنسانيه إلا الشيطان ) .
ويمكن إعراب الآية إعرابا تفصيليا كما يلى :
[وَمَنْ]: الواو حرف عطف، و [مَنْ] اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
[أَوْفَى]: فعل ماض -فعل شرط- مبني على الفتح المقدر للتعذر في محل
جزم، والفاعل ضمير مستتر تقديره: هو، والجملة [أَوْفَى] في محل رفع خبر
المبتدأ [مَنْ].
[بِمَا]: الباء حرف جر، و [مَا] اسم موصول مبني على السكون في محل جر.
[عَاهَدَ]: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره: هو،
والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
[عَلَيْهُ]: جار ومجرور.. وسبق بيان سبب مجيء الهاء مضمومة.
[اللهَ]: اسم الجلالة منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
[فَسَيُؤْتِيهِ]: الفاء رابطة لجواب الشرط، والسين حرف استقبال، و [يُؤْتِيهِ] فعل
مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع ظهورها الثقل، والهاء ضمير متصل مبني
على الكسر في محل نصب مفعول به أول، والفاعل ضمير مستتر تقديره: هو.
[أَجْرًا]: مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
[عَظِيمًا]: نعت منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
وجملة [وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا] معطوفة على
الجملة الشرطية المتقدمة [فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ].
والله أعلم