أهلا وسهلا بك إلى منتديات أئمة الأوقاف المصرية .
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات أئمة الأوقافالخطبة الاسترشادية 24 شوال 1437هـ 29 يوليو 2016 الحج رحلة العمر Emptyالإثنين يوليو 25, 2016 8:24 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاليوم السابع / غلق باب التقديم لمسابقة الدعاه بعد غد الثلاثاء الموافق 26 يوليو 2016 الحج رحلة العمر Emptyالأحد يوليو 24, 2016 8:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافضوابط الاعتكاف لشهر رمضان 1437 هـ 2016 م الحج رحلة العمر Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:51 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعميم : عدم حضور أي دورات تدريبية إلا بتصريح من الأوقاف الحج رحلة العمر Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعليمات هامة للأئمة قبل شهر رمضان 1437 هـ 2016 م الحج رحلة العمر Emptyالإثنين مايو 30, 2016 6:46 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التسوية لوظيفة إمام وخطيب المجموعة الأولى الحج رحلة العمر Emptyالخميس أبريل 28, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء المرشحون أوئل القراءة الحرة لمرافقة بعثة الحج لهذا العام 1437هـ 2016 م الحج رحلة العمر Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:53 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التفتيش العام إبريل 2016 مالحج رحلة العمر Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:41 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافإلى اخي الأستاذ سعد غابة فضلا الحج رحلة العمر Emptyالجمعة أبريل 15, 2016 1:36 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاف وفاه كبير ائمه مركز زفتى غربيهالحج رحلة العمر Emptyالسبت أبريل 02, 2016 6:49 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاففضيلة الشيخ زكريا السوهاجي وكيل وزارة الأوقاف بأسوان يفتتح مسجد الروضةالحج رحلة العمر Emptyالسبت مارس 26, 2016 6:55 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتكليف د خالد حامد برئاسة لجنة الاتصال السياسي بالوزارة يعاونه الأستاذ مخلص الخطيب الحج رحلة العمر Emptyالسبت مارس 19, 2016 9:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافحوار فضيلة الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف مع جريدة الأهرام الحج رحلة العمر Emptyالجمعة مارس 18, 2016 12:06 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافافتتاح عشرة مساجد غدا الجمعه 18 مارس 2016 مالحج رحلة العمر Emptyالخميس مارس 17, 2016 11:50 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافالمطالبون بالتسوية بالمؤهل الجامعي عليهم التوجه لمديرياتهم فورا وآخر موعد غدا الثلاثاء الحج رحلة العمر Emptyالإثنين مارس 07, 2016 6:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاقتراح من فضيلة الشيخ عبد الناصر بليح بعمل انتخابات مجلس إدارة الصندوق بالمديريات أو بقطاعات ثلاثه الحج رحلة العمر Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:57 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافماذا تعرف عن صندوق نهاية الخدمةالحج رحلة العمر Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافإعلان شغل وظائف بمديرية أوقاف بني سويف الحج رحلة العمر Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الذين سيحصلوا على الدرجات بوزاة الأوقاف لجميع العاملين بالوزارة 2016 الحج رحلة العمر Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:33 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة إيفاد القراء في شهر رمضان 1437هـ 2016 م الحج رحلة العمر Emptyالثلاثاء مارس 01, 2016 8:50 am من طرف

منتديات أئمة الأوقاف المصرية  :: صوت المنبر

شاطر
الحج رحلة العمر Emptyالأربعاء أكتوبر 27, 2010 7:20 am
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 1
نقاط : 3
تاريخ التسجيل : 26/08/2010

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: الحج رحلة العمر الحج رحلة العمر Emptyالأربعاء أكتوبر 27, 2010 7:20 am



الحج رحلة العمر


الحج
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل كلمة التوحيد لعباده حرزاً وحصناً. وجعل البيت العتيق مثابة للناس وأمناً، وأكرمه بالنسبة إلى نفسه تشريفاً وتحصيناً ومناً، وجعل زيارته والطواف به حجاباً بين العبد وبين العذاب ومجناً، والصلاة عى محمد نبي الرحمة وسيد الأمة وعلى آله وصحبه قادة الحق وسادة الخلق وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: فإن الحج من بين أركان الإسلام ومبانيه عبادة العمر وختام الأمر وتمام الإسلام وكمال الدين. فيه أنزل الله عز وجل " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً " وفيه قال صلى الله عليه وسلم " من مات ولم يحج فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً " فأعظم بعبادة يعدم الدين بفقدها الكمال ويساوي تاركها اليهود والنصارى في الضلال، وأجدر بها أن تصرف العناية إلى شرحها وتفصيل أركانها وسننها وآدابها وفضائلها وأسرارها. وجملة ذلك ينكشف بتوفيق الله عز وجل في ثلاث
اعلم أيدك الله إن الحج في اللسان تكرار القصد إلى المقصود والعمرة الزيارة ولما نسب الله تعالى البيت إليه بالإضافة في قوله لخليله إبراهيم عليه السلام وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود وأخبرنا أنه أوّل بيت وضعه للناس معبداً فقال " إن أوّل بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً ولله على الناس حج البيت " جعله نظيراً ومثالاً لعرشه وجعل الطائفين به من البشر كالملائكة الحافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم أي بالثناء على ربهم تبارك وتعالى وثناؤنا على الله في طوافنا أعظم من ثناء الملائكة عليه سبحانه بما لا يتقارب ولكن ما كل طائف يتنبه إلى هذا الثناء الذي نريده وذلك أن العلماء بالله إذا قالوا سبحان الله أو الحمد لله أو لا إله إلا الله إنما يقولونها بجمعيتهم للحضرتين والصورتين فيذكرونه بكل جزء ذاكر لله في العالم وبذكر أسمائه إياه ثم إنهم ما يقصدون من هذه الكلمات إلا ما نزل منها في القرآن لا الذكر الذي يذكرونه فهم في هذا الثناء نوّاب عن الحق يثنون عليه بكلامه الذي أنزله عليهم وهم أهل الله بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم أهل القرآن وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته فهم نائبون عنه في الثناء عليه فلم يشب ثناءهم استنباط نفسيّ ولا اختيار كونيّ ولا أحدثوا ثناء من عندهم فما سمع من ثنائهم إلا كلامه الذي أثنى به على نفسه فهو ثناء إلهيّ قدّوس طاهر نزيه عن الشوب الكوني قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم فأجره حتى يسمع كلام الله فأضاف الكلام إليه لا إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ولما جعل الله تعالى قلب عبده بيتاً كريماً وحرماً عظيماً وذكر أنه وسعه حين لم يسعه سماء ولا أرض علمنا قطعاً أن قلب المؤمن أشرف من هذا البيت وجعل الخواطر التي تمرّ عليه كالطائفين ولما كان في الطائفين من يعرف حرمة البيت فيعامله في الطواف به بما يستحقه من التعظيم والإجلال ومن الطائفين من لا يعرف ذلك فيطوفون به بقلوب غافلة لاهية وألسنة بغير ذكر الله ناطقة بل ربما يطوفون بفضول من القول وزور وكذلك الخواطر التي تمرّ على قلب المؤمن منها مذموم ومنها محمود وكما كتب الله طواف كل طائف للطائف به على أيّ حالة كان وعفا عنه فيما كان منه كذلك الخواطر المذمومة عفا الله عنها ما لم يظهر حكمها على ظاهر الجوارح إلى الحس وكما أن في البيت يمين الله للمبايعة الإلهية ففي قلب العبد الحق سبحانه من غير تشبيه ولا تكييف كما يليق بجلاله سبحانه حيث وسعه وأين مرتبة اليمين منه على الانفراد منه سبحانه ففيه اليمين المسمى كلتا يديه فهو أعظم علماً وأكثر إحاطة فإنه محل لجميع الصفات وارتفاعه بالمكانة عند الله لما أودع الله فيه من المعرفة به ثم إن الله تعالى جعل لبيته أربعة أركان لسرّ إلهيّ وهي في الحقيقة ثلاثة أركان لأنه شكل مكعب الركن الواحد الذي يلي الحجر كالحجر في الصورة مكعب الشكل ولأجل ذلك سمى كعبة تشبيهاً بالكعب فإذا اعتبرت الثلاثة الأركان جعلتها في القلب محل الخاطر الإلهيّ والركن الآخر ركن الخاطر الملكي والركن الثالث ركن الخاطر النفسيّ فالإلهي ركن الحجر والملكيّ الركن اليمنيّ والنفسيّ المكعب الذي في الحجر لا غير وليس للخاطر الشيطانيّ فيه محل وعلى هذا الشكل قلوب الأنبياء مثلثة الشكل على شكل الكعبة ولما أراد الله ما أراد من إظهار الركن الرابع جعله للخاطر الشيطانيّ وهو الركن العراقيّ فيبقى الركن الشامي للخاطر النفسيّ وإنما جعلنا الخاطر الشيطانيّ للركن العراقي لأن الشارع شرع أن يقال عنده أعوذ بالله من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق وبالذر المشروع في كل ركن تعرف مراتب الأركان وعلى هذا الشكل المربع قلوب المؤمنين وما عدا الرسل والأنبياء المعصومين ليميز الله رسله وأنبياءه من سائر المؤمنين بالعصمة التي أعطاهم وألبسهم إياها فليس لنبيّ إلا ثلاثة خواطر إلهيّ وملكيّ ونفسيّ وقد يكون ذلك لبعض الأولياء الذين لهم جزء وافر من النبوّة كسليمان الدنبلي لقيته وهو ممن له هذا الحال فأخبرني عن نفسه إن له بضعاً وخمسين سنة ما خطر له خاطر قبيح ولأكثر الأولياء هذه الخواطر وزادوا بالخاطر الشيطانيّ العراقي فمنهم من ظهر عليه حككمه في الظاهر وهم عامة الخلق ومنهم من يخطر له ولا يؤثر في ظاهره
وهم المحفوظون من أوليائه ولما اعتبر الله الشكل الأول الذي للبيت جعل له الحجر على صورته وسماه حجراً لما حجر عليه أن ينال تلك المرتبة أحد من غير الأنبياء والمرسلين حكمة منه سبحانه فللأولياء الحفظ الإلهيّ ولهم العصمة أخبرني بعض الأولياء من أهل الله وهو عبد الله بن الأستاذ الموروري أن الشيخ عبد الرزاق أو غيره الشك مني بل غيره بلا شك فإني تذكرته رأى إبليس فقال له كيف حالك مع الشيخ أبي مدين عبد صالح إمام في التوحيد والتول ان ببجاية فقال إبليس ما شبهت نفسي فيما نلقي إليه في قلبه إلا كشخص بال في البحر المحيط فقيل له لم تبول فيه قال حتى أنجسه فلا تقع به الطهارة فهل رأيتم أجهل من هذا الشخص كذلك أنا وقلب أبي مدين كلما ألقيت فيه أمراً قلب عينه فأخبر أنه يلقي في قلوب الأولياء وهو الذي ذكرناه وليس له على الأنبياء سبيل وارتفاع البيت سبعة وعشرون ذراعاً وذراع التحجير الأعلى فهو ثمانية وعشرون ذراعاً كل ذراع مقدار لأمر مّا إلهي يعرفه أهل الكشف فهي هذه المقادير نظير منازل القلب التي تقطعها كواكب الإيمان السيارة لإظهار حوادث تجري في النفس المضاهي لمنازل القمر والكواكب السيارة لإظهار الحوادث في العالم العنصري سواء حرفاً حرفاً ومعنى معنى والعلم أن الله تعالى قد أودع في الكعبة كنزاً أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرجه فينفقه ثم بدا له في ذلك لمصلحة رآها ثم أراد عمر بعده أن يخرجه فامتنع اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فهو فيه إلى الآن وأمّا أنا فسيق لي منه لوح من ذهب جيء به إليّ وأنا بتونس سنة ثمان وتسعين وخمسمائة فيه شق غلظه أصبع عرضه شبر وطوله شبر أو أزيد مكتوب فيه بقلم لا أعرفه وذلك لسبب طرأ بيني وبين الله فسألت الله أن يردّه إلى موضعه أدباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أخرجته إلى الناس لثارت فتنة عمياء فترككته أيضاً لهذه المصلحة فإنه صلى الله عليه وسلم ما تركه سدى وإنما تره ليخرجه القائم بأمر الله في آخر الزمان الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما وقد ورد خبر رويناه فيما ذكرناه من إخراجه على يد هذا الخليفة وما أذكر الآن عمن رويته ولا الجزء الذي رأيته فيه كذلك جعل الله في قلب العارف كنز العلم بالله فشهد لله بما شهد به الحق لنفسه من أنه لا إله إلا الله ونفى هذه المرتبة عن كل ما سواه فقال " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم " فجعلها كنزاً في قلوب العلماء بالله ولما كانت كنزاً لذلك لا تدخل الميزان يوم القيامة وما يظهر لها عين إلا إن ان في الكثيب الأبيض يوم الزور ويظهر جسمها وهو النطق بها عناية لصاحب السجلات لا غير فذلك الواحد يوضع له في ميزانه التلفظ بها إذا لم يكن له خير غيرها فما يزن ظاهرها شيء فأين أنت من روحها ومعناها فهي كنز مدخر أبداً دنيا وآخرة وكل ما ظهر في الأكوان والأعيان من الخير فهو من أحكامها وحقها ثم إن الله جعل هذا البيت الذي هو محل ذكر اسم الله على أربعة أركان كذلك جعل الله القلب على أربع طبائع تحمله وعليها قامت نشأته كقيام البيت اليوم على أربعة أركان كقيام العرش على أربعة حملة اليوم كذا ورد في الخبر أنهم اليوم أربعة وغداً يكونون ثمانية فإن الآخرة فيها حكم الدنيا والآخرة فلذلك تكون غداً ثمانية فيظهر في الآخرة حكم سلطان الأربعة الأخر وكذلك يكون القلب في الآخرة تحمله ثمانية الأربعة التي ذكرناها والأربعة الغيبية وهي العلم والقدرة والإرادة والكلام ليس غير ذلك فإن قلت فهي موجودة اليوم فلماذا جعلتها في الآخرة قلنا وكذلك الثمانية من الحملة موجودون اليوم في أعيانهم لكن لا حكم لهم في الحمل الخاص إلا غداً كذلك هذه الصفات التي ذكرناها لا حكم ينفذ لهم في الدنيا دائماً وإنما حكمهم في الآخرة للسعداء وحكم الأربعة الذين هم طبائع هذا البيت ظاهرة الحكم في الأجسام فإن قلت فما معنى قولك حكمهم قلت فإن العلم لا يشاهد العالم معلومه إلا في الآخرة والقدرة لا ينفذ حكمها إلا في الآخرة فلا يعجز السعيد عن تكوين شيء وإرادته غير قاصرة فما يهمّ بشيء يريد حضوره إلا حضر وكلامه نافذ الاقتدار فالله بيته قلب عبده المؤمن والبيت بيت اسمه تعالى والعرش مستوى الرحمن فأياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى فلا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها فإنه يعلم
الجهر وما يخفى كما أنه يعلم السر وأخفى وأصفى وهو قوله وابتغ بين ذلك سبيلاً فإنه أخفى من السرّ أي أظهر فإن الوسط الحائل بين الطرفين المعين للطرفين والمميز لهما هو أخفى منهما الخط الفاصل بين الظل والشمس والبرزخ بين البحرين الأجاج والفرات والفاصل بين السواد والبياض في الجسم نعلم أن ثم فاصلاً ولكن لا تدركه العين ويشهد له العقل وإن كان لا يعقل ما هو أي لا يعقل ماهيته فبين القلب والعرش في المنزلة ما بين الاسم الله والاسم الرحمن وإن كان أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولكن ما أنكر أحد الله وأنكر الرحمن فقالوا وما الرحمن فكان مشهد الرحمانية لا يعرفه إلا المرحومون بالإيمان وما أنكره إلا المحرومون من حيث لا يشعرون أنهم محرومون لأن الرحمانية لا تتضمن سوى العافية والخير المحض فالله معروف بالحال والرحمن منكور بالحال فقيل لهم أياً مّا تدعوا فله الأسماء الحسنى فعرفه أهل البلاء تقليد التعريف الله من وراء حجاب البلاء فافهم فقد نبهتك لأمور إن سلكت عليها جلت لك في العلم الإلهيّ ما لا يقدر قدره إلا الله فإن العارف بقدر ما ذكرناه من العلم بالله الذوقيّ اليوم عزيز ولما كان الحج لهذا البيت تكرار القصد في زمان مخصوص كذلك القلب تقصده الأسماء الإلهية في حال مخصوص إذ كل اسم له حال خاص يطلبه فمهما ظهر ذلك الحال من العبد طلب الاسم الذي يخصه فيقصده ذلك الاسم فلهذا تحج الأسماء الإلهية بيت القلب وقد تحج إليه من حيث أن القلب وسع الحق والأسماء تطلب مسماها فلا بد لها أن تقصد مسماها فتقصد البيت الذي ذكر أنه وسعه السعة التي يعلمها سبحانه وإنما تقصده لكونها كانت متوجهة نحو الأحوال التي تطلبها من الأكوان فإذا أنفذت حكمها في ذلك الكون المعين رجعت قاصدة تطلب مسماها فتطلب قلب المؤمن وتقصده فلما تكرر ذلك القصد منها سمى ذلك القصد المكرر حجاً كما يتكرّر القصد من الناس والجنّ والملائكة للكعبة في كل سنة للحج الواجب والنفل وفي غير زمان الحج وحاله يسمى زيادة لا حجا وهو العمرة والعمرة الزيارة وتسمى حجا أصغر لما فيها من الإحرام والطواف والسعي وأخذ الشعر أو منه والإحلال ولم تعم جميع المناسك فسميت حجاً أصغر بالنظر إلى الحج الأكبر الذي يعم استيفاء جميع المناسك ولهذا يجزىء القارن بينهما طواف واحد وسعي واحد لمسمى الحج لها وهكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرانه في حجة وداعه التي قال فيها خذوا عني مناسككم وهكذا الحكم في الآخرة في الزور العام هو بمنزلة الحج في الدنيا
ال الله عز وجل " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " وقال قتادة لما أمر الله عز وجل إبراهيم صلى الله عليه وسلم وعلى نبينا وعلى كل عبد مصطفى أن يؤذن في الناس بالحج نادى: يا أيها الناس إن الله عز وجل بنى بيتاً فحجوه وقال تعالى " ليشهدوا منافع لهم " قيل التجارة في الموسم والأجر في الآخرة. ولما سمع بعض السلف هذا قال: غفر لهم ورب الكعبة. وقيل في تفسير قوله عز وجل " لأقعدن لهم صراطك المستقيم " أي طريق مكة يقعد الشيطان عليها ليمنع الناس منها وقال صلى الله عليه وسلم " من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم " ما رؤي الشيطان في يوم أصغر ولا أدحر و أحقر ولا أغيظ منه يوم عرفة " وما ذلك إلا لما يرى من نزول الرحمة وتجاوز الله سبحانه عن الذنوب العظام إذ يقال " إن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها إلا الوقوف بعرفة " وقد أسنده جعفر بن محمد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكر بعض المكاشفين من المقربين أن إبليس لعنة الله عليه ظهر له في صورة شخص بعرفة فإذا هو ناحل الجسم مصفر اللون باكي العين مقصوف الظهر فقال له: ما الذي أبكى عينك؟ قال: خروج الحاج إليه بلا تجارة، أقول قد قصدوه أخاف أن لا يخيبهم فيحزنني ذلك قال: فما الذي أنحل جسمك؛ قال: صهيل الخيل في سبيل الله عز وجل ولو كانت في سبيلي كان أحب إلي، قال: فما الذي غير لونك؟ قال تعاون الجماعة على الطاعة ولو تعاونوا على المعصية كان أحب إلي، قال: فما الذي قصف ظهرك؟ قال: قول العبد أسألك حسن الخاتمة، أقول يا ويلتى متى يعجب هذا بعمله أخاف أن يكون قد فطن؟ وقال صلى الله عليه وسلم " من خرج من بيته حاجاً أو معتمراً فمات أجري له أجر الحاج المعتمر إلى يوم القيامة ومن مات في أحد الحرمين لم يعرض ولم يحاسب وقيل له ادخل الجنة " وقال صلى الله عليه وسلم " حجة مبرورة خير من الدنيا وما فيها وحجة مبرورة ليس لها جزاء إلا الجنة " وقال صلى الله عليه وسلم " الحجاج والعمار وفد الله عز وجل وزواره إن سألوه أعطاهم وإن استغفروه غفر لهم وإن دعوا استجيب لهم وإن شفعوا شفعوا " وفي حديث مسند من طريق أهل البيت عليهم السلام " أعظم الناس ذنباً من وقف بعرفة فظن أن الله تعالى لم يغفر له " وروى ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ينزل على هذا البيت في كل يوم مائة وعشرون رحمة ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين " وفي الخبر " استكثروا من الطواف بالبيت فإنه من أجل شيء تجدونه في صحفكم يوم القيامة وأغبط عمل تجدونه " ولهذا يستحب الطواف ابتداء من غير حج ولا عمرة وفي الخبر " من طاف أسبوعاً حافياً حاسراً كان له كعتق رقبة ومن طاف أسبوعاً في المطر غفر له ما سلف من ذنبه " ويقال: إن الله عز وجل إذا غفر لعبد ذنباً في الموقف غفره لكل من أصابه في ذلك الموقف. وقال بعض السلف: إذا وافق يوم عرفة يوم جمعة غفر لكل أهل عرفة وهو أفضل يوم في الدنيا " وفيه حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وكان واقفاً إذ نزل قوله عز وجل " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً " قال أهل الكتاب. لو أنزلت هذه الآية علينا لجعلناها يوم عيد فقال عمر رضي الله عنه: أشهد لقد نزلت هذه الآية في يوم عيدين اثنين؛ يوم عرفة ويوم جمعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة. وقال صلى الله عليه وسلم " اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج " ويروى أن علي بن موفق حج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حججاً قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: يا ابن موفق حججت عني؟ قلت: نعم، قال: ولبيت عني؟ قلت: نعم. قال: فإني أكافئك بها يوم القيامة آخذ بيدك في الموقف فأدخلك الجنة والخلائق في كرب الحساب. وقال مجاهد وغيره من العلماء: إن الحجاج إذا قدموا مكة تلقتهم الملائكة فسلموا على ركبان الإبل وصافحوا ركبان الحمر واعتنقوا المشاة اعتناقاً. وقال الحسن: من مات عقيب رمضان أو عقيب غزو أو عقيب حج مات شهيداً. وقال عمر رضي الله عنه: الحاج مغفور له ولمن يستغفر له في شهر ذي الحجة والمحرم وصفر وعشرين من ربيع الأول. وقد كان من سنة السلف رضي الله عنهم أن يشيعوا الغزاة وأن يستقبلوا الحاج
ويقبلوا بين أعينهم ويسألوهم الدعاء ويبادرون ذلك قبل أن يتدنسوا بالآثام. ويروى عن علي بن موفق قال: حججت سنة فلما كان ليلة عرفة نمت بمنى في مسجد الخيف فرأيت في المنام كأن ملكين قد نزلا من السماء عليهما ثياب خضر فنادى أحدهما صاحبه: يا عبد الله فقال الآخر: لبيك يا عبد الله " قال: تدري كم حج بيت ربنا عز وجل في هذه السنة؟ قال: لا أدري قال: حج بيت ربنا ستمائة ألف أفتدري كم قبل منهم؟ قال: لا، قال: ستة أنفس، قال: ثم ارتفعا في الهواء فغابا عني فانتبهت فزعاً واغتممت غماً شديداً وأهمني أمري فقلت: إذا قبل حج ستة أنفس فأين أكون أنا في ستة أنفس؟ فلما أفضت من عرفة قمت عند المشعر الحرام فجعلت أفكر في كثرة الخلق وفي قلة من قبل منهم؛ فحملني النوم فإذا الشخصان قد نزلا على هيئتهما؛ فنادى أحدهما صاحبه وأعاد الكلام بعينه ثم قال: أتدري ماذا حكم ربنا عز وجل في هذه الليلة؟ قال: لا، قال: فإنه وهب لكل واحد من الستة مائة ألف، قال: فانتبهت وبي من السرور ما يجل عن الوصف. وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: حججت سنة فلما قضيت مناسكي تفكرت فيمن لا يقبل حجه فقلت: اللهم إني قد وهبت حجتي وجعلت ثوابها لمن لم تقبل حجته قال: فرأيت رب العزة في النوم جل جلاله فقال لي: يا علي تتسخى علي وأنا خلقت السخاء والأسخياء وأنا أجود الأجودين وأكرم الأكرمين وأحق بالجود والكرم من العالمين قد وهبت كل من لم أقبل حجة لمن قبلته.ا بين أعينهم ويسألوهم الدعاء ويبادرون ذلك قبل أن يتدنسوا بالآثام. ويروى عن علي بن موفق قال: حججت سنة فلما كان ليلة عرفة نمت بمنى في مسجد الخيف فرأيت في المنام كأن ملكين قد نزلا من السماء عليهما ثياب خضر فنادى أحدهما صاحبه: يا عبد الله فقال الآخر: لبيك يا عبد الله " قال: تدري كم حج بيت ربنا عز وجل في هذه السنة؟ قال: لا أدري قال: حج بيت ربنا ستمائة ألف أفتدري كم قبل منهم؟ قال: لا، قال: ستة أنفس، قال: ثم ارتفعا في الهواء فغابا عني فانتبهت فزعاً واغتممت غماً شديداً وأهمني أمري فقلت: إذا قبل حج ستة أنفس فأين أكون أنا في ستة أنفس؟ فلما أفضت من عرفة قمت عند المشعر الحرام فجعلت أفكر في كثرة الخلق وفي قلة من قبل منهم؛ فحملني النوم فإذا الشخصان قد نزلا على هيئتهما؛ فنادى أحدهما صاحبه وأعاد الكلام بعينه ثم قال: أتدري ماذا حكم ربنا عز وجل في هذه الليلة؟ قال: لا، قال: فإنه وهب لكل واحد من الستة مائة ألف، قال: فانتبهت وبي من السرور ما يجل عن الوصف. وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: حججت سنة فلما قضيت مناسكي تفكرت فيمن لا يقبل حجه فقلت: اللهم إني قد وهبت حجتي وجعلت ثوابها لمن لم تقبل حجته قال: فرأيت رب العزة في النوم جل جلاله فقال لي: يا علي تتسخى علي وأنا خلقت السخاء والأسخياء وأنا أجود الأجودين وأكرم الأكرمين وأحق بالجود والكرم من العالمين قد وهبت كل من لم أقبل حجة لمن قبلته.
قال صلى الله عليه وسلم " إن الله عز وجل قد وعد هذا البيت أن يحجه كل سنة ستمائة ألف فإن نقصوا أكملهم الله عز وجل من الملائكة " وإن الكعبة تحشر كالعروس المزفوفة وكل من حجها يتعلق بأستارها يسعون حولها حتى تدخل الجنة فيدخلون معها وفي الخبر " إن الحجر الأسود ياقوتة من يواقيت الجنة وإنه يبعث يوم القيامة له عينان ولسان ينطق به يشهد لكل من استلمه بحق وصدق " وكان صلى الله عليه وسلم يقبله كثيراً وروي أنه صلى الله عليه وسلم سجد عليه وكان يطوف على الراحلة فيضع المحجن عليه ثم يقبل طرف المحجن وقبله عمر رضي الله عنه ثم قال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك، ثم بكى حتى علا نشيجه فالتفت إلى ورائه فرأى علياً كرم الله وجهه ورضي الله عنه فقال: يا أبا الحسن ههنا تسكب العبرات وتستجاب الدعوات، فقال علي رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين بل هو يضر وينفع، قال: وكيف؟ قال: إن الله تعالى لما أخذ الميثاق على الذرية كتب عليهم كتاباً ثم ألقمه هذا الحجر؛ فهو يشهد للمؤمن بالوفاء ويشهد على الكافر بالجحود. قيل: فذلك هو معنى قول الناس عند الاستلام " اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاء بعهدك " وروي عن الحسن البصري رضي الله عنه: أن صوم يوم فيها بمائة ألف يوم وصدقة درهم بمائة ألف درهم وكذلك كل حسنة بمائة الف ويقال: طواف سبعة أسابيع يعدل عمرة وثلاث عمر تعدل حجة. وفي الخبر الصحيح " عمرة في رمضان كحجة معي " وقال صلى الله عليه وسلم " أنا أول من تنشق عنه الأرض ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي ثم آتي أهل مكة فأحشر بين الحرمين " وفي الخبر " إن آدم صلى الله عليه وسلم لما قضى مناسكه لقيته الملائكة فقالوا: بر حجك يا آدم لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام " وجاء في الأثر: إن الله عز وجل ينظر في كل ليلة إلى أهل الأرض فأول من ينظر إليه أهل الحرم وأول من ينظر إليه من أهل الحرم أهل المسجد الحرام فمن رآه طائفاً غفر له ومن رآه مصلياً غفر له ومن رآه قائماً مستقبل الكعبة غفر له. وكوشف بعض الأولياء رضي الله عنهم قال: إني رأيت الثغور كلها تسجد لعبادان ورايت عبادان ساجدة لجدة. ويقال: لا تغرب الشمس من يوم إلا ويطوف بهذا البيت رجل من الأبدال، ولا يطلع الفجر من ليلة إلا طاف به واحد من الأوتاد، وإذا انقطع ذلك كان سبب رفعه من الأرض فيصبح الناس وقد رفعت الكعبة لا يرى الناس لها أثراً، وهذا إذا أتى عليها سبع سنين لم يحجها أحد. ثم يرفع القرآن من المصاحف فيصبح الناس فإذا الورق أبيض يلوح ليس فيه حرف، ثم ينسخ القرآن من القلوب فلا يذكر منه كلمة. ثم يرجع الناس إلى الأشعار والأغاني وأخبار الجاهلية. ثم يخرج الدجال وينزل عيسى عليه السلام فيقتله والساعة عند ذلك بمنزلة الحامل المقرب التي تتوقع ولادتها. وفي الخبر " استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يرفع فقد هدم مرتين ويرفع في الثالثة " وروي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال الله تعالى " إذا أردت أن أخرب الدنيا بدأت ببيتي فخربته ثم خرب الدنيا على أثره " .
الأولى في المال: فينبغي أن يبدأ بالتوبة ورد المظالم وقضاء الديون وإعداد النفقة لكل من تلزمه نفقته إلى وقت الرجوع ويرد ما عنده من الودائع. ويستصحب من المال الحلال الطيب ما يكفيه لذهابه وإيابه من غير تقتير بل على وجه يمكنه معه التوسع في الزاد والرفق بالضعفاء والفقراء. ويتصدق بشيء قبل خروجه ويشتري لنفسه دابة قوية على الحمل لا تضعف أو يكتريها فإن اكترى فليظهر للمكاري كل ما يريد أن يحمله من قليل أو كثير ويحصل رضاه فيه الثانية في الرفيق: ينبغي أن يلتمس رفيقاً صالحاً محباً للخير معيناً عليه إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه وإن جبن شجعه وإن عجز قواه وإن ضاق صدره صبره. ويودع رفقاءه المقيمين وإخوانه وجيرانه فيودعهم ويلتمس أدعيتهم فإن الله تعالى جاعل في أدعيتهم خيراً والسنة في الوداع أن يقول أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك وكان صلى الله عليه وسلم يقول لمن أراد السفر " في حفظ الله وكنفه زودك الله التقوى وغفر ذنبك ووجهك للخير أينما كنت " الثالثة في الخروج من الدار: ينبغي إذا هم بالخروج أن يصلي ركعتين أولاً يقرأ في الأولى بعد الفاتحة: قل يا أيها الكافرون وفي الثانية الإخلاص فإذا فرغ رفع يديه ودعا الله سبحانه عن إخلاص صاف ونية صادقة وقال: اللهم أنت الصاحب في السفر وأنت الخليفة في الأهل والمال والولد والأصحاب احفظنا وإياهم من كل آفة وعاهة. اللهم إنا نسألك في مسيرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى. اللهم إنا نسألك أن تطوي لنا الأرض وتهون علينا السفر وأن ترزقنا في سفرنا سلامة البدن والدين والمال وتبلغنا حج بيتك وزيارة قبر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال والولد والأصحاب. اللهم اجعلنا وإياهم في جوارك ولا تسلبنا وإياهم نعمتك ولا تغير ما بنا وبهم من عافيتك الرابعة إذا حصل على باب الدار قال: بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله رب أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أذل أو أذل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي. اللهم إني لم أخرج شراً ولا بطراً ولا رياء ولا سمعة بل خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك وقضاء فرضك واتباع سنة نبيك وشوقاً إلى لقائك. فإذا مشى قال: اللهم بك انتشرت وعليك توكلت وبك اعتصمت وإليك توجهت. اللهم أنت ثقتي وأنت رجائي فاكفني ما أهمني وما لا أهتم به وما أنت أعلم به مني عز وجارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك. اللهم زودني التقوى واغفر لي ذنبي ووجهني للخير أينما توجهت. ويدعو بهذا الدعاء في كل منزل يدخل عليه الخامسة في الركوب. فإذا ركب الراحلة يقول: بسم الله وبالله والله أكبر توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون. اللهم إني وجهت وجهي إليك وفوضت أمري كله إليك وتولكت في جميع أموري عليك أنت حسبي ونعم الوكيل. فإذا استوى على الراحلة واستوت تحته قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر - سبع مرات - وقال " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله " اللهم أنت الحامل على الظهر وأنت المستعان على الأمور السادسة في النزول: والسنة أن لا ينزل حتى يحمى النهار ويكون أكثر سيره بالليل قال صلى الله عليه وسلم " عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوي بالليل ما لا تطوي بالنهار " وليقلل نومه حتى يكون عوناً على السير. ومهما أشرف على المنزل فليقل: اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين ورب البحار وما جرين أسالك خير هذا المنزل وخير أهله وأعوذ بك من شره وشر ما فيه اصرف عني شر شرارهم. فإذا نزل المنزل صلى ركعتين فيه ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق. فإذا جن عليه الليل يقول: يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما دب عليك أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود وحية وعقرب ومن شر ساكن البلد ووالد وما ولد " وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم " السابعة في الحراسة: ينبغي أن يحتاط بالنهار فلا يمشي منفرداً خارج القافلة لأنه ربما يغتال أو ينقطع، ويكون
الثامنة مهما علا نشزا من الأرض في الطريق فيستحب أن يكبر ثلاثاً ثم يقول: اللهم لك الشرف على كل شرف ولك الحمد على كل حال. ومهما هبط سبح ومهما خاف الوحشة في سفره قال: سبحان الله الملك القدوس رب الملائكة والروح جللت السموات بالعزة والجبروت.ليل متحفظاً عند النوم فإن نام في ابتداء الليل افترش ذراعه، وإن نام في آخر الليل نصب ذراعه نصباً وجعل رأسه في كفه، هكذا كان ينام رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره لأنه ربما استثقل النوم فتطلع الشمس وهو لا يدري فيكون ما يفوته من الصلاة أفضل مما يناله من الحج والأحب في الليل أن يتناوب الرفيقان في الحراسة فإذا نام أحدهما حرس الآخر فهو السنة فإن قصده عدو أو سبع في ليل أو نهار فليقرأ آية الكرسي وشهد الله والإخلاص والمعوذتين وليقل بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله حسبي الله توكلت على الله ما شاء الله لا يأتي بالخير إلا الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله حسبي الله وكفى سمع الله لمن دعا ليس وراء اله منتهى ولا دون الله ملجأ " كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز " تحصنت بالله العظيم واستغثت بالحي الذي لا يموت اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واكنفنا بركنك الذي لا يرام. اللهم ارحمنا بقدرتك علينا فلا نهلك وأنت ثقتنا ورجاؤنا. اللهم أعطف علينا قلوب عبادك وإمائك برأفة ورحمة إنك أنت أرحم الراحمين الثامنة مهما علا نشزا من الأرض في الطريق فيستحب أن يكبر ثلاثاً ثم يقول: اللهم لك الشرف على كل شرف ولك الحمد على كل حال. ومهما هبط سبح ومهما خاف الوحشة في سفره قال: سبحان الله الملك القدوس رب الملائكة والروح جللت السموات بالعزة والجبروت.
في الحج وأسراره
الحج فرض إلهيّ على الناس ... من عهد والدنا المنعوت بالناسي
فرض علينا ولكن لا نقوم به ... وواجب الفرض أن نلقي على الراس
فإن حرمت بإحرام تجردكم ... عن كل حال بإعسار وإفلاس
دعتك حالته في كل منزلة ... من المنازل بالعاري والبكاسي
فيه الإجابة للرحمن من كثب ... بنعت عبد لدنيّ وإلياس
فيه العبادات من صوم ومن صلة ... ومن صلاة وحكم الجود والباس
وفي الطواف معان ليس يشبهها ... ألا تردّد رب الجنْ والناس
إني قتيل خلاخيل كلفت بها ... عند الطواف وأقراط ووسواس
وفي المحصب شرع الفرد ناسبه ... رمي الجمار الخناس بوسواس
الله خصصه في بطن عرنته ... يوم الوقوف بإذلال وإبلاس
وكن مع الفرق في جمع بمزدلف ... فما عليك بذاك الفرق من باس
من حج لله لا بالله كان كمن ... سعى لظلمته بضوء نبراس
في يوم غيم شديد الحرّ فاعتبروا ... فيما نفوه به للخلق أنفاس
وكن إذا أنت دبرت الأمور به ... ما بين عقل إلهيّ وإحساس
واحذر شهود أساف ثم نائلة ... إذا سعيت كأسقف وشماس
وفي منى فانحر القربان في صفة ... تدعى بها عند ذاك النحر بالقاسي
وترية الذات لا شفع يزلزلها ... مصونة بين حفاظ وحرّاس
عطرية النشر معسول مقبلها ... محفوفة ببهار الروض والآس
مكلومة بالذي نالته من صفتي ... وما يكون لذاك الكلم من آسي
حكاية: مر سليمان عليه السلام بجنوده على الكعبة والأصنام تعبد من دون الله فبكت الكعبة وقالت يا رب هذا نبي من أنبيائك وقومه من أوليائك مروا علي ولم يطوفوا بي فأوحى الله تعالى إليها لأملانك وجوها سجدا وأبعث نبيا في آخر الزمان هو أحب الأنبياء إلي وأجعل فيك عمارا من خلقي يعبدون وأفرض على عبادي فريضة يحنون إليك حنين الناقة إلى ولدها والحمامة إلى بيضها وأطهرك من الأوثان ثم أمر الله سليمان أن ينزل بمكة ويقرب قربانا ففعل وذبح حول الكعبة خمسة آلاف ناقة وخمسة آلاف ثور وعشرين ألف شاة ثم مر على طيبة فقال هذه دار هجرة نبي آخر الزمان طوبى لمن آمن به وصدقه... فوائد.. الأولى: عن جعفر الصادق رضي الله عنه أن رجلا سأل والده عن ابتداء البيت فقال أن الله تعالى قال للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها فغضب عليهم فطافوا بالعرش سبعة أيام يسترضون ربهم فرضي عنهم وقال ابنوا لي بيتا في الأرض يتعوذ به من سخطت عليه من بني آدم فأرضى عنه فبنوا هذا البيت وقال مجاهد أن الله تعالى خلق موضع البيت قبل أن يخلق شيئا من الأرض بألفي عام وأن قواعده في الأرض السابعة.. الثانية: بكة إسم المسجد ومكة بالميم اسم لكل البلد وقال القشيري سميت بكة لازدحام الناس في الطواف ولأنهم يبذلون الأموال والأرواح في التوجه إليها.. الثالثة: قال في مجمع الأحباب من كمال الحج أنه لا يجب في العمر إلا مرة واحدة ومن كماله أنه يشبه غيره من العبادات فالإحرام به كالإحرام بالصلاة وأذكار الطواف والوقوف كأذكار الصلاة والسعي والطواف كالركوع والإقامة في ورمي الجمرات كالجهاد والوقوف بعرفة والمشعر الحرام وهو جبل صغير في آخر المزدلفة كالإعتكاف، والنفقة فيه كالزكاة فمن حج فكأنما أتي بهذه العبادة وقال النبي صلى الله عليه وسلم " الحجاج والعمار وفد الله تعالى يعطيهم ما سألوا ويستجيب لهم ما دعوا ويخلف عليهم ما أنفقوا الدرهم ألف ألف " رواه البيهقي في رواية الطبراني أيضا النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله سبعمائة ضعف وعنه صلى الله عليه وسلم إذا خرج الحاج من بيته كان في حرز الله فإن مات قبل أن يقضي نسكه وقع أجره على الله وإن بقي حتى يقضي نسكه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وإنفاق الدرهم الواحد في ذلك الوجه يعدل أربعين ألف ألف فيما سواه أخرجه الحافظ زكي الدين وقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للحاج ومن استغفر له الحاج رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم حكاية ذكر النسفي رحمه الله تعالى أن بعض الصالحين حج فلما انصرف من عرفات ذكر أنه نسي هيمانه فرجع إلى عرفات فوجد فيه قردة وخنازير ففزع منهم فقيل له لا تخف إنما نحن ذنوب الحجاج تركونا وانصرفوا طاهرين فأخذ ماله وانصرف متعجبا وقال صلى الله عليه وسلم وهو على عرفات أيها الناس أتاني جبريل آنفا فأقرأني ربي السلام وقال أن الله غفر لأهل الموقف ولأهل المشعر الحرام وضمن عنهم التبعات فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله هذا لنا خاصة قال لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة فقال عمر كثر خير الله وطاب... فائدة: قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف ويستقبل القبلة بوجهه ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة ثم يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ثم يقول اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وعلينا معهم مائة مرة إلا قال الله تعالى يا ملائكتي ما جزاء عبدي سبحني وهللني وكبرني وعظمني وأثنى علي وصلى على نبي يا ملائكتي إني قد غفرت له وشفعته في نفسه ولو سألني عبدي لشفعته في أهل الموقف رواه البيهقي وقال صلى الله عليه وسلم من صلى تحت الميزاب ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ومن صلى خلف المقام ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه وأعطي من الحسنات بعدد من صلى خلفه وأمنه الله يوم الفزع الأكبر... حكاية: قال الجنيد رحمه الله تعالى رأيت رجلا يستقي من ماء زمزم فسقطت ركوته فقال وعزتك لأن لم تسقني لأغضبن فطلع الماء إلى أعلى البئر فشرب فلما انصرف قلت له كيف كنت تغضب قال على نفسي فأمنعها الماء سنة وقال بعض الصالحين رأيت رجلا يستقي من زمزم فقلت اسقني فأسقاني فإذا هو عسل ثم في
اليوم الثاني رأيته يستقي فقلت له اسقني فأسقاني لبنا ثم في اليوم الثالث رأيته يستقي فقلت له اسقني فأسقاني ماء فقلت له من أنت قال سفيان الثوري قال صلى الله عليه وسلم في ماء زمزم أنه طعام طعم وشفاء وسقم وقوله صلى الله عليه وسلم طعم هو بضم الطاء وسكون العين أي يشبع من شربه وكان ابن عباس إذا شربه يقول اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا من كل علة... فوائد.. الأولى: يقال في الحج يا رب أتيتك من مشقة بعيدة مؤملا معروفك فأنلني معروفا من معروفك تغنني به عن معروف من سواك يا معروفا بالمعروف.. الثانية: ذكر الحسن البصري رضي الله عنه أن حول الكعبة ثلثمائة نبي منهم بين الحجر الأسود والركن اليماني سبعون نبيا ماتوا من القملى والجوع وقبر اسماعيل وأمه تحت الميزاب.. الثالثة: قال وهب رضي الله عنه مكتوب في التوراة أن الله تعالى يبعث إلى الكعبة سبعين ألف ملك بسلاسل من ذهب يقودونها إلى المحشر فينادي ملك بالكعبة يا كعبة الله سيري فتقول حتى أعطى سؤالي فيقول سلي فتقول يا رب شفعني في جيراني الذين دفنوا حولي من المؤمنين فيقال لها قد أعطيتك سؤلك ثم يقال يا كعبة الله سيري فتقول حتى أعطى سؤلي فيقال سلي فتقول يا رب عبادك المذنبون الذين جاءوني من كل فج عميق أسألك أن تؤمنهم من الفزع الأكبر فينادي ألا من زار الكعبة فليعزل فيجمعهم الله تعالى حول الكعبة بيض الوجوه ثم يقال يا كعبة الله سيري فتقول لبيك اللهم ثم يجرونها إلى المحشر فأول من يحشر محمد صلى الله عليه وسلم فتقول يا محمد اشتغل بمن لم يزرني وأما من زارني فهو في شفاعتي وقال في كتاب شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم أن الكعبة تستأذن ربها في زيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم فيأذن لها فتقول يا نبي الله لا تهتم بثلاثة فإني أشفع لهم من طاف بي ومن خرج ولم يبلغني ومن اشتهى الوصول إلي ولم يجد سبيلا.. الرابعة: لما أمر الله إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة أرسل الله إليه جبريل فأخبره بقدر موضعها وقيل أرسل الله إليه سحابة فأظلته فبنى على قدرها وقيل أرسل الله ريحا فكشف له عن أساسها فلما فرغ قال الله تعالى وأذن في الناس بالحج فمنك النداء ومني البلاغ يأتوك رجالا أي مشاة وعلى كل ضامر من شدة السفر ركبانا عليها وهي الإبل غالبا وقيل رجالا لأن الحج الرجال أكثر من حج النساء وكقوله تعالى يأتوك وهم إنما يأتون الكعبة لأن المنادى إبراهيم فمن قصدها فكأنما قصد إبراهيم أجاب النداء فصعد على الصفا وقيل على جبل أبي قبيس ونادى يا عباد الله أجيبوا داعي الله وحجوا بيته فأجابوا من أصلاب الآباء وبطون الأمهات لبيك فمن لبى مرة حج مرة ومن لبى مرتين حج مرتين ومن حج مرة أدى فريضة ومن حج مرتين داين ربه ومن حج ثلاث حجج حرم على النار ذكره في الشفاء.. الخامسة: ذكر النسفي رحمه الله تعالى أن إبراهيم عليه السلام قال اللهم من حج هذا البيت من شيوخ أمة محمد صلى الله عليه وسلم فشفعني فيه وقال إسماعيل عليه السلام اللهم من حج هذا البيت من شباب أمة محمد صلى الله عليه وسلم فشفعني فيه وقال إسحاق عليه السلام اللهم من حج هذا البيت من كهول أمة محمد صلى الله عليه وسلم فشفعني فيه وقالت سارة اللهم من حج هذا البيت من نساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم فشفعني فيهن وقالت هاجر اللهم من حج هذا البيت من أرقاء أمة محمد صلى الله عليه وسلم فشفعني فيهم فلذلك أمرنا بالصلاة على إبراهيم وعلى آله في التشهد.. السادسة: رأيت في تفسير النيسابوري أن الله تعالى أنزل البيت من ياقوتة حمراء من الجنة له بابان من زمرد شرقي وغربي وقال لآدم اهبطت لك ما يطاف به كما يطاف حول عرشي فتوجه آدم إليه من أرض الهند ماشيا فتلقته الملائكة وقالوا أبر الله حجك يا آدم لقد حججنا هذا البيت قبلك بألف عام زاد صاحب الترغيب فقال ما كنتم تقولون في طوافكم قالوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال آدم فزيدوا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال آدم لما بني الكعبة يا رب إن لكل عامل أجرا فما أجري قال إذا طفت به غفرت لك قال يا رب زدني قال أغفر لأولادك إذا طافوا به قال زدني قال اغفر لمن استغفر له الطائفون قال حسبي قال الأمام النووي إن الكعبة شرفها الله بنيت ست مرات إحداهن بناء الملائكة ثم آدم ثم إبراهيم ثم
قريش ثم عبد الله بن الزبير ثم الحجاج بن يوسف وهو هذا البناء الموجود لذلك وصفه الله بالبيت العتيق وقالت طائفة سمي عتيقا لأن الله تعالى يعتق فيه رقاب المذنبين من المؤمنين وقيل أعتقه من الغرق أيام الطوفان وقيل أعتقه من أيدي الجبابرة.. السابعة: عن النبي صلى الله عليه وسلم من طاف حول البيت سبعا في يوم صائف واستلم الحجر في كل طوفة من غير أن يؤذي أحداً وقل كلامه إلا من ذكر الله تعالى كان له بكل قدم سبعون ألف حسنة ومحا عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين ألف درجة.. الثامنة: اختلف العلماء في عبادة البدن أيها أفضل فمنهم قال الصلاة وجزم به صاحب التنبيه ومنهم من قال الطواف وعن النبي صلى الله عليه وسلم من أراد رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف رمضان غيرها قال العلماء المراد بقيام رمضان صلاة التراويح.. التاسعة: لما خلق الله آدم ونهاه عن شجرة الحنطة وكل الله به ملكا يحفظه فغاب عنه فأكل منها فنظر الله إلى الملك بالهيبة فصار جوهرة لأنه هتك ستر آدم فصار يبكي عند ذلك الحجر فأنطقه الله تعالى فقال يا آدم أنا الملك الذي وكلني ربي بحفظك ثم انتقل إلى الكعبة وهو الحجر الأسود جعله في جبل أبي قبيس وكان من جبال خراسان فلما بنى إبراهيم الكعبة قال يا رب ائذن لي أسلم الوديعة لإبراهيم فأخذه منه ثم قال يا إبراهيم ادع ربك أن لا يعيدني إلى خراسان فدعا له فاستمر بمكة.. العاشرة: ذكر في كتاب شرف المصطفى أن الحجر نزل كالنجم مع خيمة من ياقوتة حمراء فيها ثلاثة قناديل من ذهب فلمع نور الحجر فحيث ما انتهى نوره حد الحرم وقال صلى الله عليه وسلم نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم وفي رواية الطبراني الحجر الأسود من حجارة الجنة وما في الأرض من الجنة غيره وقال النبي صلى الله عليه وسلم أشهدوا هذا الحجر خيرا فإنه يوم القيامة شافع يشفع له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه.. الحادية عشرة: قال ابن عباس جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه عصابة صفراء في وجهه غبار فمسحه النبي صلى الله عليه وسلم وقال ما هذا قال أن الكروبين استأذنوا ربهم في زيارة البيت الحرام فأذن لهم فازدحموا وهذا الغبار من أجنحتهم يا محمد سل ربك أن يشرك أمتك في صالح دعائهم فسأل ربه فرجع جبريل سريعا وقال يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول من حج هذا البيت من أمتك فله ثواب ملائكة السماء والأرض ولا يرجع إلا مغفورا له.. الثانية عشرة: قال سفيان الثوري حججت في بعض السنين فنويت على عرفات أن لا أعود فرأيت شيخا فسلم علي وقال ارجع عن نيتك فقلت من أين علمت نيتي قال ألهمني ربي فوالله لقد رأيت في بعض السنين ههنا في منامي كأن القيامة قد قامت ورأيت الجنة والميزان والصراط والنار وسمعتها تقول اللهم امنع الحجاج حري وبردي فقيل لها يا نار سلي غيرهم فإنهم ذاقوا عطش البادية وحر عرفات فانتبهت فوجدت على كفي مكتوبا من وقف بعرفات وزار البيت فشفعته في سبعين من أهل بيته.. الثالثة عشرة: قال الرازي اختلفوا في الحج فقال ابن عباس هو يوم النحر وقال مجاهد والثوري أراد به أيام منى كلها وقال ابن المسيب وطاوس هو يوم عرفة وسمي الحج الأكبر لأن المسلمين والمشركين اجتمعوا فيه قال الإمام النووي والصحيح الأول.. الرابعة عشرة: لما بنى إبراهيم عليه السلام البيت أعانه اسماعيل قال تعالى قد جعلت لكما كنزا ثم أوحى الله إلى إسماعيل اذهب إلى مكان كذا فادعه فقال يا كنز الله أقبل فأقبلت الخيل وكانت وحشية فأخذ بنواصيها فأطاعها الله له ولما عرض الله تعالى على آدم كل شيء قال له اختر من خلقي ما شئت فاختار الخيل فقيل له اخترت عزك وعز ولدك إلى أبد الابدين قال السبكي خلق الله الخيل قبل آدم والذكور قبل الإناث لأن آدم خلق قبل حواء والعربيات قبل البرازين ولحمها حرام عند الأئمة والثلاثة وأجازه أبو حنيفة وخالفه صاحباه.. الخامسة عشرة: كان أبو الدرداء يعلف فرسه بيده فسئل عن ذلك فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرئ ينفي لفرسه شعيرا ثم يعلفه عليه إلا كتب الله له بكل حبة حسنة حكاه في مجمع الأحباب وفي حديث آخر من علق مخلاة على فرس في سبيل الله كان له حجة مبرورة وعمرة متقلبة.. السادسة عشرة: قال القرطبي في قوله تعالى وأعدوا لهم ما
ستطعتم من قوة وهي الرمي لما في صحيح مسلم ألا وإن القوة الرمي ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم قيل هم الجن واختاره الطبري لأنهم ينفرون من صهيلها في الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم خير الخيل الأدهم قال عكرمة وأحبها الإناث لأن بطنها كنز وظهرها غزو لا تقرب الجن دارا فيها فرس... حكاية: قال وهب رضي الله عنه أن آدم عليه السلام لما هبط إلى الأرض استوحش فيها لأنه لم ير فيها أحداً مثله فقال يا رب أما لأرضك عامر يسبحك غيري فقال الله تعالى سأجعل فيها من ذريتك من يسبحني ويقدسني وسأجعل فيها بيوتا ترفع ذكري وسأبوؤك منها بيتا أختاره لنفسي وأخصه بكرامتي وأوثره على بيوت الأرض كلها بإسمي وأسميته بيتي وأنطقته بعظمتي وأحوطه بحرمتي وأضعه في البقعة التي اخترها لنفسي فإني اخترت مكانه يوم خلقت السموات والأرض اجعل ذلك البيت لك ولمن بعدك حرما وأمنا وأحرم بحرمته ما فوقه وما تحته وما حوله من حرمه بحرمتي فقد عظم حرمتي ومن أحله ضد أباح حرمتي ومن آمن أهله فقد استوجب أماني ومن أخافهم فقد جفاني سكانه جيراني وعماره وفدي وزواره أضيافي أجعله أول بيت وضع للناس وأعمره بأهل السموات والأرض يأتونه أفواجا شعثا غبرا لا يريدون غيري وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق يعجون بالتكبير عجا ويضجون بالتلبية ضجا فمن اعتمر فقد زارني وضافني ووفد علي وحق الكريم أن يكرم وفده وزواره وأضيافه تعمره يا آدم ما كنت حيا ثم تعمره من بعدك الأمم والقرون والأنبياء وولدك أمة بعد أمة وقرنا بعد قرن ونبيا بعد نبي حتى ينتهي إلى نبي بعدك يقال له محمد صلى الله عليه وسلم وهو خاتم الأنبياء فأجعله من عماره وحماته وولاته ويكون أمني عليه ما دام حيا فإذا انقلب إلي وجدني قد ادخرت له من الأجر ما يتمكن به من القربة إلي والوسيلة عندي وأجعل إسم ذلك البيت وشرفه وذكره ومجده ومكرمته لنبي من ولدك يك




الموضوع الأصلي : الحج رحلة العمر // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: ثروت سويف






توقيع : ثروت سويف






الــرد الســـريـع
..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



الحج رحلة العمر Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة