قصة إسلام الكاتب الصحافي الألماني هنريك برودر شهد العالم في القرن الماضي ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب بشكل ملحوظ وخاصة من قبل النخبة والصفوة وقادة الرأي العام والعلماء والفلاسفة، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا يعتنق الكثير من مفكري الغرب ومثقفيهم على اختلاف توجهاتهم الإسلام؟ هذا ما سنعرفه من خلال سلسلة روائع سير المهتدين التي ترويها لكم «الحقيقة» بألسنة أناس سعوا إلى الهداية والسعادة، أناس يرون أن الإسلام دين العقل والمنطق والحرية والرحمة والإحسان للإنسانية جمعاء.
حين أعلن الكاتب الألماني والصحفي الشهير هنريك م برودر، الذي تميز بنقده الجارح للإسلام والمسلمين خاصة في عام 2007، إسلامه بشكل مفاجئ وقال مطلقا صيحته الكبيرة: «هيا اسمعوني فقد أسلمت» وهو الذي كان يطعن في الإسلام، كان إعلانه هذا صدمة للألمان والأوربيين عموماً.
وقد جاء إعلان إسلامه هذا نتيجة صراع داخلي مرير مع نفسه لسنين طويلة، وفي مقابلة مع إمام مسجد رضا في نيوكولن في ألمانيا قال برودر «إنه ارتاح أخيرا للتخلص من كبت الحقيقة التي كانت تعصف بجوارحه» وقال معقبا على سؤال حول تخليه عن دينه اليهودي «إنه لم يدع دينا وإنما عاد إلى إسلامه، الذي هو دين كل الفطرة التي يولد عليها كل إنسان».
هذا وقد صار يدعى بعد أن أدى الشهادة أمام شاهدين بـ (محمد هنريك برودر)، وقال معقبا على ذلك بافتخار: «أنا الآن عضو في أمة تعدادها مليار وثلاثمائة مليون إنسان في العالم معرضين للإهانة باستمرار، وتنجم عنهم ردود أفعال على تلك الإهانات، وأنا سعيد بالعودة إلى بيتي الذي ولدت فيه».
قوبل إسلام هذا الكاتب بترحاب كبير من المسلمين، الذين كانوا يجدون فيه متهجما كبيرا على عقائدهم وتصرفاتهم، وإذا به ينقلب إلى رافض لتلك الجوائز الأدبية التي تمنح للمدافعين عن العقلية المعادية للسامية لدى اليهود أنفسهم، على حد قوله، أي أن اليهود هم الذين يعادون السامية الحقيقية (أو بالأحرى الحنيفية) وما كان عليه الأنبياء والمرسلون من توحيد وأخلاق ونور وهداية.
واستقبل الكثيرون من مثقفي الألمان إعلانه الإسلام بمرارة بعد حربه الطويلة على الإسلام، واعتبر بعضهم هذا بمنزلة صدمة للألمان الذين كانوا يقرأون بلهفة ما ينشره بغزارة.
هنريك برودر عمره 61 سنة، الصحفي اليهودي المخضرم في مجلة دير شبيجل الألمانية ذو الشعبية الكبيرة، صاحب أكثر الكتب مبيعاً في ألمانيا عام 2007 بعنوان «هاي.. أوروبا تستسلم» وحاصل على جائزة الكتاب الألماني للعام.
إن هنريك برودر كاتب اشتهر بهجومه الشديد على الإسلام، وكان يحذر دائماً من خطر الإسلام على أوروبا، ومن أقوال هنريك برودر: لا أريد لأوروبا أن تستسلم للمسلمين، عندما يقول وزير العدل الألماني إنه من الممكن أن تكون الشريعة هي أساس القوانين، فعلى أوروبا السلام. وقوله: الإسلام أيديولوجية أصبحت أكثر وأكثر مرتبطة بالعداء للحياة العصرية الغربية، وقوله: أنصح الأوربيين الشباب بالهجرة، فأوروبا الآن لن تظل كذلك لأكثر من عشرين عاما قادمة.. أوروبا تتحول للإسلام الديموجرافي. وقوله: نحن نمارس بشكل غريب نوعا من الاسترضاء، رداً على أفعال الأصوليين الإسلاميين.
إن هنريك برودر هذا العدو اللدود للإسلام والمسلمين والمدافع عن أوربا العصية على الإسلام، في نهاية فبراير 2008م أصبح مسلماً وأصبح اسمه محمد هنريك برودر، وليس ذكر تلك القصة لإسلام هذا الرجل الإعلامي المعروف من باب الابتهاج بإسلامه، بقدر ما هي للتعرف على أسباب تحول هذا الكاتب بهذه الخلفية والفكر والتراث الكبير، وبعد هذا العمر إلى دين كان يهاجمه وينتقده طول مسيرة حياته.
يقول محمد برودر: لقد جاء إعلان إسلامي هذا نتيجة صراع داخلي مرير مع نفسي لسنين طويلة، فأنا لم أدع ديني ولكني عدت لديني وهو الإسلام دين الفطرة، أنا الآن أفتخر بأني عضو في أمة تعدادها مليار وثلاثمائة مليون إنسان في العالم معرضين للإهانة بشكل دائم، وتنجم عنهم ردود أفعال على تلك الإهانات، وأنا سعيد بالعودة إلى بيتي الذي ولدت فيه، لقد شاهدت العلاقات بين المسلمين وخصوصا من الناحية الجنسية، والطهارة والعفة والتواصل الاجتماعي الذي تفتقده أوربا، وكانت دافعاً كبيراً لي لكي أتحول إلى الإسلام دين رب العالمين، كما أن سياسة الكيل بمكيالين المتبعة في ألمانيا العلمانية، ليست بالأهمية بالنسبة لي.
وقد عدد الإعلامي الألماني هنريك برودر أسباباً كثيرة لإعلان إسلامه الذي فاجأ الألمان والأوربيين، في حديثه الحصري مع موقع العالم أون لاين تحت عنوان: صدمة الأسبوع.. هنريك برودر يتحول للإسلام.