أهلا وسهلا بك إلى منتديات أئمة الأوقاف المصرية .
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات أئمة الأوقافالخطبة الاسترشادية 24 شوال 1437هـ 29 يوليو 2016 وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالإثنين يوليو 25, 2016 8:24 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاليوم السابع / غلق باب التقديم لمسابقة الدعاه بعد غد الثلاثاء الموافق 26 يوليو 2016 وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالأحد يوليو 24, 2016 8:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافضوابط الاعتكاف لشهر رمضان 1437 هـ 2016 م وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:51 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعميم : عدم حضور أي دورات تدريبية إلا بتصريح من الأوقاف وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعليمات هامة للأئمة قبل شهر رمضان 1437 هـ 2016 م وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالإثنين مايو 30, 2016 6:46 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التسوية لوظيفة إمام وخطيب المجموعة الأولى وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالخميس أبريل 28, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء المرشحون أوئل القراءة الحرة لمرافقة بعثة الحج لهذا العام 1437هـ 2016 م وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:53 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التفتيش العام إبريل 2016 موِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:41 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافإلى اخي الأستاذ سعد غابة فضلا وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالجمعة أبريل 15, 2016 1:36 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاف وفاه كبير ائمه مركز زفتى غربيهوِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالسبت أبريل 02, 2016 6:49 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاففضيلة الشيخ زكريا السوهاجي وكيل وزارة الأوقاف بأسوان يفتتح مسجد الروضةوِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالسبت مارس 26, 2016 6:55 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتكليف د خالد حامد برئاسة لجنة الاتصال السياسي بالوزارة يعاونه الأستاذ مخلص الخطيب وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالسبت مارس 19, 2016 9:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافحوار فضيلة الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف مع جريدة الأهرام وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالجمعة مارس 18, 2016 12:06 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافافتتاح عشرة مساجد غدا الجمعه 18 مارس 2016 موِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالخميس مارس 17, 2016 11:50 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافالمطالبون بالتسوية بالمؤهل الجامعي عليهم التوجه لمديرياتهم فورا وآخر موعد غدا الثلاثاء وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالإثنين مارس 07, 2016 6:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاقتراح من فضيلة الشيخ عبد الناصر بليح بعمل انتخابات مجلس إدارة الصندوق بالمديريات أو بقطاعات ثلاثه وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:57 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافماذا تعرف عن صندوق نهاية الخدمةوِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافإعلان شغل وظائف بمديرية أوقاف بني سويف وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الذين سيحصلوا على الدرجات بوزاة الأوقاف لجميع العاملين بالوزارة 2016 وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:33 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة إيفاد القراء في شهر رمضان 1437هـ 2016 م وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالثلاثاء مارس 01, 2016 8:50 am من طرف

منتديات أئمة الأوقاف المصرية  :: الداعية جامع وجامعة :: التراجم

شاطر
وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالجمعة نوفمبر 26, 2010 3:48 am
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
الصورة الرمزية

يونس صابر

البيانات
عدد المساهمات : 99
نقاط : 166
تاريخ التسجيل : 14/06/2010
العمر : 52
العنوان : مديرية أوقاف القاهرة - شمال القاهرة
مكان العمل : امام وخطيب ومدرس

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Emptyالجمعة نوفمبر 26, 2010 3:48 am



وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ


بعد أن تَمَّتْ الْبَيْعَةِ لإبى بكر الصديق بِإِجْمَاعِ مَنْ الْمُهَاجِرِيْنَ وَالْأَنْصَارِ. كَانَتْ سِيَاسَتَهُ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ خَيْرٌ لِلْإِسْلامِ وَالْمُسْلِمِيِنَ وَ الْنَّاسِ كَافَّةً، أَوْجَزَهَا فِيْ كَلِمَةٍ قَالَهَا خَطِيْبا فِيْ مَسْجِدِ رَسُوْلِ الْلَّهِ بَعْدَ أَخْذِ الْبَيْعَةِ قَالَSad أَمَّا بَعْد أَيُّهَا الْنَّاس فَإِنِّي قَد وَلَّيْت عَلَيْكُم وَلَسْت بِخَيْرِكُم، فَإِن أَحْسَنْت فَأَعِيْنُوْنِي، وَإِن أَسَأْت فَقَوِّمُونِي، الْصِّدْق أَمَانَة وَالْكَذِب خِيَانَة، وَالْضَّعِيِف فِيْكُم قَوِي عِنْدِي حَتَّى أَرْجِع عَلَيْه حَقَه إِن شَاء الْلَّه، وَالْقَوِي فِيْكُم ضَعِيْف عِنْدِي حَتَّى آِخُذ الْحَق مَنْه إِن شَاء الْلَّه، لَايَدَع قَوْم الْجِهَاد فِي سَبِيِل الْلَّه إِلَا ضَرَبَهُم الْلَّه بِالذُّل، وَلَا تُشَيَّع الْفَاحِشَة فِي قَوْم إِلَا عَمَّهُم الْلَّه بَالَبَلاء، أَطِيْعُوْنِي مَاأَطَعَت الْلَّه وَرَسُوْلُه فَإِذَا عَصَيْت الْلَّه وَرَسُوْلَه فَلَا طَاعَة لِي عَلَيْكُم، قُوْمُوْا الَى صَلَاتِكُم يَرْحَمُكُم الْلَّه.ْ ). فهذه خُطْبَةُ شَامِلَةً جَامِعَةِ َتُعْتَبَر مِن عِيُوُن الْخَطْب الْاسْلامِيَّة عَلَى إِيُجَازِهَا فَقَد قَرَّر الْصِّدِّيق فِيْهَا قَوَاعِد الْعَدْل وَالْرَّحْمَة فِي الْتَّعَامُل بَيْن الْحَاكِم وَالْمَحْكُوْم وَرَكَز عَلَى أَن طَاعَة وَلِي الْأَمْر مُتَرَتِّبَة عَلَى طَاعَة الْلَّه وَرَسُوْلِه، وَنُص عَلَى الْجِهَاد فِي سَبِيِل الْلَّه لِأَهَمِّيَّتِه فِي إِعْزَاز الْأُمَّة، وَعَلَى اجْتِنَاب الْفَاحِشَة لِأَهَمِّيَّة ذَلِك فِي حِمَايَة الْمُجْتَمِع مِن الانْهِيَار وَالْفَسَاد
فقد بين الصديق مصدر التشريع فى قوله : (أَطِيْعُوْنِي مَاأَطَعَت الْلَّه وَرَسُوْلَه، فَإِن عَصَيْت الْلَّه وَرَسُوْلَه فَلَا طَاعَة لِي عَلَيْكُم ) فَمَصْدَر الْتَّشْرِيع عِنْد الْصِّدِّيق : الْقُرْآَن الْكَرِيْم والْسُّنَّة النبوية الْمُطَهَّرَة ) , ثم بين الصديق وأقر أنه من حق الأمة بل الواجب عليها : الْمُنَاصَرَة وَالْمُنَاصَحَة وَالْمُتَابَعَة وَالْتَّقْوِيْم للحاكم أو الخليفة يفهم ذلك من خلال قوله : (فَإِن أَحْسَنْت فَأَعِيْنُوْنِي وَإِن أَسَأْت فَقَوِّمُونِي ) فَالْوَاجِب عَلَى الْرَّعِيَّة نُصْرَة الْإِمَام الْحَاكِم بِمَا أَنْزَل الْلَّه ، وَمِن نُصْرَة الْامَام أَلَا يُهَان، وَ أَن يَحْتَرِم، وَأَن يُكَرِّم . قَال رَسُوْل الْلَّه صلى الله عليه وسلم : (إِن مِن إِجْلَال الْلَّه تَعَالَى: إِكْرَام ذِي الْشَّيْبَة الْمُسْلِم، وَحَامِل الْقُرْآَن غَيْر الْمُغَالِي فِيْه وَالْجَافِي عَنْه، وَإِكْرَام ذِي الْسُّلْطَان الْمُقْسِط) ، وَالْأُمَّة وَاجِب عَلَيْهَا أَن تُنَاصِح وُلَاة أَمْرِهَا قَال صلى الله عليه وسلم : (الْدِّيْن الْنُّصْحِيَّة – ثَلَاثَا - ) قَال الْصَّحَابَة: لِمَن يَارَسُوْل الْلَّه؟ قَال: (لِلَّه -عَز وَجَل - وَلِكِتَابِه وَلِرَسُوْلِه وَلِأَئِمَّة الْمُسْلِمِيْن وَعَامَّتِهِم) , ثم أقر الصديق القواعد التى لابد أن يبنى عليها الحكم والخلافة وهى : الْشُّوْرَى وَالْعَدْل، وَالْمُسَاوَاة وَالْحُرِّيَّات من خلال قوله (الْضَّعِيِف فِيْكُم قَوِي عِنْدِى حَتَّى أَرْجِع عَلَيْه حَقَه إِن شَاء الْلَّه وَالْقَوِي فِيْكُم ضَعِيْف حَتَّى آِخُذ الْحَق مَنْه إِن شَاء الْلَّه ) إِن إِقَامَة الْعَدْل بَيْن الْنَّاس أَفْرَادَا وَجَمَاعَات وَدُوَلا، لَيْسَت مِن الْأُمُوْر الْتَّطَوُّعِيَّة الَّتِي تُتْرَك لَمْزَاج الْحَاكِم أَو الْأَمِيْر وَهَوَاه، بَل إِن إِقَامَة الْعَدْل بَيْن الْنَّاس فِي الْدِّيْن الْإِسْلَامِي تَعْد مِن أَقْدَس الْوَاجِبَات وَأَهَمُّهَا، وَقَد أَجْمَعَت الْأُمَّة عَلَى وُجُوْب الْعَدْل قَال الْفَخْر الْرَّازِي -رَحِمَه الْلَّه - أَجْمَعُوَا عَلَى أَن مَن كَان حَاكِما وَجَب عَلَيْه أَن يَحْكُم بِالْعَدْل . وَهَذَا الْحُكْم تُؤَيِّدُه الْنُّصُوص الْقُرْآنِيَّة وَالْسَّنَة الْنَّبَوِيَّة . لَقَد أَوْجَب الْإِسْلام عَلَى الْحُكَّام أَن يُقِيْمُوْا الْعَدْل بَيْن الْنَّاس دُوْن الْنَّظَر إِلَى لُغَاتِهِم أَو أَوْطَانِهِم أَو أَحْوَالِهِم الْإِجْتِمَاعِيَّة فَهُو يَعْدِل بَيْن الْمُتَخَاصِمِين وَيْحَكُم بِالْحَق، وَلايهمُّه أَن يَكُوْن الْمَحْكُوْم لَهُم أَصْدِقَاء أَو أَعْدَاء، أَغْنِيَاء أَو فُقَرَاء عَمَّالا أَو أَصْحَاب عَمِل ، قَال تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِيْن ءَامَنُوا كُوْنُوْا قَوَّامِيْن لِلَّه شُهَدَاء بِالْقِسْط وَلَا يَجْرِمَنَّكُم شَنَآَن قَوْم عَلَى أَلَا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُو أَقْرَب لِلْتَّقْوَى وَاتَّقُوا الْلَّه إِن الْلَّه خَبِيْر بِمَا تَعْمَلُوْن} (سُوْرَة الْمَائِدَة، آَيَة:Cool . لَقَد كَان الْصِّدِّيق قُدْوَة فِي عِدْلِه يَأْسِر الْقُلُوْب وَيَبْهَر الْأَلْبَاب، فَالْعَدْل فِي نَظَرِه دَعْوَة عَمَلِيَّة لِلْإِسْلَام فِيْه تُفْتَح قُلُوْب الْنَّاس لِلْإِيْمَان، لَقَد عَدْل بَيْن الْنَّاس فِي الْعَطَاء، وَطَلَب مِنْهُم أَن يَكُوْنُوْا عَوْنَا لَه فِي هَذَا الْعَدْل، وَعَرَض الْقِصَاص مِن نَفْسِه فِي وَاقِعَة تَدُل عَلَى الْعَدْل وَالْخَوْف مِن الْلَّه سُبْحَانَه ، فَعَن عَبْدِالْلَّه بْن عَمْرِو بْن الْعَاص: أَن أَبَا بَكْر الْصِّدِّيق قَام يَوْم جُمُعَة فَقَال: إِذَا كُنَّا بِالْغَدَاة فَأَحْضَرُوا صَدَقَات الْإِبِل نُقَسِّمُهَا، وَلَايَدْخُل عَلَيْنَا أَحَد إِلَا بِإِذْن، فَقَالَت امْرَأَة لِزَوْجِهَا خُذ هَذَا الْخُطَام لَعَل الْلَّه يَرْزُقُنَا جُمَلَا، فَأَتَى الْرَّجُل فَوَجَد أَبَا بَكْر وَعُمَر رَضِي الْلَّه عَنْهُمَا قَد دَخَلَا إِلَى الْإِبِل فَدَخَل مَعَهُمَا، فَالْتَفَت أَبُو بَكْر فَقَال: مَا أَدْخَلَك عَلَيْنَا؟ ثُم أَخَذ مِنْه الْخُطَام فَضَرَبَه، فَلَمَّا فَرَغ أَبُو بَكْر مِن قَسِم الْإِبِل دَعَا الْرَّجُل فَأَعْطَاه الْخُطَام وَقَال: اسْتَقِد .. فَقَال عُمَر: وَالْلَّه لايَسْتَقَد وَلَاتَجْعَلْهَا سُنَّة، قَال أَبُو بَكْر فَمَن لِي مِن الْلَّه يَوْم الْقِيَامَة؟ قَال عُمَر: أَرْضِه، فَأَمَر أَبُو بَكْر غُلَامَه أَن يَأْتِيَه بِرَاحِلَة وَرَحْلُهَا وَقَطِيْفَة وَخَمْسَة دَنَانِيِر فَأَرْضَاه بِهَا .
وَأَمَّا مَبْدَأ الْمُسَاوَّاة الَّذِي أَقَرَّه الْصَّدِّيْق فِي بَيَانِه الَّذِي أَلْقَاه عَلَى الْأُمَّة، فَيُعَد أَحَد الْمَبَادِئ الْعَامَّة الَّتِي أَقَرَّهَا الْإِسْلَام قال تعالى {يَاأَيُّهَا الْنَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَر وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُم شُعُوْبا وَقَبَائِل لِتَعَارَفُوَا إِن أَكْرَمَكُم عِنْد الْلَّه أَتْقَاكُم إِن الْلَّه عَلِيِّم خَبِيْر} (سُوْرَة الْحُجُرَات، آَيَة:13). إِن الْنَّاس جَمِيْعَا فَي نَظَر الْإِسْلَام سَوَاسِيَة، الْحَاكِم وَالْمَحْكُوْم، الْرِّجَال وَالْنِّسَاء، الْعَرَب وَالْعَجَم، الْأَبْيَض وَالْأَسْوَد، لَقَد أَلْغَى الْإِسْلَام الْفَوَارِق بَيْن الْنَّاس بِسَبَب الْجِنْس وَالْلَّوْن أَو الْنَّسَب أَو الْطَّبَقَة، وَالْحُكَّام وَالْمَحْكُوْمُوْن كُلُّهُم فِي نَظَر الْشَّرْع سَوَاء ، فَكَان رضى الله عنه يُنْفِق مِن بَيْت مَال الْمُسْلِمِيْن فَيُعْطِي كُل مَافِيْه سَوَاسِيَة بَيْن الْنَّاس ، وَقَد نَاظِر الْفَارُوْق عُمَر أَبَا بَكْر فِي ذَلِك فَقَال: أَتُسَوِّي بَيْن مَن هَاجَر الْهِجْرَتَيْن وَصَلَّى إِلَى الْقِبْلَتَيْن، وَبَيْن مَن أَسْلَم عَام الْفَتْح؟ فَقَال أَبُو بَكْر: إِنَّمَا عَمِلُوٓا لِلَّه، وَإِنَّمَا أُجُوَرُهُم عَلَى الْلَّه، وَإِنَّمَا الْدُّنْيَا بَلَاغ لِلْرَّاكِب. وَرَغْم أَن عُمَرغُيِّر فِي طَرِيْقَة الْتَّوْزِيع فَجَعَل الْتَّفْضِيْل بِالْسَّابِقَة إِلَى الْإِسْلَام وَالْجِهَاد إِلَا أَنَّه فِي نِهَايَة خِلَافَتِه قَال: لَو اسْتَقْبَلْت مِن أَمْرِي مَااسْتَدْبَرْت لَرَجَّعْت إِلَى طَرِيْقَة أَبِي بَكْر فَسَوَّيْت بَيْن الْنَّاس . لَقَد اتَّبَع ابُو بَكْر الْمَنْهَج الْرَّبَّانِي فِي إِقْرَار الْعَدْل، وَتَحْقِيْق الْمُسَاوَاة بَيْن الْنَّاس وَرَاعَى حُقُوْق الضُّعَفَاء , لَقَد قَام الْصِّدِّيق مُنْذ أَوَّل لَحْظَة بِتَطْبِيق هَذِه الْمَبَادِئ الْسَّامِيَة، فَقَد كَان يُدْرِك أَن الْعَدْل عَز لِلْحَاكِم وَالْمَحْكُوْم، وَلِهَذَا وَضَع الْصِّدِّيق سِيَاسَتَه تِلْك مَوْضِع الْتَّنْفِيْذ وَهُو يُرَدِّد قَوْلُه تَعَالَى: {إِن الْلَّه يَأْمُر بِالْعَدْل وَالْإِحْسَان وَإِيْتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَر وَالْبَغْي يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرُوْن} (سُوْرَة الْنَّحْل، آَيَة:90). ، فَالضَّعِيْف آَمَن عَلَى حَقِّه، وَكَلَه يَقِيْن أَن ضَعْفِه يَزُوْل حِيْنَمَا يَحْكُم الْعَدْل، فَهُو بِه قَوِي لَايَمْنَع حَقَّه وَلَايُضَيِّع، وَالْقَوِي حِيْن يُظْلَم يَرْدَعُه الْحَق، وَيَنْتَصِف مِنْه لِلْمَظْلُوْم، فَلَا يَحْتَمِي بِجَاه أَو سُلْطَان أَو قَرَابَة لَّذِي سَطْوَة أَو مَكَانَة، وَذَلِك هُو الْعِز الْشَّامِخ، وَالتَّمْكِيْن الْكَامِل فِي الْأَرْض .
وَمَا أَجْمَل مَاقَالَه أهل العلم : إِن الْلَّه يَنْصُر الْدَّوْلَة الْعَادِلَة وَإِن كَانَت كَافِرَة وَلايَنَصر الْدَّوْلَة الْظَّالِمَة وَلَو كَانَت مُسْلِمَة ،. بِالْعَدْل تُسْتَصْلَح الْرِّجَال، وَتَستَغْزر الْأَمْوَال .
ثم أُعْلِن الْصِّدِّيق مَبْدَأ أَسَاسِيَّا تَقُوْم عَلَيْه خَطَّتْه فِي قِيَادَة الْأُمَّة وَهُو: أَن الْصِّدْق بَيْن الْحَاكِم وَالْأُمَّة هُو أَسَاس الْتَّعَامُل : ( الْصِّدْق أَمَانَة وَالْكَذِب خِيَانَة ) ماتزما بقوله تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِيْن ءَامَنُوا اتَّقُوْا الْلَّه وَكُوْنُوْا مَع الْصَّادِقِيْن} (سُوْرَة الْتَّوْبِة، آَيَة:119) وََقَوْل رَسُوْل الْلَّه : ثَلَاثَة لَايُكَلِّمُهُم الْلَّه يَوْم الْقِيَامَة وَلَايُزَكِّيِهِم وَلَايَنْظُر إِلَيْهِم وَلَهُم عَذَاب أَلِيْم: شَيْخ زَان وَمَلِك كَذَّاب وَعَائِل مُسْتَكْبِر . ، فَالْحَاكِم الْكَذَّاب هُو ذَلِك الْوَكِيْل الْخَائِن الَّذِي يَأْكُل خُبْز الْأُمَّة ثُم يَخْدَعُهُا،
ثم َالْصِّدِّيق يُذْكَر الْأُمَّة بِقَوْل الْنَّبِي صلى الله عليه وسلم Sad لَم تُظْهِر الْفَاحِشَة فِي قَوْم قَط حَتَّى يُعْلِنُوْا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيْهِم الْطَّاعُون وَالْأَوْجَاع الَّتِي لَم تَكُن مَضَت فِي أَسْلَافِهِم الَّذِيْن مَضَوْا...) فأعلن قائلا : ( وَلاتَشِيع الْفَاحِشَة فِي قَوْم إِلَا عَمَّهُم الْلَّه بَالَبَلاء ) لإِن عَلَّاقَة الْأَخْلاق بِقِيَام الْدُّوَل وَظُهُوْر الْحَضَارَة عَلَاقَة ظَاهِرَة، فَإِن فَسَدَت الْأَخْلاق، وَخُرِّبَت الْذِّمَم، ضَاعَت الْأُمَم، وَعَمُّهَا الْفَسَاد وَالْدَّمَار .. فَالْحَاكِم الْتَّقِي الذَّكِي الْعَادِل هُو الَّذِي يُرَبِّي أُمَّتَه عَلَى الْأَخْلاق الْقَوِيمَة لِأَنَّه حِيْنَئِذ سَيَقُوْد شَعْبَا أَحَس طَعِم الْآدَمِيَّة، وَجَرَى فِي عُرُوْقِه دَم الْإِنْسَانِيَّة.. ..أما إذا أَشَاع الحاكم الْفَاحِشَة فِي رعيته وَعَمِل عَلَى حِمَايَتَهَا بِالْقُوَّة وَالْقَانُوْن، وَحَارَب الْقِيَم وَالْأَخْلَاق الْحَمِيْدَة وَدَفْع بِقَوْمِه إِلَى مُسْتَنْقَعَات الْرَّذِيْلَة لِيُصْبِحُوْا كَالْحَيَوَانَات الْضَّالَّة ، لَاهُم لَهَا إِلَا الْمَتَاع، وَالْزِّيْنَة الْخَادِعَة، فَيُصْبِحُوْا بَعْد ذَلِك أَقْزَامَا، قَد وَدَّعُوْا الْرُجُولَة وَالَشَّهَامَة وَيُصَدِّق فِيْهِم قَوْل الْلَّه تَعَالَى: {وَضَرَب الْلَّه مَثَلا قَرْيَة كَانَت ءَامِنَة مُطْمَئِنَّة يَأْتِيَهَا رِزْقُهَا رَغَدا مِن كُل مَكَان فَكَفَرَت بِأَنْعُم الْلَّه فَأَذَاقَهَا الْلَّه لِبَاس الْجُوْع وَالْخَوْف بِمَا كَانُوْا يَصْنَعُوْن} (سُوْرَة الْنَّحْل، آَيَة:112) .
أَرَادَ الْصِّدِّيقِ أَنَّ يُنْفِذُ الْسِيَاسَةِ الَّتِيْ رَسَمَهَا لِدَوْلَتِهِ وَاتَّخَذَ مِنَ الْصَّحَابَةِ الْكِرَامِ أَعْوَانَا يُسَاعِدُوْنَهُ عَلَىَ ذَلِكَ ، فَجَعَلَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ أَمِيْنٌ هَذِهِ الْأُمَّةِ (وَزِيَرِ الْمَالِيَّةِ) فَأَسْنَدَ إِلَيْهِ شُؤُوْنِ بَيْتِ الْمَالِ، وَتَوَلَّى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْقَضَاءِ (وَزَارَةُ الْعَدْلِ) وَبَاشَرَ الْصِّدِّيقِ الْقَضَاءِ بِنَفْسِهِ أَيْضا، وَتَوَلَّى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الْكِتَابَةِ (وَزَيْرٌ الْبَرِيدِ وَالْمُوَاصَلَاتِ) وَأَحْيَانا يُكْتَبُ لَهُ مِنْ يِكُوْنُ حَاضِرْ مِنْ الْصَّحَابَةِ كَعَلِيٍّ بْنِ أَبِيْ طَالِبٍ أَوْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُمْ ، وَأَطْلَقَ الْمُسْلِمُوْنَ عَلَىَ الْصِّدِّيقِ لُقِّبَ خَلِيْفَةً رَسُوْلُ الْلَّهِ وَرَأَى الْصَّحَابَةِ ضَرُوْرَةٍ تَفْرِيْغِ الْصِّدِّيقِ لِلْخِلَافَةِ، فَقَدْ كَانَ أَبُوْ بَكْرٍ رَجُلا تَاجِرا يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَىَ الْسُّوْقِ فَيَبِيْعُ وَيَبْتَاعَ فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ أَصْبَحَ غَادِيّا إِلَىَ الْسُّوْقِ وَعَلَىَ رَقَبَتِهِ أَثْوَابٌ يَتَّجِرُ بِهَا، فَلَقِيَهُ عُمَرُ وَأَبُوْ عُبَيْدَةَ فَقَالَا: أَيْنَ تُرِيْدُ يَاخَلِيْفَةَ رَسُوْلُ الْلَّهِ؟ قَالَ: الْسُّوْقِ. قَالَا: تَصْنَعُ مَاذَا وَقَدْ وَلِيَتِ أُمُوْرِ الْمُسْلِمِيْنَ؟ قَالَ: فَمَنْ أَيْنَ أُطْعِمُ عِيَاليّ؟ فَقَالَاSadانْطَلِقْ مَعَنَا حَتَّىَ نَفْرِضُ لَكَ شَيْئا. فَانْطَلَقَ مَعَهُمَا فَفَرَضُوا لَهُ كُلَّ يَوْمٍ شَطْرَ شَاهَ ، وَجَاءَ فِيْ الْرِّيَاضِ الْنُّضْرَةَ أَنْ رَزَقَهُ الَّذِيْ فَرَضَوْهُ لَهُ خَمْسُوْنَ وَمِائَتَا دِيْنَارٍ فِيْ الْسَّنَةِ وَشَاةٍ يُؤْخَذُ مِنْ بَطْنِهَا وَرَأْسُهَا وَأَكَارِعِهَا، فَلَمْ يَكُنْ يَكْفِيْهِ ذَلِكَ وَلاعِيالِهُ، قَالُوْا وَقَدْ كَانَ قَدْ أَلْقَىَ كُلُّ دِيْنَارٍ وَدِرْهَمٌ عِنْدَهُ فِيْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِيْنَ، فَخَرَجَ إِلَىَ الْبَقِيعِ فَتُصافَقَ (بَايَعَ) فَجَاءَ عُمَرُ فَإِذَا هُوَ بِنِسْوَةٍ جُلُوْسٌ، فَقَالَSadمَاشَأَنكُنَ؟) قُلْنَ: نُرِيْدُ خَلِيْفَةً رَسُوْلُ الْلَّهِ يَقْضِيَ بَيْنَنَا، فَانْطَلَقَ فَوَجَدَهُ فِيْ الْسُّوْقِ فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَقَالَSadتَعَالَىْ هَاهُنَا). فَقَالَ: لَاحَاجَةَ لِيَ فِيْ إِمَارَتِكُمْ ، رُزِقْتُمُوْنِيّ مَالايَكْفِيْنِيّ وَلاعِيَالِيّ قَالَSad فَإِنَّا نَزِيْدُكَ). قَالَ أَبُوْ بَكْرٍSadثَلَاثُمِائَةٍ دِيْنَارٍ وَالْشَّاةُ كُلَّهَا) قَالَ عُمَرُ: أَمَّا هَذَا فَلَا، فَجَاءَ عَلِيٌّ وَهُمَا عَلَىَ حَالِهِمَا تِلْكَ ، قَالَSadأَكْمَلَهَا لَهُ) قَالَSadتَرَىَ ذَلِكَ؟) قَالَ: نَعَمْ، قَالَSadقَدْ فَعَلْنَا) وَانْطَلَقَ أَبُوْبَكْرٍ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ الْنَّاسُ فَقَالَ: (أَيُّهَا الْنَّاسُ إِنَّ رِزْقِيْ كَانَ خَمْسِيْنَ وَمِائَتَيْ دِيْنَارٍ وَشَاةٍ يُؤْخَذُ مِنْ بَطْنِهَا وَرَأْسُهَا وَأَكَارْعَهَا وَإِنْ عُمَرَ وَعَلِيَّا كَمَّلا لِيَ ثَلَاثُمِائَةِ دِيْنَارٍ وَالْشَّاةُ أَفَرَضِيتُمْ؟ قَالَ الْمُهَاجِرُوْنَSadالْلَّهُمَّ نَعَمْ قَدْ رَضِيْنَا)
سَارَ الْصَّدِّيْقِ فِيْ بِنَاءِ دَوْلَةً الْإِسْلَامِ بِجِدٍّ وَنَشَاطِ وَاهْتَمَّ بِالْبِنَاءِ الْدَّاخِلِيِّ، وَلَمْ يَتْرُكْ أَيُّ ثُغْرَةِ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِيْ ذَلِكَ الْبِنَاءِ الْشَّامِخِ الَّذِيْ تَرَكَهُ رَسُوْلُ الْلَّهِ ، فَاهْتَمَّ بِالْرَّعِيَّةِ وَلَهُ مَوَاقِفُ مُشَرِّفَةً فِيْ هَذَا الْبَابِ، وَأَعْطَىَ لِلْقَضَاءِ اهْتِمَامَا خَاصَّا، وَتَابَعَ أَمْرِ الْوُلَاةِ وَسَارَ عَلَىَ الْمَنْهَجِ الْنَّبَوِيِّ الْكَرِيْمِ
عَاشَ الْصِّدِّيقِ بَيْنَ الْمُسْلِمِيْنَ كَخَلِيفَةٍ لِرَسُوْلِ الْلَّهِ ، فَكَانَ لَايُتْرَكُ فُرْصَةً تَمُرُّ إِلَّا عَلِمَ الْنَّاسُ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوْفِ وَنَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَكَانَتْ مَوَاقِفِهِ تُشِعّ عَلَىَ مَنْ حَوْلَهُ مِنَ الْرَّعِيَّةِ بِالْهُدَىَ وَالْإِيْمَانَ وَالْأَخْلاقِ فَمَنِ هَذِهِ الْمَوَاقِفِ:
كَانَ قَبْلَ الْخِلَافَةِ يُحْلَبُ لِلْحَيِّ أَغْنَامُهُمْ، فَلَمَّا بُوْيِعَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ قَالَتْ جَارِيَةٌ مِنْ الْحَيِّ: الْآَنَ لايُحَلّبُ لَنَا مَنَايَحُ (أَغْنَامٍ) دَارِنَا فَسَمِعَهَا أَبُوْ بَكْرٍ فَقَالَ: لَعَمْرِيَ لَأَحْلُبَنَّهَا لَكُمْ، وَإِنِّيَ لَأَرْجُوُ أَلَا يُغَيِّرَنَّيْ مادَخَلتُ فِيْهِ عَنْ خُلُقِ كُنْتُ عَلَيْهِ، فَكَانَ يُحْلَبُ لَهُنَّ .فَفِيْ هَذَا الْخَبَرِ بَيَانٌ شَيْءٍ مِنْ أَخْلَاقِ أَبِيْ بَكْرٍ الْصِّدِّيقِ ، فَهَذَا تَوَاضَعَ كَبِيْرٌ مِنَ رَجُلٌ كَبِيْرٌ، كَبِيْرٌ فِيْ سِنِّهِ، وَكَبِيْرٍ فِيْ مَنْزِلَتِهِ وَجَاهِهِ، حَيْثُ كَانَ خَلِيْفَةً الْمُسْلِمِيْنَ، وَكَانَ حَرِيْصَا عَلَىَ أَنْ لُاتِغَيّرْ الْخِلَافَةِ شَيْئا مِنْ مُعَامَلَتِهِ لِلْنَّاسِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ سَيَأْخُذُ عَلَيْهِ وَقْتا هُوَ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ، كَمَا أَنَّ هَذَا الْعَمَلَ يَدُلُّنَا عَلَىَ مِقْدَارِ تَقْدِيْرُ الْصَّحَابَةِ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُمْ لَأَعْمَالِ الْبَرِّ وَالْإِحْسَانِ وَإِنْ كَلَّفْتِهِمْ الْجَهْدَ وَالْوَقْتُ
إِنَّ مِنْ ثِمَارِ الْإِيْمَانِ بِالْلَّهِ تَعَالَىْ أَخْلَاقِ حَمِيْدَةٌ مِنْهَا خَلْقُ التَّوَاضُعَ الَّذِيْ تُجَسِّدُ فِيْ شَخْصِيَّةِ الْصَّدِّيْقِ فِيْ هَذَا الْمَوْقِفِ وَفِيْ غَيْرِهِ مِنَ الْمَوَاقِفِ وَكَانَ عِنْدَمَا يَسْقُطُ خِطَامُ نَاقَتِهِ يَنْزِلُ لِيَأْخُذَهُ فَيُقَالُ لَهُ: لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُنَاوِلُكَهُ، فَيَقُوْلُ: أَمَرَنَا رَسُوْلُ الْلَّهِ أَلَا نَسْأَلُ الْنَّاسِ شَيْئا ، لَقَدْ تَرَكَ لَنَا الْصِّدِّيقَ مِثَالَا حَيّا فِيْ فَهْمِ وَتَطْبِيْقِ خَلَقَ التَّوَاضُعَ ( َمَازَادَ الْلَّهِ عَبَدَا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزا، وَمَاتَواضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ الْلَّهُ) وَلَقَدْ دُفْعَهً هَذَا الْخَلْقُ إِلَىَ خِدْمَةٍ الْمُسْلِمِيْنَ وَبِخَاصَّةٍ أَهْلَ الْحَاجَةِ مِنْهُمْ وَالضُّعَفَاءِ فَعَنْ أَبِيْ صَالِحٍ الْغِفَارِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: كُنْتُ أَفْتَقِدُ أَبَا بَكْرٍ أَيَّامٍ خِلَافَتِهِ مَا بَيْنَ فَتْرَةٍ وَأُخْرَىَ، فَلَحِقْتُهُ يَوْما فَإِذَا هُوَ بِظَاهِرِ الْمَدِيْنَةِ ـ خَارِجَهَا ـ قَدْ خَرَجَ مُتَسَلِّلَا، فَأَدْرَكْتُهُ وَقَدْ دَخَلَ بَيْتا حَقِّيرا فِيْ ضَوَاحِيَ الْمَدِيْنَةِ، فَمَكَثْتُ هُنَاكَ مُدَّةً، ثُمَّ خَرَجَ وَعَادٍ إِلَىَ الْمَدِيْنَةِ، فَقُلْتُ: لَأَدْخُلَنَّ هَذَا الْبَيْتِ، فَدَخَلْتُ فَإِذَا امْرَأَةٌ عَجُوَزٌ عَمْيَاءُ وَحَوْلَهَا صِبْيَةٌ صِغَارٌ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ الْلَّهُ يَا أَمَةَ الْلَّهِ مَنْ هَذَا الْرَّجُلُ الَّذِيْ خَرَجَ مِنْكُمْ الْآَنَ؟ قَالَتْ: إِنَّهُ لَيَتَرَدَّدُ عَلَيْنَا، وَوَاللَّهِ إِنِّيَ لَا أَعْرِفُهُ، فَقُلْتُ: فَمَا يَفْعَلُ؟ فَقَالَتْ: إِنَّهُ يَأْتِيَ إِلَيْنَا فَيُكْنَسُ دَارَنَا، وَيُطْبَخُ عَشَاءَنَا، وَيُنَظِّفُ قُدُوْرَنَا، وَيَجْلِبُ لَنَا الْمَاءُ، ثُمَّ يَذْهَبُ، فَبَكَىّ عُمَرُ حِيْنَذَاكَ وَقَالَ: الْلَّهَ أَكْبَرُ، وَالْلَّهِ لَقَدْ أَتَعِبْتَ مِنْ بَعْدِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ.











توقيع : يونس صابر






الــرد الســـريـع
..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



وِقْفَةَ مَعَ خِلَافَة الصّديقِ رَضِىَ الْلَّهُ عَنْهُ Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة