أهلا وسهلا بك إلى منتديات أئمة الأوقاف المصرية .
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات أئمة الأوقافالخطبة الاسترشادية 24 شوال 1437هـ 29 يوليو 2016 الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالإثنين يوليو 25, 2016 8:24 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاليوم السابع / غلق باب التقديم لمسابقة الدعاه بعد غد الثلاثاء الموافق 26 يوليو 2016 الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالأحد يوليو 24, 2016 8:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافضوابط الاعتكاف لشهر رمضان 1437 هـ 2016 م الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:51 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعميم : عدم حضور أي دورات تدريبية إلا بتصريح من الأوقاف الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعليمات هامة للأئمة قبل شهر رمضان 1437 هـ 2016 م الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالإثنين مايو 30, 2016 6:46 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التسوية لوظيفة إمام وخطيب المجموعة الأولى الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس أبريل 28, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء المرشحون أوئل القراءة الحرة لمرافقة بعثة الحج لهذا العام 1437هـ 2016 م الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:53 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التفتيش العام إبريل 2016 مالهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:41 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافإلى اخي الأستاذ سعد غابة فضلا الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالجمعة أبريل 15, 2016 1:36 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاف وفاه كبير ائمه مركز زفتى غربيهالهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالسبت أبريل 02, 2016 6:49 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاففضيلة الشيخ زكريا السوهاجي وكيل وزارة الأوقاف بأسوان يفتتح مسجد الروضةالهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالسبت مارس 26, 2016 6:55 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتكليف د خالد حامد برئاسة لجنة الاتصال السياسي بالوزارة يعاونه الأستاذ مخلص الخطيب الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالسبت مارس 19, 2016 9:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافحوار فضيلة الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف مع جريدة الأهرام الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالجمعة مارس 18, 2016 12:06 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافافتتاح عشرة مساجد غدا الجمعه 18 مارس 2016 مالهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس مارس 17, 2016 11:50 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافالمطالبون بالتسوية بالمؤهل الجامعي عليهم التوجه لمديرياتهم فورا وآخر موعد غدا الثلاثاء الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالإثنين مارس 07, 2016 6:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاقتراح من فضيلة الشيخ عبد الناصر بليح بعمل انتخابات مجلس إدارة الصندوق بالمديريات أو بقطاعات ثلاثه الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:57 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافماذا تعرف عن صندوق نهاية الخدمةالهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافإعلان شغل وظائف بمديرية أوقاف بني سويف الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الذين سيحصلوا على الدرجات بوزاة الأوقاف لجميع العاملين بالوزارة 2016 الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:33 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة إيفاد القراء في شهر رمضان 1437هـ 2016 م الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالثلاثاء مارس 01, 2016 8:50 am من طرف

منتديات أئمة الأوقاف المصرية  :: الداعية جامع وجامعة :: الدوريات والكتب :: مقالات من الصحافة المصرية والعربية

شاطر
الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالجمعة ديسمبر 10, 2010 8:07 am
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المشرف العام
الرتبه:
الصورة الرمزية

الشيخ / أحمد عبد النبي

البيانات
عدد المساهمات : 1621
نقاط : 3184
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
العمر : 44
العنوان : تلبانه مركز المنصورة محافظة الدقهلية

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: الهجرة وإدارة الأزمات للدكتور إبراهيم أبو محمد الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالجمعة ديسمبر 10, 2010 8:07 am



الهجرة وإدارة الأزمات للدكتور إبراهيم أبو محمد


المصريون
د. إبراهيم أبو محمد | 09-12-2010 00:36

• ليأذن لى القارئ الكريم أن تكون هذه السلسة عن الهجرة مع بداية العام الهجرى الجديد بداية لدراسة شئ من سيرته صلى الله عليه وسلم خلال أربع مقالات تتكون من: مقدمة في مقال مستقل ، ووسطية في مقالين وخاتمة في مقال رابع .وبرغم أن المقالات الأربعة تندرج تحت عنوان واحد، إلا أنى لن أتحدث عن كيفية إدارة الأزمات من خلال الهجرة في المقال الأول حيث أجعله مقدمة وأرضية نبنى عليها معا رؤيتنا لحدث الهجرة .



• وسنلاحظ أن الحديث في واقعة هجرته صلى الله عليه وسلم مع صاحبه وحبيبه أبى بكررضي الله عنه، لم يأت نصا في الموضوع إلا بعد تسع سنين من حدث الهجرة نفسه .



• ومن المعروف أن هلال الدعوة قد ولد في مكة عندما شق النور " بإقرأ " حجب ليل الجاهلية، واستمرت أنواره قرابة ثلاث عشرة سنة هى عمر الدعوة في مكة ، خلالها كانت أيات الوحى تتنزل سلسلا من سلسل تبنى التوحيد عقيدةَ تستمد دليلها من الفطرة الإنسانية أولا ، ثم تستخدم مفردات الطبيعة ومنظومة الكون دليلا ينتشر في الآفاق، تشير إليه وتدل عليه وتستدل به منظومة الآيات الناطقة والتى تمثلت في 86 أو 87 سورة من سور القرآن الكريم نزلت في مكة، كلها اعتمدت العقل لتحاور ورفضت أن تعتمد القوة لتعيش .

• في مكة رغم الصعاب والعقبات ومحاولات طغيان الكفر المركب حجب الحقائق وتهديد الناس ومصادرة الحريات، بل وحتى مصادرة الأموال والحصار والمقاطعة وحرب التجويع والتهديد بالحديد والنار ، إلا أن أنوار الوحي بدأت دوائرها في الاتساع، فشكلت محيطا من القلوب المحبة دفعت ثمنا غاليا من التضحيات في سبيل دينها، أراد الباطل بجبروته أن يستأصلها وأن يقتلع من الأرض جذورها ، فكان جزاؤها الخلود في ذاكرة العقل الجمعي لكل المسلمين في الدنيا وإلى قيام الساعة ، ثم الخلود في مستقر هو أعلى وأغلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

• مَنْ من الناس لا يعرف آل ياسر، سمية وعمار؟ مَنْ من الناس لا يعرف بلالا وصهيبا وبقية الأبطال ؟ لكن التاريخ أشاح بوجهه عمن سجنوهم وعذبوهم وصادروا حرياتهم وحاولوا النيل من عزة إيمانهم وكرامة دينهم ، وإذا ذكرهم التاريخ فإنما يذكرهم متوشحين بالعار الذي لا ينفك عنهم يستجلب عليهم لعنات الله والملائكة والناس أجمعين .

• غباء الباطل وأذنابه يقف بهم عند حدود اللحظة الآنية حين تكون القوة بأيديهم ، لكنهم يغفلون عن امتداد الزمان ، ويغفلون عن تحول الأيام والدول، ويغفلون أيضا عن امتداد الحقائق التى تفضح مواقف العار ومواقعه ، والحوار الكارثي الذي يقع بين الأذناب وأسيادهم الذين سلطوهم على خلق الله وكأنهم كلاب ضالة وجائعة ومجنونة " { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا. وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا .رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } {الأحزاب66 ــ 68}

• كراهية الحق هنا لا مبرر لها ، ثم إنها نوع من الانتحار لأنها تقذف بأصحابها في قلب الجحيم الذي لا فكاك منه ولا خروج ؟ فكيف يقايض العقل ويقبل ؟ {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ .لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } الزخرف 77 ـــ 78

• في الحوار الكارثي يلقي كل من المأمور والآمر بالتبعة على الآخر في ثرثرة فارغة تشبه ثرثرة المجرم حين يحكم عليه بالإعدام فيهذى بكلام لا معنى له ويلقى بتبعة إجرامه على مجرم آخر قد نال عقابه أيضا .{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ .وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ }البقرة 166ـ 167

• بين الطغيان قديما وحديثا صلة قرابة ونسب غير شريف ، أحلامهم في البغي والتسلط واحدة، وعقولهم لا تعتبر بحقائق التاريخ ،وتتجاوز حدود الجغرافيا لتصل إلى كل أرض قابلة للطغيان والقهر والاستذلال ، تشابهت القلوب فتشابهت المواقف حتى تكاد يخيل إليك أن وصية شيطانية تجمع بينهم ، لكنها في الحقيقة طبائع الاستبداد. {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ }الذاريات53{

{أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ }الطور32



• كل هذه الحوادث تعيها الذاكرة ولا تنساها ، ويتذكرها العقل الجمعي للمسلمين كلما تشابهت المواقف ، وكأن صفة الطغيان واحدة لا تتغير على مدار العصور ، يتغير فقط أدوات التعذيب وآلياته والأذناب الذين ينفذون ، فهل يتذكرها عبيد المأمور الذين لاعقل لهم ؟ جاء في الحديث الشريف " عن هشام بن حكيم بن حزام -رضي الله عنه- أنه مر بالشام على أناس من الأنباط ، وقد أقيموا في الشمس ، وصُب على رؤوسهم الزيت!

فقال: ما هذا؟!!

قيل: يعذبون في الخراج!

فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:

)إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا (

فدخل على الأمير فحدثه ، فأمر بهم فخلوا .

رواه مسلم وأبو داود وغيرهما ، ويستفاد من الحديث أن تعذيب الناس من الكبائر ، لأن الشارع رتب عليه الوعيد والعذاب يوم القيامة ، بل أشد الناس عذابا.

فهل يٌقَدّر هؤلاء حجم ما يقومون به من كوارث حين يدفعون الشرفاء لترك أوطانهم والهجرة بعيدا عن مسقط الرأس ومحضن الطفولة وموطن الذكريات ..؟



• بالطبع يتعرض المرء لأزمة نفسية وعصبية كبرى عندما يرغم على ترك الوطن والأهل والمال وذلك بالطبع نوع من التعذيب النفسي الذي يفوق في أثره وتدميره العذاب الجسدى .



• وعندما قرر النبي صلى الله عليه وسلم أنه : « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِى سِرْبِهِ مُعَافًى فِى جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا » كان صلى الله عليه وسلم وهو الخبير بالنفوس يقرر حقيقة مركوزة في النفس البشرية.



• غير أن أحداث الحياة لا تسير على وتيرة واحدة ، وأحوال الدنيا لا تستقر على وضع واحد ، وهنالك من الرجال من حملوا أمانة البلاغ ورسالة الخير إلى الناس عامة ، وهؤلاء غالبا ما تصطدم رسالتهم بكل أشكال الطغيان والقهر واستذلال العباد ، إذ أن لب رسالتهم تحرير إرادة الإنسان ليقرر بنفسه مصير ذاته ، وذلك ما يسلبه الطغيان ويعدو عليه القهر ، فالطاغية يذيب الكل في شخصه هو ، وأصحاب الرسالات هم أكثر من يتعرضون لهذا الاختبار القاسى ، ومبادئهم ليست للبيع ولن تكون يوما ما موضع مساومة.



• ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا رفيعا ورائعا في الوفاء للمبدأ حين استعلى بدينه على عوامل الرغبة والرهبة، وأعلن في وضوح تام أنه لن يفرط فيه ولن يتخلى عنه ولو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في يساره حتى يظهره الله أو يهلك دونه.

• إصرار جدير بالإعجاب والتقدير من أصدقاء المبدأ ورفاق القضية ومن أعدائه والمخالفين له على حد سواء.



• وهذا الإصرار الرائع هو الذي دفع عمه أبا طالب ليدرك من خلال مواقف ابن أخيه أنها عقيدة لا تباع بملء الأرض ذهبا، ولن يتخلى عنها صاحبها ولو بدل من سعة الأرض قضبان السجن أو حتى مقصلة الموت، فلن يتحول متاجرا بها أو مساوما بمبادئها على كل حال .



• قالها النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبى طالب عندما أبدى الأخير أنه قد كبرت سنه وضعفت قوته وقد جاءه قومه يطلبون منه أن يكف عنهم ابن أخيه أو ينازلونه حتى يهلك أحد الفريقين .



• ومن ثم كانت الهجرة لونا من ألوان الابتلاء دفعت إليه طبيعة الاستبداد لدى الطغاة من كفار قريش حيث مارسوا التعذيب والهزء والسخرية مع أشرف الناس وأصدقهم وأعلاهم أمانة بشهادتهم هم. ذلك هو الوجه الأول في هذ الابتلاء .



• الوجه الثاني في هذا الابتلاء ترك الوطن والأهل والمال .



وترك الوطن مسألة ليست سهلة ولا هي هينة،

يقول الشاعر أحمد شوقي:

وللأوطان في دم كل حر *** يد سلفت ودين مستحق

ومن يسقى ويشرب بالمنايا *** إذا الأحرار لم يسقوا ويسقوا

ولا يبني الممالك كالضحايا *** ولا يدني الحقوق ولا يحق

ففي القتلى لأجيال حياة *** وفي الأسرى فدى لهم وعتق

وللحـرية الحمـراء باب *** بكل يد مضرجة يدق



ويقول .

وطني لو شـغلت بالخـلد عنه ........نازعـتني إلـيه في الخـلد نفسي .

لكن ذلك كله يهون إذا كان الثمن هو سلامة العقيدة.



• وهنا نلحظ أن مفهوما جديدا للوطنية قد تولد في ظل العقيدة وهذا المفهوم لم يحتبس في قطعة من الأرض او حقبة من الزمن أو عصبية جنس أو استعلاء بعشيرة ، إنما هو مفهوم تجاوز هذه الحدود ووصل إلى مدى أبعد،



• هذا المدى يشمل كل أرض يمارس فيها المسلم حريته في العبادة ويعيش فيها مستقل الإرادة مستقل القرار

وهذا ما جعل الشاعر يقول :

ولست أدري سوى الإسلام لي وطن ....الشـام فـيه ووادي النـيل سـيان

وكـلما ذكــر اسـم الله في بلـد ...........زجعـلت أوطـانه من لب أوطــاني

: ياعباد الذين آمنواإن أرضي واسعة فإياي فاعبدون :

ما علاقة العبادة بسعة الأرض ؟ المعنى إذا لم يتيسر لكم العبادة في أرض وصودرت فيها حريتكم فارتحلوا عنها إلى أرض أخرى وأرض الله واسعة .



• تلك مقدمة أردت بها أن أمهد للدخول في موضوع الهجرة، ويمكننا أن نتصور مدى المعناة حين نستعرض كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة مهاجرا فقال : والله إنى لأعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله، وأحب بلاد الله إلي ّ، ولولا أن قومك أخرجونى ما خرجت "



• لم تكن الهجرة إذا ً انتقالا من مكان إلى مكان وإنما كانت انتقالا



من حال إلى حال، فإذا سافرت ومعك الهم فأنت مقيم لم تبرح .



• رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية





الموضوع الأصلي : الهجرة وإدارة الأزمات للدكتور إبراهيم أبو محمد // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: الشيخ / أحمد عبد النبي






توقيع : الشيخ / أحمد عبد النبي





الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس يناير 20, 2011 11:11 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المشرف العام
الرتبه:
الصورة الرمزية

الشيخ / أحمد عبد النبي

البيانات
عدد المساهمات : 1621
نقاط : 3184
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
العمر : 44
العنوان : تلبانه مركز المنصورة محافظة الدقهلية

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: الهجرة وإدارة الأزمات للدكتور إبراهيم أبو محمد الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس يناير 20, 2011 11:11 pm



الهجرة وإدارة الأزمات للدكتور إبراهيم أبو محمد


الهجرة وإدارة الأزمات (2/4)





أزمة الهجرة وسؤال الأزمة
قبل الدخول في حقل تطبيق النصوص على مجالها في الواقع لا بد لنا من تعريف الأزمة .
• الأزمة crisis ” ” هي خلل مفاجئ نتيجة لأوضاع غير مستقرة يترتب عليها تطورات غير متوقعة نتيجة عدم القدرة على احتوائها من قبل الأطراف المعنية وغالبا ما تكون بفعل الإنسان "
الأزمة هي حالة توتر ونقطة تحول تتطلب قرارا ينتج عنه مواقف جديدة سلبية كانت أو إيجابية تؤثر على مختلف الكيانات ذات العلاقة"
• الإدارة بالأزمات: Management by Crisis
الإدارة بالأزمات:" هي فعل يهدف إلى توقف أو انقطاع نشاط من الأنشطة أو زعزعة استقرار وضع من الأوضاع بهدف إحداث تغيير في هذا النشاط أو الوضع لصالح مدبره "

• وإدارة الأزمات: تعنى العمل على تجنب تحول النزاع إلى صراع شامل بتكلفة مقبولة لا تتضمن التضحية بمصلحة أو قيمة جوهرية ، ويقصد بالنزاع هنا أي نزاع ينشأ على أي مستوى من مستويات العلاقة الإنسانية وفي أي مجال من مجالاتها "
وتكمن براعة القيادة في تصور إمكانية تحويل الأزمة وما تحمله من مخاطر إلي فرصة لإطلاق القدرات الإبداعية التي تستثمر الأزمة كفرصة لإعادة صياغة الظروف وإيجاد الحلول السديدة "ولا شك أن التوجه الإيجابي يهيئ لإدارة الأزمة التفاعل الحي والمبدع مع التحدى الكبير الذي تواجهه بالقدر الذي يحكمها من تحويل الخطر إلي فرصة يمكن استثمارها وتحويل إحباطات المحنة إلى مناخ يحفز فعاليات الجهود الإبداعية "

• على ضوء تلك التعريفات علينا تحديد الأزمة وصفا وحقيقة في حياتنا المعاصرة ، وهل فعلا لدينا أزمة ؟ أم أن كل شئ على ما يرام...؟

• كتبة الأنظمة وسدنة إعلامهم يجتهدون في تصوير الواقع بأنه وردى ، وأن الحياة بمبية اللون، ويستدلون على ذلك بزيادة عدد الموبايل فون وزيادة استيراد السيارات، ومن ثم فالناس يعيشون في التبات والنبات وينجبون صبيانا وبنات، كما يقول كتبة الأمن والطبقة المخملية ؟
فهل هنالك أزمة فعلا ؟

• الواقع ينطق صارخا بأننا نعيش عصر الأزمات بالجمع لا بالمفرد.
وقبل الدخول في الموضوع عرضا وتحليلا نود أن نسأل سؤالا مشروعا يتصل بالواقع، لماذا كانت الهجرة؟ ولماذا يهاجر الإنسان اًصلا ويترك وطنه وأهله ويتخلى عن كل الروابط التى جمعته بالمكان والزمان والناس ؟ ما الأشياء التى تجعل الوطن يضيق بأهله؟
هل الضيق في المساحة المكانية أو الجغرافية ومن ثم الضيق في مصادرالثروة هو الدافع إلى الهجرة ؟
أم هو الضيق في الأزمة الأخلاقية التى نشأ منها الفساد والاحتكار والاستغلال وإساءة استعمال الثروة ، وإساءة استعمال السلطة واستغلال النفوذ؟
الواقع يخبرنا بأن كل هذه العوامل أدت إلى هجرة العقول من موطنها الأصلي لتستثمر أو لتستنزف في بلد آخر، كما يحدث الآن في الكفاءات والعقول العربية المهاجرة من أوطاننا؟

• ولكن ما سبب ضيق الأخلاق وفسادها ، أهو اختلال الحال واحتلال الوطن بوجود مستعمر محتل من الخارج، أو دكتاتورمحتل من الداخل يصادر الحريات ويحطم القدرات والكفاءات، ويحقر أهل العلم ويقرب الجهلاء، وكما يقولون الحاكم السوء يُقَرّبُ الدنيئ ويبعد البريئ، ويحب المنافق ويقدم الموافق.

• وهل سبب الهجرة هو ضيق في مساحة الأرض،أم هو الضيق في مساحة الحرية ؟
وهل سبب الهجرة هوالضيق في فقدان فرص العمل؟ أم هو الضيق في فقدان الضمير، وانتشار الوساطة والمحسوبية؟

• ما هو سر الأزمة على وجه التحديد، هل هو في انتشار الفساد وغياب الرقابة؟
• أم هو في ازدواجية تطبيق القانون ذاته حين يطبق بحزم على أناس بينما لا يسأل
آخرين من أين لكم هذا ؟

• هل هو في غياب سلطان الدولة على مؤسساتها بعدما توغل بعضها، وأصبح يمارس دوره لا كمؤسسة في دولة وإنما كدولة فوق الدولة لاتخضع للقانون العام بل تفرض قوانين خاصة بها تمارس من خلالها الحبس والسجن وتضغط على النظام وتبتزه وتهدد رموزه كما تفعل الكنيسة ، ثم تكون في مأمن من كل أنواع المؤاخذة والعقاب، فلا يوجه إليها حتى مجرد التأنيب أواللوم ؟؟ أم أن الدولة نفسها هى التى جعلت مؤسساتها تتصرف وكأن كل مؤسسة جزيرة منعزلة تفعل ما يحلو لها، وكأنه لا رابط يربطها بالنظام العام الذي يحكم المجتمع..؟

• وهل هذه الأوضاع نتيجة الخصصة وشروط الممول؟ أم أن المسألة ظاهرة فساد
تجتاح العالم كله بما فيها الدول الكبرى، غير أنها تظهر جلية واضحة في الدول
الصغرى ودول العالم الثالث نتيجة ضعف الأنظمة واهترائها وعدم قدرتها على ممارسة الشفافية خوفا من الفساد المتفشي ؟

• وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يهاجر مواطنو العالم الثالث بينما مواطنو الشمال لا يهاجرون ولا يتركون بلادهم ؟ هل التشرذم والهجرة والمعاناة لنا وحدنا بينما هم لهم وحدهم الثراء والثروة والاستقرار ؟
وأين الخطط الخمسية والعشرية التى تحدثوا عنها في العالم الثالث ؟
أين التنمية والنهضة والدخول في الركب الحضاري والاستفادة من التكنولوجيا الجديدة في تنمية الموارد والمواهب والاكتفاء الذاتى والعمل على استقلال القرار؟

• أسئلة كثيرة مهمة ومشروعة تصدع الرأس بحثا عن الأسباب الحقيقية التى تجعل المواطن الحر يترك بلده ووطنه وأهله ويذهب بعيدا ليعيش معاناة الغربة والوحشة، والضياع أحيانا.

• فهي مهمة إذا أردنا توصيف الظاهرة وبحث أسبابها ودوافعها وبواعثها وحالة المهاجر ذاته وظروفه وبيئته.
.
• وهي أسئلة مشروعة لأن بعض هذه الأسئلة يتصل بغياب المشروعية القانونية لكثير من الممارسات التى تتم في غيبة القانون ذاته ، أوبالازدواجية في تطبيقه من جهة، وبعضها الآخر يرتبط بدراسة سيكلوجية الناس على مدى نصف القرن الأخير وما طرأ عليها من تغييرات وعناصر جديدة أكثرها سلبي من جهة ثانية

• حالات اللا مسؤولية والفوضى والعبثية والإحباط أغلبها في التحليل النهائي يعود لغياب مشروع قومي أو وطنى كبير تلتقي فيه إرادة الجماهير مع أمالها في التطور والتغيير والنهضة تلاقيا حرا بعيدا عن حشد القوى الخشنة أو القوى الناعمة لشعارات مفرغة من محتواها تسببت في ضياع كبير يستشعره الآن الخاصة والعامة ومن يملكون ومن لا يملكون؟

• وثمة سؤال آخر.. هل الحديث عن هجرة القلوب من الارتباط بغير الله ليكون ارتباطها بالله الواحد طلبا للهداية والرشد، }فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{ ﴿العنكبوت: ٢٦﴾
هل لا يزال لهذه المعانى مكان بين ضجيج السعار العالى حول تحسين المعيشة، وهتافات الجائعين وتظاهراتهم للمطالبة بتحسين أحوالهم ؟

• هل المعاني الروحانية العظيمة عن الهجرة والفتح والجهاد والصبر وقيام الليل وأداء الفرائض لا يزال له سوق وسط سيطرة تجار العلمانية وأدعياء الحداثة على إعلامنا صحف وجرائد ومجلات وقنوات فضائية ؟ هل بقي لهذه الروحانيات مكان وسط بقايا الإنسان الذي تضافرت مؤسسات الشر على تحطيم قيمه وتغييب إيمانه وضغط رسالته ووجوده وبقائه في البحث عن تأمين البيت والزيت الطعام
والجنس فقط ؟

• هل بقي وسط هذه الغرائب والخرائب مكان لسلطان العقل والقلب والمشاعر السامية والوجدان النظيف ؟ }وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {﴿النساء: ١٠٠﴾
هل بقي من هذه المعانى العظيمة شئ أم أن التخريب طال كل شئ ونال من كل قيمة واستباح كل مقدس ؟

• أسئلة تجعل الباحث حيران لايعرف من أين يبدأ في ترميم الصورة وإعادة رسم الملامح ، ولا من أين تبدأ طرق المعالجة بعد أن اتسع الخرق وأصيب الإنسان في إرادته فأضحى مشلولا بين الحياة والموت، يصدق عليه بيت الشعر الذي يقول:
أومسلمون وأمة شلاء.؟....... لا ميتون ولا همو أحياء؟

• نعرف أن الإجابة على سؤال الأزمة تختلف باختلاف ظروف كل فرد، ومن ثم فلا توجد أسباب موحدة لتلك الهجرات كلها، وإنما يمكن رغم اختلاف الأسباب أن يجمعها قاسم المعاناة في البلد الأصلى، وهذه المعاناة قد تكون مادية وقد تكون معنوية ومن ثم يبحث المرء عن مكان بديل يتنفس فيه وتنتهى فيه تلك المعاناة .

• الهجرة العظيمة تضمنت الكثير من الأحداث والوقائع التى توضح خطة النبي صلى الله عليه سلم ،وكيف أنه وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم، لم يترك وسيلة من وسائل إنجاح الخطة ولا سببا من الأسباب إلا أخذ به،
فليأذن لنا القارئ الكريم أن نعرض الوقائع والأحداث كما روتها المصادر الموثقة.

• أول المهاجرين إلى المدينة.
أول المهاجرين إلى المدينة هو أبو سلمة بن عبد الأسد ،والثاني هو عامر بن ربيعة ومعه زوجته بنت أبى حشتمة أول امرأة قدمت المدينة .

• بداية الخروج :
بداية الخروج من مكة كانت في 2 من ربيع الأول في العام الثالث عشر للبعثة الموافق 20 سبتمبر أيلول سنة 622 ميلادية .

• عوامل الدفع والطرد من مكة.
1. الحصار الاقتصادي والاجتماعي الذي تعرض له المسلمون وفرض عليهم .
2. حرب الاضطهاد والتعذيب الجسدي والنفسي التى مورست ضد المسلمين في مكة وصادرت حريتهم في التعلم والتعبد معا .
3. حرب السخرية التى تناولت المسلمين بما فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
({وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} (6) سورة الحجر
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ .وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ .وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ .وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ} (29ـ 32) سورة المطففين
4 .طبائع الاستبداد والجحود التى اتسم بها أهل مكة في تعاملهم مع المسلمين.
5 . النفور والصدود الذي قوبلت به دعوة الإسلام وبخاصة من كبار كفار قريش وكبار أهل الطائف .
6 . اشتداد الإيذاء وخلو الساحة من سند ومن مظلة الحماية البشرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبخاصة بعد موت خديجة وموت أبى طالب .
7 . إصرار قريش على التخلص من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصفيته جسديا كشأن الطغاة في كل زمن ضد خصومهم الأبرار الأحرار بعد قرار دار الندوة.

• عوامل الجذب
1. انتشار الإسلام في المدينة وترحيب أهلها بالمهاجرين وقد ساعدت التركيبة الاجتماعية في المدينة على أن يجد الإسلام تربة خصبة وبيئة مهيأة .
2. رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون للإسلام دولة تتبنى دعوته وتنشر رسالته وتتحمل تبعات ذلك، وكان الأنصار هم أقرب الرجال وأقدرهم على تحمل تبعات الدين الجديد.
3. حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على أن تكون هناك أبوة سياسية للعقيدة الدينية ، وأن يكون لدى كل مسلم مضطهد مستباح مأوى يأوي إليه ويطمئن فيه على سلامة دينه ويتمكن من ممارسة شعائره دون فتنة أو تهديد .
4. القدرة الهائلة التى أبداها أهل المدينة في التفاعل مع الدين الجديد والانتفاع بهداه والتفاني في سبيل حمايته ونشر دعوته .

• أسباب الهجرة إلى الحبشة.
الهجرة إلى الحبشة هي أول هجرة في الإسلام، وكان من أهم أسبابها الاضطهاد والإيذاء وضراوة قريش في التعامل مع المسلمين، وعدم استطاعة الرسول حمايتهم والدفاع عنهم .
كان في مقدمة المهاجرين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وزوجته السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو حذيفة وزوجته، والزبير بن العوام ومصعب بن عمير وعبد الرحمن بن عوف حتى وصل عددهم إلى أكثر من 80 رجلا وامرأة.

• رسل قريش لطرد المسلمين من الحبشة واستعداء النجاشي عليهم هم : عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أبى ربيعة.

من دروس الهجرة النبوية الشريفة
المهام
1 – السرية التامة فلم يعلم بهجرة النبي أحد إلا من لهم دور محدد وصلةماسة بها. 2 – استخدام الخبرة والنظر إلى الكفاءة وحدها حيث استعان الرسول صلى الله عليه وسلم بخبرة عبد الله بن أريقط في معرفة طرق الصحراء ودروبها .
3 – إصرار النبي على أن يدفع ثمن راحلته وأبى أن يتطوع بها أبو بكر لأن البذل فى هذه الهجرة ضرب من العبادة ينبغي الحرص عليه وتستبعد فيه الإنابة .
4 – تحديد منطقة اللجوء واختيارها بالغار جنوبا فى اتجاه اليمن لتضليل المطاردين وتحديد الأشخاص الذين يتصلون بهم أثناء وجودهم بالغار ومهمة كل شخص.
5 – دقة وإحكام عملية الإمداد خلال فترة اللجوء إلى الغار حيث كان يأتي عبد الله بن أبى بكر للنبي بتقرير مفصل لما يدور داخل قريش وما تأتمر به وتريد فعله ويبلغ هذا التقرير ليلاً فكان هذا بمثابة جهاز الاستطلاع .
فإذا عاد عبد الله إلى مكة في الصباح فإن عامر بن فهيرة يمشى خلفه بقطيع من أغنام أبى بكر ليمحو أثر الأقدام حتى لا تتعرف قريش على مكان الرسول وصاحبه، فكان عامر بن فهيرة يقوم بعملية التمويه فإذا جاء الليل عاد عبد الله بتقرير جديد وتكون مهمة عامر بن فهيرة أن يريح غنمه عند الغار فيخرج الرسول وصاحبه فيذبحان من الغنم ويشربان من ألبانها . فإذا أضفنا إلى ذلك ما كانت تقوم به أسماء بنت أبى بكر فإن ذلك يشكل ما يسمى في الحروب الحديثة بالإمداد الجيوسولوجي أو الإمداد والتموين.
ذلك عزيزى القارئ هو اللقاء الثانى حول سؤال الأزمة عرضا وتوصيفا ،
وفى اللقاءات القادمة بمشيئة الله نعالى نستعرض مفهوم الهجرة عند العلماء وأنواعها كي يحدد كل منا من أي الأنواع هجرته، ثم نتدارس الهجرة كمنهج واستراتيجية لإدارة الأزمات تأملا وتحليلا،
ولنتذكر دائما أن ضيق المساحة الجغرافية ليس هو الأزمة ولا سبب المشكلة ،فكما يقولون " سم الخياط مع الأحباب ميدان"
لكن المشلكة كلها في ضيق النفوس وضيق الصدور وضيق الأخلاق.
وكما قال الشاعر عمرو بن أهتم السعدي.
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها .....ولكن أحلام الرجال تضيق.
كل عام وأنتم بخير.

*رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية
رئيس إذاعـة القرآن الـكريم

مصدر الخبر : المصريون





الموضوع الأصلي : الهجرة وإدارة الأزمات للدكتور إبراهيم أبو محمد // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: الشيخ / أحمد عبد النبي






توقيع : الشيخ / أحمد عبد النبي





الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس يناير 20, 2011 11:14 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المشرف العام
الرتبه:
الصورة الرمزية

الشيخ / أحمد عبد النبي

البيانات
عدد المساهمات : 1621
نقاط : 3184
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
العمر : 44
العنوان : تلبانه مركز المنصورة محافظة الدقهلية

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: الهجرة وإدارة الأزمات للدكتور إبراهيم أبو محمد الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس يناير 20, 2011 11:14 pm



الهجرة وإدارة الأزمات للدكتور إبراهيم أبو محمد


هجرة الرجال وهجرة العيال(3/4)



عزيزى القارئ هذا هو اللقاء الثالث عرضا وتوصيفا ،
وفى لقائين سابقين جعلت الأول منهما مقدمة ومدخلا نستأنس به معا ونحن نتحدث عن المهاجرين الأوائل وموقف التاريخ منهم، ثم موقفه ممن حاربوهم وطاردوهم وأخرجوهم من ديارهم ، واستعرضنا موقف الأتباع ممن يسمون أنفسهم أو يسميهم الناس ب (عبد المأمور) والحوار الكارثي الذي يدور بينهم وبين سادتهم في قلب الجيم وهم يتلقون الجزاء العادل .

• وفي اللقاء الثانى كنا قد عرضنا تعريفا للأزمة وطرحنا سؤالا مشروعا ومهما، وهو لماذا كانت الهجرة ؟ وختمنا اللقاء الثانى بسؤال عن أنواع الهجرة وأقسامها كي يحدد كل منا من أي الأنواع هجرته.
ومن ثم ففي هذا اللقاء الثالث يدور حديثنا حول مفهوم الهجرة وأقسامها وأنواعها.

• وبغير شك عزيزى القارئ أن النقلة الحضارية الضخمة التى أحدثها الإسلام في نفوس أتباعه أولا، وفي المحيط العالمي بتأثير أخلاقهم وعقولهم التى تفجرت منها ينابيع الحكمة والمعرفة ثانيا ، هذه النقلة أحدثت تحولا كبيرا في رؤية الإنسان لدوره ورسالته، وفتحت آفاقا جديدة لقضايا الكون وقضايا الحياة من حوله ، ومن ثم تم التعامل بكفاءة علمية واقتدار منهجي مع المفاهيم والمصطلحات ، وكان ضمن المفاهيم التى حظيت بعناية العلماء والباحثين مفهوم الهجرة ، حيث توسع المفهوم ولم يعد قاصرا على مجرد الانتقال من أرض لأرض آخرى، أو من مكان لمكان آخر ، وإنما أضيفت أبعاد جديدة تولدت من البحث في الموضوع، منها هجرة الحال وهجرة المواقف، ولقد كان لعلمائنا الأجلاء رؤى حول الهجرة، نختار منها ها هنا رؤية الإمام النووي وذلك لإحاطتها وشمولها واستيعابها لكل المعاني التى يتضمنها مفهوم الهجرة لغة واصطلاحا .

• فأصل المهاجرة : المجافاة والترك، فاسم الهجرة يقع على عدة رموز:
1. هجرة أصحاب النبي إلي الحبشة.
2. الهجرة إلي المدينة .
3. هجرة القبائل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعلموا الشرائع ويرجعوا إلي قومهم ليعلموهم.
4. هجرة من أسلم من أهل مكة ليأتى النبي ثم ليرجع إلى قومه .
5. الهجرة من بلاد الكفر إلي بلاد الإسلام ، فلا يحل لمسلم الإقامة بدا رالكفر ، قال الماوردي " فإن صار له بها أهل وعشيرة وأمكنه إظهار دينه فلا يجوز له أن يهاجر لأن المكان الذي هو فيه صار دار إسلام .
6. هجرة المسلم أخاه فوق ثلاث بغير سبب شرعي.
7. هجرة الزوج زوجته إذا تحقق النشوز
8. هجرة أهل المعاصى في المكان والسلام ابتداؤه وجوابه
9. هجرة ما نهى الله عنه وهي أهم أنواع الهجر .

• أنواع الهجرة
هجرة الهرب، وهجرة الطلب
• هجرة الهرب وتتمثل في:
1. الخروج من دار الحرب إلي دار الإسلام.
2. الخروج من أهل البدعة .
3. الخروج من أرض يغلب عليها الحرام .
4. الفرار من الأذية في البدن .
5. الفرار من الأذية في المال فحرمة مال المسلم كحرمة دمه وعرضه .
6. الفرار من البلد الموبوء إلي البلد السليم .
أما هجرة الطلب فنوعان:
طلب الدين، وطلب الدنيا
طلب الدين وتتمثل في :
1. سفر الحج.
2. سفر الجهاد.
3. السفر إلى الثغور بقصد حراستها.
4. سفر العبرة .
5. السفر لطلب العلم.
6. السفر إلى البقاع الشريفة بقصد زيارتها .
7. السفر إلى الإخوان لزيارتهم محبة في الله تعالى .
وأما طلب الدنيا فتتمثل في :
1. سفر المعاش .
2. سفر التجارة والكسب الزائد على القوت ،"ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم"
3. سفر السياحة البريئة.
4. السفر بقصد الاستشفاء .

• الوطن الأصلى قد يضن عليك بالمال، وقد يضن عليك بالنجاح رغم توفر ملكاته وأسبابه فيك ، وقد تكون البيروقراطية السائدة سببا في قتل المواهب ودفن عوامل الإبداع، وتحويل الإنسان إلى مجرد ترس في آلة، ولا بأس، نصبر ونحتسب، ونتمثل ما يقوله الشاعر:
بلدى وإنْ جارت عليِّ عزيزةٌ .... وأهلى وإنْ ضَنُّوا عليَّ كرام .

• أما أن يَضُنَّ عليك هذا الوطن بأبسط حقوقك في القوت الضروري والكرامة والعزة ، في الوقت الذي يمكن فيه لآخرين أن يتملكوا كل شئ الثروة والسلطة والنفوذ وحتى رقاب العباد ، فذلك شئ لا يطاق.

• الأخبار كل يوم تحدثنا عن شباب في أوطاننا في عمر الزهور يتعرضون لأعلى درجات المخاطر، ومع ذلك يصرون على الهجرة، بعضهم يبيع ما تبقى لأبيه من دار أوقطعة أرض زراعية صغيرة ليدفع تكاليف الهجرة لسماسرة مكاتب تتاجر بمعاناتهم وظروفهم ، وبعضهم باع حتى البقرة التى كانت الأسرة تعتمد عليها في توفير الحليب والجبن، واستدان أَضعاف ثمنها ليغامر بحثا عن الهجرة في رحلة انتهت بالموت غرقا فضاعت القراريط الست وهى كل مالديهم من أرض زراعية ، وضاعت البقرة ،ولم يعد الإبن للأسرة، ولم تعد حتى جثته.

• حالات أخرى نادرة وفردية ولكنها تعكس سوء الحال الذى وصلنا إليه، بعض شبابنا يذهب طواعية واختيارا لسفارات بلاد قتلت أبناءنا ودهست الأسرى تحت عجلات دباباتها، ومن تبقى على قيد الحياة تطوع الجنود بالإجهاز عليهم، بعض شبابنا يذهب لهذه السفارات ويعرض خدماته في التجسس على بلده، بعض هؤلاء رصدتهم أجهزة الأمن ، والبعض الآخر يعلم الله ماذا يفعلون، ومن يستخدمهم ويستغلهم، وكيف يجعلون منهم رأس حربة ضد أوطانهم، في التجسس أو في الإرهاب لا يهم . هؤلاء وهكذا يفعل الفقر والحاجة والعوز

• حالات كثيرة وقصص وحكايات يضيق المقام عن ذكرها ، ماالذي دفعنا إليها، وألجأ شبابنا إلى تلك المغامرات المميتة؟ ولماذا لم يجد الشاب في بلده ووطنه بعض أمانيه وهى قليلة ومتواضعة للغاية؟

نتذكر هنا المقولة الرائعة لأمير المؤمنين علي بن أبى طالبرضى الله عنه حين قرر مبدأ التوازن والعدالة الإلهية في توزيع الثروة فقال " إن الله وضع أقوات الفقراء في أموال الأغنياء ، فما جاع فقير إلا بتخمة غني "
كم من الأغنياء يملك الملايين، بل المليارات، يفسد بها الذمم ويخرب بها العقول ، ويغدق منها على بائعات الهوى في الليالي الحمراء، كرم الله وجه أمير المؤمنين، وقبح الله وجوها مناعة للخير، محتكرة للثروة، نهبت خيرات البلاد وجوعت العباد، وألجأت شبابنا ليعرض كرامته للبيع ، ويعرض خدمات الخيانة والتجسس ليهرب من الفقر الذي يطارده ويشقى أهله وإخوانه.

• هجرة شبابنا المساكين بحثا عن حياة أفضل، ومغامراتهم بالحياة طلبا للرزق الحلال، وبحثا عن فرصة عمل ضاق بها وطنهم، تخلق لدى المرء غصة في الحلوق، وتولد شعورا بالمرارة لما وصلت إليه أحوال وطن كان ـ ولا يزال ـ مخزنا للكفاءات والإبداع الخيرات كلها، لكنه مهمل ومنهوب ويحتاج فقط لعقل مفكر وقلب مؤمن وكبير، يفجر طاقات أبنائه وملكاتهم في مشروع قومى تلتقى عليه إرادة الأمة تلاقيا حرا، وتتولاه أيد طاهرة ونظيفة تشعر بنبض الناس وتحقق لهم الكرامة والمساواة وتقيم العدل فيهم .


 رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية
 رئيس إذاعـة القرآن الـكريم

مصدر الخبر : المصريون





الموضوع الأصلي : الهجرة وإدارة الأزمات للدكتور إبراهيم أبو محمد // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: الشيخ / أحمد عبد النبي






توقيع : الشيخ / أحمد عبد النبي





الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس يناير 20, 2011 11:16 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المشرف العام
الرتبه:
الصورة الرمزية

الشيخ / أحمد عبد النبي

البيانات
عدد المساهمات : 1621
نقاط : 3184
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
العمر : 44
العنوان : تلبانه مركز المنصورة محافظة الدقهلية

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: الهجرة وإدارة الأزمات للدكتور إبراهيم أبو محمد الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Emptyالخميس يناير 20, 2011 11:16 pm



الهجرة وإدارة الأزمات للدكتور إبراهيم أبو محمد


الهجرة وإدارة الأزمات (2/4)





أزمة الهجرة وسؤال الأزمة
قبل الدخول في حقل تطبيق النصوص على مجالها في الواقع لا بد لنا من تعريف الأزمة .
• الأزمة crisis ” ” هي خلل مفاجئ نتيجة لأوضاع غير مستقرة يترتب عليها تطورات غير متوقعة نتيجة عدم القدرة على احتوائها من قبل الأطراف المعنية وغالبا ما تكون بفعل الإنسان "
الأزمة هي حالة توتر ونقطة تحول تتطلب قرارا ينتج عنه مواقف جديدة سلبية كانت أو إيجابية تؤثر على مختلف الكيانات ذات العلاقة"
• الإدارة بالأزمات: Management by Crisis
الإدارة بالأزمات:" هي فعل يهدف إلى توقف أو انقطاع نشاط من الأنشطة أو زعزعة استقرار وضع من الأوضاع بهدف إحداث تغيير في هذا النشاط أو الوضع لصالح مدبره "

• وإدارة الأزمات: تعنى العمل على تجنب تحول النزاع إلى صراع شامل بتكلفة مقبولة لا تتضمن التضحية بمصلحة أو قيمة جوهرية ، ويقصد بالنزاع هنا أي نزاع ينشأ على أي مستوى من مستويات العلاقة الإنسانية وفي أي مجال من مجالاتها "
وتكمن براعة القيادة في تصور إمكانية تحويل الأزمة وما تحمله من مخاطر إلي فرصة لإطلاق القدرات الإبداعية التي تستثمر الأزمة كفرصة لإعادة صياغة الظروف وإيجاد الحلول السديدة "ولا شك أن التوجه الإيجابي يهيئ لإدارة الأزمة التفاعل الحي والمبدع مع التحدى الكبير الذي تواجهه بالقدر الذي يحكمها من تحويل الخطر إلي فرصة يمكن استثمارها وتحويل إحباطات المحنة إلى مناخ يحفز فعاليات الجهود الإبداعية "

• على ضوء تلك التعريفات علينا تحديد الأزمة وصفا وحقيقة في حياتنا المعاصرة ، وهل فعلا لدينا أزمة ؟ أم أن كل شئ على ما يرام...؟

• كتبة الأنظمة وسدنة إعلامهم يجتهدون في تصوير الواقع بأنه وردى ، وأن الحياة بمبية اللون، ويستدلون على ذلك بزيادة عدد الموبايل فون وزيادة استيراد السيارات، ومن ثم فالناس يعيشون في التبات والنبات وينجبون صبيانا وبنات، كما يقول كتبة الأمن والطبقة المخملية ؟
فهل هنالك أزمة فعلا ؟

• الواقع ينطق صارخا بأننا نعيش عصر الأزمات بالجمع لا بالمفرد.
وقبل الدخول في الموضوع عرضا وتحليلا نود أن نسأل سؤالا مشروعا يتصل بالواقع، لماذا كانت الهجرة؟ ولماذا يهاجر الإنسان اًصلا ويترك وطنه وأهله ويتخلى عن كل الروابط التى جمعته بالمكان والزمان والناس ؟ ما الأشياء التى تجعل الوطن يضيق بأهله؟
هل الضيق في المساحة المكانية أو الجغرافية ومن ثم الضيق في مصادرالثروة هو الدافع إلى الهجرة ؟
أم هو الضيق في الأزمة الأخلاقية التى نشأ منها الفساد والاحتكار والاستغلال وإساءة استعمال الثروة ، وإساءة استعمال السلطة واستغلال النفوذ؟
الواقع يخبرنا بأن كل هذه العوامل أدت إلى هجرة العقول من موطنها الأصلي لتستثمر أو لتستنزف في بلد آخر، كما يحدث الآن في الكفاءات والعقول العربية المهاجرة من أوطاننا؟

• ولكن ما سبب ضيق الأخلاق وفسادها ، أهو اختلال الحال واحتلال الوطن بوجود مستعمر محتل من الخارج، أو دكتاتورمحتل من الداخل يصادر الحريات ويحطم القدرات والكفاءات، ويحقر أهل العلم ويقرب الجهلاء، وكما يقولون الحاكم السوء يُقَرّبُ الدنيئ ويبعد البريئ، ويحب المنافق ويقدم الموافق.

• وهل سبب الهجرة هو ضيق في مساحة الأرض،أم هو الضيق في مساحة الحرية ؟
وهل سبب الهجرة هوالضيق في فقدان فرص العمل؟ أم هو الضيق في فقدان الضمير، وانتشار الوساطة والمحسوبية؟

• ما هو سر الأزمة على وجه التحديد، هل هو في انتشار الفساد وغياب الرقابة؟
• أم هو في ازدواجية تطبيق القانون ذاته حين يطبق بحزم على أناس بينما لا يسأل
آخرين من أين لكم هذا ؟

• هل هو في غياب سلطان الدولة على مؤسساتها بعدما توغل بعضها، وأصبح يمارس دوره لا كمؤسسة في دولة وإنما كدولة فوق الدولة لاتخضع للقانون العام بل تفرض قوانين خاصة بها تمارس من خلالها الحبس والسجن وتضغط على النظام وتبتزه وتهدد رموزه كما تفعل الكنيسة ، ثم تكون في مأمن من كل أنواع المؤاخذة والعقاب، فلا يوجه إليها حتى مجرد التأنيب أواللوم ؟؟ أم أن الدولة نفسها هى التى جعلت مؤسساتها تتصرف وكأن كل مؤسسة جزيرة منعزلة تفعل ما يحلو لها، وكأنه لا رابط يربطها بالنظام العام الذي يحكم المجتمع..؟

• وهل هذه الأوضاع نتيجة الخصصة وشروط الممول؟ أم أن المسألة ظاهرة فساد
تجتاح العالم كله بما فيها الدول الكبرى، غير أنها تظهر جلية واضحة في الدول
الصغرى ودول العالم الثالث نتيجة ضعف الأنظمة واهترائها وعدم قدرتها على ممارسة الشفافية خوفا من الفساد المتفشي ؟

• وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يهاجر مواطنو العالم الثالث بينما مواطنو الشمال لا يهاجرون ولا يتركون بلادهم ؟ هل التشرذم والهجرة والمعاناة لنا وحدنا بينما هم لهم وحدهم الثراء والثروة والاستقرار ؟
وأين الخطط الخمسية والعشرية التى تحدثوا عنها في العالم الثالث ؟
أين التنمية والنهضة والدخول في الركب الحضاري والاستفادة من التكنولوجيا الجديدة في تنمية الموارد والمواهب والاكتفاء الذاتى والعمل على استقلال القرار؟

• أسئلة كثيرة مهمة ومشروعة تصدع الرأس بحثا عن الأسباب الحقيقية التى تجعل المواطن الحر يترك بلده ووطنه وأهله ويذهب بعيدا ليعيش معاناة الغربة والوحشة، والضياع أحيانا.

• فهي مهمة إذا أردنا توصيف الظاهرة وبحث أسبابها ودوافعها وبواعثها وحالة المهاجر ذاته وظروفه وبيئته.
.
• وهي أسئلة مشروعة لأن بعض هذه الأسئلة يتصل بغياب المشروعية القانونية لكثير من الممارسات التى تتم في غيبة القانون ذاته ، أوبالازدواجية في تطبيقه من جهة، وبعضها الآخر يرتبط بدراسة سيكلوجية الناس على مدى نصف القرن الأخير وما طرأ عليها من تغييرات وعناصر جديدة أكثرها سلبي من جهة ثانية

• حالات اللا مسؤولية والفوضى والعبثية والإحباط أغلبها في التحليل النهائي يعود لغياب مشروع قومي أو وطنى كبير تلتقي فيه إرادة الجماهير مع أمالها في التطور والتغيير والنهضة تلاقيا حرا بعيدا عن حشد القوى الخشنة أو القوى الناعمة لشعارات مفرغة من محتواها تسببت في ضياع كبير يستشعره الآن الخاصة والعامة ومن يملكون ومن لا يملكون؟

• وثمة سؤال آخر.. هل الحديث عن هجرة القلوب من الارتباط بغير الله ليكون ارتباطها بالله الواحد طلبا للهداية والرشد، }فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{ ﴿العنكبوت: ٢٦﴾
هل لا يزال لهذه المعانى مكان بين ضجيج السعار العالى حول تحسين المعيشة، وهتافات الجائعين وتظاهراتهم للمطالبة بتحسين أحوالهم ؟

• هل المعاني الروحانية العظيمة عن الهجرة والفتح والجهاد والصبر وقيام الليل وأداء الفرائض لا يزال له سوق وسط سيطرة تجار العلمانية وأدعياء الحداثة على إعلامنا صحف وجرائد ومجلات وقنوات فضائية ؟ هل بقي لهذه الروحانيات مكان وسط بقايا الإنسان الذي تضافرت مؤسسات الشر على تحطيم قيمه وتغييب إيمانه وضغط رسالته ووجوده وبقائه في البحث عن تأمين البيت والزيت الطعام
والجنس فقط ؟

• هل بقي وسط هذه الغرائب والخرائب مكان لسلطان العقل والقلب والمشاعر السامية والوجدان النظيف ؟ }وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {﴿النساء: ١٠٠﴾
هل بقي من هذه المعانى العظيمة شئ أم أن التخريب طال كل شئ ونال من كل قيمة واستباح كل مقدس ؟

• أسئلة تجعل الباحث حيران لايعرف من أين يبدأ في ترميم الصورة وإعادة رسم الملامح ، ولا من أين تبدأ طرق المعالجة بعد أن اتسع الخرق وأصيب الإنسان في إرادته فأضحى مشلولا بين الحياة والموت، يصدق عليه بيت الشعر الذي يقول:
أومسلمون وأمة شلاء.؟....... لا ميتون ولا همو أحياء؟

• نعرف أن الإجابة على سؤال الأزمة تختلف باختلاف ظروف كل فرد، ومن ثم فلا توجد أسباب موحدة لتلك الهجرات كلها، وإنما يمكن رغم اختلاف الأسباب أن يجمعها قاسم المعاناة في البلد الأصلى، وهذه المعاناة قد تكون مادية وقد تكون معنوية ومن ثم يبحث المرء عن مكان بديل يتنفس فيه وتنتهى فيه تلك المعاناة .

• الهجرة العظيمة تضمنت الكثير من الأحداث والوقائع التى توضح خطة النبي صلى الله عليه سلم ،وكيف أنه وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم، لم يترك وسيلة من وسائل إنجاح الخطة ولا سببا من الأسباب إلا أخذ به،
فليأذن لنا القارئ الكريم أن نعرض الوقائع والأحداث كما روتها المصادر الموثقة.

• أول المهاجرين إلى المدينة.
أول المهاجرين إلى المدينة هو أبو سلمة بن عبد الأسد ،والثاني هو عامر بن ربيعة ومعه زوجته بنت أبى حشتمة أول امرأة قدمت المدينة .

• بداية الخروج :
بداية الخروج من مكة كانت في 2 من ربيع الأول في العام الثالث عشر للبعثة الموافق 20 سبتمبر أيلول سنة 622 ميلادية .

• عوامل الدفع والطرد من مكة.
1. الحصار الاقتصادي والاجتماعي الذي تعرض له المسلمون وفرض عليهم .
2. حرب الاضطهاد والتعذيب الجسدي والنفسي التى مورست ضد المسلمين في مكة وصادرت حريتهم في التعلم والتعبد معا .
3. حرب السخرية التى تناولت المسلمين بما فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
({وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} (6) سورة الحجر
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ .وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ .وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ .وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ} (29ـ 32) سورة المطففين
4 .طبائع الاستبداد والجحود التى اتسم بها أهل مكة في تعاملهم مع المسلمين.
5 . النفور والصدود الذي قوبلت به دعوة الإسلام وبخاصة من كبار كفار قريش وكبار أهل الطائف .
6 . اشتداد الإيذاء وخلو الساحة من سند ومن مظلة الحماية البشرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبخاصة بعد موت خديجة وموت أبى طالب .
7 . إصرار قريش على التخلص من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصفيته جسديا كشأن الطغاة في كل زمن ضد خصومهم الأبرار الأحرار بعد قرار دار الندوة.

• عوامل الجذب
1. انتشار الإسلام في المدينة وترحيب أهلها بالمهاجرين وقد ساعدت التركيبة الاجتماعية في المدينة على أن يجد الإسلام تربة خصبة وبيئة مهيأة .
2. رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون للإسلام دولة تتبنى دعوته وتنشر رسالته وتتحمل تبعات ذلك، وكان الأنصار هم أقرب الرجال وأقدرهم على تحمل تبعات الدين الجديد.
3. حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على أن تكون هناك أبوة سياسية للعقيدة الدينية ، وأن يكون لدى كل مسلم مضطهد مستباح مأوى يأوي إليه ويطمئن فيه على سلامة دينه ويتمكن من ممارسة شعائره دون فتنة أو تهديد .
4. القدرة الهائلة التى أبداها أهل المدينة في التفاعل مع الدين الجديد والانتفاع بهداه والتفاني في سبيل حمايته ونشر دعوته .

• أسباب الهجرة إلى الحبشة.
الهجرة إلى الحبشة هي أول هجرة في الإسلام، وكان من أهم أسبابها الاضطهاد والإيذاء وضراوة قريش في التعامل مع المسلمين، وعدم استطاعة الرسول حمايتهم والدفاع عنهم .
كان في مقدمة المهاجرين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وزوجته السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو حذيفة وزوجته، والزبير بن العوام ومصعب بن عمير وعبد الرحمن بن عوف حتى وصل عددهم إلى أكثر من 80 رجلا وامرأة.

• رسل قريش لطرد المسلمين من الحبشة واستعداء النجاشي عليهم هم : عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أبى ربيعة.

من دروس الهجرة النبوية الشريفة
المهام
1 – السرية التامة فلم يعلم بهجرة النبي أحد إلا من لهم دور محدد وصلةماسة بها. 2 – استخدام الخبرة والنظر إلى الكفاءة وحدها حيث استعان الرسول صلى الله عليه وسلم بخبرة عبد الله بن أريقط في معرفة طرق الصحراء ودروبها .
3 – إصرار النبي على أن يدفع ثمن راحلته وأبى أن يتطوع بها أبو بكر لأن البذل فى هذه الهجرة ضرب من العبادة ينبغي الحرص عليه وتستبعد فيه الإنابة .
4 – تحديد منطقة اللجوء واختيارها بالغار جنوبا فى اتجاه اليمن لتضليل المطاردين وتحديد الأشخاص الذين يتصلون بهم أثناء وجودهم بالغار ومهمة كل شخص.
5 – دقة وإحكام عملية الإمداد خلال فترة اللجوء إلى الغار حيث كان يأتي عبد الله بن أبى بكر للنبي بتقرير مفصل لما يدور داخل قريش وما تأتمر به وتريد فعله ويبلغ هذا التقرير ليلاً فكان هذا بمثابة جهاز الاستطلاع .
فإذا عاد عبد الله إلى مكة في الصباح فإن عامر بن فهيرة يمشى خلفه بقطيع من أغنام أبى بكر ليمحو أثر الأقدام حتى لا تتعرف قريش على مكان الرسول وصاحبه، فكان عامر بن فهيرة يقوم بعملية التمويه فإذا جاء الليل عاد عبد الله بتقرير جديد وتكون مهمة عامر بن فهيرة أن يريح غنمه عند الغار فيخرج الرسول وصاحبه فيذبحان من الغنم ويشربان من ألبانها . فإذا أضفنا إلى ذلك ما كانت تقوم به أسماء بنت أبى بكر فإن ذلك يشكل ما يسمى في الحروب الحديثة بالإمداد الجيوسولوجي أو الإمداد والتموين.
ذلك عزيزى القارئ هو اللقاء الثانى حول سؤال الأزمة عرضا وتوصيفا ،
وفى اللقاءات القادمة بمشيئة الله نعالى نستعرض مفهوم الهجرة عند العلماء وأنواعها كي يحدد كل منا من أي الأنواع هجرته، ثم نتدارس الهجرة كمنهج واستراتيجية لإدارة الأزمات تأملا وتحليلا،
ولنتذكر دائما أن ضيق المساحة الجغرافية ليس هو الأزمة ولا سبب المشكلة ،فكما يقولون " سم الخياط مع الأحباب ميدان"
لكن المشلكة كلها في ضيق النفوس وضيق الصدور وضيق الأخلاق.
وكما قال الشاعر عمرو بن أهتم السعدي.
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها .....ولكن أحلام الرجال تضيق.
كل عام وأنتم بخير.

*رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية
رئيس إذاعـة القرآن الـكريم

مصدر الخبر : المصريون


تعليقات الزوّار





الموضوع الأصلي : الهجرة وإدارة الأزمات للدكتور إبراهيم أبو محمد // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: الشيخ / أحمد عبد النبي






توقيع : الشيخ / أحمد عبد النبي






الــرد الســـريـع
..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



الهجرة وإدارة الأزمات  للدكتور إبراهيم أبو محمد  Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة