أما بعد فإنه وصل كتابك ، وأنت تهدد فيه بكثرة جيوشك وعدد أبطالك .
فنحن أرباب السيوف ، وما قتل منا قرن إلا جددناه ، ولا بغى علينا باغ إلا دمرناه .
فلو رأت عيناك - أيها المغرور - حد سيوفنا وعظم حروبنا ، وفتحنا منكم الحصون والسواحل ، وإخرابنا منكم ديار الأواخر والأوائل ، لكان لك أن تعض على أناملك بالندم ، ولابد ان تزل بك القدم ، في يوم أوله لنا وآخره عليك .
فهناك تسيء بك الظنون ، ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
فإذا قرأت كتابي هذا ، فكن فيه على أول سورة النحل : (أتى أمر ا لله فلا تستعجلوه ) ، وكن على آخر سورة ص ( ولتعلمن نبأه بعد حين) ونعود إلى قول الله تبارك وتعالى ، وهو أصدق القائلين ) كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين(.
وإلى قول الحكماء : " إن الباغي له مصرع " وبغيك يصرعك ، وإلى البلاء يقلبك ، والسلام