أبو حازم سلمة بن دينار عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال ما رأيت أحدا الحكمة إلى فيه أقرب من أبي حازم
وعن سفيان قال قيل لأبي حازم ما مالك قال ثقتي بالله عز و جل ويأسي مما في أيدي الناس وعن ثوابة بن رافع قال قال أبو حازم ما مضى من الدنيا فحلم وما بقي فأماني
وعن محمد مطرف قال ثنا أبو حازم قال لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد ولا يغور فيما بينه وبين الله عز و جل إلا أعور فيما بينه وبين العباد ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها إنك إذا صانعت هذا الوجه مالت الوجوه كلها إليك وإذا أفسدت ما بينك وبينه شنفتك الوجوه كلها
وعن عمر بن سعيد بن حسين عن أبي حازم قال إذا رأيت الله عز و جل يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه فأحذره
محمد بن عبيد قال أنا بعض أهل الحجاز قال قال أبو حازم كل نعمة لا تقرب من الله عز و جل فهي بلية
وعن أبي معشر قال رأيت أبا حازم لم يقص في المسجد ويبكي ويمسح بدموعه وجهه فقلت يا أبا حازم لم تفعل هذا قال بلغني أن النار لا تصيب موضعا أصابته الدموع من خشية الله تعالى
وعن سفيان قال قال أبو حازم ينبغي للمؤمن أن يكون أشد حفظا للسانه منه لموضع قدميه وعن سعيد بن عامر قال قال أبو حازم نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا أفضل من نعمته فيما أعطاني منها
وقال أبو حازم إن وقينا شر ما أعطينا لم نبال ما فاتنا
وقال إبن عيينة قال أبو حازم إن كان يغنيك من الدنيا ما يكفيك فأدنى عيش من الدنيا يكفيك وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء يكفيك
وعن عبد الجبار بن عبد العزيز بن أبي حازم قال حدثني أبي قال بعث سليمان بن عبد الملك إلى أبي حازم فجاءه فقال يا أبا حازم ما لنا نكره الموت قال لأنكم أخربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب قال صدقت فكيف القدوم على الله عز و جل قال أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه فبكى سليمان وقال ليت شعري ما لنا عند الله يا أبا حازم قال اعرض نفسك على كتاب الله عز و جل فإنك تعلم مالك عند الله قال يا أبا حازم وأنى أصيب ذلك قال عند قوله إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم فقال سليمان فأين رحمة الله قال قريب من المحسنين قال ما تقول فيما نحن فيه قال أعفني عن هذا قال سليمان نصيحة تلقيها قال أبو حازم إن أناسا أخذوا هذا الأمر عنوة من غير مشاورة من المسلمين ولا اجتماع من رأيهم فسفكوا فيه الدماء على طلب الدنيا ثم ارتحلوا عنها فليت شعري ما قالوا وما قيل لهم فقال بعض جلسائه بئس ما قلت يا شيخ قال أبو حازم كذبت إن الله تعالى أخذ على العلماء ليبيننه للناس ولا يكتمونه
قال سليمان اصحبنا يا أبا حازم تصب منا ونصب منك قال أعوذ بالله من ذلك قال ولم قال أخاف أن أركن إليكم شيئا قليلا فيذيقني ضعف الحياة وضعف الممات قال فأشر على قال أتق الله أن يراك حيث نهاك وأن يفقدك حيث أمرك قال يا أبا حازم ادع لنا بخير قال اللهم إن كان سليمان وليك فيسره للخير وإن كان عدوك فخذ إلى الخير بناصيته فقال يا غلام هات مائة دينار ثم قال خذها يا أبا حازم فقال لا حاجة لي فيها إني أخاف أن يكون لما سمعت من كلامي فكأن سليمان أعجب بأبي حازم فقال الزهري إنه لجاري منذ ثلاثين سنة ما كلمته قط قال أبو حازم إنك نسيت الله فنسيتني ولو أحببت الله لأحببتني قال الزهري أتشتمني قال سليمان بل أنت شتمت نفسك أما علمت أن للجار على جاره حقا قال أبو حازم إن بني اسرائيل لما كانوا على الصواب كانت الأمراء تحتاج إلى العلماء وكانت العلماء تفر بدينها من الأمراء فلما رأى ذلك قوم من أذلة الناس تعلموا ذلك العلم وأتوا به إلى الأمراء فاستغنت به عن العلماء واجتمع القوم على المعصية فسقطوا وانتكسوا ولو كان علماؤنا يصونون علمهم لم تزل الأمراء تهابهم قال الزهري كأنك إياي تريد وبي تعرض قال هو ما تسمع
وعن محمد بن يحيى المازني قال قال أبو حازم رضي الناس من العمل بالعلم ومن الفعل بالقول
وعن سليمان بن سليمان العمري قال رأيت أبا جعفر القارى يعني في المنام على الكعبة فقلت له يا أبا جعفر قال نعم أقرىء إخواني مني السلام وخبرهم أن الله عز و جل جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين وأقرىء أبا حازم السلام وقل له يقول لك أبو جعفر الكيس الكيس فإن الله وملائكته يتراءون مجلسك بالعشيات
أسند أبو حازم عن إبن عمر وسهل بن سعد وأنس بن مالك وقيل إنه رأى أبا هريرة وسمع من كبار التابعين كسعيد بن المسيب وأبي سلمة وعروة وغيرهم
وتوفي في بعد سنة أربعين ومائة في خلافة المنصور