دور العقل يقول المحاسبي في كتابه فهم القرآن
لقد استخص الله آدم وذريته فأخذ منهم الميثاق بما فطرهم عليه من العقول الرضية والألباب والفهم ليدبروا بها شواهد التدبير وأحكام التقدير ولن يستطيع الإنسان أن يقدر نعمة الله في هبته العقل له حق قدرها إلا إذا عرف أن العقول معادن الحكمة ومقتبس الآراء ومستنبط الفهم ومعقل العلم ونور الأبصار إليها يأوي كل محصول
ولأنه تفرد بعلم الغيب سبحانه فإنه لا يعرف صفاته ومراضيه ومساخطه إلا هو لذا فقد أرسل الرسل فكلمهم تكليما لا بأداة أو آلة بل بذاته فخاطبوا العقل البشري بأمر الله لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ففضل العقل في أنه الأداة التي تتلقى عن الرسل شرع الله وهذه هي وظيفة العقل أن يعقل الشرع لا أن يشرع ويبتدع من عنده فلم يكن ممكنا أن نعبد الله حق العبادة بغير رسالة وباسم العقل لأن العقل متلق وليس صانعا