التطرف والإرهاب الأسباب والعلاج للدكتور سالم عبد الجليل الجمهورية 17 يناير 2011 م قرآن وسنة
سالم عبدالجليل
التطرف والإرهاب الأسباب والعلاج
1-الفهم الخاطئ للدين ومبادئه وأحكامه. وغياب القدوة نتيجة افتقار الشباب إلي المثل العليا التي يؤمنون بها في سلوك المجتمع. كما أن الفراغ الديني يعطي الفرصة للجماعات المتطرفة لشغل هذا الفراغ بالأفكار التي يروجون لها ويعتنقونها.
2- غياب الحوار المفتوح من قبل علماء الدين لكل الأفكار المتطرفة. ومناقشة الجوانب التي تؤدي إلي التطرف في الرأي يرسخ الفكر المتطرف لدي الشباب.
3-ضعف مناهج التعليم عن أداء دورها. حيث تعتمد العملية التعليمية علي التلقين والتكرار والحفظ. وعلي حشو ذهن الطالب طوال مختلف المراحل الدراسية بمعلومات. دون إعمال للعقل ودون تحليل أو نقد. ومثل هذه النظم تفرز طالبًا يتقبل بسهولة كل ما تمليه عليه سلطة المعلم دون نقاش. وبذلك يصبح من السهل جدًا علي مثل هذا الطالب أن يتقبل كل ما تمليه عليه سلطة ما دون تحليل أو نقد أو معارضة. ويكون عرضة للانخراط في أية جماعة أيًا كان توجهها. حيث يتم تلقين الفكر وتقبله دون تحليل. ويسهل الانقياد بفعل إبطال عمل العقل.
4-غياب العدالة الاجتماعية. والتفاوت في توزيع الدخول والخدمات والمرافق الأساسية كالتعليم والصحة والإسكان والكهرباء بين الحضر والريف. وتكدس الأحياء العشوائية في المدن بفقراء المزارعين النازحين من القري فضلا عن زيادة أعداد الخريجين من المدارس والجامعات الذين لا يجدون فرص العمل. أدي إلي البطالة والتفكك الأسري وضعف التربية والتوجيه وأصدقاء السوء ونحوها. وجميعها تشكل تربة خصبة لنمو الأفكار الخاطئة.
أساليب العلاج من منظور ديني:
1-مراجعة المؤسسات الدينية الرسمية لأساليبها الدعوية خاصة أن معظمها يغلب عليه الروتين والتقليد في مجالات الوعظ والإرشاد والتوجيه. وأن تتحول إلي مؤسسات فعالة قادرة علي تقديم إجابات عن تساؤلات الحياة المعاصرة. ومساعدة المسلم المعاصر علي التكيف مع الواقع المعيش. ثم النهوض به وتطويره.
2- ضرورة انفتاح المؤسسات الدينية الرسمية علي العالم الخارجي. وعمل حوارات حقيقية مع كل التيارات الدينية.
3- فتح جميع قنوات الاتصال بالجماهير أمام دعاة التيار المعتدل الذين يفهمون الإسلام فهمًا شموليًا دقيقًا وعميقًا من تلفاز ومذياع وصحف ومحاضرات عامة ودروس بالمساجد ونحوها. لأن في ذلك نموًا للفكر الإسلامي الصحيح المعتدل وهذا يضيق ويقلل من فرص نشأة التيار المتطرف الذي يتبني العنف في خطابه.
4- مراجعة مناهج التعليم. وتضمينها قيم الحوار. والنقد. والتعايش. وإقرار حقوق الآخرين. وتدريس أدب الخلاف والتربية علية عملاً بقوله تعالي: "ادْعُ إِلَي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" "النحل: 125"
5- دعوة وسائل الإعلام بمختلف أنواعها لأداء عمل يوازي دور المؤسسات الدينية والتعليمية في ترسيخ القيم الإنسانية.
6-الاستفادة من المثقفين والكتاب بتقديم الأعمال التنويرية الحقيقية ونشرها علي أوسع نطاق وليس فقط في المقالات والأعمدة الصحفية.
7- إعادة النظر في تراثنا العربي والإسلامي. بما يضمن قيم التعددية السياسية. والحرية الفكرية. وإبراز دور المرأة والشوري.
8-وضع مشروع متكامل للإصلاح الاجتماعي يسير جنبًا إلي جنب مع الإصلاح التعليمي والاقتصادي.
9-مواجهة التيارات الفكرية الدينية المتشددة بفكر الاعتدال والاتزان. درءًا للتطرف من ناحية وتنمية للوسطية والاعتدال من ناحية أخري.