الاسلام يحرم الانتحار مهما كانت الأسباب الأزهر : الاسلام يحرم الانتحار مهما كانت الأسباب ..
محمد زين العابدين - عمر عبد الجواد الجمهوريه
أكد علماء الدين عدم جواز الانتحار شرعا وأن من يقدم علي تلك الجريمة قاتل لنفسه..وجزاؤه جهنم وبئس المصير . باعتبار أن المحافظة علي النفس واجب شرعي ومقصد من مقاصد الدين التي اعتبرها الفقهاء من الضروريات الخمس التي تقدم علي أركان الدين. أكد المتحدث الرسمي باسم الأزهر الشريف السفير محمد رفاعة الطهطاوي أن القاعدة الشرعية العامة تؤكد ان الاسلام يحرم الانتحار تحريما قطعيا لأي سبب كان ولا يبيح للانسان ان يزهق روحه كتعبير عن ضيق أو احتجاج أو غضب.
وأضاف ان الأزهر لا يمكن أن يعلق علي حالات الاشخاص الذين يقومون بحرق أنفسهم باعتبار أنه ربما يكون هؤلاء في حالة من الاضطراب العقلي أو الضيق النفسي اضطرهم إلي فعل ذلك وهم في غير كامل قواهم العقلية ولانستطيع ان نحكم عليهم وأمرهم إلي الله وندعو لهم بالمغفرة.
وأشار إلي أن الاسلام يحرم الانتحار بصفة عامة كقاعدة شرعية لاي سبب كان.
أوضح د. اسامة العبد نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث أن المحافظة علي النفس من الضروريات التي أقرها المشرع بتجريم الاعتداء عليها وجعل العقوبة تبدأ بالقصاص وتنتهي بالدية المالية وجاءت الحدود زواجر لمنع الاعتداء عليها وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم في إطار المحافظة علي النفس : "من اعان علي قتل مسلم ولو بشطر كلمة لقي الله تعالي ومكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله" . وتوعد من يقتل نفسه بآلة حديدية فإنه يمكث في جهنم خالدا مخلدا. فالروح ليست ملكا للإنسان حتي يتصرف فيها كما يحلو له . قال تعالي "يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي" . والشخص الذي تواجهه مشكلة عليه ان يسعي الي حلها بالطرق المشروعة ولا يلقي بنفسه الي التهلكة قال تعالي "ولا تلقوا بأيديكم الي التهلكة" . والطرق المقررة وفق ما أورده المشرع بالتوجه الي المختصين وإن لم يستجيبوا يكون التوجه الي غيرهم ممن يتولون امرهم فلن يضيع حق وراءه مطالب. لكن ان يقتل الشخص نفسه بالحرق أو بتجرع السم أو بأي وسيلة اخري فيكون منتحرا . جزاؤه جهنم خالدا مخلدا فيها إلي يوم القيامة . فالآدمي بنيان الرب ملعون من هدمه وهذه اللعنة تتوجه إلي الشخص نفسه لو كان سبب الهدم المباشر.
أضاف: أن رفض الإسلام للانتحار هدفه القضاء علي الفوضي السلوكية وتهديد الأمن الاجتماعي داخل المجتمع . بحيث يتيقن كل شخص أن جسده أمانة مطلوب منه المحافظة عليه ولو أدي ذلك الي تجرعه الخمر أو أكل الميتة بالقدر الذي يحفظ عليه حياته وبالتيمم في حالة الجنابة التي تحتاج الي الغسل إذا خشي علي نفسه البرد القارص.