الشهداء مقال للشيخ سعد الفقي المصريون الشيخ سعد الفقي | 09-02-2011 23:57
الذين لقوا حتفهم في ميدان التحرير وفي عدة محافظات أخري ... شهداء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ... هؤلاء لم يموتوا فأرواحهم في حواصل خضر ترفرف في السماء .... بل هم في جنات ونهر عند مليك مقتدر... هؤلاء لم تزهق أرواحهم بل هم وحدهم من صنعوا لنا الحياة ..... وغرسوا فينا الأمل الذي كنا قد تناسيناه ...هؤلاء ستظل أسمائهم محفورة في القلوب وفي العقول وكفاهم أنهم وحدهم من حركوا المياه الراكدة واختصروا الزمن في أيام معدودات.... هؤلاء من استنهضوا فينا كل المعاني النبيلة التي كان سبباً في انزوائها شخوصاً لا أشخاص .... هؤلاء الشخوص ستلاحقهم اللعنات في الدنيا وفي الآخرة..... ربما يفلتون من عقوبات زائلة في الدنيا .... إلا أن محكمة العدل تنتظرهم .....أنها هناك يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يفعلون.... وما فعلوه بنا دون جريرة ارتكبناها .... هؤلاء من زيفوا إرادتنا وضربوا بكل المبادئ والقيم والمثل عرض الحائط .... هؤلاء من خانوا وكذبوا ليس علينا وحدنا....بل كانت كذبتهم وفريتهم علي الله ... هؤلاء من عميت أبصارهم وصمت أذانهم وضلت عقولهم .... فلم يسمعوا تأوهاتنا واستغاثتنا .... هؤلاء من أداروا ظهورهم لليتامى والثكالي والمعدومين ...هؤلاء ينتظرهم المصير الحالك والمؤلم .... أما شهدائنا الأبرار الأطهار من قدموا الغالي والنفيس من أجلنا جميعاً ... فهم السراج المنير الذي أضاء لنا الطريق وهم من يستحقون فعلاً أن تخلد أسمائهم في كل الميادين ...ليس في التحرير وحده ولكن في كل الأماكن التي ولدوا فيها وترعرعوا ... هؤلاء من تناسيناهم ... نحن جميعاً مدانون لهم ... الشعب بكل طوائفه وأحزابه مدين لهم فقد أخفقنا في اكتشافهم وسفهنا من مواقفهم وتطلعاتهم الزاخرة والوارفة .... والحكومة بل وكل الحكومات هي الأخرى مدانة لهم ..عندما ارتكبوا الجرائم في حقهم في حياتهم عندما أهملوهم مع سبق الإصرار والترصد وتعمدوا إهمالهم والتقليل من قدرهم .... وبعد مماتهم عندما اكتفوا بالوقوف دقيقة حداد علي أرواحهم ... ولأن الحديد لا يفله إلا الحديد... فقد كان لزاماً أن تكون القاضية علي أيدي هؤلاء الشرفاء الذين استطاعوا دون غيرهم القضاء علي أسطورة الحديد المعروفة بالسيد/ أحمد عز....هؤلاء الذين استشهدوا سنلحق بهم جميعاً وسنموت ... فهذا قدر الله فينا ... إلا أنهم وحدهم من ماتوا بشرف وعزة.... هؤلاء ستحفر أسمائهم بماء الذهب أما نحن فلا ذكري لنا.. ويأكل العقلاء ويأكل الحكماء .. أدعوكم جميعاً لتخليد أسمائهم فهم دون غيرهم من يستحقون ذلك...هؤلاء من كتبوا لنا الحياة الكريمة ....فهل أنتم فاعلون؟؟؟؟؟