مقارنة الاديان (آداب الحوار 6 ) الحوار مطلب دينى
قامت الشرائع علي الدعوة بالحسنى ، والتعرف علي الدين بالحسنى ، فلو قامت علي القهر ما انتصر المؤمنون ونشروا دينهم ، فالأديان قائمة علي الدعوة ، ونهج الدعوة الإقناع ، وعدم التعرض للمخالفين بالعقاب في الحال وإنما تمهلهم التفكر والتدبر 0
والشرائع تتفق ـ بالدعاء لمن لم ينظر ، فيها ففى الأدعية نقول (107) " اللهم مصدر كل حكمة ومعرفة أعطنا أن نعرف الآخرين معرفة حقه سواء خالفونا أو ماثلونا في لآراء فنتصرف معهم فاهمين حقيقة حالهم قائسين إحساساتهم علي إحساساتنا ومراعين بطول أناه الفروق بيننا وبينهم في الحياة والأفكار والأحوال ، نجنا يارب من الأحكام المخطئة ، ومما يوضع في غير موضوعة من تعليم أو ثقة وارتاب ومنع أو مدح وذم " وقد أمر الله نبيه ( ) قائلا " ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"(108) 0
حتى يتسنى له مواجهة كل البشر من كان له استعداد للإيمان ومن كان قلبه قد ختم بكفر ، ثم أخبره " ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " (109) ، أي مقابلة الخشونة باللين والغضب بالكظم كما قال تعالي " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"(110) ، " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " (111) 0
الذين افرطوا في العناد والاعتداء ولم يقبلوا النصح ولم ينفع فيهم الرفق فاستعلموا معهم الغلظة وقيل معناه . لا تجادلوا الداخلين في الذمة المؤدين للجزية (112) 0
فالحوار مطلب ديني اقتداء بالكتاب المقدس والقران ، ففي القرآن والسنة المطهرة مدعاة للحوار مع الآخر فالسنة المطهرة تؤكد إرسال النبي ( ) رسائل إلي الملوك للدخول في الإسلام مثل رسالة حمير التي كانت منتشرة فيها النصرانية (113) 0
والقران يؤكد علي أتباعه هذا المطلب في قوله " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " (114) ، فالدعوة تكون بالموعظة الحسنة وأما الجدل فلا يدعى به وإنما يكون من باب دفع المعارضة 0
فيري ابن تيمية " أن للإنسان ثلاثة أحوال إما أن يعرف الحق ويعمل به وإما أن يعرفه ولا يعمل به وأما أن يجحده فأفضلها أن يعرف الحق ويعمل به " (115) ، فإن كانت هذه أحوال الإنسان فالله عز وجل ينزل شرعه في كتابة " القرآن " مهمين علي الكتب السابقة فقال تعالى " ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ " (116) ، فالله عز وجل بعد أن مدح التوراة ورسولها قال " ثم آيتنا موسى الكتاب " من قبل القرآن الذي فيه كل شئ تماما وحسنا ثم نزل بعده " القرآن " بكل ما فيه نفع للبشرية ، ثم انزل القرآن ، بأهل مكة بالعمل بما فيه واتقوا الكفر لعلكم ترحمون وأنزلناه حتى لا تقولوا إنما انزل الكتاب علي اليهود والنصارى من قبلنا ونحن كنا غافلين عن دراستهم لعدم معرفة لغتهم (117) ، والكتاب المقدس يحث أتباعه علي الحوار حيث يجعل كل البشر رعية واحدة رعية واحد وهو السيد المسيح فيقول " أما أنا فإني الراعي الصالح وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني " (118) ، ويؤكد بان الجميع عليه دعوتهم والدخول في شرع الله حيث يدعوهم إلي حظيرته قائلا " ولي خراف أخري ليست من هذه الخطيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد " (119) ، وهذا الحرص علل صيانة وحفظ الرعية جعله أميناً عليها قائما علي ما ينفعها فيقول " اذهبوا إلي العالم أجمع وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها من آمن ومن اعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن " (120) ، فلم يرشدهم إلي القتل أو سفك الدماء وانما هى حفظ ووقاية للإنسانية من الضياع ولذا قال " يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم " (121) 0
ولا شك في جواز مخالطة أهل الكتاب ومعاملتهم ومعاشرتهم ، وإنما المحظور الموالاة في الدين ، ومما يقرب من ذلك حل الكتابية للمسلم وولاية العقد له من وليها وينبه ( الملوك ) إلي ألا يتعصبوا لدينهم ويتداخلوا في قضايا الأديان لقلب عقائد رعاياهم المخالفين لهم (122) 0
لأنه " لا سلطان يستطيع أن يتسلطن علي القلوب " وهم بهذا الصنيع إنما يحملون رعاياهم علي النفاق فلا يوافق الباطني الظاهر " فمحض تعصب الإنسان لذين لا إضرار غيره لا يعد إلا مجرد حمية وأما التشبث بحماية الدين لتكون كلمة الله هى العليا فهو المحبوب والمرغوب " (123) 0
ولعل أبيات أحمد شوقي تؤكد هذا فيقول(124) :
فعلي تعاليم المسيح لأجلهـم ويوقـرون لأجـلنا الإســلامـا
الديـن للديان جل جلالـــه لـو شاء ربـك وحـد الأقوامـا
هـذى ربوعكم وتلك ربوعنا متقابلـين نـعـالـج الأيـامـا
هـذى قبوركـم وتلك قبورنا متجاورين جمـاجمـا وعظامـا
فبحرمه الموتى وواجب حقهم عيشـوا كما يقضى الجوار كراما
الاعتراف بأن الحوار ممكن
الحوار مطلب ديني ، لكن كثيرين يقولون إن تاريخ الصلات بين المسيحيين والإسلام شاهد عدل على عدم إمكان الحوار بل هو الحوار العقيم ، للاختلاف الجوهري بين المسيحية والإسلام في القضايا العقدية ، وهذا الأمر لا يساعد على الاتصال والانسجام والحوار فلا أحد ينكر هذه المواقف التاريخية والاختلافات الجوهرية ، لكن الحوار المبنى على أساس قرآني وعرض إنجيلى صحيح يتخطى ظواهر الفروق الظاهرية إلي بواطن الامور ، وينجلى ما بين الإنجيل والقرآن من نسب في وحدة الأمه ، لقوله تعالى من " وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ " (125) ، وفى الكتاب المقدس " رعية واحدة " (126) ، فالكتب المقدسة التي نزلت إلي الشعوب المختلفة والأمم الدينية هي حسبما عبر عنها كلير هالس ليست سوى نشرات إقليمية لذات الوحى السماوى الأصيل وهذا صحيح ، وفي ذات الوقت غير دقيق في التعبير لأن الأصل الأول لا يمكن أن يظهر على الدنيا (الأرض) إلا في صورة متجددة باستمرار لكي يظل محافظا على صورته الأصلية وهذا يعنى في النبوات(127) ، فالحوار البناء دائما يرشد أتباعه للتلاقى ، ويباعدهم عن التنافر 0
ويذكر د./ حمايه عندما قدم تحفة الأريب " أننا نقدم هذا العمل محققا لا لبعث مجالات دينية لا طائل تحتها إزاء مشكلات العصر الحديث وانما لتتبع نواحى التفكير الدينى في الثقافة العربية التي لم تبتعد عما دعي إليه من توكيد مبدأ التسامح وتوثيق مشاعر الالفة بين المسلمين والمسيحيين " (128) 0
فالمسلمون مكلفون بالدعوة إلي دينهم بالحكمة والموعظة الحسنه والحوار بالحجة والعقل والبرهان وترك المجادلة بالعنف والغلظة ولا يمكنهم التخلى عن ذلك إلي أن تقوم الساعة ، وكذا المسيحيون مكلفون أيضا بالدعوة إلي دينهم والتبشير به في نفس هذا الاطار والنظام والبعد عن الإثارة والأذى والعدوان ، والمبشرون من علمائهم منتشرون في كل دول العالم الاسلامى واتباع هاتين الطائفتين ملتزمون بتعاليم دينهم من غير اعتراض من احدي الطائفتين علي الأخرى وبذلك يعيش الجميع في مودة وألفة وإخاء وتعاون على البر والتقوى (129) 0
أما اليهود وهم الطائفة الثالثة يغلقون على أنفسهم ويعتقدون أنهم شعب الله المختار ولا يعترفون بأحد يدعى اليهودية إلا إذا كان أبوه وأمه يهوديان ، كما يعتقدون أن الناس الذين ليسوا من أصل يهودى قطيع غنم وأن اليهود هم الذئاب كما جاء في البروتوكول الحادي عشر في مؤتمرهم سنة 1897م في بال بسويسرا فهم لا يدعون ولا يتبشرون لدينهم ، ولذا فلا دعوة ولا حوار مع الآخر(130)، متظاهرين بأن الحوار سيؤدى في النهاية إلي أن يتنازل أحد الطرفين عن ثوابته في مقابل تأكيد ثوابت الطرف الثاني ، وهناك البعض الآخر الذي يخاف منه لاعتقاده أنه مؤامرة تهدف إلي تذويب الفوارق بين الأديان (131) .
الحوار يكون على صورة جدال(132)
فالحوار يكون بالطريقة التي ذكرتها الكتب المقدسة ، ففي القرآن الكريم يقول تعالى (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " (133) ، ويكون الجدال بالتي هي أحسن ، بشروط وأصول وقواعد ينبغى إتباعها ، والسير عليها ، وذلك تحرزا من أن تنقلب وتتحول إلي مماراة بعيده عن نشدان الحق وحتى لا تتحول إلي مشاحنات أنانية ومغالطات ومشاتمات ليس المهم فيها إظهار الحق والوصول إليه ، بل المهم انتصار المتخاصم على أخيه ، بأي طريق يفسد القلوب ، ويهيج النفوس ، ويورث التعصب ، والبغضاء بين الناس(134) ، فالجدال ليس المراد به المخاصمة ، وإنما الهدف منه عرض الدين ، للفهم الصحيح ، فقد ذم الغزال الجدل 0
والمراد به الخلاف والاختلاف وهو مطلق المغايرة في القول والرأي(135)، والجدل علم يقوم على مقابلة الأدلة لإظهار أرجح الآراء فإذا اشتدت خصومة المتجادل وآثر كل منهما الغلبة بدلاً من الحرص على ظهور الحق ووضوح الصواب وتعذر أن يقوم بينهما تفاهم أو اتفاق ، سميت هذه الحالة بالشقاق ، فمن استعمل الجدال مع أهل الجدال لا بالطريقة الحسنى كما تعلم من القرآن الكريم كمن غذى البدوى بخبز البر وهو لم يألفه (136) .
فالناس على ثلاثة أقسام ، قسم العلماء ، وهم الذين يطلبون الأشياء على حقائقها ، وهم أصحاب عقول صحيحة وبصائر ثاقبة ، وهم المشار إليهم " ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " (137) ، أي بالدلائل القطعية اليقينية ، وقسم أصحاب الفطرة السليمة وهم غالبية الناس الذين وسط بين العلماء والمجادلين المعاندين ، وقسم أصحاب الجدال والخصام والمعاندة ، وهؤلاء المشار إليهم " وجادلوهم بالتي هي أحسن " ، حتى ينقادوا إلي الحق ويرجعوا إليه (138) ، والإسلام دين عالمي لم يختص بأمة بعينها وإنما دعوة عامة للناس كافة قال تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " (139) 0
ومن الطوائف التي دعا الله عز وجل رسوله الحوار معهم بالحسنى اليهود والنصارى إذا قال تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " (140) ، ومن خلال هذه الآية والدعوة الخاصة لأهل الكتاب لعبادة الله الواحد الأحد تبرز أهمية الجدل الدينى معهم ، فيحتاج المسلم إلي شىء من المراس الجدلى ، وقد جادلهم القرآن(141) ، في عقائدهم التي حرفت على مر العصور(142) 0
فنجد الأدب العالي في منهج القرآن والرسول( ) حين يعلمه الله تعالى أن يقول لخصومه ( قل ) يا محمد لمن ؟ لخصومك " لا تسألون عما أجرمنا " يعنى كل واحد منا محاسب على عمله ، فأنتم يا خصومى ( يعنى خصوم الإسلام ) لا تسألوا عما أجرمنا ، فنسب الاجرام لنفسه لأنه هكذا يراه خصومه ولكن حين رد الأمر بالنسبة إليهم قال : " ولا نسأل عما ........ " 0
وقياس الكلام نقول " عما تجرمون " ، لكنه قال تعملون ، فيعلم الحق نبيه ( ) أدب الجدل ولا تأتى سيرة الإجرام وهذا بالنسبة لمن يتحقق عند الله إجرامهم ومع ذلك لم يجابهم بالإجرام وإنما أسنده لنفسه النبوية (143) ، وهذه سنه الله تعالى مع أنبيائه ففي حوار نوح عليه السلام مع قومه فيما يصفه القران في قوله " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ " (144) دليل على الأدب الربانى في حوار الأنبياء مع المعاندين الذين لا يعترفون بالألوهية الربانية والرسالة البشرية 0
ولذا فالجدال محاولة للوصول إلي الحق من خلال عرض الأدلة وتقابلها ، والهدف منه صرف من تجادلـه عن رأي فاسد يعتنقه بناء على شبهة أو حجة غير مسلمة ، وطريق ذلك أن تكتشف له الشبهة ، وتظهر ضعف الحجة التي بنى عليها ما ذهب إليه من رأى أو عقيدة وحينئذ تكون قد أخذت بيده إلي طريق الحق وبينت له الخطأ من الصواب (145) 0