قرآن وسنة المخادعون والمنافقون د.سعد الدين هلالي قرآن وسنة
المخادعون والمنافقون
د.سعد الدين هلالي
DR.SAADHELALY@HOTMAIL.COM
المخادعة والخداع يعني التلون وعدم الثبات علي رأي أو عدم الانضباط بخلق معين في التعامل من أجل التغرير بالغير أو ايقاعه في المكروه. تقول: خدع فلانا أي أظهر له خلاف ما يخفيه وأراد به المكروه من حيث لا يعلم.
أما النفاق فهو إظهار غير الحقيقة دائما كمن يظهر لك الصداقة وهو في الوقت نفسه يضمر لك العداوة أو كمن يظهر الايمان ويخفي الكفر تقول: نافق فلان أي أظهر خلاف ما يبطن.
وبهذا يتضح الفرق بين المنافق وبين المخادع فهما وان اتفقا في إظهار خلاف الحقيقة إلا انهما يختلفان في السبب والطبيعة. فالمنافق يظهر خلاف الحقيقة بسبب ضعفه وعجزه عن مواجهة الناس بحقيقة أمره ومعتقده ومن ثم صارت طبيعته مزدوجة الشخصية بصفة دائمة حتي يمكن القول بأن الكذب صار ريدنا له.
أما المخادع فهو يظهر خلاف الحقيقة ليس ضعفا أو عجزا عن المواجهة بها وانما لغرض خاص وهو الوقيعة بمن يخادعه وإنزال المكروه به فإذا تحقق ذلك توقف عن إظهار الحقيقة إلا ان يريد تكرار الخداع.
وعلي هذا فإن النفاق صفة قبيحة في كل حال لأنها إذا دخلت القلب لم تخرج منه إلا بعد القضاء عليه كالسرطان. كما انها صفة هادمة للكرامة الانسانية ولذلك كان وضع المنافق في الآخرة أسوأ حالا من كل المخطئين. قال تعالي "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم تصبيرا" النساء: .145
وأما الخداع فهو صفة يرجع الحكم عليها باختلاف طبيعة المعاملة من حربية أو مدنية فإن كانت المعاملة مع الغير حربية فإن الخداع يكون صفة ممدوحة لأنها من الأسلحة القتالية المعروفة. لما أخرجه الشيخان عن جابر بن عبدالله ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "الحرب خدعة" أما ان كانت المعاملة مع غير المدنية فالخداع يكون قبيحا وشعبة من شعب النفاق. لقوله تعالي: "ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم" "النساء: 142".