أهلا وسهلا بك إلى منتديات أئمة الأوقاف المصرية .
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات أئمة الأوقافالخطبة الاسترشادية 24 شوال 1437هـ 29 يوليو 2016 درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالإثنين يوليو 25, 2016 8:24 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاليوم السابع / غلق باب التقديم لمسابقة الدعاه بعد غد الثلاثاء الموافق 26 يوليو 2016 درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالأحد يوليو 24, 2016 8:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافضوابط الاعتكاف لشهر رمضان 1437 هـ 2016 م درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:51 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعميم : عدم حضور أي دورات تدريبية إلا بتصريح من الأوقاف درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعليمات هامة للأئمة قبل شهر رمضان 1437 هـ 2016 م درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالإثنين مايو 30, 2016 6:46 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التسوية لوظيفة إمام وخطيب المجموعة الأولى درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالخميس أبريل 28, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء المرشحون أوئل القراءة الحرة لمرافقة بعثة الحج لهذا العام 1437هـ 2016 م درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:53 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التفتيش العام إبريل 2016 مدرء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:41 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافإلى اخي الأستاذ سعد غابة فضلا درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالجمعة أبريل 15, 2016 1:36 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاف وفاه كبير ائمه مركز زفتى غربيهدرء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالسبت أبريل 02, 2016 6:49 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاففضيلة الشيخ زكريا السوهاجي وكيل وزارة الأوقاف بأسوان يفتتح مسجد الروضةدرء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالسبت مارس 26, 2016 6:55 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتكليف د خالد حامد برئاسة لجنة الاتصال السياسي بالوزارة يعاونه الأستاذ مخلص الخطيب درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالسبت مارس 19, 2016 9:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافحوار فضيلة الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف مع جريدة الأهرام درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالجمعة مارس 18, 2016 12:06 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافافتتاح عشرة مساجد غدا الجمعه 18 مارس 2016 مدرء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالخميس مارس 17, 2016 11:50 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافالمطالبون بالتسوية بالمؤهل الجامعي عليهم التوجه لمديرياتهم فورا وآخر موعد غدا الثلاثاء درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالإثنين مارس 07, 2016 6:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاقتراح من فضيلة الشيخ عبد الناصر بليح بعمل انتخابات مجلس إدارة الصندوق بالمديريات أو بقطاعات ثلاثه درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:57 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافماذا تعرف عن صندوق نهاية الخدمةدرء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافإعلان شغل وظائف بمديرية أوقاف بني سويف درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الذين سيحصلوا على الدرجات بوزاة الأوقاف لجميع العاملين بالوزارة 2016 درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:33 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة إيفاد القراء في شهر رمضان 1437هـ 2016 م درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالثلاثاء مارس 01, 2016 8:50 am من طرف

منتديات أئمة الأوقاف المصرية  :: الداعية جامع وجامعة :: حقائق وشبهات

شاطر
درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالثلاثاء يونيو 29, 2010 9:39 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
الصورة الرمزية

حجازي

البيانات
عدد المساهمات : 36
نقاط : 42
تاريخ التسجيل : 24/06/2010
العمر : 36

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالثلاثاء يونيو 29, 2010 9:39 pm



درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف





"درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف
مقدمة
الحمد لله رب العالمين أرشد العقول إلى توحيده وهداها ، وأوضح أدلة وحدانيته وجلاها ، وأبطل ببراهين الحق شبه الباطل ومحاها ، وثبت كلمة الإيمان في قلوب ذوي الإيقان كما أثبت الأرض بالجبال وأرساها، وأضل عقول الكافرين وأعمى بصائر المنافقين فأدبرت عن الإيمان فلم تجبه إذ دعاها ، وأضعف يقين المدعين وأهوى نفوس العاصين فانقادت لأدنى شبهة أو شهوة دعاها إليها هواها .فسبحانه من إله عظيم لا يماثل ولا يضاهى.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من عرف معناها وعمل ظاهراً وباطناً بمقتضاها .
ونشهد أن محمداً عبده ورسوله خير الخليقة وأزكاها وأبرها وأنقاها نبي خصه الله بأسمح الشرائع وأسناها وأوضحها وأجلاها .فمهد قواعد الملة وأرساها وأشاد منارة الإسلام وأعلاها .
صلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وعلى كل من استن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين .
أما بعد
قال الله تعالي " وما يجحد بئاياتنا إلا الظالمون " فهذا بحث مختصر عن سرعة انتشار الإسلام بالسيف مقولة من مقولات المستشرقين "
أوردت فيه 1ـ ماهي أسباب سرعة انتشار الإسلام .
2ــ تفنيد الادعاء وهو" سرعة انتشار الإسلام بالسيف"
3ـ الرد بكذب الادعاء من قبل أناس من أنفسهم
بذلك أكون قد أسهمت وجمعت بعض الشيء حتى نُكذِبَ مثل هذه الادعاءات الباطلة الفاسدة عن الإسلام وأهله ولو كان هؤلاء يعقلون أو يتفهمون ما في القرآن من معانٍٍ جليلة لوفروا جهدهم هذا فالله سبحانه وتعالى قال في قرآنه ""إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون " فمهما أنفقوا في صد الناس وإبطال الحق بالباطل فإنهم لن يستطيعوا أن يفعلواذلك
لأن الله سبحانه جعل هذا الدين لنفسه واختاره فهو القائل سبحانه"إن الدين عند الله الإسلام "

وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لمراضيه وأن يجعل حالنا خيراً من ماضيه وأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتنا جميعاً.
وأشكر أستاذنا الفاضل د/ خالد الذي أرشدنا إلى عمل مثل هذه البحوث الجليلة لكي نعى نحن قسم الدعوة ما يقوله المسيئون للإسلام حتى تكون عندنا المقدرة على الرد على أمثال هؤلاء من فقه وفهم السابقين .
إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يلحق بالرفيق الأعلى إلا وقد انتشر الإسلام بالجزيرة العربية من أقصاها إلى أقصاها ودخل الناس فى دين الله أفواجا ، حتى كان معه عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع في أواخر السنة العاشرة من الهجرة أكثر من مائة ألف مسلم ، وكان عدد من لم يحضر من المسلمين أكثر من ذلك أضعافا ً مضاعفة .
وقد انتشر الإسلام في البلاد المجاورة للبلاد العربية في عهد الخلفاء الراشدين وفي عهد الدولتين الأموية والعباسية ، ولم يزل الإسلام ينتشر ولم يزل عدد من المسلمين يزداد حتي بلغ في سنة 1939 أكثر من أربعمائة مليون.
وسرعة انتشار الإسلام ظاهرة تاريخية لا يوجد لها نظير .وإننا إذا بحثنا في أسباب هذه السرعة وجدنا أنها تنحصر فيما يأتي :ـــ
1ـ صحة العقيدة الإسلامية ، وبساطتها ومطابقتها لما تدعوا إليه الفطرة السليمة وما يؤدي إلية التفكير السديد . وخلوها من كل ما تأباه النفس البشرية من عوج والتواء ولف ودوران .
وكذلك سمو التعاليم الإسلامية وشمولها لآداب وأخلاق يترتب على أتباعها رقي الفكر الإنساني ،وتطهير النفس ورفعها إلى أعلى درجات الكمال ، وتهذيب السلوك وتقويم الأخلاق ، ونهوض المجتمع البشري من الوجهتين المادية والأدبية ، إلى غير ذلك من مزايا الإسلام التي ذكرناها فيما سبق .
2ـ اختلاف العرب في عقائدهم ، وعدم استنادهم في اعتناقها إلى أدلة عقلية تطمئن إليها النفوس ، ولذلك ضعف حجتهم أمام حجة الإسلام ولم يستطيعوا أن يُقاوموا الدعوة المحمدية مقاومة جدية ، فتارة كانوا يقولون :إنا وجدنا ىباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ، وأخرى يلجئون إلى الاستهزاء والسخرية والاتهامات الباطلة .
ولما أعياهم تمسك الرسول وصحبه بعقائدهم ومثابرتهم على الدعوة إليها لجؤوا إلى المعجزات ، والدس والوقيعة ، وغير ذلك من الأمور التي لا يلجأ إليها إلا ضعاف العقول حين يعوزهم البرهان العقلى ولا يسعهم التفكير المنطقي .
3ــ متانة خلق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقوة شخصيته وثباته على المبدأ منذ حداثته ، فقد شب وترعرع وعاش بين العرب ، فعرفوه وعرفوا فيه الأمانة ولين العريكة وحب الحق والخير ، والبعد عن سفاسف الأخلاق ودنايا الخصال ، وترك عبادة الأوثان ، والترفع عن تقديسها ،واتباع السلوك الفاضل ، والتفكير الصائب .
رأوه كذلك فوقرت في نفوسهم عظمته الخُلقية وحق عليهم تبجيله واحترامه، وكان أشد الناس احتراماً له أشدهم اتصالاً به خديجة وأبي بكر ، وعلى وزيد بن حارثة.
4ــ مُثابرة الرسول على الدعوة وعدم ترخيه فيها على الرغم من تعنت المشركين ومناوأتهم، ومجادلتهم وإذائهم ، وتحريضهم غياه على ترك الدعوة بجميع الوسائل المُغرية.
وإن ثبات الرسول وشدة تمسكه برأيه ليتجلى في قوله لعمه أبي طالب :"والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتي يُظهره الله أو أهلك دونه ".
5ـ اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم الحكمة في الدعوة طبقاً لما كان ينزل به الوحي ، فلم يُفاجئ قريشاً بها جهراً ، بل إنه عمد أولا إلى الدعوة السرية ، وكان لا يدعو إلا من اطمأنت إليه نفسه، ثم دعا قومه جهراً ، ثم دعا الناس أجمعين في جزيرة العرب ثم في خارجها .
وهذه مراحل كان لابد أن يتبعها الداعي الحكيم ، حتي تتهيا النفوس بالتدريج لقبول الدين الجديد .
وقد كانت حالة قريش في كبريائهم وغطرستهم ، وشدة تمسكهم بدين آبائهم أدعي إلى اتباع هذه المراحل إذ لو جابههم الرسول بالدعوة جهرة دفعة واحدة لثاروا في وجهه ثورة رجل واحد ، وقضوا على الدعوة في مهدها .
6ــ تأييد الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم بنزول القرآن عليه منجماً كلما دعت الحاجة إلى نزوله، ليرد به كيد المشركين ، ويكشف عن خبايا نفوسهم، ويبطل نزاعهم ، ويبرهن على فساد عقائدهم ، ويهدى الرسول وصحبه الصراط المستقيم ، ويرشدهم إلى ما يجب أن يعملوا ليكفوا أنفسهم شر المشركين، وينجوا من كيدهم :" وقال الذين كفروا : لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا "الفرقان آيه 32
ولا يخفى ما كان لأسلوب القرآن الحكيم من تأثير في قلوب العرب ذلك الأسلوب الطلي الجذاب ، الذي يتنوع بتنوع المواقف، ويختلف باختلاف طبائع المخاطبين ، فتراه يشتدةمع المكابرين المخادعين ، ويشدد لنكير على العصاة والمشركين والمنافقين ، ويلين حين يخاطب المؤمنين ، ويعذب إذ يسليهم في مواقف محنهم ، ويقص عليه قصص الأمم السابقة التي آمنت بالرسل فأنجاها الله ، أو كفرت وظلمت فحل بها عذاب الله.
وأنت تعلم أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه كان في الغالب يبدأ دعوته بتلاوة القرآن وترتيل آياته البينات ليُعِّد نفوس السامعين لقبول الدعوة وإساغة الموعظة .ويروي التاريخ أن تلاوة الرسول الكريم كانت بنغمته جذابة مؤثرة تخلب الأسماع وتجتذب القلوب، وأن كثيراً من العرب أسلموا حين تلوا القرآن ،أو سمعوه يتلى عليهم .
7ـ تأييد الله تعالى للرسول وأصحابه في مواقف حرجة ، تفضلاً منه عليهم ورأفة بهم فثبتت في أوقات المحنة ، ووقع الرعب في قلوب أعدائهم فانهزموا أمامهم ، يقول الله تعالى " ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة" آل عمران .
" وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي "الأنفال ." هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم"الأنفال. " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين ............"وذلك جزاء الكافرين "التوبة ." إذ يوحي ربك إلى الملائكة ..............واضربوا منهم كل بنان "الأنفال.
8ـ ثبات المؤمنين على إيمانهم، وتمسكهم بعقيدتهم ، واحتمالهم الأذي في سبيلها ، ودفاعهم عنها بكل ما لديهم من قوة وبأس . ولا ريب أن قوة الإيمان إذا بلغت منتهاها عجز الحديد والنار عن اقتلاعها من النفوس ، ولم تستطع قوة بشرية أن تغيرها ، أو تقف في طريقها .
9ــ إسلام كثير من سادة العرب وزعمائهم الذين هدى الله على أيديهم أشياعهم وأتباعهم ؛ وذلك كما في حال أبي بكر وعمر من أهل مكة ، وأُسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ ، وأسعد بن زرارة ، والبراءبن معرور ، وأبى بن ضمام بن ثعلبة قدم موفداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني سعد بن بكر فأسلم ، وعاد إلى قومه ، ودعاهم إلى الإسلام فما أمسى في ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلماً ــ بعد أن علمهم ضمام الإسلام وآدابه .
10ــ إخلاص الدعاة من الصحابة الذين ناصروا الرسول وأدوا رسالته كاملة ، حينما بعثهم إلى القبائل ليدعوهم إلى دين الله ، وذلك كما في حال خالد بن الوليد الذي هدى الله على يديه بني الحارث بن كعب ، وعلى بن أبي طالب الذثي هدى الله به همدان.
وكما في حال الرسل الذين أرسلهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أمراء العرب وإلى الملوك خارج الجزيرة العربية .
وكما في حال التجار الذين كان على أيديهم انتشار الإسلام في جاوة وسومطرة وغيرهما من جزر الهند .وقد كان هؤلاء التجار يتخلقون بأخلاق الإسلام ، ويختلطون بسكان البلاد الأصليين ، ويصاهرونهم ويعاملونهم بالرافة والعطف ، ويشعرونهم بما في الإسلام من روح التسامح والإخاء والمساواة والصفاء .وبذلك ظهر لهم ما بين دعاة الإسلام ودعاة غيره من الأديان من فروق بارزة ؛ فقد كان دعاة المسيحية مثلاً يسلكون مسلك الغطرسة والكبرياء ، ويعدون أنفسهم أعلى منزلة من الذين يدعونهم.
قال الله تعالى في سورة التوبة "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون . هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون"
من خلا ذلك ندرك أن الإسلام لم ينتشر بالسيف نهائياً وإنما انتشر بالتسامح والأخلاق . فالإسلام لم يُرغم أحدا على الدخول فيه وإنما ترك لكل شخص حرية الاختيار قال الله تعالى " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ".
ما سبب السرعة الرهيبة التي تمت بها الفتوحات الإسلامية؟
بعض مؤلفوا مثل هذه الكتب المنصفة للإسلام أوضح أن عدالة ورحمة المسلمين ليست المبرر الوحيد وإنما لابد من معرفة أن فكرة الغزو كانت غير مستغربة على الشعوب في هذا العصر وكان الغازي يخرج من أرض ليحل محله آخر وكانت الشعوب ينحصر تفكيرها في معرفة هل الغازي الجديد سيفرض أعباء اجتماعية واقتصادية أكبر أم أقل فقط. وفي حالة مثل مصر نجد أن الشعب كان يقع تحت ضغط شديد جدا من الكنيسة الرومية الأرثوذكسية البيزنطية فكان البابا المصري بنيامين هاربا في مغاور الجبال والصعيد، وأخو بنيامين قتل سحلا بالخيل علي أيدي البيزنطيين في الإسكندرية وعدد كبير جدا من الأقباط الأرثوذكس قتلوا أو سحلوا وعدد كبير جدا من كنائسهم وأموالهم صودرت، لذلك عندما دخل المسلمون ساعدهم المسيحيون. حتى أن البابا بنيامين قال «الرب شاء أن أبناء اسماعيل «المسلمين» ينتصرون وطلب من الأقباط المسيحيين أن يساعدوا المسلمين» وهذا التحالف هو الذي حفظ الكنيسة الأرثوذكسية والكرازة المركسية في مصر لأنه لو ظل الرومان في مصر لاستمر قضاؤهم علي زعامات الكنيسة المصرية المركسية ومصادرة أملاكها والمسألة الأخرى المهمة أن المسلمين عندما دخلوا هذه البلاد عملوا بمبدأ «عش ودع الآخرين يعيشون» فعندما دخلوا القاهرة انشأوا مدينة عسكرية هي الفسطاط وأقاموا مدن البصرة والكوفة في العراق، والقيروان في تونس ولم يختلطوا بالسكان في البداية. ومن أهم النقاط التي بينها هيو كينيدي في كتابه أن المسلمين لم يطلبوا أبداً من السكان أن يعتنقوا دينهم قهرا أو إكراها. ومسألة أخرى مهمة أنه تحت الحكم الروماني مثلاً كان جميع من لا يحملون الحقوق المدنية الرومانية من أهل البلاد المحتلة مجرد رعايا ليس لهم أي امتيازات لكن المسلمين فعلوا شيئا مهما جدا هو المساواة والعدل بين أصحاب الأرض وبين الجيش الفاتح وحينما تدخل الإسلام تصبح مساويا لجميع من حولك وأصبحت الأجيال الأولى من الذين اعتنقوا الإسلام بإمكانهم الإرتقاء في مناصب عليا ودخول الجيش، وهذا أيضاً تسبب في سرعة انتشار الإسلام.

هذه كانت باختصار بعض الأسباب التي من خلالها انتشر الإسلام بسرعة. أما عن سرعته بالسيف كما يزعم المستشرقون فيمكن تفنيد ذلك والرد عليها من خلال من سبقونا في هذا الميدان وليكن على سبيل المثال هذا المقال الذي نشر في شهر يوليوعام 2005 مقال بعنوان رفع الحيف بدحض مقولة انتشار الإسلام بالسيف
أ .محمد حسن يوسف قال فيه :ـ
في هذه الآونة التي تكالب فيها الجميع على الإسلام، للنيل منه والحط من شأنه والتلبيس على الناس أمور دينهم، يكثر من يردد مقولة أن انتشار الإسلام إنما تم بفعل السيف، يريد بذلك أن يؤكد على عدم وضوح براهينه ودلائله، وأنه بذلك ليس سوى دين يخضع لسلطان ملك جبار أظهره على الناس بسيفه، وليس دينا منزلا من عند الله على رسول كريم لكي يهدي به الناس أجمعين!!

والمتأمل في هذه المقولة يجد أنها ليست بجديدة، بل هي مقولة قديمة، أطلقها أهل الكتاب من قبل لما رأوا سرعة انتشار الإسلام شرقا وغربا، واتساع رقعة الدولة الإسلامية في سنوات معدودات لتبسط نفوذها وسلطانها على مساحة شاسعة من الأرض المعمورة، فأظهروا ما في أنفسهم من غل وحقد، وأرادوا الكيد لذلك بإطلاق تلك المقولة، والتي حكاها عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح " عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات وأتم التسليم
وواقع الأمر أنك حينما تسمع هذه المقولة، تجد أن الجميع ينساقون للرد عليها بالتفنيد وأن الإسلام دين سلام لم ينتشر بالسيف وإنما انتشر بالحجة والبرهان. وهذا هو بالضبط ما يريده أعداء الإسلام منا. فهم يريدون إسقاط فريضة هامة في ديننا، ألا وهي فريضة الجهاد. ويريدون منا النظر إلى هذا الركن الهام من ديننا نظرة شك وازدراء، فهو السبب وراء تلك المقولة التي يطلقونها. ولكن حقيقة الأمر ليست كذلك. .

ففي واقع الأمر أن الإسلام قد انتشر بالسيف، ولكن بجانب الحوار والحجة والبرهان. فلم يكن السيف مسلطا على رقاب العباد: إما الإسلام وإما القتل. ولكي نفهم ذلك، دعني بداية اضرب لك مثالا من واقع الحياة. فهب أنك أقرضت شخصا ما مبلغا من المال. ثم جئت تطالب هذا الشخص برد ما سبق وأن اقترضه منك. فرأيت منه صدودا وإعراضا!! فإما أن تتركه يأخذ مالك ويمضي، وإما أن تبحث لك عن سبيل لكي تسترد منه المال المسلوب.
فإذا لجأت للشرطة واستعنت بها على استرداد حقك، فهل تكون في هذه الحالة ظالم لهذا الشخص للاستعانة بالشرطة عليه؟ أليس هو الذي ألجأك لهذا الأمر بمماطلته وتسويفه وعدم إرادته لدفع ما عليه؟ !!
ونفس الأمر على الصعيد الدولي. فحينما اعتدى صدام العراق على دولة الكويت، أدان العالم بأسره ذلك العدوان، وأصدر مجلس الأمن قراراته التي تقضي بخروجه منها. فلو لم يحشد العالم جميعه قواته لإجباره على الخروج، هل كان ليخرج بمجرد صدور تلك القرارات؟!!
وكذلك الحال بالنسبة لإسرائيل! فقد أصدر مجلس الأمن ركاما ضخما من القرارات التي تدينها وتقضي بردها للأراضي التي سلبتها. فهل استجابت لتلك القرارات؟ وهل كان الأمر سيختلف لو كان مع المسلمين القوة الكافية التي تجبرها على تنفيذ هذه القرارات؟

والآن ننتقل بالبحث إلى مرحلة أخرى: فالناس أمام دعوة الحق صنفان. الصنف الأول ينشد الحق ويذعن له، فإذا ظهرت له أدلته انقاد لها والتزم بها. فهذا الصنف تستخدم معه الحجج والبراهين والأدلة، التي إذا ما عُرضت له، فإنه يستجيب لها ويعمل بها. أما الصنف الآخر، فهو معاند مكابر لا يريد الهدى ولا يلتزم به إذا عرفه. فهذا الصنف لا علاج له إلا بالسيف لكي يذعن للحق وينقاد له.

ثم نخطو بالبحث إلى مرحلة جديدة: إنك لتسمع عن زعماء العالم والمحركين لدفته. هؤلاء الحكام يقفون حجر عثرة في سبيل انتشار المبادئ التي جاءت بها الرسالات السماوية التي نزل بها الوحي من عند الله سبحانه وتعالى لرحمة البشر وإسعادهم وتنظيم حياتهم. وهؤلاء الحكام يستطيعون – بما يملكون من قوى البطش وأدوات التنكيل ووسائل إعلام – أن يدفعوا شعوبهم للوقوف معهم في نفس الخندق للتنكيل بمن يدعوهم إلى الالتزام بشرع الله.

ذلك أن شريعة الله تجعل الناس متساوين تماما كأسنان المشط، وهو ما ترفضه هذه الطبقة الحاكمة. كما أن شرع الله يجعل الحكم لله، ويسلب الإنسان حق تشريع القوانين وفقا لأهوائه، ويجعل هذا الحق لله وحده. وهذا ما يرفضه طواغيت الأرض الذين يريدون تعبيد الناس وفقا لأهوائهم وشرائعهم المنكوسة. . فماذا يكون السبيل إذن؟ واقع الأمر أننا نجد أنفسنا أمام أحد أمرين: أما أن نترك هؤلاء لطمس جميع الحقائق، والتحكم بأهوائهم في مصائر العباد، بحيث يمنعوا دين الله أن يظهر وكلمته أن تعلو. والأمر الآخر هو أن يقوم المسلمون بقتالهم بكل عنف وشدة وضراوة بما يتناسب مع مدى جرمهم، حتى يلينوا لدين الله ويخضعوا لسلطانه ويذلوا لعظمته.
وهكذا فإن الإسلام لم يستخدم السيف مباشرة لإخضاع جميع البشر. وإنما كان ذلك وفقا لمنهجية محددة التزم بها المسلمون الأوائل ونفذوها حرفيا، فما كان نتيجة ذلك إلا انتشار الإسلام في زمن قياسي ليعم أرجاء المعمورة.

وننتقل الآن إلى معالجة أخرى للقضية. حيث نريد أن نعرف ما هي الأسباب التي دفعت المسلمون للانسياح في الأرض لنشر دين الإسلام فيها؟
وفي الواقع يأتينا الرد على ذلك من ربعي بن عامر أثناء مقابلته لرستم القائد الفارسي. حيث سأله: ما جاء بكم؟ فكان رد ربعي بن عامر عليه: إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله. إذن فالهدف الأساسي وراء حروب المسلمين كان نشر دين الله والتمكين له في الأرض .
ومن ناحية أخرى، فلقد كان لانتشار الإسلام كدين على وجه الأرض أسباب أخرى. وبداية أود تقرير حقيقة هامة، وهي أن أمور العقيدة من أخطر الأمور التي لا يمكن لها الانتشار بالسيف. فالسيف المسلط على رقاب البشر لا يمكن أن يكون هو السبب وراء انتشار عقيدة ما، أيا كانت، في نفوس البشر المهزومين. بل العكس هو الصحيح، أي أن استخدام القوة لنشر العقيدة لا يأتي إلا بالنتائج العكسية والنفور من هذه العقيدة كما هو معروف للجميع.

إذن ما الذي أدى لانتشار الإسلام في البلاد المفتوحة؟ ويأتينا الرد على هذا التساؤل في هذه المرة من عالم مسيحي، هو: " كيتاني " في كتاب سير توماس أرنولد المعنون " الدعوة إلى الإسلام "، إذ يقول: إن انتشار الإسلام بين نصارى الكنائس الشرقية إنما كان نتيجة شعور باستياء من السفسطة المذهبية، التي جلبتها الروح الهيلينية إلى اللاهوت المسيحي، لأنها أحالت تعاليم المسيح البسيطة السامية، إلى عقيدة محفوفة بمذاهب عويصة، مليئة بالشكوك والشبهات، مما أدى إلى خلق شعور من اليأس، بل إلى زعزعة أصول العقيدة الدينية ذاتها. فلما أهلت آخر الأمر أنباء الوحي المحمدي من الصحراء، لم تعد تلك المسيحية الشرقية، التي اختلطت بالغش والزيف، وتمزقت بفعل الانقسامات الداخلية، وتزعزعت قواعدها الأساسية، واستولى على رجالها اليأس والقنوط، من مثل هذه الريب، لم تعد المسيحية بعد ذلك قادرة على مقاومة إغراء هذا الدين الجديد.

ومن الأهمية بمكان، توضيح أن المال لم يكن يشكل أي هدف للفاتحين المسلمين. ذلك أنه قد يتطرق للنفس أن المال ربما يكون أحد الأسباب التي دفعت المسلمين للقيام بفتوحاتهم. ولكن الإجابة على تلك الخاطرة تأتي من أبو عبيدة عامر بن الجراح.
فيحكي لنا القاضي أبو يوسف في كتابه " الخراج ": لما رأى أهل الذمة وفاء المسلمين لهم، وحسن السيرة فيهم، صاروا أشداء على عدو المسلمين وعيونا للمسلمين على أعدائهم، فبعث أهل كل مدينة رسلهم يخبرونهم – أي المسلمين – بأن الروم قد جمعوا جمعا لم يُر مثله، فأتى رؤساء أهل كل مدينة الأمير، الذي خلفه أبو عبيدة بن الجراح عليهم، فأخبروه بذلك، وتتابعت الأخبار على أبي عبيدة، فاشتد ذلك عليه وعلى المسلمين، فكتب إلى كل والٍ ممن خلفه في المدن التي صالح أهلها، يأمرهم أن يردوا عليهم ما جُبي من الجزية والخراج.

فقد كانت جيوش المسلمين تعطي الأعداء الاختيار من بين ثلاثة بدائل: القبول بالإسلام، فإن أبوا فالنزول على حكم الإسلام ودفع الجزية ولهم العهد، فإن أبوا فالقتال. ويأتي خيار القتال لأن القائمين على أمر العدو لن يتركوا نشر الدعوة إلى الإسلام تمر بسلام في ديارهم. فيكون القتال للتمكين للدعوة الإسلامية. وإلا فلم يجبر المسلمين مطلقا أهل أي بلد على اعتناق الإسلام. أما خيار النزول على حكم الإسلام ودفع الجزية، فذلك لأن المسلمين سيقومون بحماية أهل هذه البلد من الأعداء المحيطين بهم. فلما رأى المسلمون عدم قدرتهم على دفع الأعداء المحيطين بالبلد الذي نزلوا فيه في ذلك الوقت، رأى أبو عبيدة أن يرد على أهل تلك البلد أموالهم التي أخذها من قبل، ليكونوا في حل من أمرهم. وهكذا نجد بوضوح جلي أن المسلمين لم يكن هدفهم جبي الأموال، وإلا فما كانوا ليردوا الأموال التي جاءت إليهم. وإنما كان كل ما يهدفون إليه هو نشر العقيدة الإسلامية في ربوع الأرض والتمكين لها.
كذلك فلم يكن هم المسلمين فتح البلاد. وإنما كان هدفهم التمكين لنشر الإسلام. والفرق بين الهدفين كبير. ويحدثنا التاريخ عن القائد قتيبة بن مسلم الباهلي، أحد قواد المسلمين الذين كانوا يقودون فتح بلاد ما وراء النهر، وانساب في الأرض حتى أوشك أن يصل إلى الصين. وحدث وهو يغزو سمرقند ويقاتل أهلها، أن دخل صفد من أعمالها بدون هذا التخيير بين الأمور الثلاثة. فشكوا إلى عمر بن عبد العزيز، وقالوا: ظلمنا قتيبة وغدر بنا فأخذ بلادنا. وقد أظهر الله العدل والإنصاف. وطلبوا أن يؤذن لهم ليقدموا على أمير المؤمنين ويبسطوا قضيتهم. فأذن لهم. ولما علم شكواهم كتب إلى واليه ذلك الكتاب:
إن أهل سمرقند شكوا ظلما وتحاملا من قتيبة عليهم، حتى أخرجهم من أرضهم. فإذا أتاك كتابي، فأجلس إليهم القاضي، فلينظر في أمرهم. فإن قضى لهم، فأخرج العرب إلى معسكرهم قبل أن يظهر عليهم قتيبة.
فأجلس الوالي لهم القاضي، فقضى أن يخرج العرب إلى معسكرهم، وينابذوهم على سواء، فيكون صلحا جديدا، أو ظفرا عن عنوة.
فقال أهل الصفد من سمرقند: بل نرضى بما كان ولا نحدث.

كذلك كانت القوة الذاتية الكامنة في الإسلام من العوامل التي وقفت وراء انتشاره في أرجاء واسعة من المعمورة. وتتمثل هذه القوة الذاتية في الإسلام في بساطة مناسكه من صلاة وصيام وزكاة وحج، فضلا عن روعة حضارته من مساجد وعلوم وآداب. وكان الذي حمل لواء هذه القوة الذاتية للإسلام جماعات عديدة من التجار. وشارك التجار في هذا النشاط من الدعوة إلى الإسلام جماعات دينية اشتهرت باسم " الطرق الصوفية ". فكان هؤلاء التجار من غير المحترفين للدعوة أصلا، ولكنهم اجتذبوا الناس أينما حلوا إلى دينهم بالمثل الطيب والقدوة الحسنة. فكان التاجر المسلم مثالا للصدق والأمانة وسط البيئات التي تجول فيها للتجارة، وعضوا فعالا في رفاهية تلك البيئات وأهلها. وصار بهذا الخلق مثلا أعلى للداعية الإسلامي، وملجأ للناس يجدون عنده ما يهديهم إلى الدين الإسلامي وتعاليمه.

إن من الصحيح أن المسلمين فتحوا البلاد بقوة جيوشهم وروحهم المعنوية، ولكن ليس من الصحيح أبدا أن المسلمين فتحوا القلوب بالقوة أيضا، لأن هذا من المحالات. بل فتحوا هذه القلوب بمبادئهم السمحة العادلة التي سبقتهم إلى قلوب الشعوب فرحبت بهم، وسهلت لهم شيئا من عناء الفتح، ثم أقبلت على دين الله ... الإسلام.
ولتصوير ذلك أدق تصوير، نستمع إلى هذا الحوار التالي: فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال: خرج جيش من المسلمين أنا أميرهم، حتى نزلنا الإسكندرية، فقال صاحبها: اخرجوا إليّ رجلا منكم اكلمه، ويكلمني، فقلت: لا يخرج إليه غيري، فخرجت ومعي ترجمان، ومعه ترجمان، حتى وُضع له منبران، فقال: من أنتم؟ فقلنا: نحن العرب، ونحن أهل الشوك والقَرَظِ ( هو ورق أسود يستخدم في الدباغ وغيره )، ونحن أهل بيت الله، كنا أضيق الناس أرضا، وأشدّ الناس عيشا، نأكل الميتة، ويُغير بعضنا على بعض، بشرَّ عيش، عاش به الناس. حتى خرج فينا رجلا ليس بأعظمنا يومئذ شرفا، ولا أكثرنا مالا، فقال: " أنا رسول الله ". يأمرنا بما لا نعرف، وينهانا عما كنا عليه، وكانت عليه آباؤنا، فشَنِفنا له ( أبغضناه ) وكذبناه، ورددنا عليه مقالته، حتى خرج إليه قوم من غيرنا، فقالوا: نحن نصدقك ونؤمن بك، ونتبعك ونقاتل من قاتلك، فخرج إليهم، وخرجنا إليه، فقاتلناه فقتلنا، وظهر علينا، وغلبنا، وتناول من يليه من العرب، فقاتلهم حتى ظهر عليهم. فلو يعلم من ورائي ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم حتى يشرككم ما أنتم فيه من العيش. فضحك، ثم قال: إن رسولكم قد صدق. قد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاءكم به رسولكم، فكنا عليه، حتى ظهر فينا ملوك، فجعلوا يعملون فينا بأهوائهم، ويتركون أمر الأنبياء، فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم، لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه، ولم يتناولكم أحد إلا ظهرتم عليه. فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا وتركتم أمر الأنبياء، وعملتم مثل الذي عملوا بأهوائهم، خُليّ بيننا وبينكم، فلم تكونوا أكثر منا عددا، ولا أشد منا قوة. قال عمرو بن العاص: فما كلمت رجلا أَذْكَر ( أكثر رجولة ) منه.
تفنيد الادعاءات
هل رد هذا وغيره على افتراءات الغرب على الإسلام وفند ادعاءهم بأن الإسلام انتشر بحد السيف؟

أكذوبة مقولة إن الإسلام انتشر بحد السيف أوبالقوة تم تفنيدها من قبل المتخصصين الغربيين في الدراسات العربية منذ أكثر من قرن وهيو كينيدي.

في كتابه أثبت بالأدلة القاطعة كذب تلك المقولة، وأثبت أن هناك مناطق كثيرة دخلها الإسلام وانتشر بين أهلها دون أن يدخلها جندي واحد ودون أن يطأ أرضها عسكري ولا قائد، وأن أكبر تعداد لجيش أسلامي خرج في الفتوحات لم يتجاوز 20 ألف جندي، وأكد أن الإسلام أثر بذاته على موروثات وعقائد وديانات قديمة يعتنقها أهلها منذ قرون، والمؤرخون المسيحيون المعاصرون للفتوحات الإسلامية كانت شهاداتهم منصفة وعادلة ومتجردة، لأنهم رووا ما شاهدوه وماعصروه ، وقد روى شهاداتهم المؤرخ الأميركي نورمان كانتوث، وأيضا جون اسبوزيتو وهو مؤرخ إيطالي ويترأس مركز الحوار الإسلامي المسيحي حاليا، فهما وغيرهما أوردا الكثير من آراء المؤرخين المسيحيين المعاصرين للإسلام ولهم آراء علمية عادلة عن الإسلام.

مقولات عادلة
هل هناك أمثلة لتلك المقولات العادلة والمتجردة؟
مثلا يقول هنرب دي شامبون تحت عنوان «الانتصار الهمجي على العرب» لولا انتصار جيش شارل مارتل الهمجي على العرب في فرنسا في معركة «تور» على القائد الإسلامي عبد الرحمن الغافقي لما وقعت فرنسا في ظلمات العصور الوسطى ولما أصيبت بفظائعها ولما كابدت المذابح الأهلية الناشئة عن التعصب الديني ولولا ذلك الانتصار البربري لنجت أسبانيا من وصمة محاكم التفتيش، ولما تأخر سير المدنية ثمانية قرون.
ويقول أناتول فرانس إن أفظع سنة في تأريخ فرنسا هي سنة 732 وهي السنة التي حدثت فيها معركة بواتيه التي انهزمت فيها الحضارة العربية أمام البربرية الإفرنجية ويقول أيضا «ليت شارل مارتل قطعت يده ولم ينتصر على القائد الإسلامي عبدالرحمن الغافقي فإن انتصاره أخر المدنية عدة قرون
. نصرة المظلومين
وهنا بفضل الله سبحانه إجابة شافيه و إجمالية على سؤال هل انتشر الإسلام بالحرب وحد السيف ؟
اعلم يرحمك الله أن الإسلام لم ينتشر بالسيف والحرب والقوة كما ادعى بعض أعدائه , ولكنه انتشر بالحجة , والمنطق , وقوى البرهان والدليل , والإقناع الهادئ , والحكمة والموعظة الحسنة , انتشر لأنه يصلح لكل زمان وعصر , وجيل , وكل مكان في الشرق أو الغرب فهو لا يفرق بين إنسان وإنسان لاختلاف في اللون أو الجنس , أو الثقافة , أو اللغة , أو الغنى أو الفقر .
ولو جرد المتعصبون أنفسهم من بعض التعصب , وقرءوا التاريخ لعرفوا عن يقين انه انتشر لانه دين يقبله العقل السليم يقبله المنطق المبنى على الإقناع والدليل
دين الفطرة السليمة
دين الإنسانية والمساواة والحرية
دين الأخوة والعدالة الاجتماعية
دين التوحيد والوحدانية حيث يدعو إلى عبادة الحق الواحد الأحد رب العالمين
دين الرحمة والعفو والمغفرة
دين التسامح واليسر , لا التعسف والعسر
قد يقول قائل هذا قولكم انتم معاشر المسلمين , وهذا لا غرابة ولا عجب فكل يحب دينه ويصفه هكذا , ويمدحه من خلال إيمانه ؟
قلت لهذا السائل تعال معي لنقرأ ونسمع من أقوال علماء الغرب والتاريخ , والأدباء غير المسلمين ما يؤكد ذلك ومن هؤلاء:ـ
توماس كارليل : ا
كاتب وفيلسوف إنجليزي ومصلح اجتماعي ( 1795- 1881 م )
قال في كتابة " الأبطال والبطولة "
"إن من السخف الذي لا يفهم أن يتهم محمد انه اعتمد على السيف في نشر دعوته وكيف يعقل أن يشهر رجل وحيد سيفه ليقتل به الناس حتى يستجيبوا لما يدعو إليه فإذا أمن به من يستطيعون محاربة خصومهم فقد أمنوا به طائعين مختارين , مصدقين محمدا , وقد تعرضوا للتعذيب والإيذاء والحرب من أعدائه قبل أن يقدروا على الحرب "
ومن هؤلاء
غوستاف لوبون :.
العالم والمؤرخ الفرنسي المعروف
قال في صدر كتابة حضارة العرب : " أن القوة لم تكن عاملا في انتشار القرآن ما ترك العرب المغوليين أحرارا في أديانهم , فإذا حدث أن اعتنق بعض الأقوام النصرانية الإسلام واتخذوا العربية لغة فذلك لما رأوه من عدل العرب الغالبين مما لم يروا مثله من سادتهم السابقين , ولما كان علية الإسلام من السهولة التي لم يعرفوها من قبل ولم ينتشر القرآن أذن بالسيف , بل انتشر بالدعوة وحدها , وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت مؤخرا كالترك والمغول "
وقال في موضع آخر :
أدرك الخلفاء السابقون الذين كان عندهم من العبقرية السياسية ما ندر وجوده في دعاة الديانات الجديدة أن النظم والأديان ليست مما يفرض قهرا فعاملوا أهل كل قطر استولو علية بلطف عظيم تاركين لهم قوانينهم ونظمهم ومعتقداتهم , غير فارضين عليهم سوى جزية زهيدة في الغالب , إذا قيست بما كانوا يدفعون سابقا في مقابل حفظ الآمن بينهم , فالحق أن الأمم لم تعرف متسامحين مثل العرب ولا دينا سمحاً مثل دينهم
قلت :. تدبر ذلك القول ففيه الكفاية ولكن سأتجول معك في حضارة العرب وأعدد لك أقوال غوستاف لوبون وغيره , فيكون الحق ناصعا بينا واضحا
يقول تحت عنوان فلسفة القرآن
" وتشتق سهولة الإسلام العظيمة من التوحيد الحق , وفى هذه السهولة – سر قوة الإسلام والإسلام إدراكه سهل خال مما نراه في الأديان الأخرى , ويأباه الذوق السليم , غالبا من المتناقضات والغوامض ولا شئ اكثر وضوحا واقل غموضا من أصول الإسلام القائلة بوضوح , بوجود إله واحد وبمساواة جميع الناس أمام الله وببضعة فروض يدخل الجنة ويدخل النار من يعرض عنها.
وإنك آخى ما اجتمعت بأي مسلم من أية طبقة , رأيته يعرف ما يجب علية أن يعتقد ويسرد , لك أصول الإسلام في بضع كلمات بسهولة , وهو بذلك على عكس النصراني الذي لا يستطيع حديثا عن التثليث والاستحالة وما ماثلهما من الغوامض ومن غير أن يكون من علماء اللاهوت على دقائق الجدل .
وساعد وضوح الإسلام وما أمر به من العدل والإحسان كل المساعدة على انتشاره في العالم ونفسر بهذه المزايا سبب اعتناق كثير من الشعوب النصرانية للإسلام كالمصريين الذين كانوا نصارى أيام حكم القياصرة فاصبحوا مسلمين حين عرفوا أصول الإسلام ، كما نفسر السبب في عدم تنصير آيه آمة بعد أن رضيت بالإسلام ديناً سواء كانت هذه الأمة غالبة أم مغلوبة .
قلت يا أيها العاقل تدبر هذا النقل وما فيه من إنصاف وحق .
يتبين لك كذب وافتراء بابا الفاتيكان واعجب لرجل على رأس ملته يكون كذبه بهذه الوقاحة فهذا ما لا يليق بعاقل .
بل أسال بابا الفاتيكان كيف يكون التثليث عندكم إله واحد وإن كان المسيح ابن اله كما تدعون فلماذا صلب أيقبل الأب أن يصلب ابنه ؟؟؟ !!!
وانظر إلى هذه المقارنة الرائعة التي عقدها غو ستاف لوبون قال :
( وكانت الأمم الإغريقية الرومانية والأسيوية وقت ظهور محمد منذ زمن طويل فلم يبق لحب الوطن وعبادة الآلهة اثر في نفوس أبنائها وكانت الأثرة كل ما في قلوب هؤلاء الأبناء والأثرة آخى كانت دليل قوم عجزوا عن مقاومة آخرين مستعدين للتضحية بأنفسهم في سبيل معتقداتهم وقد استطاع محمد أن يبدع مثلا عالياً قوياً للشعوب العربية التي لا عهد لها بالمثل العليا وفي ذلك الإبداع تتجلى عظمة محمد r على الخصوص .
في النهاية الأمر واضح تمام الوضوح فى جانبى التنظير والتطبيق فى دين الإسلام و المسلمين
وبالرغم من الوضوح الشديد لهذه الحقيقة ، إلا أن التعصب والتجاهل بحقيقة الدين الإسلامى الحنيف ، والإصرار على جعله طرفاً فى الصراع وموضوعاً للمحاربة ، أحدث لبساً شديداً فى هذا المفهوم ـ مفهوم الجهاد ـ عند المسلمين ، حتى شاع أن الإسلام قد انتشر بالسيف ، وأنه يدعو إلى الحرب وإلى العنف ، ويكفى فى الرد على هذه الحالة من الافتراء ، ما أمر الله به من العدل والإنصاف ، وعدم خلط الأوراق ، والبحث عن الحقيقة كما هى ، وعدم الافتراء على الآخرين ، حيث قال سبحانه فى كتابه العزيز: (لِمَ تَلبِسُونَ الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون )
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل





الخاتمة
لقد أوردت في هذا البحث المتواضع مقولة سرعة انتشار الإسلام بالسيف مقولة من مقولات المستشرقين وبعضاً من آراء علماء الغرب والذين تحلوا بالإنصاف ويقظة الضمير منهم من أسلم ومنهم مازال على ملته وإنما تنظر لهم بعين الامتنان لما قالوه في حق الإسلام وكذا لأنهم تحلوا بروح التجرد العلمي والأمانة البحثية والمعرفية وأقول كان من الأولى لبابا الفاتيكان وهو الزعيم الروحي لأكبر طائفة نصرانية في العالم أن يتحلى بذلك الحياد وتلك المنهجية الصادقة إما وانه لم يفعل واختار الكذب والتدليس وقلب الحقائق والنقول الفاسدة لإمبراطور بيزنطي فاسد فإنا نقدم له أمام هذا الجهل البين والحقد الظاهر والإساءة البالغة للدين الحق" دين الإسلام " كما وضحت الشهادات السابقة والحق ما شهدت به الأعداء ندعوه هو وكل من أساء للإسلام أن يصدع بالحق وأن يكون أميناً فإن لم يسلم فعلى الأقل عليه أن يدرك المكانة الرئيسية التي يتقلدها و
أن يكون اميناً صادقاً مع طائفته .
ففي العالم الإسلامي علماء إجلاء ندعوكل من أساء لديننا ولنبينا ولتراثنا ولحضارتنا الإسلامية للمناظرة العلنية وأن نسلط الضوء على المخالفات الكبيرة في عقيدتك وعلى سبيل المثال عقيدة التثليث وصلب المسيح وكلاهما افتراء وكذب على الله وعلى المسيح .
وأما أهل الإسلام فأقول لهم وادعوهم بالاعتزاز بالإسلام والتمسك بتعاليمه وتشريعاته ووحدة الصف ولمّ الشمل وذلك عملاً وسلوكاً وفكراً وأن تعلنها غضبة علمية لهذا الدين وان نعلم أن الصراع بين الكفر والإيمان قائم إلى يوم القيامة وأما الغلبة فلهذا الدين .
وخلاصة نصيحتي أقول لهم نصيحة الرسول ( صلى الله عليه وسلم) :
"تركت فيكم ما إن أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي ."
وكذا العمل بجد واجتهاد على جميع الأصعدة وفي كافة الأزمنة لإظهار صورة الإسلام والدعوة في ديار الإسلام وكذا الديار الغير المسلمة وعقد المناظرات العلمية والدعوة بكل الإمكانيات المتاحة لنصرة هذا الدين .وصدق الله تعالى إذ يقول: ( إن تنصروا الله ينصركم).
المراجع
1ـ عظمة الإسلام للشيخ محمد عطية الأبرشي .
2ـ حضارة العرب
3ـ التربية الدينية الجزء الثاني المقرر على الصف الثاني الإعدادي عام 1962.طبعة وزارة التربية والتعليم
4ـ مقال أ. عبده قاسم عبر ترجمته لكتاب الفتوح العربية الكبرى للمؤرخ الأمريكي هيو كينيدي.
5ــ مقال بعنوان رفع الحيف بدحض مقولة انتشار الإسلام بالسيف أ .محمد حسن يوسف
6ــ البيان في الرد على أكاذيب وضلالات بابا الفاتيكان نخبة كبيرة من أقوال علماء الغرب المعتدين في مدح الإسلام ونبيه جمع وترتيب أ. جمال بن محمد بن محمود كاتب إسلامى.





الموضوع الأصلي : درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: حجازي






توقيع : حجازي





درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالأحد يوليو 04, 2010 8:34 am
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
الصورة الرمزية


البيانات
عدد المساهمات : 3
نقاط : 1
تاريخ التسجيل : 28/06/2010

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Emptyالأحد يوليو 04, 2010 8:34 am



درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف


جزيت خيرا وزادك الله من فضله




الموضوع الأصلي : درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: أحمد الأزهري






توقيع : أحمد الأزهري






الــرد الســـريـع
..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



درء شبهة انتشار الإسلام بالسيف Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة