من أوجه الإعجاز القرآني
[size=21]من أوجه الاعجاز القرآني
د. محمد عمارة
في القرآن الكريم من أوجه التناسب ما يعلو به أية 'هندسة' بشرية في أي أسلوب من الابداعات الإنسانية وعلي سبيل المثال، فالحروف المعروفة التي بدأت بها بعض السور القرآنية مثل 'ألم'.. و'حم'.. و'ألر'...إلخ.. قد اشتملت علي نصف حروف الابجدية العربية ¬أربعة عشر حرفا¬ وفي هذه الحروف الأربعة عشر حرفان 'منقوطان'.. هما 'ق، ن' واثنا عشر حرفا غير منقوطة!.. وفي أحرف الابجدية الأخري الأربعة عشر، حرفان غير منقوطين.. هما 'و، د' والاثنا عشر الأخري الباقية منقوطة!..
وفي هذه الحروف ¬التي بدأت بها بعض السور¬ نصف الحروف المهموسة في أبجدية العربية! ونصف الحروف المقلقلة!.. ونصف الحروف المهموزة!.. وفيها من مخارج الحروف النصف من حروف كل مخرج!!..
وإذا كان القرآن الكريم قد بدأ ب'الحمد لله رب العالمين'.. في سورة الفاتحة فان كل أرباع القرآن الكريم ¬الأربعة¬ قد بدأت ب'الحمد لله'!.. فالربع الثاني يبدأ ¬بالأنعام¬ 'الحمد لله الذي خلق السموات والأرض' والربع الثالث يبدأ بالكهف 'الحمد لله الذي انزل علي عبده الكتاب' والربع الرابع يبدأ بفاطر 'الحمد لله فاطر السموات والأرض'..!!
وفي هذه القطرة من البحر البرهان علي ان هذه الهندسة الفارقة لكل ألوان هندسات الأساليب البشرية، هي اشارة إلي كنوز الاعجاز المودعة في هذا القرآن الكريم.. الذي لا تنتهي عجائبه..
ولان الصنعة لا يدرك قدرها ومستواها إلا 'الصٌجناع'.. ولأن العلم لا يدرك أسراره إلا العلماء.. رأينا شهادات أهل صناعة البلاغة لاعجاز هذا القرآن.. ولتفرده.. ولمفارقته طاقات البشر والمعتاد والميسور للناس.
فأبوعبد شمس الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم '95ق.ه ¬ 1 ه530¬ 622م' وهو من زعماء قريش.. وزناقتها.. ومن قضاة العرب في الجاهلية ¬والملقب 'بالعدل' لأنه كان عدل قريش كلها¬ عندما سمع رسول الله 'صلي الله عليه وسلم' يتلو ¬وهو في المسجد¬ سورة 'غافر' أدرك ¬رغم شركه¬ انه أمام صنعة اعجاز مفارقة لقدرات البشر وعاداتهم وإمكاناتهم.. فقال: 'والله لقد سمعت من محمد كلاما آنفا ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن..
والله ما هو بكاهن، فقد رأينا الكهان، فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه، والله ما هو بمجنون، فقد رأينا الجنون وعرفناه، فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته ووالله ما هو بشاعر فقد عرفنا الشعر كله ورجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بشاعر، والله ما هو بساحر، فقد رأينا السحار وسحرهم، فما هو بنفثه ولا عقده.. والله ان لقوله حلاوة وان عليه طلاوة وان اصله لمغدق وان فرعه لمثمر وانه يعلو ولا يعلي عليه.. وما أنتم 'يا معشر قريش' بقائلين 'فيه' من هذا شيئا إلا وأنا أعرف انه باطل'!!..
لقد شهد الصانع الماهر لانه 'عدل' رغم شركه بأن ما سمعه 'ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن أبدا.. ومن ثم فلا بد أن يكون كلام رب الإنس والجن سبحانه وتعالي رب العالمين'.
أما عتبة بن ربيعة بن عبدشمس ¬أبوالوليد¬ '2ه 624م' وهو من سادة الشرك في مكة فلقد شهد هو الآخر ¬رغم شركه¬ بمفارقة القرآن الكريم لطاقات البشر وقدراتهم.. فقال: 'لقد سمعت قولا ، والله ما سمعت مثله قط. والله ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة.. والله ليكونن لهذا الذي سمعت نبأ عظيم' هكذا وقف الخبراء، وأساطين البلاغة والفصاحة، أمام هذا الاعجاز القرآني، شاهدين بألوهيته.. حتي وإن منعتهم العصبية الجاهلية وتقليد الآباء من اعلان الايمان برسالة هذا القرآن الكريم.
عن صحيفة أخبار اليوم المصرية
8/9/2007
[/size]