وقفات مع سورة الهمزة ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده يحسب أن ماله أخلده كلا لينبذن في الحطمة وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة "
" ويل "
، أي : وعيد ، ووبال ، وشدة عذاب
" لكل همزة لمزة "
، أي : الذي يهمز الناس بفعله ، ويلمزهم بقوله . فالهماز : الذي يعيب الناس ، ويطعن عليهم بالإشارة والفعل ، واللماز : الذي يعيبهم بقوله . ومن صفة هذا الغماز ، أنه لا هم له سوى جمع المال وتعديده ، والغبطة به ، وليس له رغبة في إنفاقه ، في طرق الخيرات ، وصلة الأرحام ، ونحو ذلك .
" يحسب "
بجهله
" أن ماله أخلده "
في الدنيا ، فلذلك كان كده وسعيه ، في تنمية ماله ، الذي يظن أنه ينمي عمره .
" كلا لينبذن "
، أي : ليطرحن
" في الحطمة وما أدراك ما الحطمة "
تعظيم لها ، وتهويل لشأنها . ثم فسرها بقول :
" نار الله الموقدة "
التي وقودها الناس والحجارة و
" التي "
من شدتها
" تطلع على الأفئدة "
، أي : تنفذ من الأجساد إلى القلوب . ومع هذه الحرارة البليغة هم محبوسون فيها ، قد أيسوا من الخروج منها . ولهذا قال :
" إنها عليهم مؤصدة "
، أي : مغلقة ،
" في عمد "
من خلف الأبواب
" ممددة "
لئلا يخرجوا منها .
" كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها "
نعوذ بالله من ذلك ، ونسأله العفو والعافية .