تعدد الزوجات

قد زعم المستشرقون أن محمدا رجلا شهوانيا : كيف تستطيع الإجابة على ذلك ؟

1_ لقد كان من عادة العرب الزواج بأكثر من واحدة حتى بلغوا أحيانا العشر نسوه فلما جاء الإسلام امرنا بالإبقاء على أربعه ومفارقة البقية ولم يثبت ان محمدا ( صلى الله علية وسلم ) الذى تزعمون انه شهوانيا تزوج بأكثر من واحده – فالنبى قد جاء الى بلاد العرب وعن كل رجل نسوه كثيرون منهم من تزوج بواحدة وثانية وثالثة ورابعة وخامسة حتى بلغ لدى الرجل أكثر من عشره نسوة كانوا ينكحونهم سواء كان نكاحا شرعيا عن طريق الخطبة وسواء كان عن طريق الحروب التى كانت بينهم والشاهد أن الرجل منهم كان يملك أكثر من عشر نسوه فلما جاء الإسلام وقد كان محمد متزوج من خديجة قبل مجئ الإسلام بفترة طويلة وقد تزوجها وعمره خمس وعشرين سنه وكان عندها أربعين سنه وعاش معها ثلاثين سنه فعاش معاها قبل أن يوحى إليه خمسه عشر سنه وبعد أن أوحى إليه خمسه عشر سنه ففى الخمسة عشره سنة الأولى كان فى حله أن يتزوج زوجه ثانية وثالثة ورابعة إلى أن يصل إلى العاشرة فتقاليد المجتمع تبيح ذلك وليس هناك ما يخالف ذلك فلم يتزوج بعشر نسوه كما امسك فغيركم عشر نسوه .

فلو كان محمد شهوانيا كما تزعمون لتزوج فى هذه السنوات قبل أن يوحى إليه بمجموعه من النسوة وإنما تزوج بخديجة التى تكبره بخمسه عشر سنه وكانت ثيبا تزوجت قبله رجلين – ومحمد (صلى الله عليه وسلم ) هو الذى طلب للزواج بها ولم يطلبها للزواج حين أرسلت السيدة خديجة نفيسة صديقتها إلى رسول الله فقالت له يا محمد هل لك فى الزواج فقال من اى ؟ إن كانت كفؤا وذات شرف فقالت فهل إذا دعيت إلى امراه ذات شرف ومال تجب إليها ؟ فقال لها دعينى استشر أعمامى فقال من هى ؟ قالت خديجة ولما استشار أعمامه فى ذلك زوجوه بها ولم يتزوج بغيرها حتى ماتت.

12


وهل هناك رجل يبلغ من العمر خمس وخمسين سنه يتزوج لقضاء شهوة ؟ ولو كان راغبا شهوة لتزوج بكرا فى سنه لكنه فضل الزواج بخديجة لأنه ينظر إلى الزواج نظره العاقل الأريب الذى يرى الزواج مسؤولية ولا يراه شهوه فتزوج بخديجة لأنه رأى فيها الأم ورأى فيها الزوجة ورأى فيها الأخت ورأى فيها الثرية التى تنفق على الدعوة من مالها ولذلك وقفت بجواره ولم يكن لمحمد ان يتزوج بغيرها حتى ماتت.
2_ لقد عرضتم عليه فى بداية بعثته أن يكف عن مقاله وان يتنحى عن نبوءته لقاء أن تزوجوه بأحسن فتياتكم فأبى ولو كان شهوانيا لاغتنم الفرصة ووجد فيها بغيته ومراده وفى بداية الدعوة عرضوا علية النساء والأموال والجاه والسلطان وان يعالجوه من رئ رآه ومس مسه فرفض كل ذلك ولو كان محمد يبغى شهوة لنتهز الفرصة وتزوج أجمل فتياتكم برضاكم .

3_ ما كان محمد يتزوج أو يذر دون وحى يتنزل حتى قال الله فى قصة زينب وزيد ( زوجناكها ) اى بأمر من الله فالنبى لم يكن الزواج بها ولذلك عاتبة الله ( وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ) فكل قصة زواج تزوج بها النبى كانت بوحى من السماء ولذلك قال أكثر من مرة لزيد ( امسك عليك زوجك واتقى الله ) .

4_ ولهذا محمد ضيق عليه فى الزواج ولم يوسع فالقران قال ( لا يحل لك النساء من بعد ولا ان تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن ) إذا الحصر فى المعدود وليس فى العدد فالحصر لعامة المسلمين كان فى العدد وهو أن يتزوج أربع نساء فقط ومن الممكن أن يتزوج بنساء الدنيا كلها أربعا أربعا أما النبى فكان الحصر فى هؤلاء النسوة التسعة فقط بأسمائهم وإيمانهم فلا يحل لك الزواج بغيرهن .

5_ إن هؤلاء النسوة نساء مختارات فالله يريد له هاتيك النسوة بعينهن كأنهن أعوان للنبى على رسالته لذلك كان يقول النبى ( خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء ) ويدفع بحفصه الى بعض نساء الأنصار الى من تجيد فن الكتابة ويقول لها علميها الكتابة وجوديها إياها- والمقصود هؤلاء النسوة بعينهم لأنهم سيكونون عونا لمحمد على رسالته ولحكم متعددة منها الحكم
13

التشريعية والحكم التعليمية والحكم الأخلاقية والحكم الاجتماعية من زواج
النبى من هؤلاء النسوة فالنبى تزوج من عائشة بنت أبى بكر ليقوى الصلة بينه وبين أبها أبو بكر رضى الله عنه حتى يتيح لأبى بكر ان يدخل بيته فى اى وقت كان فيه سواء كان النبى فى البيت أم لا أو لم يكن – كذلك تزوج بحفصة ليقوى الصلة بينه وبين عمر – كذلك زوج عثمان بن عفان من ابنتيه رقية وام كلثوم وقال لو كان عندى ثالثة أعطيناك إياها .
وزوج فاطمة ابنته من على بن أبى طالب رضى الله عنه وهؤلاء هم خلفاء المسلمين الاربعه ( أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ) رضى الله عنهم أجمعين وهم أقارب النبى من صله النسب وهذه من الحكمة الاجتماعية.

* وهناك حكم تعليمية فقد كانت زوجات النبى يعلمن سائر النساء الأحكام الشرعية والحديث واضح عندما جاءت إلى رسول الله امراه وقالت هل على المراه من غسل إذا رأت الماء فقال لها نعم فاحمر وجه عائشة خجلا وقالت هل تحتلم المراه قال النبى نعم ثكلتك أمك ففيما يشبهها الولد )
ومره أخرى تأتى امراه إلى النبى وتريد ان تتعلم كيفية الغسل من الحيض فتقول كيف تتطهر المراه يا رسول الله فقال تضع قطنه على موضع الدم ثم تضع شيئا من المسك حتى تظن أن الدم قد زال فقالت المراه كيف تضعه فاستدار النبى خجلا وكان فى حيائه اشد حياء من العذراء فى خدرها فكان
شأنه كله حياء فى حياء .
فكانت نساء النبى يعلمن النساء المؤمنات الأحكام الشرعية فهم نصف المجتمع وكل فرض عليهن من التكاليف مأخوذة على الرجال .

وهناك أحكام تشريعية حين يرتبط التشريع بهؤلاء النسوة فلو لم يكن هؤلاء النسوة ما كانت سورة التحريم وما كانت آيات سورة الأحزاب (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ) وما كانت ايه الحجاب ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ) وما كانت آية الحجاب الثانية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ

14

فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ).

وكما أن النبى تزوج من بعض القبائل ليقوى الصلة بينه وبين هذه القبائل (1) بنى قريظه تزوج من ريحانه بنت زيد (2) بنى المصطلق تزوج منها جويريه بنت الحارث (3) بنى امية تزوج منها رمله بنت ابى سفيان (4) بنى قيس تزوج منها زينب بنت خزيمه (5) بنى مخزوم تزوج منها أم سلمه (6) بنى نضير تزوج منها صفية بنت حيي ابن اخطب (7) حفصه بنت عمر كانت من بنى عدى ( زينب بنت جحش كانت بنت عمته اميمة (9) ميمونه بنت الحارث كانت أخت زوجة عمه .

6_ لو كان النبى شهوانيا كما تزعمون لنزل على رغبة نسائه فى أحايين كثيرة لكنه كان يضيق عليهم حتى خيرهم مره بينه وبين الله والدار الآخرة وبين أن يبسط لهن فى المعاش فهل هذا حال رجل شهوانى – وقد خالف محمد رغبه جل نسائه فمره يفارقهم شهرا حتى ظن الصحابة أن الرسول طلق زوجاته ومر يقسم عليهن إلا يبيت عندهن فنزلت آيات التحريم فلو كان هذا حال رجل شهوانى فالمفروض أن يطيع زوجاتهن في أمرهن لكن أمر محمد لم يكن كذلك .
7_ وحال الرسول من الزهد والورع والتقشف لا يتفق مع ما زعمتموه من حبه للنساء فالنبى كما ورد فى كتب التاريخ انه كان فى حال من التقشف والزهد والرجل الشهوانى يحب الليل والسهر ويحب الخمر ويحب الرقص والطبل لكن محمد كان فى حاله من التقشف والزهد فكان ينام بجوار السيدة عائشة رضوان الله عليها فى فراشها ثم قام يتهجد لربه ( فقالت له اين تذهب فقال لها دعينى لربى فقالت أنى أحب هواك لكن أوثر هواك على هواى ) فقام يتعبد لربه وتركها نائمة.

ومره ظنت السيدة عائشة أن الرسول انطلق إلى بعض نسائه وذهبت تمشى على رجليها تتبع الرسول وهى تنطلق إذا قدمها تتعثر فى وجه رسول الله ثم سمعت دعائه بين يدى ربه وهو ساجد يقول :
15

( عفرت وجهي فى التراب لسيدى وحق لوجه سيدى ان يعفرا )

فهذا ليس حال رجل شهوانى لأنه قد بلغ من حاله أن كان ينام على الحصيرة حتى يتأثر جنبه الشريف ويدخل عليه سيدنا عمر ويقول ( يا رسول الله هذا كسرى وقيصر ينامون على الحرير والديباج وأنت تنام على هذه الحصير فقال له عمر إما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة حتى كانت تجئ إليه الدراهم والدنانير فيجتهد فى توزيعها فلا يبقى فى بيته شئ . ثم مات رسول الله ودرعه مرهونة عند يهودي فى قوت عياله وما ملك يومها سبعه دنانير فكان كلما استفاق من نومته قال ما صنعتم بالدنانير- فهل هذا حال رجل يحب النساء ؟
بل ان الصحابة قد اقتدوا بنبيهم فى حال التقشف فهذا عمر يأتيه رجل من عند كسرى وقيصر بعد أن ملك الأرض وقد حكم فراه ينام فى ظل شجرة فقال قولته المشهورة ( حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر) .

وراع صاحب كسرى أن رأى عمر بين الرعية عطلا وهو راعيها
وعهده بملوك الفرس ان لها سورا من الجند والاحراس يحميها
راه فى نومه مستغرقا فرأى فيه المهابة فى أجلى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا بعباءة كان طول العهد يبليها
فهان فى عينه ما كان يكبره من الاكاسى والدنيا بايديها
وقال قوله حق أصبحت مثلا وأصبح الجيل يعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهم فنمت نوم قرير العين آنيها

كما خيرت النساء رسول الله وطلبوا منه التوسعة فى المال والمعيشة فنزلت آية التخير (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً ”)0

ولو كان محمد شهوانيا كما تزعمون لتزوج على السيدة خديجة فى حال حياتها ولكنه عاش معها ربع قرن لم يعدل فى حال حياتها وكان عمره فى وقتها خمسة وخمسين فكيف لرجل وصل لهذه السن ان يتزوج زواج شهوة 0والمستقرئ فى كتب التاريخ والسيرة العطرة
16

يجد ان محمدا تزوج بعد خديجة بنساء لم يكن بينهن بكرا سوى عائشة لحكمة فى الزواج منهن ولم يكن محمد بدعا من الرسل فى كثرة الزيجات فقد جاء فى كتبكم أن إبراهيم قد جمع بين سارة وهاجر ويعقوب جمع بين الأختين وداود عليه السلام كان له عدد من النساء ولقد صدق الله حين قال (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ) ولو كان للهوى والشهوة سلطان فى قلب المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) لاتخذ من الزوجات من شاء قبل النبوة فى أول شبابه .

دهايميلى للى عايز يضيفى وعايز كم( mahmmedahmed77@yahoo.com ) تعطونى ردودكم لكى تشوفو المزيد :