سبب تسمية سيدنا يحيى عليه السلام بيحيى لماذا سمى الله سيدنا يحيي بيحيى
جاء في كتاب اللباب في علوم الكتاب لابن عادل
سبب تسميته بيحيى
واختلفُوا في سبب تسميته بيحيى ، فعن ابن عبَّاس : لأنَّ الله أحيا به عقر أمه ، ويرد على هذا قصَّة إبراهيم ، وزوجته ، قالت : ( ى وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَ اذَا بَعْلِي شَيْخاً ( [ هود : 72 ] فينبغي أن يكون اسمُ ولدهم يحيى .
وعن قتادة : لأنَّ الله تعالى أحيا قلبهُ بالإيمانِ والطَّاعة ، والله تعالى سمَّى المطيعَ حيًّا ، والعاصِيَ ميِّتاً ؛ بقوله : ( أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ ( [ الأنعام : 122 ] .
وقال : ( إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ( [ الأنفال : 24 ] .
وقيل : لأنَّ الله تعالى أحياه بالطَّاعة ؛ حتى لم يعص ، ولم يهُمَّ بمعصيةٍ .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " ما مِنْ أحدٍ إلاَّ وقد عَصَى ، أو هَمَّ إلاَّ يحيى بنُ زكريَّا ، فإنَّه لَمْ يهُمَّ ولَمْ يَعْملهَا " وفي هذا نظر ؛ لأنه كان ينبغي أن تسمى النبياء كلهم والأولياء ب " يحيى " .
وقال ابن القاسم بن حبيب : لأنه استشهد ، والشهداء أحياء عند ربهم ، قال تعالى : ( بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ ( [ آل عمران : 169 ] وفي ذلك نظر ؛ لأنه كان يلزم منه أن يُسَمَّى الشهداءُ كلُّهم بيَحْيَى .
وقال عمرو بنُ المقدسيِّ : أوحى الله تعالى ، إلى إبراهيم - عليه السلام - أنه قُلْ لسارَّة بأنِّي مخرجٌ منها عبداً ، لا يَهُمُّ بمعصيةٍ اسمه حيى ، فقال : هَبِي لهُ من اسمكِ حرفاً ، فوهبته حرفاً من اسمها ، فصار يَحْيَى ، وكان اسمُها يسارة ، فصار اسمها سارة .
وقيل : لأنَّ يحيى أوَّلُ من آمن بعيسى ، فصار قلبه حبًّا بذلك الإيمانِ .
وقيل : إنَّ أمَّ يحيى كانت حاملاً به ، فاستقبلتها مريم ، وقد حملت بعيسى ، فقالت لها أمُّ يحيى : يا مريمُ ، أحاملٌ أنت ؟ فقالت : لم تقولين ؟ فقالت : أرى ما في بطني يسجُد لما في بطنك .