أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
احترام القرآن الكريم واجب شرعي علي كل مسلم. وبمقتضي هذا الواجب لا يجوز الاستدلال بآيات هذا الكتاب الكريم في غير المواطن التي يجوز الاستدلال فيها. كما لا يجوز اقتباس بعض آياته التي تتضمن أسماء أشخاص معينين من الأنبياء والمرسلين. وإنزالها علي بعض من يشبهونهم في تلك الأسماء من المسلمين. من قبيل هذا المسلك ما ذكرناه منذ فترة عن بعض أتباع أحد الشيوخ من ذوي المقامات والطرق. واسمه إبراهيم. حيث كتبوا في ضريحه لافتة قرآنية علقوها علي إحدي حوائطه تحمل قول الله تعالي: "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلي". وفي هذا المسلك استغلال أشرنا إلي حرمته من قبل. ونؤكد ما قلناه عن تلك الحرمة اليوم إذا كانت تلك اللافتة مازالت معلقة. ويجب إنزالها. لأنها توهم الأتباع والمريدين بأن مقام الشيخ إبراهيم بالجيزة يشبه مقام إبراهيم - عليه السلام - بالمسجد الحرام. وأن الصلاة كما طلبت من الله عند مقام إبراهيم في بيت الله الحرام. فإنها تكون مطلوبة علي سبيل الشبه بمقام إبراهيم بالجيزة. وكما هو معلوم من حال أولئك المريدين. فإنهم يحبون شيخهم حبا يدفعهم إلي الظن بأن الصلاة في مقام شيخهم. كالصلاة في مقام أبي الأنبياء إبراهيم. وربما سرح بهم الخيال بعيدا عن معني القرآن الكريم وأسباب النزول فيه إلي تفصيل الآية قصدا علي مقام الجيزة. وليس مقام مكة. أو ربما جعلوهما في مرتبة واحدة. وسد الذرائع أمام هؤلاء المحبين المتهورين في حب شيخهم - رحمه الله - واجب. كما أن احترام كتاب الله واستعماله في مكان الاستدلال به أوجب. ومنذ أيام نشر أحد الناس لطفلة من ذوي قرباه تهنئة بعيد ميلادها. وهذه الطفلة تسمي "مريم" فوضع في تلك التهنئة الآية الكريمة: "يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك علي نساء العالمين". ثم نشر صورة مريم الطفلة مقرونة بما كتبه لها من ألفاظ التهنئة بيوم مولدها في صحيفة يومية كبري وفي إعلان داخل إطار بارز. ومثل هذا التعامل الأهوج مع آيات الكتاب الكريم يدل علي سوء أدب في التعامل معه. ولم يكن يليق أن ينشر هذا الإعلان. لا من صاحب الشأن. ولا من الجريدة. حيث لا يجوز اتخاذ آيات الله هزوا. وما تم من الاستشهاد بالآية الكريمة التي وردت في حق مريم العذراء أم المسيح - عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام - وأرادها للتهنئة في عيد مريم الطفلة. يدل علي تعامل غير لائق مع كتاب الله. وبطر لنعمة المولودة. وفرح بغير الحق. وهو الفرح الذي توعد الله فاعليه بقوله تعالي: "ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق. وبما كنتم تمرحون. ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها. فبئس مثوي المتكبرين". إن الله قد اصطفي مريم العذراء وطهرها واصطفاها علي نساء العالمين. وهو ما لا تحتمله تلك الطفلة ولا يحتمله أهلها. فهل يقبل هذا الذي شبهها بمريم العذراء أن تجيء أهلها بحمل لا يعلم له أب؟. ذلك من منطق تفرد الإعجاز. وأن ذلك لا يحدث في غير مريم العذراء. إن ما حكاه القرآن الكريم لا تحتمله مريم الطفلة ولا يحتمله من هنأها. ولا الدنيا كلها. فلم الكذب علي الله؟. يجب احترام القرآن الكريم.