الشيخ سعد الفقي | 23-05-2010 00:46
فجأة ودون سابق إنذار تقدمت منظمة اتحاد الجمعيات اليهودية في فرنسا (كريف) بشكوى للمجلس السمعي والبصري هناك ضد قناة الرحمة الفضائية (ذات التوجه الإسلامي) والتهمة معاداة السامية، ورمي اليهود بما ليس فيهم، فهم براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب من كل الجرائم التي كان نصيب المسلمين منها هو الأكبر على الدوام في الماضي والحاضر والمستقبل.. ولم لا وهم شعب الله المختار.. وما عداهم فهم العبيد والخدم وأراذل القوم.. وبالتالي فليس أمامنا نحن المسلمون وحتى نفلت من تهمتهم الجاهزة (معاداة السامية) إلا أن نعدد خصالهم المحمودة إن وجدت.. ولا داعي للتقليب في صفحات الماضي الأليم.. وما ارتكبوه في حق البلاد والعباد من قتل وتشريد وسفك للدماء وانتهاك للأعراض والمقدسات باعتبار أن ما حدث من الأفعال الماضية.. أما عن صابرا وشاتيلا وبحر البقر وأبو زعبل وقانا الأولي والثانية وما حدث ويحدث للأسرى والأسيرات الفلسطينيات فكلها أمور يجب ألا نتوقف أمامها.. وأن نغض الطرف عنها ولا نتحاكاها لاسيما إذا كان في إثارتها تأليب وتأنيب لضمائر أولاد عمومتنا اليهود. والمطلوب من قناة الرحمة ومن يسير في فلكها وعلي وتيرتها أن يتذكروا أن ما بيننا وبين اليهود أقوي بكثير من أية هواجس قد تثير الفرقة وتبعثر الشمل. وبالجملة نحن جميعا مطالبون بالاستسلام للضرب على قفانا ولا داعي للعودة مرة أخري إلى الماضي وما يحمله لنا من آلام وضربات موجعة.. والغريب فعلا هو ما حدث عندما ذهب مسئولو قناة الرحمة إلى السيد (صلاح حمزة) المسئول الأول والأخير عن القمر الصناعي النايل سات.. وقد ظنوا وبعض الظن إثم أنه سينتفض لمخاطبة من بيدهم مقاليد الأمور في فرنسا لاسيما وأن هناك الكثير من المبررات التي تبطل قرارهم الظالم والمشئوم .. ومع أن ما يقوم به لا يعدو أن يكون أضعف الإيمان.. إلا أنه قال بالحرف الواحد: لست مطالبا بالتحرك وليس أمامكم إلا اللجوء للقضاء الفرنسي.. ويا عم صلاح إذا قالها غيرك لكنا شكوناه إليك أما وقد قلتها فشكوانا إلى الله أحكم الحاكمين.