الإسلام والمواطنة الشيخ سعد الفقى وكيل مديرية أوقاف الدقهلية | 02-11-2010 00:17
المصريون
الاسلام بمفهومه الاعم والاشمل اكبر من كل التصريحات التى يطلقها البعض بين الحين والاخر وهو فى علاقته مع الاخرين وعلى مر الزمان وبشهادة الاعداء قبل الاصدقاء نموذج حى ومتفرد وميثاق لكل من اراد السعادة فى الدارين . فالثابت انه الذي دعى انه لا اكراه فى الدين وان لغير المسلمين ما لنا من حقوق وعليهم ما علينا من واجبات . وهذا حق مكتسب لا يجوز البته الانتقاص منه او الجور عليه والفضل ما شهدت به الاعداء . فقد كتب المستشرق توماس ارنولد فى كتابه الدعوة الى الاسلام (لقد عامل المسلمون المسيحين بتسامح عظيم منذ القرن الاول للهجرة واستمر هذا التسامح فى القرون المتعاقبه ) وليس هناك اوثق مما سطرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فى كتابه الى نصارى نجران (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد الى الاسقف ابى الحارث ابن علقمه واساقفه نجران كهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم ان لهم ما تحت ايديهم من قليل او كثير من بيعهم وصلواتهم ورهبانيتهم . لا يغير اسقف من اسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا كاهن من كهانته ) هذة الكلمات وان قلت ليس اقل من الامساك بها فى دستور دائم تم تفعيله فى ذات اللحظة عندما قدم الوفد النجرانى الذى كان مكوناً من ستين راكباً منهم اربعة عشر من اشرافهم وقد حانت صلاتهم فاذن لهم الرسول بالصلاة فى مسجدة . وهذا الموقف ليس فردياً ولا هو من قبيل صدفة فهناك ما هو اعم من غرس لاواصر الحب بين المسلمين والنصارى حتى مع امواتهم . فقد روى عن جابر ابن عبد الله انه صلى الله عليه وسلم كان يجلس ذات يوم فمرت به جنازة فوقف لها وامر اصحابه بالوقوف فقيل له يا رسول الله انها لرجل من اهل الكتاب فقال اليست نفساً .وعلى ارض الواقع فقد اثبتت الايام والليالى ان المصريين لم تفرق بينهم الافراح والاتراح ففى حرب اكتوبر المجيدة عام 1973 كانت قائمة الشهداء التى امتلئت عن اخرها بالمسيحيين والمسلمين . يومها كانت الملحمة التى انصهر فيها الجميع وكان من بينهم فؤاد عزيز غالى فقد كان مثالاً للوطنى المخلص . ليس هذا فحسب بل ان الزلزال الذى ضرب البلاد فى بداية التسعينيات لم يفرق هو ايضاً بين مسلم ومسيحى . وكنا جميعاً على قلب رجل واحد من المسئولية ويبقى الحل فى ارساء المواطنة الحقيقية التى كفلها الاسلام .