وقائع احتفالية مركز الإعلام العربي للدكتور محمد عمارة بمقر نقابة الصحفين 3 نوفمبر 2010 محيط : علي عليوة و محمد كمال
[احتفالية تكريم د. محمد عمارة]
احتفالية تكريم د. محمد عمارة
نفي الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين صحة ماقاله بعض متطرفي النصارى في مصر من أن المسلمين ضيوف علي نصارى مصر وان النصارى هم أصل البلد .
مؤكدا أن الفاتحين المسلمين تعاملوا بكل الكرم والمحبة مع نصارى مصر وأعادوا لهم البطريرك بنيامين الذي كان هاربا في الصحراء خوفا من بطش الرومان وأعادوا لهم أموالهم وكنائسهم وأمنوهم علي أموالهم وعقيدتهم .
جاء ذلك في الاحتفالية التي أقامها أمس الثلاثاء مركز الإعلام العربي برئاسة الصحفي صلاح عبد المقصود بمقر نقابة الصحفيين المصريين ضمن سلسلة "رموز في دائرة الضوء" لتكريم المفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية .
وأضاف العلامة القرضاوي بأن أخلاق الفاتحين المسلمين وعدلهم جعلت المصريين يدخلون في دين الله أفواجا اقتناعا منهم بالإسلام وشريعته .
وأشار إلى موقف عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين حينما أشار عليه واليه في مصر بأن يفرض الجزية على النصارى الذين يعتنقون الاسلام خوفا من نقص حصيلة الجزية وتأثير ذلك سلبا علي خزينة الدولة إلا أن عمر نهره وقال له "قبحك الله..إنما بعث الله محمدا هاديا لا جابيا".
وقال إن وسطية الدكتور محمد عمارة في بحثه عن "الوهابية والشيعة والصوفية" رغم صعوبة البحث في هذه الموضوعات كانت مبهرة.
ومن ثم قدرته علي الجانب الآخر على التصدي لفكرة التنصير الخارجي وفضح مخططات الغرب الذي رصد اكثر من 1300 مليون دولار لتنصير المسلمين من خلال مؤتمر "كلورا دو" عام 1978.
وأشار إلي فشل خطتهم التي كانتترمي إلي البدء بتنصير دولة اندونيسيا الإسلامية وعلي العكس ازداد عدد المسلمين هناك وانتشر الإسلام أكثر بل كانت اندونيسيا مركزا للدعوة في كثير من البلاد المجاورة لها.
مؤكدا علي أن الإسلام صخرة عتية لا يستطيع احد ان يكسرها ولو اوتى مال قارون، وأن الدكتور عمارة كان احد ثغور هذه الصخرة الذي فضح الله به هذه المخططات الغربية.
وأعرب عن تقديره لعلم الدكتور محمد عمارة، مؤكدا اننا لا نستطيع ان نوفيه حقه خاصة وانه كان من الرجال الذين ادخرهم الله لنصرة دينه والدفاع عن الإسلام ضد الحاقدين والكارهين، لافتا الى ترشيحه الى جائزة فيصل العالمية.
[ القرضاوى يكرم د. محمد عمارة ]
القرضاوى يكرم د. محمد عمارة
وقال القرضاوي إن تكريم الرموز الإسلامية واجب ديني وقد حض عليه الشرع الشريف في قول الله تعالى" واذكر في الكتاب موسى..واذكر في الكتاب إبراهيم..الخ".
مشيرا الى تكريم النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته حينما لقب أبا بكر بالصديق وعمر بالفاروق وخالد بسيف الله المسلول .
وتساءل رئيس اتحاد علماء المسلمين: كيف لا نكرم علماءنا في الوقت الذي تقوم فيه أقطاب العلمانية والماركسية والشيوعية الذين يقدرون بعضهم البعض ويسترون عورات بعضهم؟ مضيفًا " أن تكريم الرموز سنة إسلامية".
لكنه أعرب عن حزنه بأننا لا نتحدث عن علمائنا ونعرف قدرهم إلا بعد وفاتهم، فمن واجبنا أن نقدرهم فى حياتهم، ومن هؤلاء الدكتور عمارة، الذى وصفه بمجدد هذا القرن وهو من الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي بالتجديد والوسطية، فالوسطية لا تكون إلا بالتجديد و التجديد لا يكون إلا بالوسطية.
وأشار إلى أن الدكتور عمارة تسلم راية الإمام الدكتور محمد الغزالى فى الدفاع عن الإسلام والأمة وتاريخها وحضارتها فهو يمتلك من الأسلحة ما يمكنه أن يقف مدافعًا عن الإسلام.
مشيرًا إلى أن الإسلام سيزداد قوة بعد قوة، مؤكدًا أن الإسلام سيظل صخرة عاتية تتحطم عليها محاولات التبشير والتشكيك فى هذا الدين.
واختتم القرضاوي كلامه بقول النبي صلي الله عليه وسلم "إن الله بعث على رأس كل مائة عام من يجدد هذا الدين"، منبها على دور كل مسلم للعمل على تجديد هذا الدين ورفع رايته ومواجهة خصومه.
اقتداءً بالدكتور عمارة الذي كان يدافع عن الإسلام ضد العلمانية والماركسية والمتطرفين من الكنيسة بكشف أخطاءهم ، ولا ننسى دفاعه عن النقاب والحجاب وأصحاب اللحى والشباب المسلم الذي اتهم بالتطرف.
وفي كلمته لم يتمالك الدكتور محمد عماره نفسه من السعادة إزاء هذا التكريم مشيرا إلى انه ابن رجل فلاح بسيط وهب ابنه للعلم والإسلام وكان حريصا علي التحاقي بكتاب القرية لحفظ القرآن الكريم
لافتا إلي أن والده كان يتابع حفظه للقرأن ويصحح له اخطاءه في التلاوة ، داعيا له بالرحمة ولشيوخه الأجلاء الذين تأثر بعلمهم وإصرارهم في البحث والتأصيل .
وتكلم الدكتور عمارة عن بدايته في طلب العلم وكيف أنه خدع بشعارات اليساريين عن العدل الاجتماعي فانضم إليهم واكتشف زيف ادعاءاتهم .
مشيرا إلي أن الله ابتعثه في رحلة إلي التيار اليساري ليفضح به مكائد هذا الفصيل وقذارته، مؤكدا انه عرف عظمة الهوية الإسلامية ببركة تجاربه وسباحته في أعماق الفكر الإسلامي.
واستدل على ذلك بتقبل دعوته في ليلة القدر بان يكون من اهل العلم كما دعا ربه أن يزيل عنه اللثغ الذي كان يصيب لسانه في حرف الراء بالدعاء لله تعالي بالآية الكريمة من القرآن "رب اشرح لي صدري ويسر لي امرى واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي" فازال الله عنه هذا اللثغ ببركة طلب العلم ودعاء والده ومشايخه اليه.
[كبار المفكرين والدعاة شهدوا التكريم ]
كبار المفكرين والدعاة شهدوا التكريم
وأشار عمارة الى مواقفه مع كبار العلماء مثل الامام الغزالي والشيخ متولي الشعرواي حينما كتب له الأول إهداء على كتاب له وكأنه كان يحمله مسئولية الدفاع عن الإسلام .
ولفت إلي أن الشيخ الشعراوي رحمه الله دعا له حينما قابله فى عزاء شيخ الأزهر الأسبق جاد الحق على جاد الحق قائلا له "ربنا يجعل فيك العوض" وكررها له عدة مرات .
فانتفض الدكتور عمارة بحد قوله لدعاء الشعراوي وأحس بأنه حمل جبلا على كتفيه في كيفية التصدي لخصوم الإسلام والدفاع عن الدين.
وتكلم عن مأساته بعد خروجه من المعتقل وتحدى النظام له بتعيينه في جمعية استهلاكية ليقطع عنه الاستمرار في البحث والقراءة والتصدي للظلم رغم تعيين اليساريين في شتى المجالات المميزة.
معتبرا ذلك بمثابة اغتيال لفكره وهو ما جعله يرابط على هذا الثغر ويقبل بهذا التحدي فرفض أي منصب حكومي واخذ يقرأ كل يوم اكثر من 18 ساعةحتي يتمكن من التصدي لأعداء الإسلام ومقاومة الظلم .
خاصة وانه قد تربى على يد والده على قول النبي صلى الله عليه وسلم "أفضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر"وانه دفع سنوات من حياته في المعتقل اداءا لتك الامانة .
وأشار عمارة لموقفه من الكنيسة حينما شنت عليه هجومها منذ سنوات ومنعت الصحف ووسائل الإعلام من ذكر أي أخبار عنه، إلا أن الله نصره وزادت نسبة مبيعات كتبه سبعة اضعاف على ما كان يوزعه قبل هذا الهجوم رغم تهميشه إعلاميا، وهو ما جعله يسجد لله شكرا مستدلا بقوله تعالى "أليس الله بكاف عبده" .
معربا عن سعادته كونه خادم لهذا الدين ومحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولتراث هذه الأمة العظيمة، وانه كان يحس بأنه فى معية الله في كل معركة فكرية ضد خصوم الإسلام.
واختتم عمارة حديثه بنصيحة الشباب بكثرة القراءة والحرص على التعلم في كافة المجالات للصد عن الإسلام، لافتا إلى أن أعداء الإسلام يحاربون الدين من خلال نشر الجهل في أوساط أهله.
وأن التتار حينما دخلوا بلاد الإسلام كانوا يقتلون العلماء ويحرقون الكتب لنشر الجهل فى أوساط المسلمين وهو نفس ما يخطط له الغرب من خلال مؤتمر "كلورادو وغيره من المؤتمرات التنصيرية .
وتم في الاحتفال عرض فيلم تسجيلي تناول المشوار الفكري لعمارة، فأبرز المحطات الرئيسية التي مر بها في مسيرته الفكرية .
وتطرق لمقتطفات من عدد من المؤلفات التي تبرز جهد عمارة في دعم القضية الفلسطينية والتراث الحضاري الإسلامي والهوية الإسلامية في مواجهة التغريب.