حتي بعض علماء الإسلام أدمنوا"الحج البلوشي"!! بكل صراحة بقلم الأستاذ بسيوني الحلواني حتي بعض علماء الإسلام أدمنوا"الحج البلوشي"!!
بكل صراحة
بقلم بسيوني الحلواني
الثلاثاء 9 نوفمبر 2010
انتقلت آفة"الحج البلوشي" وهو الحج علي نفقة الآخرين.. وزارات أو هيئات أو شركات- للأسف الشديد من الذين لا يعرفون أحكام الحج وضوابطه الشرعية إلي بعض علماء ودعاة الإسلام الذين من المفترض أن يعلموا الناس أن الحج فرض علي المستطيع القادر عليه ماديا وبدنيا وأن الانسان مطالب بأن يؤدي الفريضة من ماله الخاص الذي جمعه من حلال حتي يستفيد من الفريضة ويحظي بأجر الحج وثوابه ويكون حجه مبرورا وذنبه ومغفورا.
بعض الأسماء الامعة في سماء الدعوة الإسلامية لا تكف عن محاولة السفر كل عام أو عدة أعوام متقاربة لآداء المناسك علي نفقة وزارة أو هئية داخلية أو مؤسسة إسلامية خارجية أو عن طريق دعوة من رابطة العالم الاسلامي أومنظمة المؤتمر الاسلامي أو غيرها مع أن كل هؤلاء قد سبق وأدوا مناسك الحج أكثر من مرة.
مع قرب موسم الحج كل عام تهدر كرامات وتهان شخصيات دينية من أجل الحصول علي دعوة حج من هنا وهناك وقد روي لي أحد الزملاء منذ أيام ماذا فعل داعية كبير له مكانته بسبب تأخر وصول دعوة الحج البلوشي التي يتلقاها كل عام وهو سلوك لا يليق بعالم المفروض أن يكون مثالا نادرا في عفة النفس والنزهة ورفض ما في أيدي الآخرين.
ولايقف الأمر بمدمني الحج البلوشي عن أداء المناسك من جيوب الآخرين.. بل يحرص بعضهم ويسعي ويبذل كل جهده لكي يحصل علي بدل سفر مجز عن الايام المباركة التي قضاها في طاعة الله في الآماكن المقدسة.
فالرجل خلال رحلته التعبدية قد أدي خدمات وطنية رائعة وأفاد الجهة التي يتبعها إفادة عظيمة حيث دعا لها بالبركة والصلاح والوقاية من الحرائق والكوارث الاقتصادية ويستحق أن يحصل علي مقابل مادي علي هذا الكفاح الديني والوطني المشرف!!
المشكلة هنا لاتكمن في سلوك هؤلاء العلماء والدعاة وحدهم بل في السياسات الخاطئة لكثير من الهيئات والمؤسسات الاسلامية التي تعودت علي دعوة وجوه مكررة كل عام من أصحاب الأسماء اللامعة لاضفاء المزيد من الشو الاعلامي أو الدعاية السياسية الكاذبة مع أن تسفير مجموعة من الفقراء الذين يتطلعون لآداء الفريضة ولايستطيعون لضيق ذات اليد أكثر قربي الي الله وأفضل كثيرا لتحقيق دعاية صادقة لجهود هذه المؤسسات أو تلك الدول.
وهنا أذكر الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الامارات العربية السابق- رحمه الله- والذي كان يحرص كل عام علي إرسال عدد ليس بالقليل من الفقراء العاملين بالدولة لآداء فريضة الحج علي نفقته الشخصية فهذا هو التقرب الحقيقي الي الله.
لاينبغي أن تستغل فريضة الحج لتحقيق دعايات فجة لهيئة أو مؤسسة أو دولة ولا ينبغي أن يكون علماء ودعاة الاسلام أداة لتحقيق مثل هذا الشكل من الدعايات الكاذبة.. كما لايجوز لأحد من العلماء أن يهين نفسه من أجل دعوة حج مجانية من هنا أو هناك.
يارب
اللهم اكفني بحلالك عن حرامك. وأعني بفضلك عمن سواك.
اللهم إني أعوذ بك من علم لاينفع. ومن قلب لايخشع. ومن نفس لا تشبع. ومن دعوة لايستجاب لها.. اللهم آت نفسي تقواها. وزكها فأنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني.
"من دعاة النبي صلي الله عليه وسلم"