الأضحية رمز الفداء بقلم الأستاذ أحمد علي سليمان الثلاثاء 17 نوفمبر 2010
الأضحية رمز الفداء
بقلم الأستاذ / أحمد علي سليمان
عقيدتي
ابتلي الله - عز وجل - إبراهيم "عليه السلام" في ولده إسماعيل ابتلاءين.. فبينما هو شيخ كبير يرقبه في ضمير الزمان مدة طويلة يناجيه ويضاحكه. إذ به يؤمر بأن يودعه في بطحاء مكة هو ووالدته. حيث لا جليس ولا ونيس ولا أنيس إلا الله - عز وجل - هذا هو الابتلاء الأول حدث له وهو صغير.. ولما كبر وبلغ أشده إذا بالابتلاء الثاني ينظره وينتظر أباه. إذ أوحي الله إليه أن اذبح ولدك قال تعالي: "فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تري. قال يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" "الصافات: 102" وهنا يتجلي الأدب العالي من إبراهيم الذي تأدب مع الله. وإسماعيل الذي تأدب مع أبيه.. سلم إبراهيم وإسماعيل الأمر لله. فانصاع الولد والوالد للأمر وامتثلوا لرب الأرباب. فكان هذا الفداء الذي نزل من السماء عن طريق جبريل عليه السلام الذي قطع السبع الطباق بأمر ملك الملوك ومالك الملك يقول تعالي: "فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم" "الصافات: 103 - 107".
هم إبراهيم بوضع السكين علي رقبة إسماعيل وإذا بسفير الملائكة جبريل ينادي انتظر يا إبراهيم هذا فداؤه "كبش عظيم".
وهكذا كلما قرب الرجل من الله كان أهلاً لتحمل البلاء. ولذلك يقول الرسول - صلي الله عليه وسلم - "أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل". وهكذا لما امتثل إبراهيم وابنه لأمر مولاهم فرج الله كربهم ورفع شأنهم وأعلي ذكرهم علي مر العصور والأزمان.. ومن هنا شرعت الأضحية لتكون رمزاً للفداء وصبراً علي البلاء واقتداء بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.. فالأضاحي مطايانا إلي الجنة ويقصد بها التقرب إلي الله - عز وجل - فهي نوع هدية وقربان تتودد به إلي الرحمن.. فانظر قدر المهدي إليه. وقدم له الأطيب الأنضر - ولا يغب عن ذهنك قوله تعالي: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله علي ما هداكم وبشر المحسنين" "الحج: 37".
كم يلحقك من الخجل إذ أنت قدمت لصاحبك شيئاً معيباً؟!
لا أقل من أن تختار لخالقك. كما اخترت لصاحبك. فاتق الله فيها. حتي لا تكون وسيلة طرد ومقت. بدلاً من أن تكون وسيلة حب وقرب!!.
أما أفضل الأضحية.. فالذكر في الأضحية أفضل من الأنثي. وأفضلها البيضاء. ثم الصفراء. ثم العفراء. ثم السوداء. ولا تجزيء عوراءى بين عورها. ولا عرجاء بين عرجها. ولا مريضة لا شحم لها. ولا مقطوعة الأذن أو مكسورة القرن. وعن آدابها.. فيسن أن تذبحها بنفسك - إن كنت تحسن الذبح - وأنت تستقبل القبلة. ناوياى بها القرب إلي الله. وتحد شفرتك. وترح ذبيحتك. والغنم تضجع علي شقها الأيسر بيسر. ولا تُريها المدية "أي السكين". فعن أبي الأشعث. عن شداد بن أوس. عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الله كتب الإحسان علي كل شيءي فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته". أخرجه النبالي.
وتقول: "بسم اله والله أكبر. اللهم هذا منك وإليك فتقبله مني وأهلي. كما تقبلته من إبراهيم عليه السلام ومحمد صلي الله عليه وسلم". ويسن أن تقسم ثلاثاً: ثلث لبيتك. وثلث للصدقة. وثلث للهدايا. ولا يعطي منها شيء أجرة للجزار.. فاتقوا الله واعلموا أنها مطاياكم إلي الجنة. وإذا كانت هذه الأضاحي مطايانا إلي الجنة فمن العجب أن تجد من يُضحي بمقطوعة الأذن أو العمياء أو العرجاء أو العوراء. فهؤلاء لم تنعقد لهم أضحية.. كذلك الذين اشتروا لحماً من الجزار. أو ذبحوا دجاجة أو أوزة.. أو غيرها مما لم يرد نص بإجزائه. أو الذين ذبحوا قبل وقت الوجوب. فاتق الله ولاحظ شروط القربان.. فطيبوا بها نفساً وأخلصوها لله حتي تكون مطيتنا إلي جنة رب ا