الكلمة المسمومة جاء اعلان موقع وزارة الخارجية الصهيونية لقائمة الكتاب العرب الموالين لعدوانها الغاشم على غزة صدمة للشارع العربي والإسلامي ليكشف الأقنعة المستترة خلف الديموقراطية والأمن القومي والإنسانية.
هذه حلقة من مسلسل الاستسلام الذي يمثل بطولته اليوم الأمتان العربية والإسلامية بلا منازع، ولكن على المستوى القيادي فقط.
فالأقلام العربية المسمومة بدماء الفلسطينيين خذلت الرأي العام الإنساني المتعاطف والمتضامن مع الشعب الأعزل ضد الاجتياح الصهيوني، وتجاوز اخلاصهم للصهاينة أنفسهم الذين وجهوا سهامهم الى كيانهم وانتقدوا أعمال قادتهم البربرية حتى إن بعضهم ظهر على الشاشات وهو يبكي رأفة بهؤلاء الشهداء والجرحى.
لم يأت هؤلاء المرجفون بجديد على الساحة الاعلامية بمختلف تفريعاتها لما عرف عنهم بموالاتهم العمياء لفكرة التطبيع مع الكيان الصهيوني ومعارضتهم الشديدة للدين الإسلامي واتباعه في امصار الأرض، حتى يتماشوا مع معطيات القوة السائدة في العالم، لاسيما في الوطن العربي.
فأخذوا يحللون وفق أهوائهم المنسلخة، وينظِّرون بحسب نفوسهم العفنة، ويهاجمون المنتصرين الحقيقيين في الدينا والآخرة، ويثيرون الشبهات واللغط حول رجال الأمة المخلصين، ويقللون من شأن الإسلام وشريعته الغراء، ويسخرون من دعاة الحق والنخوة والشجاعة ... فهذه هي أدوات مرتزقة الصحافة في عالمنا اليوم!
لم يفكر أحد منهم في الوطنية الحقة والقومية الحسنة والإسلام الصحيح عندما أخذ يجرح بقلمه قلوب الناس، ويقطِّر بحبره أموال العمالة، ويمسح بطرفه حقيقة الانتماء للمجتمع والوطن والأمة.
إن الإسلام بريء من هذه الشرذمة براءة الذئب من دم يوسف لما أقدموا عليه من تواطؤ رسمي وعلني مع أعداء الأمة، وبالخصوص أبناء القردة والخنازير مغتصبي القدس وأرض الإسراء والمعراج.
ولكن الأمة اليوم تعيش وعيا دنيويا عاليا، ولم يعد باستطاعة أتباع المدرسة الأتاتوركية والسكسونية دغدغة مشاعر الشعب والاستخفاف بالعقول النيرة والكذب على الجوارح المتشبعة بالإيمان الرباني والعروة الوثقى.
إن ما سطرته أقلام هؤلاء المتصهينين سيذهب الى زبالة التاريخ معهم، ولن يكون له أدنى أثر سواء في الوقت الحالي او المستقبل، لان مجتمعاتنا ادركت بحقيقة عملية معنى الإسلام الشمولي الحاكم في الأرض والمنقذ في السماء وكما قال الله تعالى : { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون } ( الصف : 8 ) . والله ولي التوفيق.