في الصميم بقلم: مجدي سالم بيان مجمع البحوث الإسلامية وعودة الأزهر..!! في الصميم
بقلم: مجدي سالم
بيان مجمع البحوث الإسلامية وعودة الأزهر..!!
منذ تولي فضيلة الدكتور أحمد الطيب إمامة الأزهر الشريف وأنا أشعر بالتفاؤل والأمل في أن يستعيد الأزهر دوره ومكانته .. هذا الكلام لا يعني أن من سبقه كان مقصرا في المحافظة علي الأزهر ومكانته ولكن لكل مرحلة رجالها وقد تمكن الدكتور طنطاوي رحمه الله من أن يقود الأزهر في ظل فترة عصيبة تعرض فيها الإسلام والمسلمون لكثير من الهجمات والمصاعب من بعض أبنائه وبعض المنتمين للإسلام ومن غيرهم واستطاع أن يخرج بالأزهر من كثير من الأعاصير بأقل الخسائر الممكنة.
المهم جاء الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخا للأزهر ليبدأ في معالجة ما شاب العمل الأزهري من شوائب ومآخذ وتحفظات عند الكثيرين .. كانت البداية عودة الانضباط الإداري وتطوير العمل العلمي والتعليمي في مختلف المراكز العلمية الأزهرية وخاصة في الجامعة.
استطاع الإمام الأكبر أن يحقق الكثير في هذا المجال ولكن المحبين للأزهر والمنتمين إليه بل وكل المسلمين ما زالوا في انتظار الكثير أيضا ليعود الأزهر قبلة ومنارة المسلمين في العالم كله كمؤسسة علمية تعليمية أنارت العالم من قبل وتولت حماية وسطية الإسلام علي مر العصور.
وإذا كانت عملية ترتيب البيت الأزهري من الداخل قد أخذت وسوف تأخذ الوقت الذي تحتاجه فإن هناك مهام أخري للأزهر كان من الضروري أن يقوم بها في أسرع وقت ودور لا يمكن أن يتركه الأزهر أكثر من ذلك.
منذ عرفنا الأزهر وهو يتولي مهمة الدفاع عن الإسلام والمسلمين ضد كل من يكيد له ولهم ودائما كان الأزهر هو حصن الدفاع الأول عن الإسلام والمسلمين وأيضا عن مصر وشعبها وكثيرا ما وقف الأزهر والأزهريون في أول صفوف مواجهة الغزاة والمستعمرين .. من الأزهر كانت دائما بداية انطلاق شعلة الجهاد ومنبت مواجهة كل من يعمل علي التفريق بين أبناء الوطن مسلمين وأقباطاً .. منه ومن كنائس مصر خرجت مظاهرات التنديد بالاحتلال البريطاني حيث اختلطت دماء أبناء الشعب المصري الذين طالتهم رصاصات جنود الاحتلال لا تستطيع أن تفرق بينهم .. والمواقف عبر التاريخ كثيرة ويعرفها الجميع.
هذا الدور لم يكن من المقبول أن يتأخر كما أنه لايمكن قبول إمساك العصا من المنتصف في كثير من القضايا التي كان من الضروري أن يكون للأزهر موقف حاسم منها مثلما كان يحدث سابقا.
لذلك كانت سعادتي كبيرة وعظيمة وأنا أقرأ بيان مجمع البحوث الإسلامية الذي صدر الاسبوع الماضي للرد علي تقرير لجنة الحريات الدينية الأمريكي والإدعاءات المغرضة التي حملها هذا التقرير.
أهم ما يميز هذا البيان أنه كان بيانا علميا وموضوعيا يرد علي كل كلمة حواها التقرير الأمريكي ويفند الإدعاءات التي جاءت به .. لم يكن تقرير مجمع البحوث الإسلامية بيانا خطابيا أو رداً سياسياً بل كان ردا موضوعيا يفند الاتهامات ويرد عليها ثم ييبن ما وراء هذه الاتهامات من أهداف وأغراض .. والأكثر من ذلك أن البيان وجه الكثير من الاتهامات إلي أصحاب تقرير الحريات الأمريكية حول الحريات الدينية في بلادهم التي يضطهد فيها الأقليات ليلا ونهارا.
بقيت نقطة أخيرة أتمني أن ينتبه القائمون علي الأزهر لها وهي أنه إذا كان بيان مجمع البحوث الإسلامية قد أثلج صدر المسلمين الذين يعلمون جيدا حقيقة الإسلام فإن الأمر لا يجب أن يتوقف عند صدور هذا البيان وإنما يجب ترجمة نص البيان والعمل علي نشره بمختلف اللغات حتي يحقق البيان نتيجة فعالة في الرد علي كل من يشيع عن الإسلام ما ليس فيه ويعرف من لا يعرف في الغرب الحقيقة ولنخرس أصوات الكثيرين.